أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !














المزيد.....

عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 18:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تأملات

يتعين علي، أولاً، أن أعلن، اعتماداً على حقائق صارخة، ارتيابي بـ "الديمقراطية" العراقية، وقد تجلت واضحة مثل الشمس في ما حدث يوم الخامس والعشرين من شباط، حيث تصاعدت الاحتجات السلمية العارمة في بغداد وسائر أرجاء البلاد، بينما كان حصار الناس وقمعهم والاعتداء على الاعلام والاعلاميين في تصاعد.
ولعل من بين أكثر التطورات تجلياً زيف الادعاءات التي أطلقها مسؤولون وأجهزة أمنية عشية المظاهرات، السلمية المتحضرة في الغالب باستثناء حالات معزولة، من أنها كلها ستسيَّر وتوجَّه وتوظَّف لصالح أيتام النظام المقبور وقوى الارهاب. ومن الطبيعي أن الهدف الواضح كان تخويف الناس ومنعهم من المشاركة في الاحتجاجات.
وبالتالي فان ما جرى يوم الجمعة الماضي شكل صفعة لهذه القوى التي سعت جاهدة، وهي توظف إمكانيات الدولة وأجهزتها، الى إحباط التظاهرات بدلاً من تسخير هذه الموارد لتأمين سلامة المتظاهرين المحتجين بطريقة سلمية وتمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري.
لقد أثارت الأحداث تساؤلات مشروعة حول جدية الحكومة والسلطات المحلية في الاستجابة لمطالب المحتجين. وأظهرت أن الناس سئموا من الوعود المكرورة باصلاح الأوضاع. ولم يعد من المقبول مطالبتهم بمهلة إضافية بحجة أن الحكومة ماتزال في بداية فترة ولايتها. فقد انقضت سنة كاملة على الانتخابات وما تلاها من مهزلة تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق يتعين ادراك حقيقة أن تخصيص الحكومة مبالغ من الموارد الاضافية من عائدات النفط المتوقعة ليس سوى محاولة لشراء سكوت الناس، تكشف عن غياب مصداقية الحكام، وعجزهم عن حل أزمة البلاد العميقة، ولجوئهم الى الأساليب القديمة ذاتها للحفاظ على امتيازاتهم، وهو كل ما يعنيهم من الاجراءات الترقيعية والمضلِّلة.
ومن ناحية أخرى فانه في إطار انتقاد اللجوء الى القوة المفرطة وجه الاتحاد الأوروبي، وللمرة الأولى، تحذيراً للحكومة، حيث سقط أحد عشر شهيداً في يوم واحد فقط، مما يكشف عن خلل خطير في قضية تعامل السلطات مع التظاهرات، إذ قابلت حجارة المحتجين العزّل بالرصاص الحي.
إن هذا السلوك، غير المبرر على الاطلاق، لا يتفق مع التبجح بأن العراق بات دولة ديمقراطية متحضرة. وهو يعكس من ناحية هلع القوى المتنفذة في الحكم من مطالبة الناس بحقوقهم المشروعة ومن التعبير عن الرأي الآخر، وخشيتها على امتيازاتها المهددة وتأبيد راهنها المهتز. ومن ناحية ثانية يكشف عن ثقافة استخفاف بحياة البشر رغم كل الادعاءات باحترام حقوق الانسان.
ومما له دلالة عميقة أن المجتمع الدولي لم يعد قادراً على السكوت عن تجاوزات فظة يعاقب عليها القانون الدولي بل والعراقي نفسه، بحجة أن العراق مايزال في مرحلة استثنائية انتقالية من عهد الدكتاتورية ثم الاحتلال الى عهد بناء ديمقراطية، وأنه بحاجة الى المزيد من الوقت لممارسة السلوك الديمقراطي المتحضر.
ومن نافل القول إن على عاتق القوى والشخصيات الديمقراطية خصوصاً مسؤولية استثنائية، فهي القوى الأكثر اخلاصاً وانسجاماً مع التطلعات الطامحة الى التغيير الجذري للنظام السياسي القائم، بدءاً بالتخلص، مرة والى الأبد، من جذر المشكلة المتمثل في نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، الى جانب استئصال الآفات الأخرى وأولها وأخطرها الفساد.
وعلى هذه القوى التفكير، على نحو أعمق وأكثر جدية، بكيفية استثمار هذه الحركة الاحتجاجية المتعاظمة، حتى لا تتبدد الطاقات، وخصوصاً الشابة التي تقدمت الصفوف.
ومن الهام ملاحظة حقيقة أن الناس الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع بجرأة ومارسوا حقهم الدستوري أكثر من مرة، هم أنفسهم من خرجوا هذه المرة الى الاحتجاج، وفي مقدمتهم الشباب، رغم خداع السلطة وتهديدها، ليوجهوا أصابع الاتهام الى تلك القوى والنخب الحاكمة والمتنفذة التي تنكرت لوعود قطعتها في الانتخابات الأخيرة، وليؤكد كثير منهم أنهم لن يكونوا ضحية التضليل مرة أخرى.
وبذلك سجلت هذه الأحداث انعطافة في تطور مستوى الوعي، وعلى وجه الخصوص وسط فئات الشبيبة الطامحة الى التغيير الجذري.
ولابد من التأكيد على أنه من أجل ضمان تحقيق المطالب المشروعة التي عبرت عنها تظاهرات 25 شباط يتعين على هذه الحركة أن تطور أساليبها وتسعى الى تشكيل أدواتها الكفيلة بمواصلة التعبئة والضغط لتحقيق هذه المطالب والحيلولة دون الالتفاف عليها عبر إجراءات وخطوات ترقيعية لكسب الوقت وامتصاص مشاعر السخط الشعبي.
* * *
من الطبيعي أن تتشبث قوى المجتمع القديم بوجودها، وهي مرتعبة من تهديد الاحتجاج الواعي لامتيازاتها، فتستخدم كل ترسانتها، وبينها تضليل وترهيب وترغيب، واتهام "غوغائيين"، وهو التعبير الذي كان يفضله مهندس المقابر الجماعية لوصف منتفضي آذار. وقد شهدنا بعضاً من هذه الترسانة في تونس ومصر، ونشهدها اليوم على يد العقيد الليبي المعتوه.
لن يخدعونا بتعليق ثياب الامبراطور على مشجب "الديمقراطية"، فنحن نعرف، مثل طفل الدنماركي الرائع هانز كريستيان أندرسن، حقيقة الامبراطور العاري.
إنهضي يا بلاداً تقيم فيها الأحزان .. أوقفي سيل المحن ..
آن لك أن تعودي الى ينابيعك يا موطن الحكمة والاحتجاج والنور ..
عودي الينا، نحن عشاقك .. ننتظرك، حاملين الزهور، ومنشدين في ساحة التحرير !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !