أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائدة الغرباوي - هل هي صحوة ام غفوة ؟















المزيد.....

هل هي صحوة ام غفوة ؟


رائدة الغرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هي صحوة ام غفوة

يعيش العالم العربي منذ سبعينيات القرن الماضي مايسمى الصحوة الدينية او بعث الدين او التدين في اغلب مجالات الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وقد تزامنت هذه الصحوة مع الفورة النفطية وعقب نهاية حرب اكتوبر بين العرب (مصر) واسرائيل والتي حولت الانتصار الناقص الى مفاوضات ثم اتفاقيات سلام واهمها كامب ديفيد. وارجع كثير من الباحثين ظاهرة الصحوة الاسلامية الى فكر الازمة وانا اسميها( ازمة الفكر) بمعنى ان العالم العربي الاسلامي يعيش الفوات التاريخي اي حدوث فجوة كبيرة بين تقدم العالم الغير اسلامي في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد بينما ظل العالم العربي متخلفا في هذه المجالات مما جعله خاضعا وعرضة للاعتداءات .
وقد رسخ الصراع العربي الاسرائيلي هذه الفكرة لدى المسلمين والعرب خاصة بعد ان عجز العرب عن هزيمة اسرائيل او فرض سلام عادل او حتى العودة الى قرار تقسيم فلسطين عام 1948او حتى 1967 ولذلك فمن الطبيعي ان يبحث العرب عن مجدهم خلفهم او في الماضي لان الحاضر رغم واقعيته يقدم هزائم وانكسارات وتراجعات لاتتوقف وهكذا جاءت الصحوة الاسلامية ومعها صعود الجماعات الدينية كرد فعل للازمة العميقة التي يعيشها العالم العربي والاسلامي.
كما لايمكن ان ننسى حجم وتاثير دور التهميش والاقصاء الذي تتبعه الحكومات العربية القمعية لشرائح كبيرة من المجتمع وتعمدها القضاء على الطبقات المتوسطة والمثقفين الذين طالما كانوا مصدر قلق وتهديد للسلطات والحكومات التي لاتستطيع العيش والاستمرار الا بمحيط الجهل والتخلف فهو ليس خوفا من قوة السلاح انما بتاثير تلك الطبقة وتاثير المثقفين بفكرهم التنويري والمنفتح على العالم والاخرين مما اسس لشعور بالاحباط واليأس من تلك الحكومات ومن امكانية التغيير فما كان منهم سوى الهروب الى الخلف وهذا ما يفسر انخراط كثير من المثقفين العرب وانضوائهم تحت لواء جماعات دينية واما البقية منهم فقد آثر الهروب الى عالم يحقق لهم الحلم بمساحة اكبر من الحرية التي يحتاجونها للتعبير عن افكارهم .اما الحركات الاسلامية السياسية كتنظيمات تهدف من وراء استخدام الدين الوصول الى السلطة مستغلين الحق الذي اعطوه لانفسهم للتحدث باسم الدين وتفسيره ومستغلين ردود الافعال العاطفية التي تتميز بها الشعوب العربية والاسلامية يضاف الى ذلك استخدام الدين كايديولوجية يعني وجود مجموعة تمتلك مصالح خاصة تريد من خلال استلامها للسلطة اشباعها وفي هذه الحالة فانها تنبني على شعور خاطئ لان الايديولوجية قبل كل شئ هي نتاج ثقافي للمجموعات التي تشعر بالاستلاب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ويكمن وراء هذا الشعور الاحباط الذي قاد الى القلق وتوتر ثم الى تمرد المجتمع .
تحدد ظروف ونشأة الحركات والتنظيمات الاسلامية كيفية تطورها اي كيف يحتم فكر ومناخ الازمة عليها ان تاخذ مسارات بعينها فقد استغلت الشعور العام بالاحباط ولذلك لم تشغل نفسها بتقديم برامج سياسية مفصلة تخاطب المشكلات العديدة التي تواجه هذه المجتمعات واختزلت نفسها في التبشير بالدعوة الى دولة مثالها مجتمع المدينة والذي لم يتكرر خلال اربعة عشر قرنا من الزمان.
وتنزوي مشكلات الفقر والامية والبطالة وتدني الخدمات امام الشعارات الكبرى مثل الاسلام هو الحل دون ان تفصح كيف يكون الحل فابتعدت عن الواقع الملموس ومع ذلك يستجيب الناس ولا يطالبون تلك الجماعات باكثر من الشعارات وسبب هذا ببساطة لانهم متأزمون ولايهتمون بالنقد والتساؤل والاهم من ذلك هو ان تلك الحركات الدينية تبيع الوهم للناس بشكل امل.
كما ان انهيار المعسكر الاشتراكي قد أطلق العنان لخطاب العولمة القائل بإزالة الحواجز والحدود لتنقل السلع والأفكار إلا أنه كشف من جهة أخري أزمة الدولة وهشاشتها وخصوصا في الجنوب ،مما أدى أيضا لأثننة العالم (تفجر الحروب الطائفية والقومية )من جهة _وهي حالة نقيض ما ترمي إليه العولمة من توحد_وإحياء أيديولوجيات شمولية جديدة لتملأ فراغ ضعف الدولة الوطنية من جهة أخرى ،وكانت الأصولية الإسلامية أهم هذه القوى التي قامت على أنقاض أزمة الدولة وأزمة الإيديولوجيات التقليدية, وحيث أن هذه الحركات الإسلامية نهجت نهجا مقاوما للعولمة وخصوصا الثقافية ونهجا معارضا للولايات المتحدة ومن يدور بفلكها باسم الدفاع عن الدين والأمة فقد جندت الولايات المتحدة أسلحة القانون الدولي والأمم المتحدة لمحاربة هذه الجماعات باعتبار هذه القوى ليست دولا ذات سيادة ولا هي حركات تحرر وطني وبالتالي لا تشملها الحماية التي يتيحها القانون الدولي ،وهذه إحدى تجليات أزمة الشرعية الدولية.
كما لانستطيع ان ننسى او نهمل دور الاستعمار الجديد والهجومات والاحتلالات من قبل الولايات المتحدةالامريكية وتاييد دول غربية كثيرة لسياسة هذه الدولة التي انفردت بحكم العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فما كان من احتلال العراق وافغانستان وهما دولتان اسلاميتان بالاضافة الى قضية فلسطين التي ابت ان تحل الى ان تعطي انطباع لدى المسلمين بانهم الحلقة الاضعف بالمعادلة العالمية مع غياب دور للزعماء والحكومات العربية التي انصاعت لسياسات الغرب دون العودة الى شعوبها واستفتاءهم في امور مصيرية كهذه متناسية بانها ساهمت بشكل مباشر باذكاء الشعور والنزعة الدينية عندما كانت في حالة صراع مع الحركات الشيوعية والتي كانت تهدد وتنافس تلك الحكومات خلال العقود الاخيرة من القرن الماضي . اضافة الى ان الولايات المتحدة الامريكية قد ساهمت ايضا في ذلك عندما استخدمت النزعة الدينية الاسلامية والحركات الممثلة لها بالحرب ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان فما كان من انتصارات حققها الاسلاميون في تلك الحقبة الا ان اعطتهم الثقة بالنفس والامل بالانتصار على قوة عظمى من خلال سيطرتهم على الجغرافية وتقديس الناس للابطال الذين يحلمون بمجيئهم والذين ان لم يستطيعوا تقديم شئ لهم في الدنيا فيعطونهم الامل الاكبر والاهم بان يلقوه في الاخرة.
ومن دلالات هذه الصحوة ان هذه الجماعات الاسلامية نصبت نفسها كدعاة ومفكرين وقادة احزاب وناشطين في المجتمع المدني والاعلام .
فاذا كانت تلك الجماعات منضوية تحت اسم حزب ديني فتاثيرها على صناعة القرار السياسي كتاثير الاحزاب الرامية الى الوصول الى السلطة وتحقيق اهدافها الذي هو مجرد الوصول الى السلطة . وان لم تكن تلك القوى حزبية فستكون جماعات ضاغطة على السلطة وقرارها السياسي من اجل تحقيق اهدافها وحماية ودعم مصالحها من خلال مواقف فكرية دينية لان تجمعهم ذا نزعة ايديولوجية وهم بذلك يكونون جماعات افكار وجماعات مصالح على حد سواء لانها تقوم بنشاطات المصلحة والفكرة معا.
تستخدم القوى الدينية الجماعات الدينية الضاغطة الاعلام كوسيلة اساسية للضغط على السلطات الحاكمة وذلك بتاثيرها المباشر على تحريك الرأي العام الذي عادة ما يكون سهلا عبر تحريك الشعور والواجب الديني والاخلاقي وربطه بذلك القرار او تلك السياسة لاجبار الحكومات على تغييرها ومهما يكن من امر فان صانع القرار في هذه الحالة هو من وجهة نظر تلك الجماعات والراي العام سيذعن للامر الالهي الذي لايستطيع ان يخالفه ومن هنا تاتي قوة الجماعات الدينية التي تكون في جميع اشكالها ترمي الى الوصول الى السلطة .
كما ان امتلاك تلك الجماعات للاموال يعطيها دورا مهما في كسب بعض رجال السلطة خاصة والسياسة عامة وكسب افراد باستغلال حالات الفقر والجهل . كما ان التهديد يعتبر احد اساليب تلك الجماعات الذي يصل حد الاغتيال والاختطاف وغير ذلك من اساليب الترهيب . ولكي اكون عادلة اقول ان هذا لاينطبق على كل الجماعات الدينية الصاغطة فاترك شيئا لحسن النوايا.
ان قوة الجماعات الدينية في العالم العربي لم تاتي بفضل قوتها وقدراتها الذاتية بل بسبب ضعف وتراجع الاخرين الذين فضلوا العودة الى الدين لكي يبتعدوا عن السياسة والنشاط العام.
لكن يبقى القول ان الحصيلة النهائية لتلك الصحوة والمجموعات العاملة لها ان ساءت صورة الاسلام والمسلمين وتم ربطها بالارهاب ولم ترتبط بمساهمات علمية وفكرية خلال هذه الفترة .



#رائدة_الغرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني في العراق
- مابين الفلسفة والديمقراطية
- العلمانية وفكرة الفصل بين الدين والدولة
- بيان تاسيس البرلمان الشعبي للمرأة العراقية
- العمامة العلمانية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائدة الغرباوي - هل هي صحوة ام غفوة ؟