أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيقرأ المالكي بصواب مظاهرات الشعب؟














المزيد.....

هل سيقرأ المالكي بصواب مظاهرات الشعب؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشك بأن المالكي سيقرأ هذا المقال أو مئات المقالات التي تكتب يومياً, أشك بأنه يستمع للمعارضة السياسية المشاركة في العملية السياسية في ما تكتب وتنبه إليه وتدعو له, وأشك أن للمالكي إذان صاغية لنا نحن الذين نحرق أعصابنا بكتابة المقالات وتسويد الصفحات من أجل تنظيف البيت العراقي من الأدران التي علقت به منذ خمسين عاماً وتراكمت خلال الأعوام القليلة المنصرمة.
أشك بأن مستشاري المالكي يوصلون له ما يعاني الشعب منه وما وصلت إليه أوضاع الفئات الكادحة من بنات وابناء الشعب العراقي من بؤس وفاقة وبطالة وحرمان ما دام يعيش منعماً في المنطقة الخضراء. وأشك أيضاً بأن الرجل ما زال يمتلك حاسة الشم السياسية التي كان يمتلكها حين كان في المعارضة العراقية وحين كان يكتب عن ممارسات صدام حسين الاستبدادية واجهزته القمعية. وأشك كذلك في امتلاك الرجل القدرة على التغيير بعد مرور خمس سنوات على وجوده على رأس السلطة السياسية في البلاد وثماني سنوات على مشاركته في الحياة السياسية بعد سقوط النظام. ولكني لا أشك قطعاً في عشق المالكي المطلق للسلطة ورغبته البقاء في الحكم مهما كلف الشعب من ثمن.
ولكن لا استطيع أن أدعي بعد كل الذي جرى أن المالكي لا يعرف ما يجري في العراق ولا يعرف اسباب المظاهرات والاحتجاجات أو لا يعرف بأن الناس قد فقدت الصبر على استمرار بلواها وعدم استجابة الحكم لصيحات الشبيبة وعموم الناس الذين يعانون الأمرين حالياً.
لقد ارتفعت أصوات الشعب عالياً يوم الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير 2911 ولم يكن بينها من استطاع حرفها عن وجهتها السلمية ومطالبها الأساسية, ولكن كان هناك تحشيد استفزازي للقوات العسكرية (الجيش والشرطة والأمن الداخلي والمزيد من العيون والجواسيس) مما ساهم في ممارسة القمع بصيغ مختلفة مثل اعتقال صحفيين وجمهرة من المثقفين وتعذيبهم وإهانتهم وحجزهم في المواقف وقطع أوصال بغداد.., في حين مورس الرصاص الحي في الموصل والفلوجة والرمادي والسليمانية وغيرها. ولم ترعب الجماهير صيحات المالكي بأن البعثيينوالقاعديين سيحرفون المسيرة, بل اقتنعوا بأن الرجل يسعى لإيهامهم معتقداً بأنهم سذج لا يعرفون ما يجري في وطنهم, وهم لا يستخفون بمحاولات البعثيين وغيرهم على الاستفادة من كل شيء لصالحهم وفي سبيل عودتهم الخائبة.
والآن وضعت الجماهير الكرة مرة أخرى في ملعب رئيس الوزراء, طرحت عليه وعلى الحكومة مطالبها التي تؤكد ضرورة التغيير في إطار العملية السياسية الجارية والتي تستوجب أخذ المبادرة بمكافحة جادة ومباشرة للفساد السائد في طاقم كل المسؤولين في البلاد دون استثناء بعيدين عن القاعدة المشوهة "داريني وأداريك, أسكت عني واسكت عنك", البدء بوضع استراتيجية التنمية ووضع سياسية اقتصادية جديدة ومباشرة التصنيع المحلي والتنمية الزراعية وإقامة المشاريع الصغيرة لتشغيل الأيدي العاطلة عن العمل وإيجاد الحلول السريعة للتجاوزات الجارية على فئات الشعب في كل مكان والتعجيل بدراسة ملفات السجناء السياسيين والمتهمين بالإرهاب والاغتيالات بهدف إطلاق سراح من لا تثبت عليهم التهم الموجهة إليهم أو تقديمهم للمحاكمة.
الناس تنتظر, بعد خيبتها من مجالس المحافظات, حل مجالس المحافظات, رغم كونها منتخبة وفق قانون غير ديمقراطي, لتقديم الدليل على حسن نية الحكومة لإجراء انتخابات جديدة فيه, ثم البدء بتعديل الدستور العراقي على وفق الاتفاقات السابقة وتغيير قانون الانتخابات المشوه الذي تمت بموجبه انتخابات 2010. إن تعيين الوزراء تم على وفق قاعدة المحاصصة الطائفية والتي اصبحت قاعدة التوظيف في كل الوزارات, بما فيها مكتب رئيس الورزاء والمؤسسات المحيطة به والعاملة معه. وهي التي يفترض أن تفكك فعلاً.
إن من مصلحة المالكي أن يستمع إلى صوت الناس الذين يطالبونه بالإصلاح, أن يستمع إلى صوت العقل, وليس إلى أصوات كارهة للشعب ومشوهة لمطالبه. إن السياسة التي مارسها المالكي قبل بدء الانتخابات هي التي تسمح للبعثيين بالبروز في الساحة العراقية, في حين أن مظاهرات الشعب هي التي تلقمها حجراً وتحرمها من الصيد بالماء العكر الذي تسببت به سياسات النظام وليس أولئك الذين تظاهروا مطالبين بحقوقهم المشروعة والمصادرة حالياً.
إن سياسات الحكم الراهنة وغير العقلانية وغير النافعة للشعب, بل مضرة به وبمصالحه, هي التي تسمح ببروز قوى معادية وتنشيط قوى البعث والقاعدة وهيئة علماء المسلمين ومن لف لفهم. في حين أن السياسات الصائبة التي تقترحها قوى الشباب في العراق والقوى الديمقراطية المدافعة عن حرية الشعب والمطالبة بالديمقراطية هي التي تجهض نشاط أعداء الشعب والمخربين والإرهابيين.
إن الجماهير التي تظاهرت يوم الجمعة تنتظر الآن الخطوات السريعة والمباشرة التي يفترض اتخاذها من جانب رئيس الوزراء لمعالجة المشكلات القائمة, وحين يتيقن بأن الحكومة جادة في ذلك سوف تؤيدها, ولكن حين تجد بإنها مصرة على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن ,أن تصريحاتها الإيجابية ليست سوى ذر الرماد في العيون وامتصاص غضب الشارع, فأن المظاهرات ستتعاظم وستتسع قاعدة المشاركة فيها وستعم البلاد كله وسترفع من سقف مطالبها الراهنة.
إن على المالكي أن يشعر اليوم بأنه في سباق مع الزمن للبرهنة على أنه قد اصغى جيداً لصوت المتظاهرين المحتجين واقتنع بما ينبغي أن يقوم به من إصلاحات.
الشعب بانتظار ذلك ومن يخيب ظن الشعب تواجهه الكثير من المفاجآت. والشعوب وحدها هي صاحبة المفاجآت الرائعة, كما في الجيشان الناجح الذي عشناه في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والعراق ايضاً.
28/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشلتم في منعكم مظاهرات يوم الغضب ونجحتم في قتل واعتقال الناس ...
- التجربة السلمية الجديدة للشعب ومخاوف الحكام في العراق.
- المظاهرة وتصريحات رئيس الوزراء العراقي
- الحرية والخبز وجهان لعملة واحدة
- التظاهر السلمي والشعبي هو الطريق الضامن للتغيير الديمقراطي
- هل هو عدوان إرهابي -حكومي- جديد على مرصد الحريات في بغداد؟
- إيران لن تهدأ... حتى يسقط الشعب نظام الملالي المتخلف!
- نقاش ودي مع الأستاذ ييلماز جاويد
- اعتداء جبان ووحشي على معتصمي ساحة التحرير وسط بغداد
- نداء مهم وعاجل إلى مجلس الأمن الدولي بمنع الطيران الليبي من ...
- الحكماء الجدد ومظاهرات الشعب العراقي
- الشعب الليبي والقذافي المستبد عميد الحكام العرب
- رسالة مفتوحة إلى الشعب الكردي والسادة المسؤولين في إقليم كرد ...
- الحقوق والحريات الديمقراطية حزمة واحدة لا يجوز تجزأتها
- أقدم استقالتي من الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية ا ...
- لماذا أؤيد وأدعو لمظاهرة 25 شباط/فبرار 2011
- الشبيبة العراقية تنفض الغبار عن نفسها... تتنفض ...
- موضوعات للمناقشة: هل من جديد في أوضاع العراق وإقليم كردستان ...
- كيف نساهم في تحقيق الانتصار لشعب إقليم كردستان العراق.. كيف ...
- ستخيب أوهامكم يا حكام الجزائر.. لا.. لن تستطيعوا اغتصاب إراد ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيقرأ المالكي بصواب مظاهرات الشعب؟