أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امغار محمد - التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم:














المزيد.....

التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم:


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 07:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


التعريب ظاهرة سوسيو ثقافية، عرفتها أغلب الدول العربية بشكل أو بآخر، وهي ظاهرة غير معزولة عن المحيط العام، بل لها إرتباط بالمسار التاريخي للدولة المستقلة في شمال إفريقيا( ). وطرح قضية التعريب في المغرب إبان الإستقلال، كانت له أسباب موضوعية، تتجلى في خلق قنوات، الإتصال والتواصل بين الدولة الوطنية المركزية وبين رعاياها، وذلك بخلق قناة لإيصال الخطاب السياسي للدولة، إضافة إلى ربط مابين الوحدة اللغوية والوحدة الوطنية للدولة.لذلك شكلت اللغة الوطنية أداة لإضفاء الشرعية من خلال الربط بين اللغة والهوية القومية( ).وإختيار اللغة العربية كلغة رسمية فرض نفسه إنطلاقا من موقع العربية وعلاقتها بالإسلام كدين للدولة، والذي شكل المدخل الطبيعي لمقاومة الإستعمار الفرنسي، لذلك فإن تباني اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية كان الهدف منه خلق نوع من التمايز، مابين الدولة المستعمرة، والدولة المغربية المستقلة. وإذا كان إختيار اللغة العربية كلغة رسمية قد تبعه إتباع سياسة التعريب، فإن هذا الأخير قد أدى إلى تخفيض مستوى اللغة الفرنسية وقلص من عدد المتحكمين فيها.( ) الشئ الذي أدى إلى خدمة إستمرارية النخبة المغلقة في المغرب. ذلك أن التحكم في اللغة الأجنبية وخاصة الفرنسية يعتبر المدخل الطبيعي للسلطة. لذلك تعتبر السياسة اللغوية الرامية إلى تعريب التعليم من أعقد السياسات المرتبطة بالمسألة اللغوية في المغرب المستقل. حيث أن قرارات التعريب وتكريس اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية، شابها الإستعمال السياسوي النفعي.
إن سياسة التعريب كانت أداة لضرب فلسفة تعميم التعليم ومجانيته• ويتجلى ذلك من خلال قراءة في المسار التاريخي لسياسة التعريب في المغرب المستقل. حيث بدأ التعريب مع بداية السبعينات ثم إنتهى مع أواخر الثمانينات متوقفا عند السنة النهائية للتعليم الثانوي، ذون أن يتم تعريب التعليم العالي، إلا ماكان منه معربا سابقا••.
ويلاحظ على سياسة التعريب المتبعة من طرف الحكومات المتعاقبة مايلي:
أن التعريب إقتصر على المرحلة الإبتدائية والثانوية، في حين أن تعليم العلوم بالجامعات مازال يلقن باللغة الفرنسية.
التعريب إقتصر على التعليم العمومي المجاني الذي تموله الدولة في حين بقيت مؤسسات التعليم الخاص ومدارس البعثاث الأجنبية الراقية تدرس باللغات الأجنبية.
أن تعريب التعليم لم يواكبه تعريب مؤسسات الدولة والمعاملات التجارية والإقتصادية والإعلام وغيرها من قنوات التحكم في جهاز الدولة•••.
أن المناصب المهمة في جهاز الدولة تتطلب لشغلها، تكوينا باللغة الأجنبية وخاصة الفرنسية.
وكذلك الشأن بالنسبة للمؤسسات والمقاولات الإقتصادية الضخمة التي لاتوظف لمهام التسيير والإدارة إلا خرجي المدارس والمعاهد الأجنبية أو المكونة باللغة الفرنسية. وهذا يؤكد أن اللغة الفرنسية التي قيل بأن التعريب جاء لمحارتها وتلقي التكوين بها، مازال ينظر إليها على مستوى القناعات والذهنيات كإمتياز، وحظوة••••. وهذا مايفسر الوظيفة الحقيقية للتعريب في ظل المغرب الحالي، مرتبط بتحديد الجماهير الشعبية، من جهة والحد من إنتشار الأفكار المعارضة للدولة من جهة أخرى. وإن كانت الوظيفة الأولى قد أعطت ثمارها بحيث حافظت على الرأسمال الرمزي للنخبة الوارثة لجهاز الدولة الفرنسي الأصل. ويتجلى ذلك من خلال الحفاظ على التقسيم الإجتماعي للعمل•• مابين مهام التسيير والإدارة والإشراف والمراقبة وممارسة السلطة التي تقوم بها الطبقات الثرية، التي حصلت بفضل ثروتها ومكانتها الإجتماعية، على تعليم جيد ونافع، أهلها لتولي تلك المهام، ثم مهام أقل مرتبة، من حيث قيمتها المادية والرمزية، وهي مهام التنفيذ والإنجاز. غير أن سياسة التعريب وإن كانت قد حدت من إنتشار الأفكار المعارضة لشرعية الدولة في المغرب المستقل. وشرعنت نظرية الوحدة الوطنية، فإنها في المقابل ولدت توجهات معارضة الدولة، إعتمادا على الرغبة في تقسيم الرأسمال الرمزي المرتبط باللغة العربية• أوالدعوة إلى رفض الوحدة الملغية للحقيقية التاريخية المرتبطة بتنوع البعد الهويتي للمغرب، من خلال المطالبة بتكريس اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في مختلف مجالات الدولة، والمجتمع. و هذا ما أدى إلى التراجع عن سياسة التعريب في ظل مغرب الإنتقال الديمقراطي نظرا وشرعنت نظرية الوحدة الوطنية فإنها في المقابل ولدت سياسة أخرى مرتبطة بمعارضة الدولة إعتمادا على الرغبة في تقسيم الرأسمال الرمزي المرتبط باللغة العربية• أوالدعوة إلى رفض الوحدة الملغية إلى الحقيقية التاريخية المرتبطة بتنوع البعد الهويتي للمغرب من خلال المطالبة بتكريس اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في مختلف مجالات الدولة والمجتمع. وهكذا فإن سياسة التعريب عرفت تراجعا في ظل مغرب الإنتقال الديمقراطي نظرا للتحولات التي عرفها المغرب والمنطقة المغاربية بصفة عامة.ذلك أن إرتفاع المد الأصولي وظهور الحركة الأمازيغية المدينة دفع بالدولة الوطنية إلى إعادة النظر في السياسة التعليمية، من خلال إدماج مادة الترجمة،وإعادة النظر في البرامج التعليمية المرتبطة بسياسة حقوق الإنسان من أجل تكريس مفاهيم التعددية عوض الأحادية.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن العلاقة التي بين التعددية اللغوية وأجهزة وقنوات الدولة الوطنية



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سندات الاقامة بالمغرب وشروط الحصول عليها
- الاطار القانوني لدخول الاجانب الى المملكة المغربية
- الحدود القانونية للتعامل مع الاقامة الغير المشروعة بالمغرب
- التدابير الزجرية بخصوص الهجرة الغير المشروعة
- السن القانوني للزواج
- قانون الفنان
- العطلة القضائية
- الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي
- اتعاب المحامي
- الفرنسية للاغنياء والعربية والامازيغية للفقراء
- رقابة دستورية القوانين
- الترجمة القانونية حق انساني وضمان المحاكمة العادلة
- الخطأ الطبي
- الحكومة العالمية بين القواعد الاخلاقية للامم المتحدة والقوة ...
- حوار حول الامازيغية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امغار محمد - التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم: