أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مهدي بندق - الفاشيون قادمون ..لبنان نموذجا والتطبيق في مصر















المزيد.....

الفاشيون قادمون ..لبنان نموذجا والتطبيق في مصر


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 18:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لبنان نموذجا والتطبيق في مصر
دعت جريدة المصري اليوم إلى فتح باب المناقشة المجتمعية حول مقترحات لجنة تعديل الدستور ، تلك اللجنة التي عملت بدهاء شديد على إزالة معظم الموانع الحائلة بين وثوب القوى الفاشية ( = الأخوان المسلمين ) إلى سدة الحكم ولو بالتحالف مع فلول النظام المباركي المبعثر الآن . وآية ذلك إصرار مقترحات اللجنة ذات التوجه "الإسلامسياسي" على إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشوري ورئاسة الدولة في ظل عوار الدستور الحالي على نحو ما أوضحه بيان الجريدة ، الأمر الذي يجعلنا نودع فكرة الدولة المدنية لعقود قادمة ، وليس هذا مجرد تصور متشائم حيث تقف المسألة اللبنانية شاهدا على ذلك – كما سنوضح بعدُ – فضلا عن أن أبجديات علم الاجتماع السياسي تؤكده بما لا وهم فيه . وإليك التفاصيل:

تعني كلمة الفاشية – ذات الجذر اللاتيني Faces – الحزمة من العصي المترابطة ، وقد وظفها القادة والضباط الرومان رمزاً لقوتهم وتوحدهم، ثم صارت تعرض في الاحتفالات أمام الأباطرة دليلاً على سلطة الدولة ذات التماسك والهيمنة الشاملة.
ومن هذا الجذر اللغوي اشتق موسوليني، دكتاتور إيطاليا في عشرينات القرن الماضي كلمة Fascism يجدد بها فكرة الإمبراطورية الرومانية، ومؤسساً عليها مذهباً سياسياً يقول إن الأمة لا تعني الشعب الموجود في الزمان المتعين وحده، بل إنها – أي الأمة – تعود إلي الماضي السحيق لتشمل أرواح الآباء والأجداد الموتى، وكذلك تمتد إلي المستقبل لتضم الأبناء والأحفاد الذين لم يولدوا. وعليه فإن أعضاء الأمة – بهذا المعنى – لا غرو يمثلون الأغلبية، التي لا ُ تقارن بها أية ُ جماعة سياسية موجودة على أرض الواقع القائم مهما يكن عددها !
وعليه فالأغلبية المفترضة – في عقيدة هذا المذهب – هي التي تتجسد فيها روح الأمة، متخذاً – هذا الروح ُ - من الأفراد المشخصين محض وسائل لتحقيق أغراضه "المبهمة" فلا عجب إذن أن يجد تعبيره الأمثل سياسياً فيمن يؤمن به إيماناً مطلقاً، وذلك هو الحزب الفاشي وحده دون سواه، شاء "الشعب" أم أبي !
ذلك هو التعبير الذي استخدمه حرفيا حرفياً الشيخ حسن نصر الله في لبنان قائلاً بصلف فظ : إن حزب الله يخوض الآن معركة الأمة ، شئنا أم أبينا، شاء اللبنانيون أم أبوا ( خطابه في 12 يوليو / تموز 2006).
والحق أن الرجل لم يخرج قيد أنملة عن السيناريو الذي كتبه له المؤلف الإيراني الفاشستي من نجح في سبك خلطة أيديولوجية شمولية Tatatalitariam فارسية وشيعية إمامية في آن، حدها الأقصى : إخضاع العالم لهيمنتها المطلقة ، والأدنى : ابتلاع الدول العربية والسيطرة على مقدرات شعوبها عبر تصدير ما تسميه بالثورة الإسلامية، وذلك برفع التناقضات بين هذه الدول وتلك الشعوب وبين أمريكا وإسرائيل الى مستوى الحرب، غير ملتفت الى ما أثبتته التجارب. وفي معامل موازين القوى الفعلية من حقيقة أن الخاسر في كل مرة إنما كان العرب.
بالمقابل ومن وجهة النظر العربية ، فإن الهزائم العسكرية لا تعني أن تتوقف كل أشكال المقاومة، بل على العكس حيث المقاومة لها ألف باب وباب، أوسعها الأخذ بأسباب التنمية الذاتية سياسياً واقتصادياً وثقافياً، فضلاً عن إحلال النظام الديمقراطي محل الأنظمة الديكتاتورية، تلك التي جلبت إلي شعوبها الهزائم والانكساريات المتوالية.
غير أن الفارسيين الجدد لا يعجبهم ، ولا يحقق أهدافهم الاستراتيجية أن يقوي العرب إلى حد أن يتمكنوا من حل تناقضاتهم مع الغرب بأساليب يرونها مناسبة لهم. فالأمة "الإسلامية" في نظر الفاشست الجدد أكبر من العرب والعروبة ، هكذا القدس قضية إسلامية وليست قضية عربيةً، والقدس لا تسترد بالمفاوضات بل بإزالة إسرائيل من الوجود، فمن يزيلها ؟! حركة حماس بما ترفعه من شعارات مدوية تطالب بفلسطين من النهر إلي البحر، وبما تطلقه من صواريخ تقتل في كل خمسة أعوام سبعة من الإسرائيليين مقابل قتل إسرائيل للآلاف من الشعب الفلسطيني فضلاً عن حصاره وتجويعه. لكن حماس ليست وحدها لحسن الحظ، بل يساعدها في "نضالها" حزبٌ يوظف اسم الجلالة عنواناً له( دغدغة ً لمشاعر المتدينين الأبرياء ) يبدأ بغزو بيروت ، على طريقة موسوليني في زحفه على روما عام 1922، ويثنى بإسقاط النظم العميلة للغرب – من وجهة نظره – مثل مصر والأردن والسعودية ، وذلك بالتحالف مع القوى الداخلية فيها، المؤمنة بالفاشية في أعماقها بحكم الموروث الثقافي ، تلك التي صارت تعلن – من باب التقية المؤقتة – أنها توافق على الديمقراطية، مادامت آلية الانتخابات فيها ستحملها إلي مقاعد الحكم. بعدها ما أسهل وأحلي الرجوع في الكلام.
هذا التكتيك ليس افتراضاً نظرياً يمكن تفنيده بحجج مضادة بل هو واقع معيش. وآية ذلك أنه حين أصدر مجلس الأمن القرار 1706 متضمناً ضرورة تنفيذ القرار رقم 1559 لسنة 2004 والقاضي بانسحاب القوات السورية من لبنان وحل جميع الميلشيات ونزع سلاحها تأكيداً لسيادة الدولة اللبنانية ؛ اعتذر الشيخ نصر عن عدم تنفيذه للشق الخاص بنزع سلاح حزبه ,مؤكداً أن هذا السلاح موجه أولاً وأخيراً إلى العدو الإسرائيلي، فبهذا السلاح تم أسر جنديين إسرائيليين ! وليس مهماً أن قتلت إسرائيل بالمقابل 1000 لبنانيّ وشردت 15000 آخرين، المهم أن الرجل أقسم ألا يوجه سلاحه إلى مواطنيه مهما تكن الأسباب. ولكن متى برّ فاشستي ّ بقسمه ؟!
ذلك بعينه ما فطنت إليه اسرائيل الخبيرة ذات الدهاء، حين قبلت بالانسحاب من الجنوب عام 2006 تطبيقاً للقرار 1701 الذي أمّن لها حدودها الشمالية بإحلال الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل محل ميليشيات حزب الله في الجنوب. والمغزى كان واضحاً أمام إسرائيل.. فماذا سيفعل حزب الله بسلاحه في شمال لبنان إلا أن يخوض به المعارك السياسية، فارضاً به إرادته على الدولة والمجتمع ممهدا ً بذلك للحرب الأهلية ؟
وهذا هو ما حدث بالضبط في بيروت وطرابلس والجيل، فلقد انفجرت المعارك على خلفية إقامة حزب الله شبكة مواصلات سلكية خاصة به مناهضة للشبكة الحكومية الرسمية ، وهو إجراء لا يمكن أن تقبل به دولة ذات سيادة . ولكن ما أن اعترضت الحكومة حتى أخرج نصر الله السلاح من غمده ليغرسه في صدور الأشقاء والأخوة ، معتذراً عن الحنث - في قسمه - بأحكام الضرورة وأهداف المقاومة !
بهذا انهالت مطارق النيران والحديد على عظام لبنان الهشة ، فشحبت الوجوه ،
و اغرورقت العيون بدموع الندم ولات حين، ساعتها أفاق الناس على الحقيقة المرة، تلك التى عبر عنها فضيلة الشيخ محمد رشيد قباني مفتى الجمهورية اللبنانية بهتافه الملتاع " كنا نعتقد أن حزب الله مَعْنىُّ كما قال بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، فإذا بنا نراه قوةً مسلحةً تأتي لاحتلال بيروت وانتهاك حرماتها".
أما الحكومة فلقد وقفت عاجزة، وكذلك التزم جيش " الدولة " جانب الحياد ، ربما ليفوت على نصر الله فرصة إشعال حرب أهلية جديدة. وأما أغلبية الشعب اللبناني (الأقلية في عرف الحزب الفاشستي !) فها هي ذي تقعد حسرى تنتظر مصير روما على يد موسيليني اللبناني. وأما أمريكا وأوربا وخلفها دولنا العربية ، فلسوف تفاجئ بالإمام هتلر الفارسي قادماًَ وفي يديه قنابله النووية ملوحاً بحرب إبادة الكوكب، ما لم يُعط نصيبه من الكعكة المعجونة بدماء فقراء العالم ، والمخبوزة في أفران صُنع قرميدها من لحمهم الحىّ.
يسأل البعض من ذوى النوايا الحسنة "ولماذا لا نحتمي بالقطب الصاعد إيران – وهى على أية حال دولة إسلامية – من ظلم أمريكا وجرائم إسرائيل ؟ .
هنا لابد من استحضار التاريخ علي سبيل التذكرة، فلقد عمد أحمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة في الأربعينات ( وكان حزباً فاشستياً لا غش فيه) إلى الدفع بأناس سذج يهتفون : إلى الأمام يا روميل ، ظناً منهم أن روميل هذا إنما جاء بجيوش الحاج محمد هتلر ليخلصهم من الاحتلال البريطاني. ولم يكن هؤلاء الناس بمدركين للفظائع الجهنمية التي أنزلها هتلر بأهل البلاد التي غزاها ، و هم بعشرات الملايين, وكأنهم جميعا قد راحوا يرددون بيت المتنبي مترجما ً إلي كل لغات العالم البائس : كفى بك داءاً أن ترى الموت شافيا / وحسب المنايا أن يكن أمانيـــا
تلك هي الفاشية وتلك هي فلسفتها وأدواتها ونتائجها واقرءوا التاريخ .. وإن لم تفعلوا يا أيها المصريون الثوار فابشروا بضياع أهداف ثورتكم ، كذلك اعتبروا أنفسكم مجرد أقلية، يحكمها الغيرُ ، ولا علاقة لها البتة بمصائرها الذاتية ، شأن المفعول به المنصوب لا الفاعل المرفوع الهامة.



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتمكن الشعب المصري من تعديل المصطلح الكلاسيكي لمفهوم الثو ...
- سقوط النمط الآسيوي للإنتاج وانتصار شباب الثورة الثالثة
- سالة من مواطن مصري إلى رئيس وزراء بريطتنيا
- قصيدة : تحولات يناير المعظم
- بين رمضاء العسكرتاريا ونار الجماعة الإخوانية
- القضاء على الإرهاب مشروط بحذف المادة الثانية من الدستور المص ...
- قصيدة : الشظايا
- الرعب السياسي بين الكونت دراكولا وجريجوري سامسا
- مصر- المحروسة- وشبح الفاشية
- مصير الدولة الحديثة بين قنابل الجهاد وموائد ماك وانزلاقات ال ...
- ورق في الثقب الأسود - قصيدة
- سؤال النهضة في مصر وإجابة الموجة الثالثة
- وهم استعادة النهضة في مصر
- أطباء بلا حدود والضوء الشاحب
- الفلسفة وحل مشكلات مصر المحروسة
- هنيئاً لأهل القاهرة الأذان الموحد
- إلى أين المصير؟
- هل يطلب البابا دولة قبطية في مصر؟
- أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية
- تحولات برج بابل في مصر


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مهدي بندق - الفاشيون قادمون ..لبنان نموذجا والتطبيق في مصر