أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد سردار عارف - سيارة بالتقسيط الغير مريح














المزيد.....

سيارة بالتقسيط الغير مريح


احمد سردار عارف

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 18:30
المحور: كتابات ساخرة
    


في مقر الشركة العامة للسيارات اخذ (س ع) يعد مبلغ (150) الف دينار الذي اقترضه من صديقه بعدما اصبح لا يملك من حطام هذه الدنيا شيء، فقد انفق كل ما تبقى من امواله كأجور نقل ما بين الديوانية وبغداد واصبح يحفظ عن ظهر قلب كل علامة دالة او شجرة على هذا الطريق ولأكثر من عشرين مرة متذكراً اتفاقه السابق مع موظف الصيانة (ع ح) على دفع هذا المبلغ له من اجل انجاز معاملته او على الاحرى العثور عليها متحسراً على ما بذله من مجهود كبير فيها بعد شموله (بسيارة اجرة بالتقسيط المريح) كونه من اسر الشهداء التي توزعها مجالس المحافظات او ما يعرف بالمشاريع والتي بدءت رحلته فيها من مجلس المحافظة ثم مصرف الرافدين ثم الى الشركة العامة للسيارات وبمعاملة اخذت الكثير منه من الجهد والوقت 0
وكان حلمه الوحيد هو استلامه هذه السيارة الموعودة للعمل عليها لكي يعيل عائلته الكبيرة والتخلص من البطالة التي لازمته طويلاً,الا ان حلمه تبدد واصبح من الماضي لان مسؤول الاستلام في الشركة ذكر له ان معاملته مفقودة بالرغم من وجود اسمه في القوائم المرسلة من المحافظة .
اراد ان يشتكي ولكن كيف ولا احد يستمع اليه وشبابيك المراجعة موصدة تتحدى من يفتحها والمراجعين قد تجمعوا حولها كأنهم في زيارة لاحد الائمة ,وان رؤية موظف خارجها كرؤية البدر في ظلام ليالي بغداد الخالية من الكهرباء وخاصة ان (ع ح) قد رفع المبلغ المتفق عليه الى (250) الف دينار من اجل انجازها ,واسودت الدنيا في عينية وهو المحطم من كل النواحي .
وبينما هو جالس يفترش الارض لاحظ وجود حركة غريبة وهي ان الشبابيك بدءت تفتح واخذت تستقبل المعاملات بل ان بعض الابواب قد استقبلت عددا من المراجعين ولكن كانت الزحمة على اشدها ، عندها سمع من بعض الموجودين حولة ان سبب هذا الحراك هو مجيء النزاهة0
عندها تحركت حواسه المتعبة ووقف على قدميه واخذ يتدافع مع المراجعين لكي يصل الى موظفي النزاهة (حتى لو كان هذا اخر عمل يقوم به في حياته) وهو الذي قد نال الكثير من الدفع والرفس والاهانات والتوسلات والانتظار والرحلات المكوكية حتى وصل الى مقربة من احدهم وهو اكبرهم سناً قائلاً له :- اانتم النزاهة ؟
فقال :- نعم ، تفضل
فقال له :- لا توجد نزاهة في العراق واتحداكم ان تجدوا حلاً لمشكلتي وانا هنا اراجع منذ عشرين يوماً ولا احد يستمع لي وكأني حجر مرمي وقد فقدت معاملتي والان افقد آدميتي .
فقال له موظف النزاهة:- تفضل معنا الى غرفة الاضابير لنتحر الامر.
عندها اخذوه معهم وكلفوا احد الموظفين بالبحث في الاضابير وباشرافهم وبعد مدة لم تتجاوز (15) دقيقة كانت المفاجأة .
لقد وجدو (اضبارته المفقودة )حيث كانت قد وضعت وعن طريق الخطأ مع معاملات محافظة ديالى ثم سلموها بعد ذلك الى موظفة الحاسبة التي طبعت وبدقائق معدودة (منافيست) سيارته واصبح لا يصدق ما يجري امام عينيه وكأنة في حلم
ثم قالت له هذه الموظفة اذهب الى موظف التسليم الان ليكمل الاجراءات .
لقد انتهت معاناتك عفواً .. معاملتك.
ملاحظة: هذه القصة ليست من نسيج الخيال بل من صلب الواقع وقد حدثت ولا زالت تحدث.



#احمد_سردار_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سواري خضراء... ام أعمدة صماء
- المربع الذهبي


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد سردار عارف - سيارة بالتقسيط الغير مريح