أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - آلان كيكاني - ثورات الشباب ونصيب الكرد منها














المزيد.....

ثورات الشباب ونصيب الكرد منها


آلان كيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 10:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اليوم صباحاً خرجت للتسوق وعدت إلى البيت ناسياً شراء ما طلبه مني ولداي الصغيران ذوا الست والثمان سنوات وعند دخولي باب البيت أكتشفا أن طلبهما لم يُلبَّ وبصورة عفوية صرخا : الشعب يريد إسقاط بابا !
إنه زمن أنت لست مضطراً فيه على حب والدك إن أساء إليك , على نحو ما كان يفعله آباؤنا حيث بر الوالدين فريضة والعقوق بحقهما عار لا يغفره أحد , والخروج عن طاعة الولي جريمة , ساء أم حسن .
ثقافة جديدة تغزو العالم , هي بنت العولمة والتكنلوجيا المتطورة التي أوصلت المعلومة بيسر إلى كل من يريدها وأنتجت بذلك جيلاً على درجة من الوعي بحيث لا يمكن إخداعه بسهولة وذر الرماد في عيونه . ثقافةٌ هي روح العصر وعصارة قرون مضت من نضال الإنسان ضد الجهل والظلم , وهي ثقافة تجرف معها العقائد والمبادئ الموروثة وتودي بها إلى الزوال والاضمحلال .
ومن الملفت أن الثورات التي نشهدها حالياً , والتي يقودها الشباب , لا تحمل طابعاً قومياً أو دينياً أو مذهبياً بل هي ثورات من أجل حياة حرة كريمة , هي ثورات الكرامة ضد الذل والعدالة ضد الظلم والأمل ضد اليأس , ثورات شباب يحلمون بفرص أجمل وغد أفضل ليس إلا .
نحن أمام أجيال لا تعير للإيديولوجيات وزناً , شباب لا يهتمون بالقبيلة كما كان أجداداهم , ولا بالقومية كما كان آباؤهم , ولا بالدين كما كان أسلافهم , وإنما همهم الأكبر حياتهم , وشغلهم الشاغل تأمين الرفاهية لأنفسهم وأولادهم , وعليه وقريبا سيكون هناك جيل من الكرد يفضلون ولاية العربي العادل على الكردي الظالم وهو أمر كان على قادة الكرد في العراق , إن هم أرادوا الحفاظ على محبة واحترام شعبهم لهم , استيعابه وكان ينبغي عليهم تدارك أخطائهم وإصلاحها وتفاديها في المستقبل . التغني بأمجاد الماضي وبطولاته وإبراز الكوارث التي تعرض لها الشعب الكردي لاستدرار عطفه لا تكفي سبيلا للاحتفاظ بمقاليد الحكم لأن الناس يريدون حقهم في العيش بكرامة والمشاركة الفعالة في السلطة . كان على القادة الكرد في كردستان العراق أن يدركوا أن خضوع الناس لسلطتهم مرهون بحفاظهم على مصلحة الشعب لا باستغلالهم للسلطة وتكديسهم للأموال واعتمادهم على أقربائهم لإدارة شؤون الإقليم , وإلا سيكونون كالرجل الذي أخذ عهداً على عاتقه أنه سيقتلنَّ الشيطان لتخليص العباد من شروره وآثامه وظل يبحث عنه حتى لقيه وقاتله حتى تمكن منه وأبطحه أرضاً ولكن الشيطان مكره وقال له : ما لك ولقتلي ؟ اعف عني واطلقني وسيكون لك دينار كل يوم تجده تحت وسادتك كل صباح . لانت عريكة الرجل وسال لعابه على الدينار ووافق على طلب الإبليس وراح يمد يده ليحصد بها الدينار كلما استيقظ صباحاً , ولكنه بعد فترة غاب الدينار الصباحي وشرع الرجل يبحث عن الشيطان ثانية ليقتله فوجده وعاركه ولكن الشيطان تمكن منه هذه المرة ورماه أرضاً وجثم على صدره فاستغرب الرجل من ضعفِ حالهِ وتمكنِ الإبليس منه , فقال له الشيطان : عندما قاتلتني في سبيل شعبك وعقيدتك صرعتني وعندما عدت لتقاتلني في سبيل دينارك صرعتك !
دافع الكرد في العراق عن قادتهم ببسالة وأحبوهم بصدق عندما كان هؤلاء القادة يضحون من أجلهم ويقودون المعارك في سبيل حريتهم حتى وصل الجميع , الشعب والقادة , إلى بر الأمان , وهنا كان الأفتراق , حيث بانَ كرسي السلطة اللذيذ وسُمعت رنةُ الفلوس فكان الكرسي والمال من نصيب الزعماء والشعب له الله .
أذكر بأسى قصة شاب كردي عراقي قابلته في فندق في دمشق قبل أربع سنوات كان ينتظر فرصة يسافر بها إلى أوروبا , ذكر لي بمرارة كيف أن جنود صدام حسين دخلوا قريته واعتقلوا كل من يستطيع حمل السلاح وأخذوهم إلى جهة مجهولة ليتبين فيما بعد أنهم اقتيدوا إلى المقابر الجماعية وأن والده وأخويه الكبيرين كانوا من بينهم وأنه كان آنذاك في السادسة من العمر والوحيد الذي بقي من العائلة مع أمه , ثم أضاف : الآن وبعد هذه المعاناة والتضحيات لا أجد ما أعيش به وأعين به والدتي المريضة , أم الشهداء وأرملة الشهيد , لا معونة ولا تعويض ولا فرصة عمل وهي إن وجدت فالأولى بها اقرباء المتنفذين ودافعو الرشاوي .
ثم زاد : في كردستاننا التي بنيت بجماجم ودماء شهدائنا تتكدس الثروة في يد المتنفذين والأنتهازيين وأبناء الشهداء يشكون العدم والغربة وهم في عقر دارهم , لذلك قررت الهرب إلى الخارج .
وكان من الطبيعي , والحال هذه , أن تحوم روح البوعزيزي في سماء كردستان .
تسير عربة البوعزيزي بخطى واثقة ولسان حالها يقول : بشروا بالحرية كل قوم ولاهم دكتاتور , وانذروا كل طاغية ظلم شعبه بالسقوط . ومصير كل قائد لا يعبر عن مصالح شعبه هو مصير زين العابدين ومبارك والقذافي .



#آلان_كيكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تحطيم الأصنام
- اللهم زدني كفراً
- المسلمون مصانع للشهرة
- إلى الأخ آرام في الثوارالبيشمركة
- مرحى للحوار
- والحقد في الصغر كالنقش في الحجر
- مام علي
- أمي
- ملاك الوحي
- ضريبة الزقوم
- كرديستوفر كوردلومبس يكتشف جزيرة كوردسيكا *
- ريح الشمال
- آه يا مصطفى
- أنا وجدي
- حين ينمو الجسد وتتوقف الشخصية عن النمو
- يوم خجلت كوني طبيباً
- عيشو وجانيت
- حديث شيوخ


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - آلان كيكاني - ثورات الشباب ونصيب الكرد منها