أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال إفريقية















المزيد.....

الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال إفريقية


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 19:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في أواسط التسعينات من القرن الماضي كان الشارع المغربي يعرف حراكا سياسيا وشعبيا واسعا ونشطا وصفه جل المراقبين آنداك بالقادر على إحداث تحولات نوعية في النظام السياسي المغربي والانتقال به من ملكية دستورية يهيمن فيها الملك على جميع السلط إلى ملكية برلمانية يسود فيها ولا يحكم على غرار الملكيات في بريطانيا وإسبانيا والملكيات الأوربية الأخرى
لقد كان النظام المغربي يعيش في الفترة الأخيرة من حياة الملك الراحل الحسن الثاني أزمة هيكلية عميقة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والإجتماعية مما أدى بالإحتقان الشعبي يصل إلى مداه حيث ارتفعت وتيرة الإحتجاجات ضد السياسة الليبرالية التبعية المملاة من المؤسسات الإقتصادية الدولية كالبنك العالمي والصندوق الدولي ، والتي أفقرت معظم طبقات الشعب المغربي ، من قبل العديد من الإطارات السياسية دات التوجهات اليسارية الديموقراطية واليسارية الجدرية وتيارات الإسلام السياسي ومن قبل مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الدين التحموا بقضايا الجماهير أيما التحام بالإضافة إلى الحركة الأمازيغية التي أصبحت من أكثر القوى فاعلية على مستوى الساحة والحركة الطلابية والحركة النسائية رغم نخبويتها ومنظمات المجتمع المدني التي استطاعت التغلغل في أوساط العالم القروي ، إلا أن ما كان يعطي للشارع قوة وزخما في تحركاته النضالية هو داك الكم الهائل من قدماء المناضلين الدين تم إطلاق سراحهم في بداية التسعينيات على إثر العفو الملكي الدي جاء نتيجة الضغوطات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية التي فجرتها فضيحة ما كان يقع في معتقل تازمامارت الرهيب من جرائم ومآسي وانتهاكات جسيمة يندى لها الجبين ، وهو الأمر الدي التقطته الطبقة السياسية الحاكمة في حينه فقامت بدعوة أحزاب الكتلة اليموقراطية آنداك بقيادة عبد الرحمان اليوسفي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، باعتبارها تمثل قطب المعارضة البرلمانية ، إلى مستنقع المفاوضات بعد أن بات واضحا ما كانت عليه صحة الملك من تدهور وانهيار وأن العامل الزمني ليس في صالح الحكم وأن الضرورة أصبحت ملحة لتهييئ شروط انتقال السلطة إلى الملك الجديد في ظروف مواتية ومستقرة ، حيث نجحت الطبقة الحاكمة في آخر المطاف في تكتيكاتها في عزل اليوسفي عن باقي الأطراف المتحالفة وكل أجهزة حزب الاتحاد الاشتراكي بما فيها المكتب السياسي ، وهو الجهاز التنفيدي للحزب ، ودفعه إلى اتخاد جميع القرارات بصفة انفرادية وصلت حد القبول بتشكيل ما سمي بحكومة التناوب دون تحقيق أي من المطالب الرئيسية التي كانت تتضمنها المدكرة المطلبية لأحزاب الكتلة الديموقراطية ودون إحداث أي تغييرات جوهرية على المستوى السياسي والدستوري التي ضحى من أجلها الشعب المغربي وكل قواه الحية مما هيأ الأجواء لانتقال الحكم من الملك الراحل إلى الملك الحالي بطريقة سلسة جدا ودون حدوث أية قلاقل أو اضطرابات تدكر وهو ما كان يمثل أكبر الهواجس لدى مراكز القرار في تلك المرحلة الشائكة من تاريخ المغرب المعاصر
إن ما يعرفه مغرب اليوم من ركود سياسي قاتل هو بالتأكيد نتيجة لتلك الخيانة التاريخية التي اقترفها عراب مرحلة التناوب عبد الرحمان اليوسفي سيء الدكر بما اقترفه من جرائم في حق الشعب المغربي ، الدي وضع جزء كبير منه ثقته فيه وانخرط في العملية السياسية النضالية بشكل غير مسبوق أملا منه في تغيير الأوضاع نحو الديموقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية ، وفي حق المناضلين الشرفاء الدين دهبت تضحياتهم الجسام من أجل مغرب حر وعادل وكريم سدى ، وفي حق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية العتيد الدي تمزقت أشلاءه إلى مجموعة حزيبات لا يكاد أتباعها يتعدون بضعة عشرات من الأتباع المغفلين بعد أن استقال أغلب قيادييه وانسحبت أعداد كبيرة من قواعده فعملت على تأسيس أحزاب جديدة أو التحقت بأحزاب يسارية أخرى موجودة على الساحة ، مما أفقد الشعب المغربي ثقته في الأحزاب والسياسة والسياسيين وتركهم لقمة صائغة في أفواه سماسرة العمل التنموي ودجالي جمعيات المجتمع المدني تماشيا مع توجهات السياسة الرسمية الجديدة التي اخترعها مهندسو العهد الجديد في إطار ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنسيق مع الممخزنين الجدد من دوي السوابق النضالية من أجل إنجاحها حيث تجندت الدولة ووسائل إعلامها الممولة من جيوب أفراد الشعب ، وأحزابها السياسية الإدارية الممخزنة التي لا تستحي في نعت أتباعها بالمناضلين ، وأتباعها من النقابيين والسياسيين الجدد ممن نقضوا العهد مع الشعب وطبقته العاملة وفلاحيه وفقرائه وتنكروا لأجندتهم السياسية الكفاحية ولماضيهم النضالي وباعوا تاريخهم وشرفهم بأبخس الأثمان فشاركوا في مؤامرة التضليل الخبيثة لتصوير واقع البؤس والفقر والتهميش والإضطهاد على أنه سيرورة نحو الإزدهار والتطور والحداثة والديموقراطية وعلى أن المغرب تجاوز مرحلته المظلمة بمجرد تأسيسه لهيأة الإنصاف والمصالحة والمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبعض المجالس دات الصبغة الإقتصادية والأجتماعية ، وبمجرد إعلانه الألتزام بالعديد من الأتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحرية الصحافة وحرية التعبير والعبادة والإختلاف وحق المساواة بين المرأة والرجل في إطار ما جاءت به مدونة الأسرة من بنود ونصوص جديدة
إن تبعات خيانة عبد الرحمان اليوسفي لقضايا الشعب بتوليه قيادة مرحلة التناوب وفق الشروط والأجندة المخزنية هي التي جعلت المغاربة اليوم يتأخرون في إعلان غضبهم عن السياسة اللاشعبية واللاديموقراطية التي تنهجها الطبقة الحاكمة بموازاة الحركات الثورية التي تعرفها منطقتنا الشمال إفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وهي التي جعلت خروج حركة 20 فبراير الشبابية إلى ميدان النضال لم تعرف داك الزخم الكبير الدي ألفه المغاربة في تظاهراتهم السياسية التي كثيرا ما كانت توصف بالمليونية
لقد كان في إمكان المغرب أن يكون من أول المبادرين إلى الانتفاضة حيث كانت في أواسط التسعينات من القرن الماضي كل الشروط الداتية والموضوعية متوفرة لإحداث نقلة نوعية في نظام الحكم وبتلك الطريقة التي يكون فيها البديل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي واضح المعالم وكفيل بتحقيق الديموقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية والحرية والكرامة والمساواة وليس بالصيغة التي تترك المستقبل مفتوحا على جميع الاحتمالات كما هو عليه الحال في الثورة المصرية الآن
إن ما سببته القوى الإنتهازية من طينة عبد الرحمان اليوسفي وحزبه وكل الإطارات السياسية والنقابية المتخندقة معه والمتواطئة مع المخزن المغربي في إطار الاستمرارية لما سمي بمرحلة التناوب من تعطيل لآليات النضال ومن تشويه لصورة المناضلين التقدميين واليساريين الحقيقيين ومن تغليط للرأي العام الوطني والدولي حول ما يوجد عليه المغرب من وضعية مأزومة على جميع المستويات لمن شأنه تأخير تجدر حركة 20 فبراير الشبابية وسط أوسع الجماهير لكن بالتأكيد إلى حين قصير . قصير جدا



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدافي - الثائر - والقدافي المتسلط
- ملخص للأجواء التي تمت فيها تظاهرة 20 فبراير في مدينة خنيفرة
- القيادة العسكرية وتخوفات الشعب المشروعة من إجهاض أهداف الثور ...
- الثورة المصرية وبوادر الجمهورية الثانية
- المغرب الكبير : الدولة الفيدرالية الديموقراطية الموحدة ( مشر ...
- سيرورة الثورة وضرورة الحزب الثوري
- مصر على درب الثورة
- ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق
- الثورة التونسية ، تداعيات ، نتائج وطموحات
- حتى لا يتم الالتفاف على الثورة التونسية المجيدة
- الأصًوليون الإسلامويون ( تكتيك ومشروع حكم)
- حول التوصيات الختامية للجنة الأممية ... حالة المغرب
- منتدى اليسار بإفريقيا
- الدولة المدنية و الرهان الصعب
- الحلم الاشتراكي
- رد على مقال السيد طلعت : تاريخ العلمانية
- رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....
- الحركات الاجتماعية واليسار أية علاقة ؟
- النظام الفدرالي وبناء صرح الديموقراطية
- الفشل المنتظر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال إفريقية