أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف














المزيد.....

تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


في الصغر ، قبلَ أكثر من خمسين سنة ، عندما كنتُ أعود من المدرسة ،الى البيت ... فأجد الجميع منهمكون بالتنظيف والترتيب .. أعرفُ ان ضيوفاً قادمون عندنا اليوم !. وتبعاً لذلك أتوقع ان يكون الطعام مُمَيَزاً وربما تعقبهُ الحلويات أيضاً .
هذهِ العادة السيئة ، ما زالتْ مُتحّكِمة ، ليس في عوائلنا فقط .. بل ان نظامنا وحكومتنا العتيدة ، يمارسون نفس العملية بشكلٍ أو بآخر .. فلولا بطولة الخليج لكرة القدم ، التي من المُزمَع إقامتها في البصرة في 2013 ، لِما فّكَر جهابذة المُخَططين في الدولة ، بإنشاء مدينةٍ رياضية ولا حتى ملعبٍ " مثل الأوادم " في البصرة الفيحاء ! . ولولا موافقة الأخوة الاعداء العرب ، على عقد مؤتمر القمة العربية القادم في بغداد ... لِما إستعجلتْ الجهات المَعنِية وغير المَعنِية ، في تنظيف الشوارع الرئيسية وإكساءها ، وتشجير الأرصفة وصبغ البنايات وتلميع الواجهات ... الخ .
على كُل حال ... هذه العقليات المُتخلِفة التي تُدير الأمور في بغداد ، لاتُفَكِر طبعاً ، بالإهتمام بالأزقة البعيدة والمحلات الشعبية والأحياء الفقيرة ... التي لن تَمُرَ بها مواكب القادة الزائرين .. وطفَحْ المجاري والمياه الآسنة ، في العشوائيات المتناثرة في بغداد والمدن العراقية الأخرى .. ينبغي أن لا يراها الضيوف مُطلقاً ولا يَشموا روائحها الكريهة ... وفي الأماسي والليالي ، يجب حصر الوفود في الفنادق الراقية والقصور الفخمة ، فقط ... لكي لايكتشفوا ان هنالك شوارع كثيرة في بغداد العاصمة ، مُظلِمة ، وان معظم المحلات السكنية ، بعد منتصف الليل ، أي بعد إنتهاء عمل المولدات الأهلية ، تبقى في ظلامٍ دامس ، لعدم توفر الكهرباء الوطنية . " أتساءلُ هل هنالك شعبٌ أكثر صبراً وأطول تحّمُلاٌ من الشعب العراقي ؟ " . ان مُظاهرات يوم أمس الجمعة ، المُطالِبة بالخدمات والمناوئة للفساد والفاسدين ، ما هي إلا بداية متواضعة ، لِما يجب ان تقوم بهِ الجماهير من ضغط مُستمر على الحكومة .
سنوات عديدة مّرَتْ على التغيير .. وما زلنا نُراوح في أماكننا بل ونتراجع ايضاً .. جميعنا ، حكومتنا الاتحادية والحكومات المحلية ، اجهزتنا البيروقراطية المتخلفة ، وقطاعنا الخاص الكسول ، ضّيِق الاُفق ... نُثرثر عن البطالة والبطالة المُقّنعة ، ونستعين بشركات أجنبية وعمال أجانب ، من أجل نقل قمامتنا من امام بيوتنا ، الى المكبات " كما يحدث في البصرة والكثير من المدن الاخرى " ... نتحدث عن عدم تَوّفر فرص العمل ، ونجلب شركاتٍ اجنبية لتزرع لنا أشجاراً على الأرصفة وفي الحدائق ، مثلما هو حاصل في دهوك ومعظم المدن ، بل ان بغداد التي نتشدقُ بحضارتها على مَر العصور وانها التي عَلَمَتْ العالم أجمع الزراعة والكتابة والقانون ووو ..الخ ، بغداد هذه تستعين اليوم ب " شركات إماراتية " من اجل زرع 300 ألف شجرة في بغداد ، قبل القمة العربية العتيدة ؟!. طبعاً من نافلة القول .. انه ماعدا رأسمال الشركات وربما جزء من الإدارة أيضاً ، هي إماراتية بالفعل .. فأن كل العاملين الآخرين من جنسيات مختلفة وخصوصاُ آسيوية ... وهنيئاً لهذهِ الشركات الاماراتية وعقلياتها الاقتصادية الناجحة ...
أقول فقط : هل يعجز القطاع الخاص العراقي ، في الداخل ، وكذلك الذي يستثمر في العديد من الدول المُجاورة .. هل يعجز ، ان يُهيء نفسه منذ الآن ، من أجل الإشتراك الفعلي في إعمار بلدنا المُخّرَب ، وتشغيل العاطلين الكُثُر عندنا ؟ كُل المجالات مُتاحة للإستثمار المُجدي والمُربِح .. السياحة ، الزراعة ، الصناعة ، الإسكان ، الطاقة ... الخ .
وهل ترتقي حكومتنا ، بحيث تتجاوز عقلية [ قدوم الضيوف ] المُرتَقَب ، لكي تقوم ، بالترميم والتنظيف والتلميع ؟ .. لقد مللنا حقاً ، نُريد ان يكون يكون بيتنا نظيفاً دوماً .. مُرّتَباً سواء جاء ضيوفٌ أم لم يجيئوا .. نطمح ان يكون يكون منزلنا العراق ، مُضاءاً .. وطعامنا جيداً ، حتى لو كُنا وحدنا !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول يوم الغضب العراقي
- ليبيا ..إكتمال مُثلث الثورة
- ألقذافي .. والزَعتَر
- حِوار يمني بحريني
- ملاحظات على مظاهرة السليمانية
- القذافي يتظاهر .. ضِدّ نفسهِ !
- قتلى وجرحى في مظاهرة الكوت
- مُزايدات
- زُعماء .. وزُعماء
- الكهرباء .. والفقراء
- الثقافة والدين في اقليم كردستان
- مُلاحقة أموال الرؤساء وأبناءهم
- ثورة حتى النصر .. في كل شوارع مصر
- كومونة ميدان التحرير
- طريق دهوك أربيل .. شارع الموت
- الإنقلاب الفاشي في 8 شباط
- المالكي .. بنصف راتب
- مصر .. الصراع بين الثورة والإصلاح
- - فايروس الثورة - يُصيب الأنظمة
- ثورتَي تونس ومصر ، وسعر الأمبير


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف