أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن –7–














المزيد.....

عزف على الوتر الثامن –7–


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


عزف على الوتر الثامن –7–


1 - امرأة من عسل

تغزل خيوط العسل على إيقاع غريب, تنسج منها شرنقة, تصبح امرأة داخل شرنقة!!
عند الفجر تطير تسبق ميلاد الشمس, خلفها سرب عصافير البياض, تطلق غناءً بطعم القرنفل..
قبل الظهر تدخل غيمة من شبق الياسمين, تصعد فوق صهد الشمس على بساط ريح بعيده, تأخذ بعض راحة.. حتى إذا زحف العصر تتهادى مثل موج نعاس.. تهجع في وريدي بين الرغبة الاشتهاء.. تهمس:
- هل أدركت السر يا أنتَ؟
- أنت من يمتطي نبضي!!
تضحك.. تصهل.. تطبع بين عيني قرصا من عسل.. تقول:
- هل أدركت معنى القبل؟
حدثتني ذات قبلة, عن جدتها العتيقة, أن شغالات النحل جمعت رحيق أزهار الربيع, وأودعته في بطن صخرة عند خاصرة الجبل.. مرت عليه السنين تلو السنين فصار الرحيق اكسير عسل, ويوم هبطت على الأرض امرأة من مدار الحمل.. وقفت على الصخرة فتفجر تحت قدميها نبع العسل.. قلت:
- هي أنتِ إذن؟
فردت شعرها موج ليل مخملي.. قالت:
- امتطي موجي يا فتى..
وطارت تسبق حلكة الليل برجفة وتر.. هتفت:
- هيا إلى عتبات الرقص..
فرقصنا عند عتبات اللهفة والشوق, وعبرنا رجفة الرغبة قبل الهيام, فانهمر على مساحتي فيض من عسل.. أخذتني بين نهديها ..صهلت:
- هلا ندخل بوابة الوجد يا فتى!!


2 - بوابة الورد

حدثني جدي الأول عن سر الدخول إلى مملكة الورد قال:
يقف عند بوابة الدخول ملاك يرصد الوافدين من أركان الدنيا, ينظر أسفل جلد الكتف الأيسر للرجال وأسفل الكتف الأيمن للنساء, فإذا لاحت له الإشارة يفتح البوابة, وحدثني جدي عن رجل ظل انتظر عند البوابة عدة قرون, وفي يوم سأل الملاك مستعطفا أن يفتح له البوابة, فقال له الملاك:
- لا يدخل البوابة غير الموشومين!!
- وكيف تتعرف عليهم أيها الحارس الأمين؟!
- كل من يجلس القمر على وجهه يكون المسني, وتكون الخزامى موشومة أسفل كتفه الأيسر, وكل من رقدت نجمة بين عينيها تكون الخضراء, ويكون النعناع موشوما أسفل كتفها الأيمن..
ندب الرجل حظه فلا هو عرف الخزامي ولا تذوق طعم النعناع.. فجأة هلل الملاك:
- تُفتح البوابة الآن..
دخل فتى يحمل فتاة على خاصرته. أُغلقت البوابة واختفى الملاك, وهطلت السماء نساءً راغبات, أخذن يرقصن حول الفتى.. رقص الفتى على ايقاع الراقصات.. لهث ولهث.. حتى لهثت في خاصرته امرأة..قالت:
- كلهن أنا!!
- أنت كل النساء!!
- وأنت كل الرجال
وقيل أن الرجل الذي ندب حظه اختفى عشرة قرون وعاد يحمل على خاصرته امرأة من قرنفل, يوشوشها هل يفتح لنا البوابة ملاك الأشواق!!

3 - في سفر الحوت

عثر على سفر قديم جاء فيه:
أن الحوت قبل أن يبتلع يونس بدهور, بلع امرأة يقال أنها رضاب, ورجل يقال أنه المنسي, وانه حملهما في الماء مئة عام, ثم قذفهما على شاطئ يابسة مهجور فصرخا:
- لمن تتركنا يا حوت
- انتظرا.. أعود بعد عام..
وجاء في السفر أن الحوت عاد حاملا على ظهره رجالا ونساء هبطوا عراة فرحين, يهتفون:
- أين أنتَ يا منسي.. أين أنتِ يا رضاب؟؟
- من أنتم؟ ومن أي ارض أتيتم؟
- نحن من نسل آدم وحواء, أتينا من أرض حل فيها الخراب وتفحمت فيها القلوب..
- وماذا تريدون؟
- شكونا أمرنا للحوت فجاء بنا إلى هنا, وقال لنا من لا يزور جزيرة الورد, يقضي العمر يتخيل الحب ولا يعيشه, ويموت على عطش للحياة!!
حمل المنسي رضابا على خاصرته ونظر إلى السماء.. قال:
- ماذا ترون؟
- قمرا يحضن نجمة
- هيا إلى الرقص أذن..

4 - الساكن فيه

جلس المريد بين يدي الحكيم تتقاذفه الرجفة بين الزهو والحسرة.. يشرب دمعته قبل أن تهبط عن جفن العين.. أخذه الحكيم إلى صدره وأرهف السمع لوجيب قلبه.. همس:
- عاشق أنتَ يا فتى؟
- تاه قلبي والغيلان كثر في الطرقات..
- هل نالوا منها؟
- ليس بعد.
- هل أنت على ثقة يا فتى؟
- جئت أسألك حالي!!
- باتت الثقة ندرة في زمن الغيلان يا ولدي!
- ومتى تصبح الثقة يقين؟
- عندما يصدقك الساكن فيكَ
أشرق وجه الفتى وغادر المجلس قبل أن يرى المريدون امرأة ترقص على شفتيه.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف على الوتر الثامن –6–
- عزف على الوتر الثامن –5 –
- عزف على الوتر الثامن – 4 –
- عزف على الوتر الثامن – 3 –
- عز ف على الوتر الثامن – 2 -
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -
- هموم امرأة خضراء – 3 –
- هموم امرأة خضراء – 2 -
- هموم امرأة خضراء – 1-
- خداع الصور
- في تفسير لغة الريح
- مكابدات امرأة عاقلة
- صقر أبو عيده والدوران حول بؤرة الألم
- طقوس امرأة بريئة جدا – 6 –
- قطف اللهفة قبل مواسم الجفاف
- امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن –7–