أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ولاء جاد الكريم - نصائح لوطن على حافة الديمقراطية















المزيد.....

نصائح لوطن على حافة الديمقراطية


ولاء جاد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 13:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


" سأمنحكم حق أن تخدموني ، وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم ، وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي "
هكذا يخاطب الديكتاتور شعبه على لسان الرائع الراحل محمود درويش ، وهكذا كان الطواغيت ينظرون إلينا ويحددون ملامح علاقتنا بهم ، لم يتصوروا يوما أننا يمكن أن نثور على أنصاف الآلهة ونسقطهم من على عروشهم وننزع عنهم هالات القدسية التي أحاطهم بها خصيان القصور وتنابلة السلطان وندماء الخمر المصنوع من دماء الشعوب .
توهموا أن ترسانات القمع البوليسي وجيوش الأمن المركزي وطابور الزمارين والطبالين وماسحي الجوخ يمكن أن يحصنوهم من غضب الشعوب ، صنعوا أسوارا من الخوف بيننا وبينهم ، ولم يتخيلوا للحظة واحدة أن مخزون القهر يمكن أن يحطمها فوق رؤؤسهم .
ولكن الشعوب كانت لهم بالمرصاد ، وها هي نيران الثورات المقدسة تنطلق من المحيط إلى الخليج تلتهم إقطاعيات الفساد التي أنفقوا أعمارهم ولحمنا وعظامنا ليشيدوها ، وها هي الأنوار التي خلفتها تلك الثورات تضيء لنا دروب الحرية التي ظلت مغلقة في وجوهنا لعقود طويلة مضت ، فالمارد العربي تحرر من قمقمه ولا يمكن إدخاله مرة أخرى ، وعجلة الزمن لن تعود أبدا إلى الخلف.
وعلى ما يبدو أن الشعوب العربية المتعطشة للثورة لم تكتفي بالصحوة التونسية ، ولكنها كانت تنتظر إشارة البدء من مصر حتى تتدفق في شوارع المدن والعواصم العربية وتحطم كل القيود والحواجز التي وضعها أمامهم أصحاب الفخامة والجلالة والسمو وتفترش أراضي الميادين الرئيسية مطالبة برحيل الطغاة ، فكما كانت مصر قاطرة الدول العربية نحو التحرر من الاستعمار في أواسط القرن الماضي ، وكانت قاطرتها للدخول في نفق ما يسمى بالسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني بعد حرب أكتوبر المجيدة ، هاهي تتخذ نفس الموقع القيادي في مسيرة تحرر الشعوب العربية من أنظمة الحكم البالية والمتعفنة.
ربما يفرض هذا الوضع القيادي التزامات مضاعفة على الثورة المصرية ، فهي – شئنا أو أبينا- نموذج سيعاد إنتاجه في بقية أقطار الوطن العربي ، ومن ثم يجب أن نفكر جيدا في مرحلة ما بعد الثورة ، أو بمعنى آخر التفكير في الانتقال من مرحلة هدم نظام ديكتاتوري فاسد إلى مرحلة بناء نظام حكم ديمقراطي رشيد ، ومتطلبات هذا الانتقال والإجراءات التي يجب أن تتخذ حتى لا نجد أنفسنا وقد أعدنا إنتاج الديكتاتور مرة أخرى ، أو فتحنا الطريق لعودة أزلام ومنتفعي النظام السابق إلى سدة الحكم بعد وضع قليل من مساحيق التجميل السياسي على وجوههم القبيحة .
والقاعدة الأهم التي يجب أن نستوعبها جيدا هنا أنه مع التسليم بحتمية الانتخابات النزيهة إلا أنها ليست ضمانة كافية لانتقال السلطة إلى برلمانات وحكومات ديمقراطية خالصة وغير فاسدة ، فكثير من التجارب – خاصة في دول الكتلة الشرقية – تشير إلى أن من تولى السلطة بعد المراحل الانتقالية وعن طريق انتخابات حرة نزيهة كانت حكومات منتمية للنظم التي تم إسقاطها بعد أن قامت بتغيير إسم تنظيماتها ، أو تشكيل تنظيمات سياسية أخرى ، ومن ثم فقد عطلت هذه الحكومات والسلطات المنتخبة عملية الانطلاق الديمقراطي الشامل وتحقيق الرفاهة الاجتماعية وعدالة توزيع الموارد .
ففي بولندا مثلا ، وبعد نجاح حركة " التضامن " الشهيرة في إقصاء الحزب الشيوعي الحاكم عام 1989 وبعد أن أجريت أول انتخابات نزيهة هناك في نفس العام ، عاد الشيوعين أنفسهم إلى السلطة في عام 1993 ، بعد أن أسسوا حزبا جديدا باسم الحزب الديمقراطي ، وقد ظلوا في الحكم حتى عام 2002 عندما تفجرت فضيحة فساد مالي وسياسي كبرى أطاحت بهم من الحكم في أول انتخابات تالية ، ليحل محلهم الحزبين المعبرين عن حركة التضامن وهما " حزب القانون والعدل " " وحزب منبر المواطنين " .
وفي أوكرانيا ، وبعد نجاح الثورة البرتقالية التي انطلقت عام 2004 ، التي انطلقت احتجاجا على فساد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي أجريت في عام 2004، وكان التزوير يتم لصالح " فيكتور يانوكوفيتش " الذي كاد أن يعلن فائزا ، لولا رد الفعل الثوري الذي أعاد الحق لأصحابه وأثبتت نتائج الفرز الحقيقية عن فوز منافسه بالمنصب ، ولكن الانتخابات التي أجريت في نهاية عام 2009 جاءت ب " فيكتور يانوكوفيتش" نفسه مرة أخرى ، والآن تلاحق الرجل اتهامات كثيرة من قبل المعارضة والمجتمع الدولي بمضايقة معارضي النظام والمناضلين القوميين والمدافعين الحقوقيين.
وفي تقديري المبني على هذه التجارب الحية ، فإننا في مصر مطالبين باتخاذ حزمة إجراءات إصلاحية تسبق عملية الانتخابات ، حتى لو تطلب الأمر إطالة أمد الفترة الانتقالية التي يتولى أمور البلاد خلالها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، على أن لا يكون من بين هذه الإجراءات إقصاء أي فصيل سياسي أو مواطن معين من عملية الترشيح حتى لو كان هذا الفصيل هو الحزب الوطني نفسه وحتى لو كان المواطن عضو حالي أو سابق في هذا الحزب ، ولكي يكون الطرح أكثر تحديدا فإنني أقدم المقترحات التالية :-
- أولا :- إطلاق حرية تكوين الأحزاب السياسية ، ويمكن أن تشكل لجنة مصغرة منتخبة من الجمعية العمومية لقضاة مجلس الدولة يكون لها وحدها سلطة التصريح لهذه الأحزاب خلال المرحلة الانتقالية .
- ثانيا :- تشكيل لجنة تقصي حقائق من قضاة الجمعية العمومية لمحكمة النقض وقضاة الجمعية العمومية لمجلس الدولة ومن تختارهم من ناشطي المجتمع المدني الذين سبق لهم مراقبة الانتخابات ، على ان تكون مهمتها حصر الجرائم الانتخابية التي ارتكبها المرشحين في مجلسي الشعب والشوري اللذان تم حلهما أثناء الانتخابات وعلى رأسها جرائم البلطجة وشراء الأصوات وتسويد البطاقات ، وتقوم اللجنة بتقديم كل من تطمئن لارتكابه هذه الجرائم إلى النيابة العامة التي تحيله بدورها للقضاء ، وبناءا على الحكم الصادر في حقه يتضح موقفه من أحقيته في الترشيح في الانتخابات القادمة من عدمه .
- ثالثا:- التصويت بالرقم القومي والأخذ بنظام القوائم النسبية ضرورة لا غنى عنها لضمان جودة الانتخابات القادمة ، وضمان وصول أكبر عدد ممكن من الشخصيات المحترمة والمؤهلة لعضوية البرلمان .
- رابعا :- توسيع مدى التعديلات الدستورية والتشريعية التي ستقر خلال المرحلة الانتقالية ، لتتخلص من أكذوبة نسبة (50%) عمال وفلاحين ، والأخذ بنظام المجلس التشريعي الواحد ، وتشديد العقوبات على الجرائم الانتخابية ، والنص بشكل صريح على حق المجتمع المدني غير المقيد في مراقبة الانتخابات .
- خامسا :- تطوير التشريعات المتعلقة بتنظيم النقابات والجمعيات لتصبح منسجمة ومتوافقة مع الصكوك الدولية لحقوق الإنسان ، وترفع يد السلطة الإدارية عن هذه التنظيمات وتترك شأن إدارتها لأعضائها .
وبالقطع هذه الإجراءات ليست هي كل ما يتطلبه الانتقال الديمقراطي ، ولكنها قد تكون أهم ما يتطلبه هذا الانتقال في هذه المرحلة ، وهو الذي يضمن على الأقل أن يأتي أشخاص منتخبون مؤهلون لآداء هذه المهمة التي قد تستمر ستة سنوات من الآن .



#ولاء_جاد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ولاء جاد الكريم - نصائح لوطن على حافة الديمقراطية