أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)















المزيد.....

حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 21:23
المحور: المجتمع المدني
    


حماية المستهلك الفلسطينية
1989 – 2011
تجربة شعبية رائدة (2)

تتعدد مجالات وآفاق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني.. ففي الوقت الذى تظهر فيه للعيان واضحة مصادرة الأراضي، وعمليات القتل اليومية للأطفال والشيوخ والنساء ، وبناء المستوطنات، والاعتداء المستمر على كرامة الانسان الفلسطيني، وتهويد الأماكن التاريخية والمقدسة في القدس، وبناء جدار الفصل والتدمير العنصري، واستمرار تعذيب واعتقال الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني..الخ .

كانت تقف وما زالت في "الظل" عملية انتهاك اخرى لا تقل شراسة او خطورة، ولربما تكون اكثر فتكاً وشدة لكونها تستهدف التكوين المجتمعي الفلسطيني بأسره .. وتتمثل "بحربٍ صامتة" خطرة ومبرمجة تشن على الجسد والصحة والاقتصاد والبنية المستقبلية لأجيال فلسطين، وذلك عبر ترويج او تسهيل ترويج او تهريب مئات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والدوائية الفاسدة او منتهية الصلاحية او الملوثة او غير المجربة سابقاً على الإنسان، او هي في قيد التجربة، او غير الصالحة تماماً للاستخدام الآدمي.

إضافة الى تعزيز وتطوير شبكات توزيع المبيدات السامة المحظورة دولياً، او هناك قيود خاصة تفرض على ترويجها، وتغيير بعض المكونات لبعض المبيدات التي تساهم في القضاء التدريجي او السريع على المحاصيل الزراعية ، او في أدنى حالاتها تلويث الزراعة بالسموم ..وفق خطة مدروسة للتأثير التدريجي على صحة المستهلك الفلسطيني، ويترافق هذا مع إغراق الأراضي الفلسطينية والزراعية منها تحديداً بالمياه العادمة والملوثة والحاملة للمتبقيات الكيماوية القادمة من المستوطنات والمناطق الصناعية الاسرائيلية.
والهدف المشترك لذلك كله..زرع المرض والضعف وبالتالي الموت البطيء في الجسد الفلسطيني ..
ونظرت الحركة الصهيونية بعين الخطر دائماً "للتجمع" والتزايد السكاني الفلسطيني بين جنباتها الاستيطانية العنصرية، لذلك عملت وما زالت على ابتكار اساليب قمع وعدوان مختلفة ضد التواجد الطبيعي والمشروع للفلسطينيين على ارض وطنهم، فالديمغرافيا الفلسطينية برأي القيادات الصهيونية تشكل خطراً على "الأمن القومي" لكيانهم الاستيطاني.

وعليه فلم يكن مستغرباً ان تشنّ على الفلسطينين حملات التنكيل والقتل المختلفة بل والتهجير ايضا كلما سنحت الفرصة لذلك في حالات الحرب المعلنة .. اما في الحالات "التي تصمت فيها المدافع"، وتدخل حالة "الحرب غير المعلنة"، ووفقاً لمعتقداتهم ..ينفذون ذات السياسات العنصرية بطرق وأساليب مختلفة، والهدف المرجو من ذلك دائماً المس بالديمغرافيا الفلسطينية .

ووفق الحالة العدوانية المباشرة والواضحة "الاولى" او "الثانية" الصامتة ، يحاولون ابقاء اقل عدد ممكن من الفلسطينيين لتسهيل السيطرة عليهم او تحويلهم لمجرد اقلية لا معنى لوجودها، او زرع الضعف والمرض والموت البطيء في الجسد والصحة الفلسطينيية .

وما زال الصهاينة مستمرون في ذلك رغم الشكوك حول نجاح الحالة العدوانية الاولى المجازر والطرد الجماعي او الفردي واغتصاب الارض..الخ او احتمالية نجاعة الحالة العدوانية الثانية .. وهدفهم من ذلك ابقاء حالة "الحماية الدائمة" لتجمعهم العنصري وغير الشرعي.. مجسدون بذلك حالة من "المالثوسية" متقدمة على اصحابها الاوائل وواضعي اسسها ومنطلقاتها النظرية.

ان غياب فهم الواقع من حياة اي امة يجعلها فريسة سهلة للتخلف والتبعية والاحتلال بمعطياته المختلفة فإدراك الواقع والتعامل معه وزرع الوعي العام هو مقدمة اساسية للقفز فوق المعيقات الموضوعية والذاتية المختلفة، فاستيعاب الحالة الماثلة او القائمة، والقدرة لاحقاً على التعامل معها بصبر وحكمة لا من باب التعايش السلبي مع الامور، بقدر اعمال العقل اكثر في مقدمات الخروج من الواقع السلبي يعتبر مفتاحاً للمستقبل.
نعم هناك عجز واضح على مستوى الأداء المحلي الفلسطيني لحماية مستقبلنا ولحماية النشىء والصحة العامة من مخاطر الملوثات الصهيونية المختلفة، وعبث رجالات الفساد ورموز الكومبرادور المحلي ..ولكن في المقابل يجب ان نؤكد على ان هذه الحالة العدوانية الصهيونية ليست قدراً او حتمية مؤبدة او حالة مستعصية لا يمكن تفكيك شيفراتها ورموزها او طلاسمها، بقدر ما هي تحدٍ وانعكاس لواقع معقد ومركب لدرجة بعيدة .. فرضه المحتل العنصري وبعض المنتفعين منه وشرائح كومبرادورية مختلفة على الشعب الفلسطيني.

و يكون من المفيد هنا ادراك الطابع الاجرامي لجوانب تلك الانتهاكات الخطيرة على الحق في الحياة للفلسطينيين، وبالتالي ادخال الشعور بقدرة التعامل معها وفضحها مع سماسرة البشر ورجالات الموت البطيء المحليين، فتعمد الاهمال على المستوى الرسمي او عدم ادراك طبيعة الخطر القائم كفيل بوضع المجتمع الفلسطيني على حافة خطرة جداً لا يرتجيها لنفسه اي مجتمع حضاري له او لابنائه او لاجياله القادمة .

ومن الايجابية بمكان هنا ادراك ان الحالة العدوانية هذه لا تقتصر على فلسطين دون غيرها من الدول العربية، ففي حادثة مميزة اشارت اليها الصحافة المصرية انه سجل وعلى سبيل المثال في شهر تموز 1997 ، دخول دواجن اسرائيلية مريضة الى الاسواق المصرية، كما ضبطت كميات كبيرة من مركزات العصائر وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي وقدرت ب 12 الف كغم ومصدرها مصانع المستوطنات الاسرائيلية.

وذات الحال بالنسبة للعديد من المبيدات الحشرية المحظورة دولياً والتي ادخلت الى مصر لضرب المنتج الزراعي .. على مدار اكثر من عقدين (1985 - 2005)، وللتسبب بأمراض خطيرة للمزارع والمواطن المصري .

ومن نافل القول هنا انه لولا المساعدة الكبيرة والخدمات الجليلة التي يقدمها رموز الفساد ورجالات الارتزاق والمستفيدين من حالة التبعية والتخلف، لصعب على المحتل اختراق الاسواق والزراعة الفلسطينية او العربية.
ومن هنا فإنه دون تعزيز الطبيعة الانتاجية للاقتصادات العربية ومحاصرة القطاعات الطفيلية واقتصاد المضاربة وعقلية النهب والسلب والزبائنية والقرابة والمحسوبية وقيم الارتزاق والتربح السريع وعقلية اضرب واهرب .. ستبقى هذه الاسواق مرتعا خصبا لمظاهر الفساد ..

واكثر من ذلك، فإن خطر تحول الاقتصاد لخدمات سلبية ومضاربة سيبقى ماثلاً.. ومن المنطقي وفقاً لذلك ان تسيطر طبقة مافيوية لا دين لها ولا مبدأ ولا قانون.
يتبع..
ماهر دسوقي
مؤسس حماية المستهلك الفلسطينية



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)