أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - امال...يائسة














المزيد.....

امال...يائسة


هادي عباس حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة(أمال ...يائسة)
الواجب عليه أن يستحي ,بل ويخجل من فعلته الشنيعة التي ارتكبها بحقي ,وحبستها بين ثنايا روحي ولم اخبر بها أحدا إلى ان نفذ صبري وخيم العجز على نفسي ,أنا آمال سيدة صار عمري ثمانية وثلاثين ربيعا ,محيطي العائلي كانت أية امراة تتمنى ان تعيش بداخله,كنا نمتلك الأموال الكثيرة والعقارات العديدة والأرصدة الكبيرة,ولو أن كل هذا الذي في حوزتنا هو ملكه لله تعالى ,وما نحن ألا أمناء عليه في هذه الدنيا الفانية,أني يائسة بالرغم مما أنا عليه ألان ,ومحطمة الآمال ومنهوكة القوى ,بل حتى مهزومة من ذكريات تلاحقني أينما اهرب ,لم أتصور نفسي ستصل إلى هذا المستقر مع زمن صعب وبهذه الحالة ,سيدة تحمل حقائب ذكرياتهاالمملؤة بصور ماض كانت بداياته حلوة وما بعد مرارة كانت كالعلقم في فمي من جراء عمل فعلته بجهالة وقلة معرفة حينما أحببت أنسانا بصدق وإخلاص ووهبته نفسي ,وأهديته كل ما أراده ,انه الحبيب الذي لم اقل له يوما ما كلا لااستطيع ..؟فقد كفيته وسددت له كل احتياجاته ومتطلبات حياته ,ولكن اي حياة كان يعيشها قبل أن أكون زوجة له ..؟ ظل يهابني واشعر بدقات قلبه تتسارع حينما اسأله
_كيف أحوالك ..
_حينها يرمقني بنظراته والملتهبة عندها اخدع نفسي بطمأنينة زائفة وغير حقيقية تجاهه لأني احببته بعمق ,نعم يكبرني بعشرين عام ,كانت مصيبة وطامة كبرى عانيتها حتى تمت موافقة أهلي عليه ,أحسست بعدها بأنه المنقذ لي والذي حولني من شعور العيش بالظلام إلى النور ,لم اقس عليه لأني أحبه بدرجة لايمكن تحديدها ,أنها صورا مضطربة لن اقدر على اعتدالها قطعيا ,لذا الانهيار كانت نتيجة معلومة لإنسانة مثلي ,هذا سببا كوني ثائرة ومتفجرة لأبسط الأشياء,كانت أمنيتي أن أكون أما ويأتي ولي عهدي ليملئ الفراغ الذي أعيشه ,والمتمثل بصعوبة رؤية حبيبي وزوجي الذي صار عمره مقاربا لستين عام ناقصا عامين ,وكنت اسأل نفسي دوما
_ما الذنب الذي فعلته حتى تكون عقوبتي هكذا ..؟
وارتضيت بزواجك الذي لم تخبرني عنه حينها ,وكنت على ثقة أن تكون عادلا بيننا متجاوزا كل الصعوبات التي تواجهك ,فلن تكن أنت وحدك الذي نال اهتمامي ,بل كان ولدك الذي تقارب عمره إلى العشرين عام ,فقد نفذت له كل مطالبه ورغباتها التي كلفتني من المال الكثير ,وكلما سالته في شوق
_أين تذهب فغيابك عن البيت بات كثيرا..؟
تحاول التملص من الإجابة بخلقك أعذارا واهية لم أصدقها لكني مجبرة مرتضية لأقنع بها نفسي واخدعها لتتقبل مثل أعذارك الضعيفة ,آنت كنت أتعس مخلوق ..حتى في نظر نفسك ,وجعلت مقامك عاليا وزرعت في أعماقك ثقة لايمكن أن تتصورها ,انك اتضحت غدارا وتعيسا وسارقا كل الأموال التي جعلتها في ذمتك واستأمنتك عليه ,اردد مع نفسي كل هذا وعقارب الساعة تعانقا على الثانية عشر من انتصاف ليلة شتوية باردة ,اني حائرة وسؤال واحد لاغيره
_ماذا افعل لقلبي ..؟فهو يؤلمني هذه اللحظة ,
نفسي تؤنبني وأسئلة الباقين تحفر في ذاكرتي وتنخر أذناي فصداها بات يعرف به الأقرباء والأعداء ,أنها زوبعة وصلت إلى العيون لتردد سؤال
_لماذا فعلت بنفسك هكذا ..؟ يا آمال ..؟
لكن لايصدقون القوة التي جذبتني اليه ,لم أتمكن أن أغلق باب قلبي في وجه أول زائر لي ,لقد دخل قلبي بلا أستاذان ,ماذا افعل لروحي التي ذابت بين طيات مشاعره وأحاسيسه المرهفة ,بالرغم من انه يكبلاني بسنين كثيرة لكني كنت منصاعة إلى ما كان يدور في دواخلي ,اعتبرته مثل ولدي الصغير الذي لم يحضر ,وهبته كل مالدي من مشاعر فياضة ,وأموال طائلة وحبا لن يصادفه بعد طوال حياته ,أن جسدي بات بلا روح ,سوى أنفاس تصعد وتنزل ولا اعلم متي تهدا وتستكين وتتوقف ,أمنيتي يارب قبل كل شيء أن تجعلني أسافر اليه إلى الدولة الأوربية التي اجهل اسمها ,لااقول له
_لماذا أخذت كل شيء وهربت إلى جهة مجهولة ...أنت كذا...وكذا...
أريد ان افضح شخصيته وأظهره على حقيقته ,لكن مالفائدة لن يتحقق ألان ,لكوني اجهل إقامته والبلد الذي هو فيه ,لن يتحقق فقد أمسى حلما يداعبني مع أمالي اليائسة.........

هادي عباس حسين



#هادي_عباس_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال
- تحيات للنيل العظبم
- االاعتراف الاخير
- غيث والحلم المنتظر
- عودة من ميدان التحرير
- مصر بوابة التحرير
- مطر الانتظار
- المنعطف
- يوم جميل
- مساء ذلك الخريف


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - امال...يائسة