أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟














المزيد.....

أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


يئنّ البكاءُ المُرّ ويحبو كطفل يتيم تحت الشجر

.يلاحق ظلّه فيهرب منه ويرسمُ نقشا على وجه القمر

والطفلُ يبكي ويسألُ متى سيحيى ضمير البشر

يئن البكاء المر والكلّ يسأل ما الخبر



بلا قلب أنت قالت لي، ولا تعرفين عن الحب شيئا.

ابتسمت طويلا وقلت لها: والدك الذئب شوّه طفولتك وبراءتك وعنفوانك، ولأني أحبك سأغفر لك شريطة أن تتعالجي، وتتقدمي بشكوى ضده، وإن لم تفعلي، فأنا من سيقوم بتقديم شكوى ضده.



أنت لا تعرفين شيئا، إنه يدللني، في كلّ مرة يغدق علي الهدايا والشوكولاطة، ثم نحضر معًا الأفلام الجنسية ونقوم بتقليدهم، وأنا اشعر بالراحة والسعادة، فأبي يحبني يعشقني ويفضلني عن كلّ خواتي، أنا بكرُهُ، وحتى أنه يفضلني عن أمي.



كانت "س" إحدى تلميذاتي في الصف الثامن، ممّن أشرفت على تدريسهنّ قبل أن أترك تلك المدرسة، ومنذ الحصة الأولى دخلت هذه الفتاة قلبي، صحيح كانت دميمة، ولكن حجابها وابتسامتها الحزينة جعلاها تدخل قلبي مباشرة، بعد أسبوع طلبت أن أضيفها على الفيسبوك، وافقت دون تردد وبدأنا نتحدث هناك أيام الجمعة والسبت.

كانت س مختلفة جدا بالفيسبوك. سألتني إن كنت أحبها، قلت لها بالتأكيد فالله محبة، وأنت بمثابة ابنتي. صمتت لدقائق ثم كتبت بأحرف حمراء، أنا أيضا أحبك، أنت مختلفة عن كلّ المدرسات والمدرسين.

حدث ذات يوم أن غابت عن المدرسة. لم أفكر مرتين. ذهبت مباشرة إلى بيتها بعد أن اصطحبت معي صديقتها المفضلة من الصف، وحين وصلنا هناك شعرت ببعض الارتباك، ومع هذا قاومت ارتباكي ببسمة رسمتها على شفتي، وطلبت من زميلتها أن تطرق الباب.

فتحت والدتها باب المنزل.

مرحبا أنا مُدرّسة ابنتك أتيت للاطمئنان.

قالت الأم: ابنتي تحدثنا دائمًا عنك، أنت مدرستها الجديدة وهي تحبك، وتقول أنك مختلفة، ويبدو أن معها حق، فلم يسبق أن زار بيتنا أي مُدرس من المدرسة، ولكن الكل هنا يحبها. ابنتي محبوبة، وستتزوج ابن عمها بعد عام.

تفاجأت س بزيارتي، ومع هذا ركضت نحوي وضمتني وقالت:

كنت واثقة أنك ستأتين. غبت خصيصًا لأرى مدى غلاوتي على قلبك. وضحكنا كثيرًا ثم عدت إلى منزلي.

لم أنم في ذلك اليوم، فقد علقت جملة والدتها بذهني، ستتزوج س بعد عام من ابن عمها.

دخلت الفيسبوك بمنتصف الليل وكانت س هناك، وسألتها: حقا ستتزوجين بعد عام؟ ألم تقولي لي أن حلمك أن تكوني مدرسة للرياضيات؟

قالت: نعم سأتزوج بعد عام، وسأكون مُدرّسة للرّياضيات. أمّي أيضا تزوجت بجيل مبكر، لكنها غبيّة لم تكمل بعد الزواج دراستها، أما أنا فسأكمل دراستي. أنا أريد أن أتزوج والقرار نابع مني. أنت لا تعرفين شيئا عني. أحبك معلمتي أحبك. ممكن أناديك حبيبتي؟

قلت لها ناديني باسمي إن شئت، فنحن صديقات هنا ما دمنا خارج الصف.

توطدت العلاقة بيننا لدرجة أننا أضحينا نلتقي كلّ أسبوع مرّتين، مرة بالمكتبة العامة كنت أراجع معها مادة العربي والتاريخ والإنكليزية، ومرة في حديقة القرية.

بعد شهر عادت وسألتني: أتحبينني؟ يعني مستعدة أن تعملي أي شي أطلبه منك؟

قلت لها: أحبك يا بنتي، انا مستعدة أن أعمل أي شي تطلبينه، إذا توفرت لديّ الإمكانيات.

قالت: طلبي بسيط جدا. أريد أن أزورك ببيتك مرة بالأسبوع، بدلا من أن نلتقي بحديقة عامة.

وافقت.

بعد أن تناولنا وجبة الغذاء دخلنا إلى غرفتي، فخلعت حجابها وسألتني: ما رأيك بشعري؟

قلت لها جميل جدا.

سألتني: أتحبينني أكثر مع حجاب أم بدونه؟

قلت لها: أحب قلبك، أما مسالة الحجاب فيعود إليك، عدا أنه يزيدك نورا وبهاء.

اقتربت مني وضمتني وسألتني: بجد تحبينني؟

قلت: نعم.

وبدأت بخلع ملابسها. غادرت غرفتي وقلت لها: لن أعود قبل أن تلبسي كافة ملابسك.

بدأت بالصراخ: أنت لا تحبينني ولا تشعرين بي، أنا أريدك لي حبيبة وعشيقة.

صُدمت، ارتبكت. ضربت أخماس بأسداس، وبدأت أشرح لها أنها ابنتي حبيبتي.

قالت: لا، أنت كاذبة، أبي يحبني. هو الوحيد الذي يضاجعني. هو يحبني وأنت لا.

ضممتها وابتعدت عنها بسرعة لأنها أرادت أن ...

ثم بدأت تهددني بالانتحار إن لم أنفذ لها ما تريد.

قلت لها: أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟

أعدتها إلى بيتها بعد أن وعدتها أن لا أتخلى عنها، شريطة أن تصغي إلي لأني أريد مصلحتها أوّلا.

في اليوم الثاني تحدثت مع مستشارة المدرسة بأمر س، وقلت لها أني أشك أن والدها يقيم معها علاقة غير شرعية. لكني صدمت من موقف المستشارة حين قالت لي: الأفضل أن لا نتدخل بشؤون تلك العائلة، فهذه الظاهرة منتشرة في عائلتهم، والكل يعلم بها، وأنت هنا لتدرّسي مادتك فقط.

تركت المدرسة في ذلك اليوم بعد أن أخبرت العاملة الاجتماعية بالبلدية حول تلك الفتاة، ووفرنا لها مكانا آمنا بعيدًا عن الذئب، حيث يتم توفير العلاج لها هناك.

الشرطة لم تتدخل والذئب بقي طليقا. فقد توعّد عدد من أفراد عائلته المتعاونين مع الشرطة أن يقتلوه بيدهم، ولكنهم لم يفعلوا. ولم أعد إليها قط.



.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لديكِ إمكانيّتان؛ إما التعامل معنا، أو سننشر صورَكِ بالصّوت ...
- إعلان شركة -بيئيمونا-: البيع لليهود المتدينين فقط!!
- قراءة أولى في مسرحية هزار سالم شكري
- في الذكرى السنوية لطيب الذكر فؤاد فائق عازر
- حوار مفتوح وصريح مع الشاعر نزيه حسون
- نحنُ مَنْ قتلْنا الإنسانَ فينا أميّ!
- مِن خربشاتِ الرّوح
- ختان الاناث جريمة، بل إنه من أقسى درجات المحرمات حسب منطلق ك ...
- لن يتكرر هنا ثانية ما كان عام1948
- خلود طنوس بعدستها تعري حقيقة القمع
- محادثة صباحية مع الشاعر ناصر عطالله
- محادثة صباحية مع ناصر عطالله
- إنّه اللّيلُ يا أحمق!
- ظاهرة تشغيل فتيات قاصرات من الضفة والقطاع بالدعارة
- الكلّ يتقيّأ الحياة
- حكاية نجمِ حبٍّ خالد
- درويش انهض
- درويش.. إنهض
- حلمي: تكريمي وزيارتي وتوأم فرحي
- رَحَلَ فؤادُ


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟