أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز المنبهي - بلغ السيل الزبى















المزيد.....



بلغ السيل الزبى


عبد العزيز المنبهي

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصل التردي العميق والبالغ الخطورة للأزمة الشاملة لكل أوجه الحياة و العيش في المجتمع المغربي، و في أوساط الأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا، مبلغا لم يعد بالإمكان تحمله و تقبله ولا الإبقاء عليه والاستمرار فيه.

و تتمثل بعض المظاهر القصوى، المثيرة للرفض والغضب والثورة على- والتقزز والاشمئزاز من- هذا الوضع المأساوي، في حالات الاغتراب، والضياع، والانهيار المادي والمعنوي، والفقدان التام للكرامة، واضمحلال الشعور بالانتماء للإنسان ولهوية وشعب ووطن. هذه الحالات التي أدت بمئات الآلاف من مواطنين مغاربة، نساء و رجالا، شيوخا و أطفالا، إلى فقدان الثقة التامة في النفس وفي مستقبل الإنسان ببلادنا، وإلى يأس عميق دفع بالآلاف منهم إلى الانتحار وإضرام النار في النفس ( آخر حالة الشابة فدوى العروي بالفقيه بنصالح) و بتر أعضاء من الجسد وتدمير الذات (المخدرات بكل أنواعها ،، الإدمان على الخمر، العهارة في أشكالها المختلفة) والموت الجماعي (قوارب الموت) والهجرة السرية...الخ

إن هذا الواقع المتأزم، المؤلم والكارثي لمؤشر من مؤشرات الانحطاط والتفسخ والانحلال الذي آل إليه المجتمع المغربي.
انه يستمد أسبابه الحقيقية، المادية والموضوعية في نموذج المجتمع الطبقي المتخلف والمتفكك الذي أنتجه وكرسه نظام الحكم الملكي المطلق، الاستبدادي و العنيف، منذ ما يزيد على نصف قرن. نصف قرن تراكمت خلاله ممارسات في الحكم تمثلت في السيطرة التامة على كل السلطات ( حكم مطلق، يمارس كل السلطات بلا محاسب ولا رقيب ويفرض شرعيته باسم الدين والمقدسات والوراثة )، وفي الاستحواذ على/ و احتكار كل/ الخيرات والمنافع، عن طريق انتزاع أراضي ونهب ممتلكات الشعب من طرف المعمرين الجدد وملاكي الأراضي الكبار الذين حولوا بلادنا ضيعة لتلبية حاجيات السوق الامبريالية في المواد الأولية و المنتجات الزراعية ، وخزانا ليد عاملة رخيصة وطيعة وفندقا فخما ورخيصا للسياحة الأجنبية المائعة، وعن طريق استغلال استعماري جديد، وحشي ومزدوج، و بيع الوطن إلى شركات امبريالية متعددة الجنسية والاستيطان( أنظر – أين أرباح ثروات المغرب؟ - مغرب جديد - يوتوب)، بتوظيف جهاز الدولة وأدواته القمعية المافيوزية ( دستور، برلمان، حكومة ومجالس بلدية وقروية ، جيش، درك، قضاء، إعلام وعصابات البوليس والمخابرات) لفرض إرادة الطبقات المتحالفة مع الرأسمال الامبريالي في إحكام القبضة على سياسة واقتصاد البلاد، مما أدى إلى استهتار شنيع بالحريات وإهدار مشين للحقوق واغتيال للديمقراطية وسحق كرامة الإنسان ونشر الرعب والإرهاب، و الى استشراء الفقر( يعتبر" م6"، أمير المؤمنين، سابع أغنى ملوك العالم بعد أن كان أبوه لا يحتل سوى الدرجة 12 ؟، و تصرف دولت"ه" ،عليه وعلى عائلته ، 5,2 مليار درهم سنويا، و يبلغ عدد السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر أزيد من 10 مليون نسمة، كما تتلقى دولة الملاكين الكبار والكمبرادوريين ملايير من الدولارات و الآورو كمساعدات صافية من طرف السعودية والولايات المتحدة وأوربا دعما لمشاريع للملكية ) والأمراض (يملك" م6 " 12 قصرا، كلها تتوفر على جناح طبي متطور ، و تكلف الشعب 5,6 مليون درهما في اليوم) و الأمية والعاهات الاجتماعية والنفسية و انهيار القدرة الشرائية في صفوف الطبقات والفئات الشعبية المسحوقة، والارتفاع المهول للأسعار، وتكتيف الاستغلال الاضطهاد المزدوجين للمرأة، وتشغيل واستغلال الأطفال، والطرد الجماعي للعمال من المصانع والمناجم وإغلاق عدد منها، وتهميش الشباب وتحييد مناطق بأكملها وحرمانها من الاستفادة من أدنى شكل من أشكال التطور والتقدم والمساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية... و تشجيع انتشار الرشوة والمحسوبية والزبونية في كل مرافق الدولة، وترسيم التزوير والمتاجرة في الانتخابات والمخدرات والسلاح وكل أنواع الغش، وسرقة وتهريب الأموال، والبذخ والتبذير وتفشي الفساد والميوعية وانحطاط القيم وهيمنة الثقافة والايديلوجية الرجعية... تحت غطاء ورعاية العائلة العلوية وفئة الكمبرادور والأغنياء والملاكين الكبار وكبار أطر الجيش والدرك و القضاء والبوليس ...الخ، القاعدة الاجتماعية المتعفنة للمافيا الملكية التي ربطت مصير بلادنا بعجلة الرأسمال العالمي المتوحش، الأوربي والأمريكي، وحولتها مرتعا للمؤسسات النقدية العالمية الجشعة، لنهب خيرات بلادنا ومص عرق ودماء شعبنا.

هذه الملكية الخائنة (التي احتمت بجيوش الاستعمار الفرنسي والاسباني لمواجهة انتفاضات شعبنا ولتصفية ثورة وجمهورية عبد الكريم الخطابي) نهجت سياسة معادية للشعوب العربية ومتآمرة على الشعب الفلسطيني، وتاجرت في اليهود المغاربة وحولت بلادنا إلى قاعدة امبريالية صهيونية لضرب حركات التحرر في إفريقيا وإحكام القبضة على الشعوب العربية.

لقد قادت هذه الدولة الطبقية، الاستعمارية الجديدة، باشراف زعيمها الفاشي، الحسن المجرم ( صاحب مقولات " الدولة هي أنا" و" سأقضي على الثلثين الفاسد" و سألطخ بيوتكم بالغائط" )عملية تفكيك وتقسيم وهدم منهجي لكل أسس ومقومات ومكونات المجتمع المغربي، ومساس بوجدان وشعور الشعب، وتزوير لتاريخه ولثقافاته وتقاليده التقدمية والديمقراطية، كما شنت حربا ضروسا ضد كل محاولاته الديمقراطية والثورية في التعبير عن طموحاته وتطلعاته في الحرية و المساواة والديمقراطية وفي بناء وحدته الأمازيغية- العربية، وسهرت على تكسير عنيف لكل المشاريع المستقلة للطبقة العاملة، الساعية لبناء حزبها الشيوعي وتأسيس وقيادة جبهتها الثورية مع الفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين وتوحيد المستغلين والمضطهدين.

كما عانت الجماهير الشعبية المغربية، و خاصة منذ بداية الاستعمار الجديد في 1956، من حرب طبقية ضروس خلفت ولا تزال صفحات من الدم والحزن والمآسي والدموع، ( تصفية المقاومة وجيش التحرير، القمع الدموي لانتفاضة الريف في 1959، اعتقالات ومحاكمات 1963 و 1967 و 1970، القمع الوحشي والرهيب لانتفاضات شعبنا في 1965 و 1981 و1984 و1990 ، حالة الاستثناء... الإعدامات ومئات المحاكمات الصورية التي وزع فيها قضاء النظام قرونا من السجن في حق المدنيين والعسكريين، التقتيل تحت التعذيب والتصفيات الجسدية والاختطافات والمعتقلات السرية والنفي... تفريخ النقابات الصفراء والأحزاب الرجعية وعصابات الإخوان المجرمين ( قاتلي عمر بن جلون والمعطي بوملي والجيد بنعيسى..)، الحظر التعسفي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب والهجمة الشرسة والمنهجية- التي لازالت مستمرة منذ 1972 والتي لم يشهد مثيل لها على الآطلاق- على الحركة الطلابية وعلى الجامعات، من خلال المشاريع التصفوية، ومن خلال الاعتداءات الدموية على الطلاب والطالبات وتطويق المدن الجامعية ومطاردة واغتيال مناضلاته ومناضليه واعتقال ومحاكمة الآلاف منهم وتوزيع قرون من السجن في حقهم ...الخ).

لقد تحمل شعبنا من النكسات وخيبات الأمل والخيانات والإحباط الشيء الكثير(تواطئ الملكية والبورجولزية المدينية والقبلية والاستعمارين الفرنسي والاسباني ضد ثورة عبد الكريم الخطابي، إجهاض حركة التحرر، فشل حكومة عبد الله إبراهيم وبداية الهجوم على مكتسبات وحقوق الشعب في العيش وفي التعليم والصحة والشغل والسكن...الخ، مفاوضات ما بعد انتفاضة 65 واغتيال المهدي بن بركة، مفاوضات كتلة الأحزاب الإصلاحية بعد الانقلابين وإبان محاكمات الاتحاديين والماركسيين اللينينيين والعسكريين، والتفافها حول النظام في حربه القذرة في الصحراء الغربية والصمت عن علاقاته المشبوهة مع المخابرات الأمريكية ومع الموساد، وعن تدخلاته العسكرية في افريقيا واستقباله للديكتاتوريين المخلوعين ولرموز وقادة الصهيونية العالمية وإسرائيل، الركوب على انتفاضات شعبنا والسمسرة على حسابها لخدمة مصالحها الأنانية والضيقة، والتناوب، على رأس حكومات الملكية، على قمع الشعب وسرقة أمواله وعلى الرشوة و بيع حق الانتفاع برا وبحرا لشركات خاصة ( سياسة فتح الله والعلو) و ضلوع ممثليها في الحكومة و البرلمان والمؤسسات المالية في عمليات السطو على أموال وممتلكات الشعب ( محمد الخليفة، عباس الفاسي، وفتح الله والعلو، الراضي...الخ) وفي المتاجرة في المخدرات والسلاح والهجرة السرية الخ...

ولم يكف ملكية الرأسمالية التبعية حرب الاستنزاف الطبقية التي تمارسها على شعبنا، بل ستدفع بها ميولاتها العدائية والتوسعية للزج ببلادنا في حربين قدرتين و غير عادلتين، الأولى ضد الشعب الجزائري مباشرة بعد انتزاعه لاستقلاله، والثانية استهدفت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وذلك بحماية الامبريالية وبهدف خلق جو من التوتر والاضطراب وعدم الاستقرار يهدد السلام ويزرع الشوفينية والحقد والعداء فيما بين شعوب المنطقة، وتحويل أنظار الشعب عن أوضاعه المزرية وتحميله المزيد من ويلات وأعباء ونتائج هذه المغامرة العسكرية العدوانية والمدمرة، هذه المغامرة التي، وان استفادت منها الملكية للتخفيف من عزلتها، خاصة بعد الانقلابين (1971 -1972)، وفك خناق أزمتها الاقتصادية والمالية ، ولف الأحزاب البورجوازية الانتهازية والقيادات النقابية البيروقراطية في "التحالف الثلاتي المقدس" حول فتات" القضية الوطنية" و" الإجماع" والمسلسل الديمقراطي" والمغرب الجديد"...الخ، فانها ( أي الملكية) لم ولن تجد لها منها مخرجا الا بسقوطها و اندثارها. ان الفشل الذريع لطبخة "الاستقلال الذاتي" والهجوم الشنيع على الصحراويين في "أكديم ايزيك" لكافيان للتدليل على انهيار كل تاكتيكات واستراتيجية النظام العدواني والتوسعي في استمراره لاحتلال الصحراء الغربية ومنع شعبها من تقرير مصيره .


غير أن التصدي الدائم و المستمر للجماهير الشعبية، من خلال النضالات البطولية للعمال والفلاحين والمستخدمين والمعطلين و الطلبة، والمقاومة العنيدة للشعب الصحراوي و الكفاح الحازم والمقاومة العتيدة اللتين جسدتهما منظمة "إلى الأمام " الماركسية اللينينية في كفاحها البطولي ونظريتها للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية – في انسجام تام مع تاريخ مقاومة شعبنا منذ بداية القرن الماضي، وفي تجاوب عميق مع طموحات وتطلعات أجيال من أبناء وبنات شعبنا ، وإيمان راسخ بقدرة ومصلحة الطبقة العاملة والفلاح، أسقط القناع نهائيا عن الوجه الحقيقي للنظام اللاوطني واللاديمقراطي و اللاشعبي وعمقت من تناقضاته وعزلته، -.. هذا التصدي و تلك المواجهة والمقاومة فضحوا، وعلى طول و عرض البلاد ( من أولاد خليفة وقطارة وخريبكة وتسلطانت الى ايميني وسيدي افني وطاطا وبوعرفة وميسور والحسيمة ومراكش وتنغير) حملات التضليل والكذب وغسل الذاكرة والدماغ التي مارستها الملكية، قبل وبعد موت الحسن السفاح، المتمثلة في الورقة الجديدة- القديمة، "العهد الجديد" " ورشات الاصلاح و التغيير" "مغرب السلم والاستقرار" "دولة الحق والقانون" و"المفهوم الجديد للسلطة" و"التناوب" و "التصالح مع الشمال" ؟؟، بدعم مكشوف ودنيء من الطابور الخامس للأحزاب البرجوازية الخائنة التي لم تتردد في إخفاء جرائم الملكية حتى في حق مناضليها (اغتيال المهدي وعمر) و تبرئة- و مسح أحذية- الجلادين ( حفلة البكاء على اقالة المجرم ادريس البصري بمنزل صديقه عبد الرحمان اليوسفي) وتقديم من خلف الحسن على عرش القهر والاستنزاف ب "ملك القلوب وملك الفقراء وملك التصالح و طي الصفحات... " ... هذا الخلف الذي لم يتأخر في تنظيم الهجوم على ما تبقى من مصالح وحقوق شعبنا عبر توطيد الاندماج بالعولمة الرأسمالية المتوحشة والإعلان عن استعداده للمزيد من خدمتها، و توقيع اتفاقيات بيع مناطق بكاملها، وتقديم امتيازات هائلة للرأسمال الأمريكي والفرنسي والاسباني ليرتع ويمتص وينهب و يهرب، والتسريع بوثيرة مشاريع الخوصصة والإجهاز على ما تبقى من مكتسبات (خاصة في ميدان الخدمات)، وسن قوانين وتشريعات مناهضة للحريات ولحقوق الإنسان (مدونة الشغل – الميثاق الوطني للتربية والتعليم- القانون التنظيمي للاضراب - قانون الارهاب و قانون تاسيس الاحزاب...الخ) والرفع من وثيرة تصاعد الآسعار ( الماء والكهرباء والدقيق والسكر... الخ) وتجميد الأجور وإثقال كاهل الجماهير الفقيرة بالضرائب والهجوم على قدرتها الشرائية وسد منافذ الشغل والعيش أمامها، واستقبال اللجن الصهيونية واستكمال التطبيع مع اسرائيل، (بمباركة الحكومة الصورية لليوسفي وعباس الفاسي والعلوي ) والقمع والتنكيل والاعتقالات والمحاكمات والقتل تحت التعذيب في معتقلات سرية وسجون قي العديد من المناطق، تظاهي في سمعتها السيئة معتقلات و سجون الارهاب في عهد الحسن ( عين عتيق، تمارة، السجن لكحل وبولمهارز، وغيرها في آسفي والجديدة والصويرة وسيدي ايفني وتنغير وسلا ووجدة والناضور...الخ) .

لقد تأكد بسرعة البرق ، حتى لمن كان يساورهم بعض الشك في ذلك، أن قاطرة الاستبداد والقهر والاستغلال الملكي لم ولن تتوقف لحظة في القضاء على/ و سحق كل/ آمال و أحلام الشعب في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة. كما تبخرت أوهام الانتهازيين والمتذبذبين في "الانفتاح السياسي النسبي" وسقطت رهاناتهم على التربع على مقعد المعارضة "الشاغر" و الاستفادة مما سيفتح أمامهم من "آفاق في مجال المشاركة في معالجة الشأن العام " .

هذه لمحة سريعة وجزئية على ما ارتكبه النظام من جرائم سياسية واقتصادية وثقافية في حق شعبنا، جرائم داست وجدان و كرامة الشعب وأهدرت حقوقه في العيش البسيط وفي الحرية والديمقراطية، باسم الملك، وباسم الدين والمقدسات، وباسم الدستور، وبدعم وتواطؤ الأحزاب البورجوازية الخائنة، المرتدة على الشعب والمتنكرة والمناهضة لحريته في التعبير وفي الديمقراطية، هذه الأحزاب التي أصبحت تشكل ذراعا معاديا للشعب وتمثل "جيبا من جيوب أعداء الديمقراطية" الملحقين بالنظام، تماما كما كانت تصف وتصنف به هذه الأحزاب نفسها الأحزاب الملكية الصفراء.

لمحة مقتضبة عن مقاومة شعبنا لهجمات الرجعية، عميلة الامبريالية والصهيونية، وتصديه ومواجهته لاعتداءاتها على كيانه و هويته وكرامته و حقوقه وحرياته، على مدى نصف قرن.

لمحة جزئية عما اقترفه النظام الفاشي من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والذي ساهمت في تأسيسه ودعمه والتنويه به وتلميع صورته الصهيونية والامبريالية العالمية وعلى رأسها الفرنسية والامريكية المعادية للشعوب العربية، التي ساندت ودعمت ونوهت بملكيات وامارات التخلف والاستبداد العربية وخلقت ومولت فيالق ظلامية ورجعية متطرفة (الإخوان المجرمين في كافة أنحاء العالم العربي وفي القرن الافريقي.. و أفغانستان...الخ) و اعتدت على شعوب عربية وعملت على انقاد دكتاتوريتي بن علي ومبارك حتى آخر لحظات احتضارهما، هذه القوى التي تذرف اليوم دموع التماسيح، بعد طرد الديكتاتور" بن علي" ، ب "تقديم الاعتذار" للشعب التونسي ( سفير ساركوزي بتونس) و التعبيرعن" استعدادها لتقديم المساعدة اليه"... في انتظار الهجوم عليه مجددا، و بأكثر عنف و قوة .

هذا هو أساس وعمق وبعد تظاهرات ومسيرات السخط والرفض والغضب التي شاهدتها كل مناطق البلاد، طولا وعرضا، يوم 20 فبراير، بمبادرة جريئة و شجاعة من مناضلين ومناضلات شباب ثائر ببلادنا.

فلقد هبت الجماهير المستغلة والمضطهدة، جماهير الغضب والرفض والسخط والعصيان... من جبال وسهول ومرتفعات بلادنا، من المعامل والمناجم والضيعات، من مدن الصفيح ودور وأحياء الفقراء والمحرومين والمهمشين، ومن المدارس و الثانويات والجامعات، في الجنوب و الشمال، في الغرب والشرق.

لقد أتت من كل صوب و حذب و استولت على شوارع العاصمة والمدن الكبرى و الصغرى، وعلى أزقة وممرات القرى والضواحي الفقيرة والمهمشة، بدون إذن ولا رخصة ولا إشعار...

لقد خرج شباب الثورة والكرامة الى الشارع ، لانهم يحبون وطنهم وشعبهم. و كان الشعب في الموعد... بنسائه ورجاله، بشيوخه وأطفاله، عمالا وعاطلين وطلبة ومستخدمين، وفقراء ومحرومين، وبمناضليه ومناضلاته الديمقراطيين والثوريين الماركسيين اللينينيين ...
... خرجوا لأنهم يحبون الوطن ... و شباب هذا الوطن، ويحلمون لهم ... و له بمستقبل ينهي و يقطع مع الماضي الآسود... يحلمون معه باقتلاع جذور هذا الماضي الدموي واجتتات أسبابه وعلاته ورموزه وعلاماته، وقبرها إلى الآبد... حتى لا تعود ... حتى لا تتكرر... بأي شكل من الأشكال، و بأي حال من الأحوال.

خرج كل هؤلاء و هم يحملون في ذاكرتهم... ذاكرتهم الجماعية، أزيد من نصف قرن من عنف رصاص الدبابات والمروحيات وبنادق الجيش الملكي.. الآتية من الغرب الرأسمالي الامبريالي ومن زعيمة " العالم الحر وحقوق الانسان"، الامبريالية الأمريكية .

.خرج الرجال والنساء، شبابا و شيوخا وأطفالا وفي عروقهم يجري عنف الاعتقال والتعذيب والاستنطاق والاغتيالات والإعدامات والاختطافات والمعتقلات السرية والسجون والمنافى... ودم الشهيدات والشهداء ...الذي استباحته الملكية الاستبدادية ضدهم وضد ابائهم وامهاتهم واجدادهم الأحرار...

خرجوا و وعيهم مليء بعنف الفقر والحرمان والتهميش والاستهتار بكرامة وحرية وحقوق الملايين من ابناء شعبنا، مليء بعنف الخيانات وطعن طموحات و تطلعات وكفاح شعبنا من أجل الحرية... من أجل العيش والحياة ... من أجل الحب والفرح والسعادة والديمقراطية.


خرجوا غير آبهين بتهديدات النظام ولا بحملته المسعورة في الكذب على الشباب وعلى مبادرته الشجاعة، وفي البلبلة والتشويه بمطالبه العادلة والمشروعة، ولا بالإنزال الضخم لفيالق القمع والإرهاب لردع وتخويف الجماهير وإحباط عزيمتها وصدها عن المشاركة في مظاهرات و مسيرات ووقفات هذا اليوم العظيم ...

لقد استردت الجماهير الشعبية الغاضبة حقها المشروع في التجمع والتظاهر والاحتجاج، متجاوزة الطابور الخامس بشكل واع و منظم، و معلنة إدانتها القوية لتحالفه الثلاثي المخزي ( المتمخزنون في الاتحاد الاشتراكي والتحرر والاشتراكية والسلفيون الرجعيون المشتبه فيهم في العدالة و التنمية) الذي انتقل بصفة نهائية للمعسكر المعادي للشعب، ولزعيمي البيروقراطية النقابية المقسمة ل/ و المهيمنة على/ الطبقة العاملة،... ( نوبير الأموي والمخترق)... أحزاب الخيانة وزعماء الذل والمهانة ، الذين عارضوا وقاطعوا شباب وعمال وفقراء الثورة والغضب وطعنوا في صدق أهدافهم وقناعاتهم ومشروعية مطالبهم... كعادة القوى الصفراء المضادة للثورة إزاء انتفاضات الشعب، لأنهم لا يحبون الشعب ولا الوطن ولا الشباب. لأنهم يحبون أعداء الشعب، عملاء الامبريالية والصهيونية ويعطفون عليهم ويساندوهم .. ويتقاسمون معهم احتقار الشعب واحتقار شبابه وعماله وفقرائه .... مقابل ما يدره عليهم النظام من فتات، في مزبلته الناتئة.

خرجوا بكل ثقة في الشعب وبكل إيمان في قدرته الجبارة والهائلة على هزم أعدائه وتحقيق الانتصار... وهم حاملين الأمل في إحلال عهد الحرية والكرامة والديمقراطية وواعدين بأن هذا الأمل الوهاج لن يبق بلا غد ولا مستقبل.




خرجت جحافل الجماهير في تظاهرات و مسيرات جسدت حلقة نوعية جديدة وقفزة هائلة الى الأمام في مسلسل كفاح شعبنا الباسل، ووضعت معلما من معالم ثورته الوطنية الديمقراطية الشعبية، من أجل بناء مجتمع الكرامة والإخاء والرفاه والتضامن، وتأسيس دولة الحرية والديمقراطية والمساواة والاشتراكية.

لقد دوت شعارات" الشعب يريد إسقاط النظام" "الشعب يريد اسقاط الدستور الاستبدادي" "الشعب يريد اسقاط القهر والحرمان و الفساد" "الشعب يريد اسفاط الحكومة و البرلمان و أجهزة القمع و الارهاب" "الشعب يريد محاكمة المافيا الملكية المسئولة عن الجرائم السياسية والاقتصادية والثقافية " " الشعب يريد استرجاع كرامته و سيادته و سلطته" "الشعب يريد الحرية والعيش الكريم والازدهار والديمقراطية والسعادة"

لقد دوت هذه الشعارات كصدى رعد قادم من شعبي و شباب تونس و مصر ...

لقد دوت هذه الشعارات كهدير بركان ارادة الشعب المغربي، بنسائه و رجاله، في كل أرجاء الوطن، معلنا عن انطلاق المعركة الحاسمة ضد المافيا الملكية بكل نظامها السياسي المطلق، وثقافتها الظلامية، ودستورها الرجعي، ومجالس أعوانها و زبانيتها و حكومتها، المخربين والمفسدين و المشوهين والمسيئين للمجتمع وللطبيعة وللإنسان في بلادنا .



هذا هو مضمون ومحتوى الشعارات واللافتات التي رفعتها الجماهير الغاضبة والساخطة في وجه أعدائها الطبقيين، وهذا هو شكل وأسلوب وأدوات كفاحهم ومواجهتهم ومقاومتهم وصمودهم، موجهة إليهم و لحلفائهم الامبرياليين والصهاينة ضربات في العديد من المدن والمواقع، ومعمقة لازمتهم وتناقضاتهم وعزلتهم ... ومعلنة عن سخطها وإدانتها لحلفائه المحليين، و موجهة التنبيه والإنذار للانتهازيين والمتذبذبين.

و لم تفلح( ولن تفلح أبدا) فيالق الموت والقمع والإرهاب الملكي، ولا طاقم إعلامه الرجعي الدنيء و الفاسد، ولا أبواق دعايته المسمومة والساقطة في إسكات صوت شعبنا... و صده عن التظاهر والاحتجاج والتعبير عن استيائه وتدمره من / و رفضه ل / و سخطه على/ الانهيار الشامل الذي بلغت إليه أوضاعه المادية والمعنوية وعن عزمه وإرادته في تغييرها والقضاء على أسبابها الحقيقية... لم تنجح الهجومات العنيفة و الشرسة على جماهير وشباب وشابات كرسيف والصويرة والحسيمة والخميسات ومراكش وأكدير والناضور وامزورن وتاوريرت والدار البيضاء والرباط ووجدة وبني بوعياش وطنجة والعرائش وصفرو...الخ، ولا استعمال الرصاص والقنابل المسيلة للدموع والهراوات والسلاح الآبيض والضرب والجرح واعتداءات زبانيته من أمثال "محمد ركراكة"... في اضعاف وتراجع جحافل المتظاهرين، ولا في تخويفهم وارهابهم... رغم سقوط شهداء معروفين( الشايب كريم بصفرو) و من لازالوا مجهولي المصير، وعشرات من الجرحى والاصابات الخطيرة... والاعتداءات على المواطنين والمواطنات وعلى الصحافة والاعتقالا ت والتعذيب والمس بالكرامة... الخ ذلك من الجرائم و المس بالحريات .

لقد ملأ نظام العنف والإرهاب صفحة جديدة في سجل نظامه الدموي، وخطى خطوة همجية أخرى في عدائه للشعب .

وستسقط حركة الجماهير،مرة أخرى،و كما فعلت في 59 ، 65 ، 81 ، 84 ، 90، وهم أي تطور إصلاحي في ظل الملكية المطلقة ونظامها العميل، وعرت عن خرافة إصلاح نظامها الاستبدادي أو تطويره سلميا، وانتزاع الحرية والكرامة و الحقوق و المطالب الشعبية عن طريق الاستجداء و المناشدة .

إن النظام الذي سلب الكرامة والحرية وحق العيش والحياة من شعبنا، بقوة الحديد والنار، واستباح دمائه واستنزف أرضه وعرق جبين كادحيه، بتآمر وتواطؤ ودعم ومشاركة الرأسمال الامبريالي العالمي، وبمساندة الطابور الخامس، لا يمكن له أن يعيد للشعب كرامته وسلطته وسيادته، و يرجع له ما سرق و نهب من خيرات وأموال واستولى عليه من أراض وممتلكات... إلا مكرها ومجبرا ومرغما... من طرف هذا الشعب نفسه، وبقوة وسلطة هذا الشعب نفسه... ولا احد غيره.

اليوم عرفنا الطريق، نحن الحفاة، نحن العراة، حفار قبر الطغاة؛

اليوم عرف الشعب من هم أعدائه و من هم أصدقائه؛

عرف الطريق لاسترجاع أرضه المسلوبة وخيراته المنهوبة. عرف الطريق لاستعادة إرادته العليا في ممارسة سلطته وسيادته على كامل أرضه وخيراته...طريق الحرية و الكرامة و العيش الكريم و الحب و الإخاء و السعادة، طريق انتزاع الحق في تقرير مصيره و مستقبله بنفسه.

فليسقط النظام، بكل مؤسساته في النهب و الابتزاز و مص دماء الشعب وسحق الحرية
ليسقط النظام بكل رموزه في القهر و الاستبداد و الفساد و التفسخ و العبودية.
ليسقط النظام بكل دولته الارهابية المافيوزية، وبأحزابه المخزنية المخزية،و بكل أجهزتهم المزيفة.

.إننا على استعداد لمواجهة دبابات و مصفحات النظام و فيالق جيشه و بوليسه و عصاباته الفاشية...و أكثر، و قادرين على
تقديم المزيد من التضحيات والعناء و العطاءات ...فالتجربة الغنية والخبرات الهائلة والرصيد العظيم لشعبنا و قواه العاملة و الثورية الماركسية اللينينية ، في مواجهة و مصارعة أعدائهم الطبقيين تضرب جذورها في عمق تاريخ ثورات أبطاله، في الجبال و في السهول،و في انتفاضات أبنائه في المدن و البوادي ،وفي كفاح العمال في المعامل و المناجم و الموانئ و في الأحياء الفقيرة والشوارع، و في نضال الطلبة و المعطلين و المكفوفين ، و تعطينا قوة هائلة و قدرة جبارة وشجاعة ناذرة و إرادة حديدية لإفشال كل محاولات صد شعبنا عن التعبير عن إرادته و طموحاته و تطلعاته في الانتصار على أعدائه الطبقيين و بناء دولة و مجتمع الحرية و الديمقراطية و الاشتراكية..و فضح و مواجهة كل محاولات فرض أي شكل من أشكال الوصاية أو التحريف لاتجاه و أهداف ثورته.

ان المبدء والمنطلق والنهاية هو الشعب... انه الغاية والوسيلة والهدف . وان الشعب لن يرض لارادته وسيادته وسلطته سقفا ولا حدودا.
.

فليس للشعب المغربي ما يفقده سوى الاغلال التي تقيده بها الملكية.



#عبد_العزيز_المنبهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون الشهداء تترقب موعد الغضب
- من أجل فضح أفيون القوى التحريفية المضادة للثورة في المغرب !! ...
- الشباب المغربي والثورتين التونسية والمصرية
- الموت الأخير لإبراهام السرفاتي
- كلمة بمناسبة ذكرى استشهاد الرفيقة الماركسية اللينينية، المنا ...
- الثورة هي الاختيار الوحيد ضد النظام الفاشي التبعي
- تذكير بالمواقف الانتهازية لمن يدعون الاستمرارية لالى الأمام
- من أجل بناء خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي
- لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو
- سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثوري
- لنرفع عاليا راية الماركسية اللينينية
- لن تمر الفاشية الملكية ....لن يمر التخاذل...لن تمر الانتهازي ...
- لن تمر الفاشية الملكية ....لن يمر التخاذل...لن تمر الانتهاز ...
- شيء من التفصيل في ما فعله بعض أعضاء الكتابة الوطنية و كاتبهم ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز المنبهي - بلغ السيل الزبى