أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - الرئيس تشافيز : في ليبيا ثورة حرية















المزيد.....

الرئيس تشافيز : في ليبيا ثورة حرية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 14:03
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أيها الرئيس تشافيز ..

أود بداية أن تعلم، أنني من الذين استبشروا خيراً لشعوب البلدان العربية المقهورة المفوتة ، بانتصار الحركات الثورية الشعبية اليسارية ، عبر آليات الديمقراطية ، على الأنظمة البرجوازية العفنة العميلة للإمبريالية الأميركية ، في فنزويلا ونيكاراغوا والبرازيل والبيرو ، والانطلاق لبناء قيم ونظم اجتماعية اقتصادية سياسية جديدة لصالح الطبقات الشعبية ، و الذي لعب دوراً هاماً في كسر حالة الإحباط ، التي عمت الشعوب المناضلة إثر انهيار بلدان المنظومة الاشتراكية ، وفي بث روح النهوض لدى ا لشعوب العربية المخضعة لأنظمة الاستبداد ، والمعرضة بشكل دائم للعدوانية الاسرائيلية - الأميركية ، وفي إعادة الاعتبار ، عبر تفعيل حراك الطبقات الشعبية ، للمضامين الإنسانية الحقيقية للديمقراطية ، باعتبارها أسلوباً حضارياً ممكناً لمقاومة الظلم الاجتماعي والمطامع الأجنبية . وأنني من الذين يستدلون بالكثير مما جاءت به تجربتكم الثورية للخلاص من الاستبداد ومن تفاصيله القمعية والصوصية في بلادنا ، و لمقارعة العدوانية الإسرائيلية - الأميركية .

بيد أنني صدمت ، وصدم كثيرون جداً من أبناء شعوبنا كما أعتقد ، من علاقتك المتواصلة مع عدد من بلدان الشرق الأوسط ، التي تتسم بالديكتاتورية وبالبطش بشعوبها ، مثل إيران وسوريا وليبيا .. وخاصة من موقفك الأخير من الحدث الثوري الشعبي الليبي ، الذي كان أكثر صدمية وإيلاماً ، والذي من المتعذر جداً ، أن يدعمه أي مسوغ أو تبرير نابع من المباديء والقيم ، التي تحض الشعوب المقهورة على الثورة ضد أنظمتها المستبدة ، لاستعادة إنسانيتها وكرامتها وحقوقها المصادرة ، أو نابع من القيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، التي أنت آمنت بها .. وكانت الخلفية المضيئة .. التي قام عهد فنزويلا الجديد على أسسها وحيثياتها .

فقط ما يندرج تحت عنوان " مصالح ا ستراتيجية " يمكن ، أن يفسر ، وليس ما يبرر ، هذا الموقف

لكن أية " مصالح ا ستراتيجية " تجمع فنزويلا الديمقراطية الجديدة التي يرنو شعبها نحو آفاق الاشتراكية مع نظام القذافي الديكتاتوري اللصوصي المعادي لأبسط القيم الديمقراطية ؟ .. هل هي مصالح بترولية .. وماهي تجليات هذه المصالح البترولية موضوعياً التي تحتاجها فنزويلا من القذافي ، وهي إحدى الدول العشر الكبرى المنتجة للبيترول في العالم ؟ .. هل هي مصالح مالية ؟ .. وفنزويلا لديها ناتج إجمالي يفوق ثلاثة أضعاف الناتج الاجمالي الليبي .. فضلاً عن أن القذافي معروف ببعثرته بعض من الثروات الوطنية على نزواته ومغامراته الخارجية ، وبسرقته البعض الآخر من هذه الثروات .. التي تبلغ حسب التقيرات الأولية ( 130 ) مليار دولار ؟ . هل هي مصالح سياسية ؟ .. وأية مصالح سياسية تجمع فنزويلا الديمقراطية والثورية المعادية للإمبريالية مع القذافي ، الذي كان على خلفية أوهامه عن دور الدولة الليبية العظمى الدولي ، يتنافس مع الأوساط الغربية على النفوذ هنا وهناك ، عبر علاقات مأجورة مع تنظيمات عنفية تحمل هويات مثيرة للسؤال ، ومن ثم انكفأ وتقوقع في شرنقة هذه الأوهام منذ سنوات ، من خلال تسوية " أزمة لوكربي " مع أمريكا والغرب عموماً ، وا ستسلم للنفوذ الأميركي الغربي ، وأصبح عراب هذا النفوذ السري في أفريقيا ، وا ستقال من الانتماء القومي العربي بما في ذلك فلسطين ، وعندما بلغت حالته الهيستيريا مستوى عاليًا من البؤس ، اشترى بمليارات الدولارات من ثروة الشعب الليبي المقهور لقب ملك ملوك أفريقيا ، من أنظمة أفريقية طمعت بالمزيد من المال الليبي الذي يبعثره هذا المعتوه .. لاسيما أيضاً وأيضاً أن المناخات الدولية ، التي أفرزتها الأزمة العالمية للرأسمالية ، قد أضعفت منظومة الهيمنة الامبريالية الدولية على العالم ، وفتحت المجال على مصراعيه أمام ثورات وانتفاضات الشعوب لإسقاط الأنظمة الاستبدادية التي هي بالمجمل جزءاً من منظومة الاستغلال العبودي للجماهير الشعبية ، وفنزويلا الجديدة بنهجها الديمقراطي والاجتماعي ، تزداد قوة وقدرة على حماية ذاتها ، وتكسب كل يوم إلى جانبها مواقع تحررية شعبية جديدة في القارة الأميركية وعلى مساحة العالم ؟ .
وأخيراً هل هي مصالح .. أو تقاطعات أيديولوجية ؟ . إن كان الأمر وارداً على هذا المستوى ، فهذا مؤسف أكثر بما لايقاس . إذ لامجال بأي حال من الأحوال ، مقارنة الرؤى الاجتماعية السياسية ، التي تتمثل في ممارسات الدولة الفنزويلية ( ديمقراطية .. عدالة اجتماعية شعبية ) بتعاليم " أيديولوجية " القذافي التي يتضمنها كتابه الأخضر ، التي أحسن ما يمكن أن يقال فيها ، أنها شطحات هيستيرية ، ليست غير مطابقة للواقع الليبي وحسب ، بل غير مطابقة للعقل الاجتماعي السياسي ولأبسط مباديءاليمقراطية وحقوق الإنسان .

لقد كان يمكن أن تكون " المصالح .. أو التقاطعات الاسترتيجية " بين ليبيا وفنزويلا مفهومة ، قبل أن تنشب الثورة الشعبية المنتشرة الآن في كل المناطق الليبية ، كزيارتك المزدوجة التمثيل لليبيا إبان الحصار الدولي للنظام الليبي على خلفية " أزمة لوكربي " . وكما زيارتك للعراق إبان الحصار الدولي على خلفية حرب صدام حسين على الكويت ، كرئيس دوري لمنظمة أوبك وكرئيس فنزويلي راغب في كسر النفوذ الدولي المتغطرس . أما في أيام الثورة التي يخوضها الشعب الليبي ضد ديكتاتورية القذافي المزمنة على مدى تجاوز الأربعين عاماً .. أي أيام ولوغ القذافي بدماء شعبه ، مستخدماً المرتزقة والطيران الحربي ، فهذا أمر يهمش .. بل ويلغي أية تقاطعات ا ستراتيجية كانت ، لأي سبب كان ، قائمة سابقاً . ويستدعي قراءة المشهد الليبي بعيون إنسانية مبدئية وثورية بكل معنى الكلمة .

وهذه القراءة لايمكن إلاّ أن تنصف الشعب الليبي في خياره الثوري ضد الديكتاتور القذافي ، الذي حرمه طوال عهده الأربعيني من كل الحقوق الديمقراطية والإنسانية ، ونكل بكل ألوان الطيف السياسي المعارض ، وبذر وسرق ثرواته الوطنية ، وحرمه من أية فرصة ديمقراطية لامتلاك الحق في خياراته الاجتماعية والسياسية ، وفي اختيار حكامه .

كما أن هذه القراءة ، لايمكن فصلها عن قراءة مشهد المد الثوري الشعبي العربي ، في مصر وتونس وبلدان عربية أخرى تسيطر عليها الأنظمة الاستبدادية اللصوصية المرتبطة عضوياً بالغرب الامبريالي - الصهيوني ، وفصلها عن الانعكاس الإيجابي لهذا المد الثوري في إضعاف المنظومة الامبريالية الدولية ، لصالح نهوض حركات تحررالشعوب وانعتاقها من نير القهر والقمع والاستغلال والإفقار .

إن الديماغوجية القذافية التي ’تحمل ، منظمة " القاعدة " والقوى الاسلامية المتطرفة ، المسؤولية عما يحدث في ليبيا تارة ، وتارة تذكر ب " وطنية " و " ثورية " النظام الليبي ، وتارة ثالثة توصم الجماهير الثائرة بالعمالة للأجنبي وخدمة المخططات الأجنبية ، هي عدا عن أنها واهية وتكذبها الوقائع الملموسة ، فإنها تؤكد عزلة الديكتاتورية ، وتدل على محاولة كسب تأييد خارجي ، بأسلوب مخادع رخيص ، لعله يدعم تصديها الوحشي للثورة الشعبية التي باتت على أبواب ملجأ الديكتاتور المحصن .

إن الظلم الاجتماعي الشامل ، والقمع الدائم ، لكل ألوان الطيف السياسي المعارض ، يعبيء الكثير من القوى الاجتماعية السياسية ضد النظام . ويتطلب .. بل ويفرض تلاقي وتحالف وثورة الشعب كله ، من أجل اسقاط نظام الظلم والقمع واللصوصية . ويمكن لأية قوى سياسية تتمتع بالتنظيم القوي والرؤية الأكثر تطابقاً مع اللحظة التاريخية الراهنة ، دون إذن أو ترخيص من أحد ، أن تكون في الواجهة .. وأن تقود المرحلة .

وإذا كنت أيها الرئيس العزيز تخشى .. متأثراً بمزاعم القذافي .. من الاسلاميين أو غيرهم ممن ليسوا من اليسار بشيء ، أن يكونوا البديل للنظام القذافي العتيد ، فإنه فضلاً عن أن القذافي في عمليات الصراع مع الامبريالية العالمية هو العامل الأكثر سوءاً وضرراً لمصالح الشعوب ، فإن من حق الشعب الليبي أن يختار البديل للقذافي حسب موازين قواه الثائرة .. وهذا من حقه المشروع .. وينبغي أن يحترم هذا الحق .

وأرجو أن تسمح لي أيها الرئيس بطرح السؤال : أليس حرمان شعب طوال أربعين عاماً من حرياته وحقوقه الأساسية عملاً يخدم مصلح ا ستدامة النفوذ الأميركي الاسرائيلي ؟ . وبماذا نفسر موقف القذافي الأرعن ، الذي يؤثر أن يغرق ليبيا بحمامات الدم .. ويدفع شعبه للإستغاثة بالتدخل الدولي المعروفة بداياته وإجراءاته المشبوهة ، بدلاً من الاستجابة للإردة الشعبية بتنحيه الطوعي عن الحكم ؟ .

وفي غمرة الثورات الشعبية العربية المتصاعدة على الاستبداد ، التي تحمل مع مضمونها الديمقراطي عداء قوياً واضحاً للإمبريالية العالمية .. أتمنى عليك أيها الرئيس تشافيز .. أن تكون مع الشعوب الثائرة قبل وفوق كل الاعتبارات .. وأرجو أن تعلم أننا شعوب الوطن العربي نرى ونؤمن .. أن مايجري في ليبيا الآن هو ثورة من أجل الحرية .. وليس حرباً أهلية ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على كل أنظمة الاستبداد أن ترحل
- وماذا عن الثورة في سوريا ؟
- حين تسقط المسافة بين القهر والثورة
- الثورة التونسية والتحديات المركبة
- ولابد للقيد أن ينكسر .. إلى - أبو القاسم الشابي -
- في فكر وسياسة المعارضة 4- 4
- في فكر وسياسة المعارضة 3- 4
- في فكر وسياسة المعارضة 2 - 4
- في فكر وسياسة المعارضة 1 - 4
- أهميةالحوار المتمدن فضائياً
- فضائح ويكيليكس - الخلاقة -
- نحن والغرب والحداثة
- مجزرة نداء الشيطان
- الانحدار من خط الفقر إلى خط الجوع
- ليس غير اليسار الاشتراكي
- وسام لامع على صدر - الحوار المتمدن -
- ملوك اقصاد السوق يزحفون نحو السلطة
- - صحافة قطاع خاص - في نظام أحادي ..
- الطبقة العاملة والحزب والنقابات ( 2 - 2 )
- الطبقة العاملة والحزب والنقابات ( 1 - 2 )


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - الرئيس تشافيز : في ليبيا ثورة حرية