أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح القاسم - مكنسة هوفر.. ومكنسة بلاّن، ايضا!















المزيد.....

مكنسة هوفر.. ومكنسة بلاّن، ايضا!


سميح القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرف المبادرة للشعلة التي اطلقتها عنقاء العرب الجديدة من جسد الشهيد محمد البوعزيزي

بعض العاملين في المجال السياسي لم يتورعوا عن مخاطبة معمر القذافي بصيغة "يا معلمنا"! وزاود البعض بنعته "رئيس الرؤساء وملك الملوك"، وتوغل آخرون في الوهم فرأوا انفسهم مع العقيد معمر "اعضاء في حركة واحدة"! وكان هناك من هو اكثر نشاطا في المجال الانتهازي "فحجّ" الى خيمة العقيد متوسلا ومتسولا، ومستفيدا شخصيا بدفعة من البترودولارات تحت الشعار الكاذب طبعا، شعار "حماية الثوابت"!
لأنه في المحصلة لا يصح الا الصحيح، فقد بدأت انفجارات الغضب في الوطن العربي الكبير، وتتابعت بأثر تداعيات الدومينو، من تونس الى مصر فاليمن والجزائر فالبحرين وليبيا، فالسعودية والعراق، فجيبوتي (اجل جيبوتي) ومنها الى سائر اقطار وطننا بالطول والعرض، من شاطئ الاطلسي الى شاطئ العربي..
وبمثل تفاوت قوى الهزات الشعبية من بلد الى بلد، فثمة تفاوت ايضا في ردود افعال الطغاة وعصاباتهم المدعوّة احزابا وقوى امن واجهزة مخابرات وهلمجرّا..
في اعقاب نكبة فلسطين وهزائم الجيوش النظامية في حرب 1948، شعر الضباط العرب الأحرار بالمهانة وبدأت منذ 1952 سلسلة من الانقلابات العسكرية، لتحطيم الانظمة السياسية المتآمرة والمتواطئة والعميلة والخائنة، وسرعان ما التفّت جماهير الشعب العربي حول قادة الانقلابات العسكرية، في تعبير طبيعي وصادق عن الضيق بركائز سايكس بيكو وعكاكيز الاستعمار الغربي ومقاولي الصهيونية وسماسرتها العرب.
وحين اخذت انظمة الجنرالات، المهزومين ميدانيا، في التحول من قيادات ثورية تحمل مطامح الشعب العربي، الى انظمة استبدادية مكيافيللية انتهازية، وراحت تتخلى عن مكتسبات الشعب وتطلعاته، فقد بدأ التململ الشعبي وبدأت التفاعلات البركانية في اغوار الامة التي اكتشفت ان سطوا مسلحا وقع على احلامها، وان الانظمة "الجديدة" لم تعد سوى نسخ معدلة عن الانظمة السابقة الضالعة في ضياع فلسطين وتصدّع المشروع القومي المتطلع الى الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية وتحرير المحتل من الارض العربية التاريخية، لا في فلسطين فحسب، بل في لواء الاسكندرون وفي شمال افريقيا وفي اقليم أوغادين وفي عربستان والخليج ايضا.
كان شرف المبادرة للشعلة التي اطلقتها عنقاء العرب الجديدة من جسد الشهيد محمد البوعزيزي. وانطلقت ثورة الياسمين التونسية.. واستجابت ثورة اللوتس في مصر، وارتفعت درجات الهزة الانسانية في اليمن والجزائر والبحرين وليبيا..
ولليبيا "الاستثنائية" حديثها الاستثنائي. ففي العام 1969 كنا في طليعة المتفاعلين مع ثورة الفاتح من سبتمبر، التي اعتبرناها "عودة عمر المختار".. وحين اعتدت الولايات المتحدة الامريكية على ليبيا وعلى بيت معمر القذافي شخصيا.. فقد كنا في طليعة الغاضبين على هذا العدوان الدموي الهمجي، وتلقينا الدعوات لزيارة ليبيا، لكننا لم نقبل الاشتراط بان تكون الزيارات سرية، لاننا نمارس نضالنا مفتوحا ومكشوفا وعلى رؤوس الاشهاد. حتى الدعوة "العلنية" التي تلقيناها عبر سفير الجماهيرية في عمّان فلم نقبل تلبيتها لانها جاءت بصورة املائية وبدون تنسيق وبدون مشورة وبدون اتفاق على برنامج الزيارة وتشكيل الوفد، غير اننا بطبيعة الحال ومن منطلق الرغبة في فتح آفاق التواصل بين ابناء الامة، لم نعارض زيارة أي وفد الى ليبيا ولو من منظور الحد الادنى من التواصل. وكنا على علم مثلكم بان حكم العقيد المستمر اكثر من اربعين عاما لا يمكن ان يكون مسألة "طيعية" كما اننا كنا على تعارف مع بعض قوى المعارضة التي ترفض الاستبداد والانفراد بالقرار السياسي وبالثروة الوطنية المغتصبة في ليبيا كما في حظائر سايكس – بيكو الاخرى.
قلنا في مداخلة سابقة ان انظمة الاستبداد العربية طورت ادوات قمعها، ونجحت جزئيا في تشكيل "اصطبلات" دعوية من متعلمين واشباه مثقفين وانتهازيين ومرتزقة وضعتهم تحت رعايتها ومنحتهم هامشا كلاميا في الانشاء السطحي المجرد من أي عمق فكري واي صدق ثوري.. حتى ان بعض العاملين في المجال السياسي لم يتورعوا عن مخاطبة معمر القذافي بصيغة "يا معلمنا"! وزاود البعض بنعته "رئيس الرؤساء وملك الملوك"، وتوغل آخرون في الوهم فرأوا انفسهم مع العقيد معمر "اعضاء في حركة واحدة"! وكان هناك من هو اكثر نشاطا في المجال الانتهازي "فحج" الى خيمة العقيد متوسلا ومتسولا، ومستفيدا شخصيا بدفعة من البترودولارات تحت الشعار الكاذب طبعا، شعار "حماية الثوابت"!
لا نرغب ولا نريد شخصنة الحوار السياسي والفكري والثقافي، لكننا لا نقبل في الوقت نفسه بتجاهل السلوكيات الفردية التي تدّعي وتهرّج وتتشدق بما ليس فيها وليس منها وليس لها، ومصيرها ومصير اسيادها وانظمتها ومخابراتها للكنس، بمكنسة هوفر او بمكنسة البلان التي استعملها فلاحونا لتنظيف اصطبلات دوابهم وبهائمهم.
تعلمون انني واخي الراحل محمود درويش كنا اول من فتح ثغرة في جدار التجاهل العربي والتنكر لمغزى بقائنا ونضالنا في ما تبقى لنا من وطن.. وتعلمون اننا اقمنا جسرا حقيقيا بين قادة الشعب الفلسطيني في المنافي وبين جماهير شعبنا الراسخة في وطن الآباء والاجداد، وفتحنا النوافذ والابواب مع مصر والاردن وسوريا ومعظم دول الخليج والمغرب العربي، لكننا لم نقبل الاذدناب لاي نظام ولم نسكت عن أي ظلم وتركنا لسوانا مهمة النفاق والارتزاق التي يتقنونها ويستمرئونها.. ووصلت الصفاقة والوقاحة و"البجاحة" باحد هؤلاء الصغار الانتهازيين درجة الاحتجاج على المفكر المغربي المرموق عبد الاله بلعزيز لانه وضع كتابا عن محمود درويش بعد رحيله!
نحن معنيون بالتواصل مع عمقنا العربي التاريخي، لكننا مطالبون دائما بحساب خطانا وبتدقيق حسابنا في ما ينفع الشعب والوطن والامة، وعدم السقوط في شهوات حساباتنا البنكية وعدد نجوم فنادق "ثورتنا القومية"!!
ندرك ان قضية شعبنا ووطننا بحاجة ماسة الى الدعم العربي شعبيا ورسميا، لكننا ندرك ايضا اننا اذا خُيّرنا بين الشعوب وبين انظمتها الحاكمة فلا ينبغي لنا ان نكون الا مع الشعوب، دائما وابدا.
ومن هذا المنطلق فاننا مع ثورة شعبنا في تونس وفي مصر وفي اليمن وفي ليبيا وفي البحرين وفي الجزائر، ونحن مع التململ الشعبي الواضح في السعودية وفي جيبوتي وفي سواها من اقطار وطننا العربي الكبير والمنكوب بخطيئة سايكس – بيكو ومشتقاتها وتداعياتها واسقاطاتها، لان عمقنا التاريخي وظهيرنا الاستراتيجي يتجسد في الشعوب اولا واخيرا، اما الانظمة فهي كالايام دول، وتبقى الامة، اولا واخيرا، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام، والسلام عليكم...



#سميح_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالي لنرسم معاً قوس قزح


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح القاسم - مكنسة هوفر.. ومكنسة بلاّن، ايضا!