أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!















المزيد.....

زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
مقامة دستورية
حدثني أمير الكاذبين أبو جبهة العنين رضي عنه إبليس وغضب الله عليه إلى يوم الدين، عن أبي قاهر الخنين، عن أبي أسد بن أرنبة اللعين، عن أم الفواحش ماظهر منها ولم يبطن في تأريخ دولة المتسلطين، قال، و"الهضرة عليك ألحادر عينيك"، أو بلغة بلاد مضرطستان المجاورة، الكلام يعنيك يا من غضضت بصرك:
أوصيك رحمك الله ألا يقرأ مقامتي هذه من قل عقله من سفهاء الجواسيس والمخبرين، وألا يشْتَمَّ رائحتها من يقبلون الأيادي ويركعون لمن له رجلان ويدان من الآدميين، وألا يرتلها من يسجدون لمن يذهب إلى الخلاء كبقية الخلق من المتغوطين، وألا يتصفحها ولاة الولايات وماخابطها ويتهجاها عمال المدن وماناطحها، فإن أفضل الناطحة عندي التيس والعنز وخير الخابطة لدي البغل والحمار، وأجهل الجاهلين من عبدَ عبدا مثله وقدس روحا شبهه.
واعلم حفظك الله أني كتبت دستورا جديدا لمخربستان، أعلن فيه أني أتحدى أحكم الحاكمين، وأشرك فيه برب العالمين، وأجحف فيه حق شعبي المقهور المسكين، وأني تمنيت الحكم زمانا طويلا فلم يتم لي ذلك بعون الله فلجأت إلى السحرة والمرتزقة والدجالين، وقد تأتى لي المراد وتيسر المنال فحكمت شعبا تعداده عشرات الملايين بجرة عود وضربة بندير.
اقرأ باسم الشعب الذي قهرت، وباسم الحرية التي صادرت، وباسم الأمل الذي خيبت، وإنه لعهد جديد، موؤود فيه كل وليد، مسجون فيه كل عنيد، لاحرية فيه للعبيد، فليحتج المحتجون وليتظاهر المتظاهرون أنى ومهما وكيفما وحيثما شاؤوا وودوا وبكل أدوات التوكيد، فلن أشكر سعيهم إلا بالهراوى، ولن أقدر جهدهم إلا بالعصي، وإليك فصول دستوري السبعة من أولها إلى آخرها، وخمسة أصابع في عينيْ كل حسود حقود يجحد بديموقراطيتي المطلقة:
الفصل السابع: مخربستان دولة ديموقراطية، أحكمها انا ولاأحد غيري أنا، أرضها ورثتها عن أبي وجدود أجدادي، يرثها ابني من رحم زوجتي مولاتهم شعيبية من بعدي، المواطنون فيها ضيوفي، من أحبني منهم حل أهلا ووطئ سهلا، وأكل خبزا وغمس مرقا، ومن جادلني فيها فإن له معيشة ضنكا، أحشره في السجون عدلا، ولولا الآخرة لقلت إني ربهم الأعلى.
الفصل السابع: جميع الفقراء متساوون أمام القانون إلا من رحمت بعفو أو شملت بعطف، أما عماتي وأهلي وخالاتي وإخواني وأخواتي وأبنائي من وُلد منهم ومن لازال في الأرحام والنُّطف ينتظر الفرج وسائر عائلتي ووزرائي ورجال أعمالي الميسورين وكل من انتسب إلى قبيلة أم الفواحش فهم مني وأنا منهم، مقدسون منزهون همُ، لاتجوز إهانتهم ولو برسم كاريكاتير أو مقامة صحافية، ولي في المحاكم وكيل يحمي شخصي، ولي فيها قضاة استئصال الأقلام والإعلام، "والله يعميها لشي ناس".
الفصل السابع: لدولة مخربستان مجلس نوام، ولي أنا حق إقامته مابقي الليل والنهار أو إقالته في طرفة عين، أعضاؤه من المهرجين وشاربي الشاي والمخمورين و"الحلايقية" أو الحكواتيين بلغة بلاد مضرطستان المجاورة، وفي حال تخلي أحدهم عن أعماله الترفهية وتطلعه للجدية فيُتهم بتكوين خلية إرهابية هدفها زعزعة دُبر النظام ومصيره الإعدام حبسا أو دوسا بالأقدام. وللشعب الحق الكامل في تكوين الجمعيات والأحزاب شريطة عدم التدخل في السياسة، فالداخل إلى السياسة ليس كالداخل إلى الحمام لأنه مفقود...مفقود... مفقود ياولدي... أو كما غنى البلبل عبد الحليم حافظ أيام التلفاز ذي اللونين الأبيض والأسود.
الفصل السابع: رئيس الوزراء يرأس حكومة مكونة من سبعة وزراء بدون حقيبة يرجع نسبهم إلى قبيلة أم الفواحش وسبعة وزراء بدون وزارة يُنسبون لاحقا إلى قبيلة أم الفواحش. وفي خاصرة كل أسبوع، تأتي الحكومة بكراستها ولوحها إلى قصر من قصوري السبعين لأجبذ آذانهم وأقرص أردافهم وأقص شواربهم حتى يتعلمون درسا في نهج الديموقراطية، وهم على ذلك النحو من الأذى حتى يستقيلون أو أقيلهم، وما أنا بظلام للرقيق، واربط حمارك مع الحمير حتى يتعلم الشهيق والنهيق والخروج عن الطريق.
الفصل السابع: حين أصدر قانونا، فإن لحكومتي ستة أيام للموافقة عليه أو الموافقة عليه. وقد أدعو الشعب إلى استفتاء حر ونزيه وشفاف للإفتاء بنعم أو بنعم. فنِعم الديموقراطية هي ديموقراطيتي في بلاد مخربستان، لا جدل فيها ولاجدال، كل أشهر السنة فيها حُرُم، النقاش فيها فسوق، والعصيان فيها عقوق، وإذا رخُصَ الشعير غلت الحمير.
الفصل السابع: يمنحني الدستور الحق في تعيين السفراء إلى بلدان البُعاد الأشقاء والجيران الأعداء، وأختار ممثلين في مجلس الحرب، وقياس التعيين عندي عِظم البطنة وندرة الفطنة، لأن الدبلوماسية الصحيحة تقوم على الراحة والغباء، فنتجنب الحرب وأعيش في رخاء، وأوقع المعاهدات وأبصم على الاتفاقيات، وأبيع الطماطم والبحر والبر والهواء، ثم السمك والفوسفاط والغاز فالماء، شريطة ضمان المال والبقاء، ذلك ماوصاني به أبي قبل الممات، ولْيَمت الشعب فقرا فما الدنيا إلا لعب ولهو وفناء، وليتعبدوا في المساجد، ولهم في الصلاة قنوت، ولهم فيها عن الحياة استغناء، وقد يختبئ الحمار وأذناه بارزتان.
الفصل السابع: أنا أفطس الأنف لكني مقدس، أنا أقعس الصدر لكني مقدس، أنا أخنس الشيطان لكني مقدس، أنا أتعس القدر لكني مقدس، داري لاتُرجم، وسوطي لايَرحم، حرمتي لاتُنتهك، واسمي يصان ولايهان، صوري في كل بيت قبل آيات القرآن معلقة، وخطب الجمعة كل أسبوع بالدعوات لي مغَلّفة، أنا حفيد الآلهة، وسيد الملائكة، أنا مذكور في ثلثي القرآن وفي سورة الصمد، أنا طابع المصاحف، أنا محراب الأئمة وصوت المؤذنين، أنا أكبر والشعب أصغر،إن سببتم ربكم غضضت عنكم أعيني، وإن سببتموني أفقأتُ أعينكم، والدار دار أبينا، وعبيد أبينا لن يطردونا، ومن أراد دفع البلاء فليتوضأ للصلاة.
اعلم أسعدك الله لا أشقاك، أن هذا حد دستوري المقدس، وهنا منتهاه، إنما هو وحي يوحى إليّ، من آمن به أمِن الخبز والبقاء، ومن صدق به ضمن المرق والهناء، ومن كفر به فله عذاب في مخافر الشرطة وسجون البوليس السري. ورحم الله من زار وأخفَّ، وصدقت أنا العظيم.
قرأ هذا الدستور أحد الشبان الشجعان الحالمين بالحرية في دولة الخوف مخربستان فقرر إطلاق حركة على صفحة بموقع فايسبوك يقول فيها -أعز الله قدركم ولادنس معاطسكم- للنظام وأجهزته: " سيروا تخراو...الشعب يريد دستورا يحترم الشعب". لم تطلع شمس النهار في مخربستان إلا بعد غروب جسد الشاب الحالم.




#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!