أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - خطاب في مراسيم رحيل الرفيق منصور حكمت..















المزيد.....


خطاب في مراسيم رحيل الرفيق منصور حكمت..


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 216 - 2002 / 8 / 11 - 01:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

 

 

الحضور الاعزاء..

 ارحب بكم و اشكر لكم حضوركم هذا اليوم للاحتفاء بحياة رفيقنا الخالد منصور حكمت. اود باسمي و باسم حزبي  ان اواسي اذر ماجدي و اطفالهما، اواسي السيدة سعيدة رازاني والدة, زوبين رازاني، و كافة اعضاء اسرته برحيله.اواسي اعضاء ومؤيدي كل من الحزبين الشيوعي العمالي الايراني والعراقي و اصدقاء ومؤيدي منصور حكمت.

 

بألم و فخر اتحدث اليكم في هذه الدقائق . ألم انه غادرنا و فخر انه كان معنا، و بالاحرى كنا معه. كان قائد حركتنا. سعداء الحظ اننا جايلنا منصور حكمت، سعداء اننا، عملنا معه، سمعنا خطاباته، حضرنا جلساته .

 

اود ان اتحدث اليكم عن كيفية تعرفنا على منصور حكمت و كيف قاد مسيرة حركتنا لاحقا في العراق.  انا من مدينة البصرة، و عشت مثل الملايين من النساء اضطهادا مزدوجا كانسان و كأمرأة. سعيت لمقاومة الاضطهاد بالانخراط في العمل السياسي، من اجل تحقيق الحرية، المساواة. ناضلت من اجل البديل الشيوعي.

 

كانت المرة الاولى التي سمعنا فيها اسم منصور حكمت، حين اجتاح النظام العراقي الكويت، كنا نردد مع سائر شيوعيي العراق. بوجوب تطبيق ألمادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة. وكنا مؤمنين تماما بشرعية تشكيل قوة دولية لاعادة المعتدي، و من ثم بشرعية و حقانية  الحرب. و في قرارة قلوبنا كنا نتطلع الى اسقاط النظام العراقي على اجنحة الطيران الاميريكي.

 

بينما كنا منهمكين في هذه الدوامة الرهيبة من الاحتلال و فرض العقوبات الاقتصادية  و الحرب و اسقاط النظام و تعليق الامل على امريكا رغم كرهنا لها. وصلنا كراس صغير الى جنوب العراق، يحمل عنوان "حرب الخليج، و النظام العالمي الجديد المخضب بالدماء" ليتحدث عن ان امريكا تسوق العالم نحو جحيم نظامها العالمي الجديد من اجل سيادتها، و بانها ليست حربا من اجل عيون شيخ الكويت، ولا من اجل احترام القانون الدولي، و لا من اجل انهاء الديكتاتوريات، و اقامة الديمقراطية. انها دعاية حرب لا غير. لم يدن الاجتياح! وكنا نردد باستغراب: هل يمكن ان يكون هناك شيوعي لايدين اجتياح العراق للكويت؟!! كان رده واثقا، واضحا و عميقا، الغزو و الاجتياح ليس بامر غريب في منطق العالم الرأسمالي..

 

بدأنا ننظر الى الموقف من الاجتياح من منظور عالمي و ليس وسيلة و مبرر لاسقاط نظام صدام فقط. لقد وجه طعنة بالصميم للاوهام والتصورات الديمقراطية التي لا ترى ابعد من معاداة الديكتاتورية التي كانت سائدة بيننا نحن الشيوعيين

 

هناك كان تعرفي لاول مرة  على منصور حكمت.

 

ثم توالت الابحاث جاء كراس "اختلافاتنا" ليشرح اختلاف الشيوعية العمالية و تصوراتها عن كل الشيوعية السائدة في عصرها من ألسوفيتية و الماوية و التروتسكية وصولا للجيفارية. ثم جاء كراس سياستنا التنظيمية والعضوية العمالية، ليتحدث عن التطابق بين الحزب و النضال اليومي للجماهير. ثم جاء بحث الاتحاد السوفيتي و انهيار ثورة اكتوبر، في الوقت الذي كنا نردد فيه كلمات الاعجاب بالغلاسنوست و البرويسترويكا التي وصفها احدنا قائلا بانها اكتوبر اخرى بعد لينين.

 

جاء منصور حكمت ليقول ان الاشتراكية لم تقم اساسا في الاتحاد السوفيتي لتفشل. لقد انتزع العمال والبلاشفة السلطة السياسية  و لكنهم اخفقوا في ارساء البديل الاقتصادي الاشتراكي. جاء هذا البحث كالصاعقة، لنعيد النظر بكل المسلمات، بكل ما رددنا، و بكل ما امنا.  ليضع المسمار الاخير في شيوعيتنا السوفيتية. لقد حررنا مرة واحدة و الى الابد من الاشتراكيات البرجوازية. لقد كانت قلاع صمودنا كأعضاء في الحزب الشيوعي العراقي تنهار سدا بعد اخر. لقد جسم منصور حكمت بتلك الابحاث، جوهر الشيوعية العمالية، جوهر النقد الماركسي. اظهرته قائدا من طراز ماركسي جديد، طراز لم يعرفه القرن بعد رحيل لينين. بدأ العمال و الشيوعيون يتسائلون عنه وعن مقالاته، مواقفه. ضخت ابحاثه للعراق و انتشرت، جمعت عشرات المؤيدين في غضون اشهر قلائل.

 

 لقد ظهر منصور حكمت في وقت كان اليسار في العراق في ذروة تعطشه لمعرفة ( ما العملـ)ه.. كان يبحث عن الرد الشيوعي، و قد وجده في كتابات منصور حكمت..ذهبت ابحاثه الى بغداد و البصرة والموصل والحلة، بل و الى اقضية صغيرة، الى سوق الشيوخ في الناصرية و الى الخضر في السماوة، والى الحي الصناعي في النجف، و الى الكوت و بلدروز.

 

كنا نترجم عن الانكليزية حيث لا احدا يعرف الفارسية، كان احدنا يترجم والاخر يستنسخ، لكي نوزع باسرع ما يمكن حيث كانت هنالك ايادي تنتظره بشغف. و بالمناسبة أن ما ترجم له للعربية لازال قليلا مقارنة بما انتج على الرغم من ان هناك اكثر من 40 بحث من ابحاثه الاساسية قد ترجمت.

سنوات قضيناها في الحزب الشيوعي العراقي، لم نتعلم بان العمل الشيوعي هو ان تقف على رأس تجمع امام البلدية لتطالب بالماء و الكهرباء، ان تقف على رأس عمال النسيج في الناصرية او في اضراب معامل مصابيح النور في كربلاء، كان تصورنا للعمل الشيوعي هو ان تتخفى في الكواليس، في البيوت السرية، تغير اسمك و هيأتك الخارجية،.تموه عن نفسك، تخفي هويتك، تتظاهر بانك تحترم العادات و التقاليد، لا تؤلب احدا عليك، لا تخدش معتقدات الناس، لا تدع احدا يعلم بانتمائك السياسي..

 

هذا حصيلة ما تعلمناه سنوات النضال في الحزب الشيوعي العراقي..

 

لقد كنا نتحدث عن شيوعية في الكتب. فيما تحدث منصور حكمت عن شيوعية تغرز اقدامها في الارض، تقاوم تنظم حركة، شيوعية في قلب الحركة الاحتجاجية للعامل. انتقد ذلك التصور اليساروي للطبقة العاملة، بانها جاهلة، متشققة الايدي.  تحدث عنها انها صانعة التاريخ.

 

لقد كان اول شخص وقف بوجه الحصار الاقتصادي، منذ اللحظة الاولى قائلا: ان الحصار سيطيل عمر النظام، لا يقصره. و أنه سيركع الجماهير، لا يستنهضها، و كان محقا. في وقت  وقف فيه اليمين و اليسار يدعمون الحصار.

 

وحين طردت جماهير كردستان الجيش العراقي، في منطقة تضم 4 ملايين انسان، كانت الاوضاع في فوضى عارمة، لا نظير لها. طرح و لاول مرة و بجرأة سياسية نادرة  استفتاء جماهير كردستان، تحدث عن وجوب اخراج الجماهير من اوضاع مخيم اللاجئين ليعيشوا اوضاعا طبيعية، لم تتجرأ الاحزاب القومية التي تدعي النضال من اجل انهاء الظلم القومي، عن الدفاع عن مطلب استقلال كردستان، الا ان منصور حكمت و من وجهة نظر صراع العامل مع الرأسمالي في كردستان العراق، نادى بانهاء الاوضاع  السياسية الشاذة، اوضاع الظلم القومي، قائلا، ان التحرر من الاضطهاد القومي وسيلة لرفع عقبة عن طريق نضال العامل و الشيوعية.

 

لم يتحدث عن الحتمية التاريخية، ولا عن ارادة التاريخ التي لا مرد لها، بل تحدث عن وجود امكانية تاريخية، اما ان نغتنمها،  وننتصر، لتكون الجماهير في السلطة. او ستطيل الرأسمالية حياتها وظلمها.

 

لقد وضع منصور حكمت الماركسية على ارضها الطبيعية، اعادها الى موقعها الصحيح، الى الطبقة العاملة و بديلها الاشتراكي. ليبدأ  تاريخ جديد. لم يتوقف عند البحث و النقد و التحليل، كتابة الكراريس و الدراسات، كان الخيط الذي يمر عبر كل ما قال و كتب و تحدث هو تأسيس الشيوعية العمالية لحزبها السياسي المستقل. وضع الاسس النظرية لهذا الحزب، وشرع بتشكيل حزبه. التف الاف حوله بدون تردد، ومضى الى تأسيس الحزب الشيوعي العمالي الايراني، وضع برنامج عالم افضل، برنامج الحزب الشيوعي العمالي.

 

وكانت الحركة الشيوعية العمالية في كردستان العراق قد ظهرت وعبرت عن نفسها في حركة اذار عام 1991 في الحركة المجالسية، ظهرت في عشرات المحافل العمالية  وعدد من المنظمات الشيوعية العمالية في الجنوب، ليؤسس بعدها الحزب الشيوعي العمالي العراقي، الذي صاغ تصوراته، و وضع له افقه، و منحه المنهج للتوجه نحو السلطة السياسية قائلا في ما يسمى بالعالم الثالث لا يمكن ان تعيش الشيوعية على الهامش، اما ان تنتصر او ستقمع اشد قمع.

 

غاب منصور، الا انه ترك ارثا عظيما لنا. الصراع قائم و الفرصة أمامنا، امام الشيوعية، و بايدينا ان نصنع التاريخ وفق ما تتطلع اليه الملايين و بالضد من كل ما تخطط له و ترسم له القوى الرجعية و الارهابية في عالم اليوم. ونحن يدا بيد، سنغرس في هذا القرن، ركائز عالم جديد، عالم ابتدأ بوضع لبناته الاولى منصور حكمت. لجيلنا و للاجيال القادمة.

 

لقد اضاف منصور حكمت بعمله الشيوعي على امتداد خمسة و عشرين عاما، اسمه، ليختط جنبا الى جنب مع ماركس و انكلز و لينين.

 

منصور حكمت لم يكن ايرانيا، كما لم يكن ماركس المانيا، انهما ملك للبشرية. لم يجب على قضايا الصراع في ايران او على اليسار الايراني و لا على تجسم الشيوعية العمالية في ايران، ولا على خاتمي فقط، بل اجاب على معضلات الشرق الاوسط و العالم المعاصر، وعالم ما بعد 11 ايلول، الذي لم يسعفه العمر ليكمل سلسلة ابحاثه حوله.

 

 نحن هنا اليوم في هذه التظاهرة السياسية، نخلد فيها ذكرى منصور حكمت، نعبر عن حبنا، و وفائنا و هو الجدير بحب الالاف من اتحادات عمال باكستان الى عمال بريد كندا، ومن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استراليا الى سائق تاكسي في مدينة السليمانية، ومن صاحب محل في مدينة سنندج، اغلق محله تعبيرا عن حزنه، كلنا هنا اليوم في هذه القاعة و أضعاف خارج هذا القاعة نعلن اننا سائرون تحت راية الشيوعية العمالية التي غرس رايتها من جديد منصورحكمت في عالم اليوم!

 

الخلود للرفيق منصور حكمت

عاشت الشيوعية العمالية

و الى الامام.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت
- نوال السعداوي تبرر الاعمال الارهابية في اسرائيل!
- نداء.... الى كل المدافعين عن حقوق النساء في العالم والشرق ال ...
- فتاة ضحية محرقة اسلامية جديدة في السعودية‍- 15
- ندوة نادية محمود في البالتالك في الديوان العراقي
- نظام صدام الفاشي يمنح "حقوقا جديدة" للاطفال في العراق!


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - خطاب في مراسيم رحيل الرفيق منصور حكمت..