أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -















المزيد.....


مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي , الشهير بالرجل الأخضر , في قرية " جهنم " باحدى مناطق " سيرت " في العام 1942 .
وقام معمر القذافي بتخليد مسقط رأسه "جهنم " في روايته القصيرة " الفرار الى جهنم " .
تعد ظاهرة القذافي ( كحالة شخصية – تكوينية – سلوكية ) نتاجا طبيعيا لمرحلة التطور التاريخي التي أعقبت الحرب العالمية الثانية , وماارتبط بهذه المرحلة ( في المنطقة العربية بشكل خاص ) من ظواهر أخرى , إجتماعية , وسياسية , وإقتصادية .
إستولى الملازم الأول معمر القذافي على السلطة بأنقلاب عسكري في 1/9/1969 . وكان أول مافعله , بعد طرد الملك " إدريس السنوسي " , هو أنه منح نفسه رتبة عقيد , وزميله في الأنقلاب " عبد السلام جلود " رتبة رائد . ثم قام بتغيير إسم البلاد من " المملكة الليبية المتحدة " , الى " الجمهورية العربية الليبية " . وفي العام 1986 قام بتغيير الأسم ثانية ليصبح " الجماهيرية العربية الليبية الأتحادية الديموقراطية الأشتراكية الشعبية العظمى " .
حرص القذافي في بداية حكمه على تقديم نفسه ( للعرب والعالم ) بصفته القائد العربي المحنك , والأنسان الورع المتحمس لنشر الدين الأسلامي . غير ان هذه المظاهر الأستعراضية سرعان ماتبددت من خلال إعلانه لمواقف متطرفة , عدها ( العرب والمسلمون بشكل خاص ) مخالفة لأجماعهم , وماسة بمقدساتهم , وضارة بقضاياهم المصيرية .
بدأت ملامح " ظاهرة القذافي " بالتبلور في نيسان / أبريل / 1973 , عندما أعلن في خطابه المشهور بمدينة " زوارة " , ماأسماه بالثورة الشعبية . وتشكل هذه " الثورة الشعبية " الأطار العام لنقاطه الخمس , وهي :
1- تعطيل والغاء كل القوانين المعمول بها حتى الساعة ( ساعة إلقاء الخطبة ) .
2- تطهير البلاد من " المرضى سياسيا " , الذين يتآمرون على القضية الثورية , وعلى الشعب , وعلى التحول الثوري .
3- إعلان الثورة الثقافية .
4- إعلان الثورة الأدارية .
5- تسليح الشعب / الحرية للشعب / لاحرية لأعداء الشعب .
بعد هذا الخطاب أمر العقيد القذافي بحرق الكتب الأجنبية , والالات الموسيقية في ساحات المدن الليبية . كما أمر بالغاء مهنة المحاماة , وطالب " بالزحف الثوري " على المؤسسات والبيوت , تطبيقا لمقولته الشهيرة " البيت لساكنه " .
ومنذ ذلك التاريخ بدأ القذافي باعتماد الفوضى الشاملة كأساس للحكم , وكأسلوب للأدارة .
وتجسدت أهم أدوات تنفيذ فكر " العقيد الأخضر " في جهاز سياسي يقوم بدور الحزب الحاكم , وتتفرع عنه أذرع تحريضية وأستخبارية وعسكرية وأمنية , وأجهزة قضائية وتعليمية .
وعلى وفق هذه التوجهات , تم تأسيس " اللجان الشعبية " و " اللجان الثورية " . وأسبغت هذه اللجان لقبين جديدين على القذافي , فأسمته " صانع عصر الجماهير وقائد مسيرة الأنسانية في رحلة الأنعتاق النهائي " و " نبي العصر " .
صدر " الكتاب الأخضر " في العام 1976 بثلاثة فصول تتضمن مايسمى " بالنظرية العالمية الثالثة " . ويعد هذا الكتاب مقدسا بالنسبة للعقيد القذافي . ويكتسب الكتاب قدسيته ( الشخصانية ) من كون النظرية العالمية الثالثة ( على وفق وصف العقيد ) " ستجعل لنا دينا , لأن الناس محتاجة الى دين , الى كتاب يوحدها " .. " اقدم لكم كتابي الأخضر - الذي يشبه بشارة عيسى , أو ألواح موسى – الذي كتبته داخل خيمتي التي يعرفها العالم , بعد ان هجمت عليها 170 طائرة , وقصفتها , بقصد حرق مسودة كتابي , التي هي بخط يدي " .
واذ اقدم مقتطفاتي من هذا " الكتاب الأخضر " , فانني اتوجه بها اساسا , الى من افترض فيهم , موقفهم منها , كهراء جارح وصفيق , ومبتذل احيانا ,لالشيء , الا لكونه يستخف بالعقل , ويعمل على تسطيح الحقائق , وتحويلها الى ترهات وحماقات فكرية , وعلى كافة الصعد .
غير اننى لاأشك ابدا في وجود من يتعاطف , او يؤمن , بالكثير مما سيرد في هذه النصوص ( حتى وان كانت منتقاة على وفق اختياري الشخصي لها ) . فمنظومة التفكير , ومنظومات العقائد والمذاهب والأيديولوجيات , وتداعياتها التدميرية , واحدة لاتتغير , على امتداد عالمنا العربي المتخم بالخراب ( وبالقادة المتلونون بشتى الألوان , كقوس قزح ), من محيطه الهادر .. الى خليجه الثائر .
سأعرض النصوص المختارة كما وردت في هذا الكتاب , وعلى وفق تسلسلها فيه , دون تقديم او تأخير , ودون حذف أو إضافة او تصحيح لغوي . وسيكون الأستثناء الوحيد ( في طريقة العرض هذه ) هي تلك النصوص الخاصة بالمرأة , وذلك لأسباب تتصل بفحوى هذه النصوص , واسلوب عرضها , وبما يشكل , في مجمله , المقدمة المنطقية لسبر أغوار العقيد القذافي , وطريقة تفكيره الشاذة ( على وفق جميع المؤشرات والمقاييس العلمية والفكرية المعروفة حتى الآن ) .
أن الالتزام بسياق , وتسلسل القذافي , في طرح أفكاره , مهم جدا لفهم منطلقاته ومقدماته المنطقية , النظرية والسلوكية ( كأي مستبد آخر ) .. وصولا الى النتائج المنطقية , التي نشاهدها على الشاشات الآن .
وهاأنذا أطرح " اللغو " كما هو .. لعل فيه عبرة لمن لم يعتبر بعد .
ذلك ان الكثير من اللغو , الشبيه بهذا اللغو , يصّم آذاننا الآن .. متبجحا بالحرية والديموقراطية , والأنعتاق من الأستبداد والقومية الشوفينية , والدأب المحموم على أختراع الأعداء , وتهويل قدراتهم , ومن ثم الأعلان عن هزيمتهم , والأحتفال الصاخب بالنصر عليهم .
ويحدث كل ذلك , رغم ان دماءنا ( ودماء الليبيين معنا ) لاتزال تسفح في كل مكان , وتضيع بين القبائل والطوائف والمافيات المستقرة ( دستوريا ) , أو بين قطاع الطرق والعصابات الجوالة .
قذافيون كثيرون يملأون شاشاتنا الآن .. بأزياءهم الكرنفالية , وسحناتهم الخضراء , وكتبهم الصفراء , ونضالهم الأفتراضي , وثوراتهم الزائفة , ونظرياتهم العالمية , الطافية كالروث , على رؤوسنا المستباحة .
والسؤال الملحّ - بالنسبة لي على الأقل – هو لماذا لم يثر الليبيون عندما صدر هذا الكتاب في العام 1976 ؟
لماذا انتظروا حتى الآن ؟
هل لأنهم لم يقرأوا الكتاب أصلا , ولكنهم ( عوضا عن ذلك ) أقاموا له نصبا في كل شارع وزنقة وميدان , ورفعوه في وجه بعضهم البعض , كحائط مقدس ؟
لماذا لسنا أمة قارئة ؟
لماذا لانقرأ في الوقت المناسب ؟
لماذا تضيع علينا اربعة عقود , تكفي بالكاد , لنتعرف على ملامح قادتنا , وهم على حافة الجنون .. ونحن على حافة القبر ؟
ستجدون في هذه المقتطفات نصوصا عصية على الفهم , وأخرى بالغة السذاجة .. بعضها ينتمي الى الكوميديا السوداء , وبعضها الآخر يبعث على السخرية .. وتطفوا فوقها جميعا عبثية الطغاة , في لغوهم , وساديتهم , وسخريتهم المرّة من العقل .
إقرأوا هذه المقتطفات , بصبر وأناة , الى نهايتها , وستكتشفون ان " القذافي الأحمر " الآن , هو ذاته " الرجل الأخضر " في العام 1976 .. معمّدا بالدم المسفوح ( سلفا ) على إمتداد فصول هذا الكتاب .
إقرأوا النصوص بأمعان , وابحثوا في هستيريا الحاكمين ,عن السبب الذي يدفع الطغاة على إعادة تعريف مالايعّرف لسباياهم المقهورة ( كالذكر والأنثى , والدواجن , ودور الحضانة , والقبيلة والأسرة , والملاكمة وكرة القدم , والمرأة التي تحيض ... والرجل الذي لايحيض ) .
تأملوا جيدا ماكتبه " القائد الأخضر " ... فقد تأملكم هذا القائد القديم كثيرا طيلة إثنان وأربعون عاما .. وأنتم نائمون في الظل والغفلة .. بينما عيون الطغاة ( صغارا كانوا أم كبارا ) ظلت , لعقود سوداء طويلة , صاحية لاتنام .
أخيرا ...
من سيعيد هذا الجنيّ المجنون الى القمقم الذي فر منه , ببنادق العسكر , ليؤسس جمهوريته الفاضلة على انقاض التاريخ الليبي المعاصر .. من الصحراء الى البحر .. ومن عمر المختار , الى إدريس السنوسي .
من سيعيد هذا العابث الى " جهنم " التي فر ّ منها في يوم ما , ليصبح في غفلة من الزمن الرديء جدا , ملكا لملوك أفريقيا .
من سيجبر هذا الكائن " الأحمر جدا " على الفرار من طرابلس .. بأتجاه " جهنم"
لكي يدفن فيها .. محاطا بمحبة سكانها الطيبين .. الذين لن يبخلوا على جثمانه أبدا .. بعَلمْ المملكة الليبية القادمة .


***********************************




معمر القذافي
الكتاب الأخضر
نصوص مختارة



المصدر : الكتاب الأخضر
الناشر : المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر
مكان وتاريخ النشر : طرابلس 1976 .




المرأة :

.المرأة انسان والرجل انسان , وليس في ذلك خلاف او شك .
. فالمراة تأكل وتشرب كما يأكل الرجل ويشرب .
. والمرأة تكره وتحب كما يكره الرجل ويحب .
. والمرأة تحتاج الى المأوى والملبس والمركوب كما يحتاج الرجل الى ذلك .
. والمرأة تحيا وتموت كما يحيا الرجل ويموت .
. ولكن لماذا رجل ولماذا امرأة ؟

أجل فالمجتمع الانساني ليس رجالاً فقط وليس نساء فقط . فهو رجال ونساء ... أي رجل وامرأة بالطبيعة .
. لماذا لم نخلق رجال فقط ... ولماذا لم نخلق نساء فقط ؟
. ثم ماالفرق بين الرجال والنساء, اي بين الرجل والمرأة .
. لنعرف الخلاف في طبيعة خلق الرجل والمرأة ( اي ماهي الفروق الطبيعية بينهما) ؟

- المراة انثى والرجل ذكر .
- والمرأة تحيض او تمرض كل شهر .
- والرجل لايحيض لكونهِ ذكراً , فهو لايمرض شهرياً (بالعادة) .
- وهذا المرض الدوري ,اي كل شهر , هو نزيف .
- والمرأة ان لم تحض تحمل
- وعندما تضع او تجهض تصاب بمرض النفاس .
- والرجل لايحمل وبالتالي لا يصاب طبيعياً بهذه الامراض .
- والمرأة بعد ذلك ترضع ماكانت تحمله والرجل لايحمل ولايرضع .

. أن فصل الاطفال عن امهاتهم وحشرهم في دور الحضانة هو عملية تحويلهم الى مايشبه افراخ الدجاج تماماً , حيث تشكل دور الحضانة مايماثل محطات التسمين التي تجمع فيها الافراخ بعد تفقيسها .
. ان الدواجن هي ايضاً تحتاج الى الامومة ... لهذا فتربيتها في محطات تشبه دور الحضانة ضد نموها الطبيعي ... ان الطيور البرية أشهى وأنفع لانها نمت نمواً أمومياً طبيعياً .
. اذا أجري اختبار طبيعي لمعرفة الاتجاه الطبيعي للطفل بين أمه وبين محطة تربية الاطفال , فأن الطفل سيتجه الى امه ِ ... وليس الى المحطة .
. أن الامومة وظيفة الانثى وليست وظيفة الذكر , ولهذا فان من الطبيعي ألا يفصل الابناء عن الأم ... واي اجراء لفصل الابناء عن الأم هو عسف وقهر وديكتاتورية .
. والمرأة هي صاحبة المنزل ... اي الأنثى هي صاحبة مأوى الامومة , اي البيت , حتى في عالم الحيوانات الاخرى غير الانسان .
. المرأة انثى لاغير .
. شكل المرأة مختلف عن شكل الرجل لانها انثى .
. وكل انثى في المخلوقات الحية من نبات وحيوان مختلفة في شكلها وجوهرها عن ذكرها .
. والذكر في المملكة الحيوانية والنباتية خلق طبيعياً قوياً وخشناً .
. والانثى في النبات والحيوان والانسان خلقت طبيعياً جميلة ورقيقة .
. وترتيباً على هذه الخلقة المختلفة , مارس الذكر دور القوي الخشن دون إجبار, بل لأنه خلق هكذا . ومارست الانثى دور الرقيق الجميل دون اختيار , بل لانها خلقت هكذا .


. البيت لساكنه :

فلا يحق لأحد ان يبني مسكناً للرجل زائداً عن سكناه وسكن ورثته بغرض تأجيره . لأن المسكن عبارة عن حاجة لأنسان اخر . وبناءه بقصد تأجيره هو شروع في التحكم في حاجة ذلك الانسان . وفي الحاجة تكمن الحرية .


. المعاش :

المعاش حاجة ماسة جداً للانسان . فلا يجوز ان يكون معاش اي انسان في المجتمع أجرة من اي جهة , او صدقة من احد , فلا أجراء في المجتمع الاشتراكي بل شركاء . فمعاشك هو ملكية خاصة لك تديرها بنفسك في حدود أشباع حاجاتك , او يكون حصة في انتاج انت أحد عناصره الاساسية , وليس اجرة مقابل انتاج لأي مكان .

. المركوب :

المركوب حاجة ضرورية ايضاً للفرد والاسرة , فلا ينبغي ان يكون مركوبك ملكاً لغيرك . فلا يحق في المجتمع الاشتراكي لأنسان او جهة اخرى ان تمتلك وسائل ركوب شخصية بغرض تأجيرها , لان ذلك تحكم في حاجة الاخرين .

. الأرض :

أن الارض ثابتة والمنتفعين بها يتغيرون بمرور الزمن مهنة ً وقدرةً ووجوداً .


النشاط الأقتصادي :

لا يحق لأي فرد القيام بنشاط اقتصادي بغرض الأستحواذ على كمية من ثروة المجتمع اكثر من اشباع حاجاته . لان المقدار الزائد عن حاجته هو حق للافراد الاخرين . ولكن يحق له الادخار من حاجاته من انتاجه الذاتي وليس من جهد الغير ولا على حساب حاجات الغير . لانه لو جاز القيام بنشاط اقتصادي اكثر من اشباع الحاجات لحاز انسان اكثر من حاجاته ولحرم غيره من الحصول على حاجاته .

. ان احتمال قيام الثورة الحقيقية الاشتراكية , يبدأ بأستيلاء المنتجين على معظم الانتاج الذي ينتجونه . وسيتحول غرض الاضرابات العمالية من مطلب زيادة الاجور الى مطلب المشاركة في الانتاج . وسيتم كل ذلك عاجلاً ام اجلاً بالأهتداء بالكتاب الاخضر .
.اما الخطوة النهائية فهي وصول المجتمع الاشتراكي الجديد إلى مرحلة اختفاء الربح والنقود .

المنزل يخدمه أهله :

خدم المنازل سواء أكانو بأجر ام بدونه هم احدى حالات الرقيق . وحيث ان المجتمع الاشتراكي الجديد يقوم على اساس المشاركة في الانتاج وليس على الاجور . فأن خدم المنازل لاتنطبق عليهم القواعد الاشتراكية الطبيعية لانهم يقومون بخدمات لا بأنتاج . والخدمات ليس لها انتاج مادي يقبل القسمة الى حصص وفقاً للقاعدة الاشتراكية الطبيعية . ولهذا فليس لخدم المنازل الا العمل مقابل أجر . وحيث أن الاجراء هم نوع من العبيد , وعبوديتهم قائمة بقيام عملهم مقابل أجر . وحيث ان خدم المنازل هم في درجة اسفل من الاجراء في المنشآت والمؤسسات الاقتصادية خارج المنازل , فهم اولى بالانعتاق من عبودية مجتمع الاجراء , مجتمع العبيد . فظاهرة خدم المنازل هي احدى الظواهر الاجتماعية التي تلي ظاهرة الرقيق .
. والنظرية العالمية الثالثة هي بشير للجماهير بالخلاص النهائي من كل قيود الظلم والاستبداد والاستغلال والهيمنة السياسية والاقتصادية بقصد قيام مجتمع كل الناس ... كل الناس فيه احرار حيث يتساوون في السلطة والثروة والسلاح لكي تنتصر الحرية الانتصار النهائي والكامل .

. لهذا فأن الكتاب الاخضر يرسم طريق الخلاص امام الجماهير , من أجراء وخدم منازل لتحقيق حرية الانسان .
ولهذا لامناص من الكفاح لتحرير خدم المنازل من وضعية الرق التي هم فيها , وتحويلهم الى شركاء خارج المنازل , حيث الانتاج المادي القابل للقسمة الى حصص حسب عوامله .
. فالمنزل يخدمه أهله . اما حل الخدمة المنزلية الضرورية , فلا يكون بخدم بأجر او بدون اجر , وانما يكون بموظفين قابلين للترقية اثناء وظيفتهم المنزلية ولهم الضمانات الاجتماعية والمادية لكل موظف في خدمة عامة .

القومية :

.القومية في عالم الانسان والحيوان مثل الجاذبية في عالم الجماد والاجرام. فلو تحطمت جاذبية الشمس لتطايرت غازاتها وفقدت وحدتها , ووحدتها هي اساس بقائها .

. القاعدة السليمة هي ان لكل قوم ديناً , والشذوذ هو خلاف ذلك , والشذوذ هذا خلفّ واقعا ً غير سليم صار سبباً حقيقياً في نشوب النزاعات داخل الجماعة القومية الواحدة , وليس من حل الا الانسجام مع القاعدة الطبيعية التي هي :
لكل أمة دين , حتى ينطبق العامل الاجتماعي مع العامل الديني فيحصل الانسجام , وتستقر حياة الجماعات , وتقوى وتنمو نمواً سليماً .

الزواج :

. الزواج عملية تؤثر على العامل الاجتماعي سلباً وايجاباً . فبالرغم من ان كلاً من الرجل والمرأة حر في قبول من يريد , ورفض من لايريد , كقاعدة طبيعية للحرية , الا ان الزواج داخل الجماعة الواحدة مقوّ لوحدتها بطبيعة الحال , ويحقق نمو اجتماعي منسجماً مع العامل الاجتماعي .

الاسرة :

. الاسرة بالنسبة للانسان الفرد اهم من الدولة .
. طبيعياً : الانسان هو الفرد والاسرة , وليس الدولة .
. الأنسانية لاتعرف مايسمى بالدولة ... الدولة نظام سياسي واقتصادي اصطناعي , واحياناً عسكري لا علاقة للانسانية به .

. واذا وصل المجتمع الانساني الى وجود الانسان بدون اسرة , يصبح حينئذ ِ مجتمع صعاليك , مثله مثل النبات الصناعي .

القبيلة :

. القبيلة هي الاسرة بعد ان كبرت نتيجة التوالد .
. والامة هي القبيلة بعد ان كبرت نتيجة التوالد .
. والعالم هو الامة بعد ان تشعبت الى أمم نتيجة التكاثر .
.الانسانية هي القومية .
. والقومية هي القبيلة .
. والقبيلة هي الرابطة الاسرية , الى أن درجة حرارتها تبرد من المستوى الصغير الى المستوى الكبير ... هذه حقيقة أجتماعية لاينكرها الا الذي يجهلها .
.المجتمع الاسري أفضل إجتماعيا ً من المجتمع القبلي . والمجتمع القبلي أفضل إجتماعياً من المجتمع القومي , والمجتمع القومي أفضل اجتماعياً من المجتمع الأممي من حيث الترابط والتراحم والتضامن والمنفعة .

فوائد القبيلة :

. كونت القبيلة سلوكاً لأفرادها يتحول الى تربية اجتماعية أفضل وأنبل من أي تربية مدرسية . والقبيلة مدرسة اجتماعية ينشأ افرادها منذ الطفولة على تشرب مثل عليا تتحول الى سلوك حياة تترسخ تلقائياً كلما كبر الانسان , على عكس التربية والعلوم التي يتم تلقينها رسمياً , والتي تتلاشى تدريجياً كلما كبر الفرد , لانها رسمية ولانها اجبارية , ولان الفرد يعي انها ملقنة له .
. والقبيلة مظلة اجتماعية طبيعية للضمان الاجتماعي . فهي توفر لأفرادها بحكم التقاليد القبلية الاجتماعية , دية جماعية , وغرامة جماعية ,وثأراً جماعياً , ودفاعاً جماعياً .
. ان الدم هو الاصل في تكوين القبيلة , والانتماء هو ايضاً من مكونات القبيلة . وبمرور الزمن تتلاشى الفروق بين مكونات الدم ومكونات الانتماء , وتبقى القبيلة وحدة اجتماعية ومادية واحدة , ولكنها وحدة دم وأصل اكثر من اي تكوين اخر .

الأمة :

الأمة هي القبيلة بعد ان كبرت وتعددت أفخاذها وبطونها وتحولت الى عشائر ثم قبائل .

السود :

. السود سيسودون في العالم .
. ان الجنس الاصفر قد ساد في العالم عندما زحف من اسيا على بقية القارات ... ثم جاء دور الجنس الابيض عندما قام بحركة إستعمار واسعة شملت كل قارات العالم .. والان جاء دور الجنس الاسود ليسود كذلك .
. ان الجنس الاسود هو الان في وضع متخلف جداً , بيد ان هذا التخلف يعمل لصالح تفوق هذا الجنس عددياً . اذ ان المستوى المتدني الذي يعيشه السود جعلهم في مأمن من معرفة وسائل تحديد النسل وتنظيمه . كما ان عاداتهم الاجتماعية المتخلفة هي سبب عدم وجود حد للزواج مما يؤدي الى تكاثرهم بدون حدود , في الوقت الذي يتناقص فيه عدد الاجناس الاخرى بسبب تحديد النسل وتحديد الزواج وبسبب الانشغال بالعمل الدائب , خلافاً للسود الذين يمارسون الخمول في جو حار دائماً .

التعليم :

. ان التعليم الاجباري .. والتعليم المنهجي المنظم , هو تجهيل اجباري للجماهير .

. أن كافة اساليب التعليم السائدة في العالم يجب ان تحطمها ثورة ثقافية عالمية تحرر عقلية الانسان من مناهج التعصب والتكييف العمدي لذوق ومفهوم وعقلية الأنسان .

الألحان والفنون :

أن البشرية مازالت حقاً متأخرة مادام الأنسان لا يتكلم مع أخيه الانسان لغة واحدة موروثة وليست متعلمة ... ومع هذا فأن بلوغ البشرية تلك الغاية يبقى مسألة وقت مالم تنتكس الحضارة .

الرياضة والفروسية والعروض :

. الرياضة إما خاصة تمارس كالصلاة , وإما عامة تمارس في الميادين وبشكل جماعي , كالصلاة التي تمارس في المعابد بصورة جماعية .
. لايعقل أن يجيز المجتمع لفرد او فريق ان يحتكر الرياضة دون المجتمع , وأن يتحمل المجتمع تكاليف ذلك الاحتكار لصالح فرد او فريق ... تماماً مثلما لايجوز ديمقراطياً ان يسمح الشعب لفرد او جماعة حزباً كان او طبقة او طائفة او قبيلة او مجلساً أن يقرر مصيره نيابة ً عنه , ويحس بحاجاته نيابة ً عنه .
. أن مدرجات الملاعب تختفي عندما لايجود من يجلس عليها .
. أن الناس العاجزين عن ممارسة أدوار البطولة في الحياة , والذين يجهلون أحداث التاريخ , والقاصرين عن تصور المستقبل , هم الهامشيون الذين يملأون مقاعد المسارح والعروض ليتفرجوا على احداث الحياة , ويتعلموا كيف تسير .
. أن الذين يصنعون الحياة بأنفسهم ليسوا في حاجة الى مشاهدة كيف تسير الحياة بواسطة ممثلين على خشبة المسرح او دور العرض .
. وهكذا فالفرسان الذين يمتطي كل واحد منهم جواده لا مقعد له على حافة ميدان السباق . فلو كان لكل واحد جواد لما وجد من يتفرج ويصفق للسباق . فالمتفرجون القاعدون هم فقط الذين غير قادرين على ممارسة هذا النشاط لأنهم ليسوا من راكبي الخيول .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذل ٌ بارد ٌ .. ذل ٌ حار ْ
- حمّى الوديان المتصدّعة
- عندما لاتنخفض السماوات .. في الوقت المناسب
- لماذا راحتْ .. ولم تلتفتْ ؟
- وطن من صفيح .. وطن من ابل
- الرفاهية والأمثلية في الدولة الريعية الديموقراطية ( أعادة تو ...
- الأقتصاد السياسي للفصل السابع ( صندوق التعويضات , وصندوق تنم ...
- مواسم الهجرة من النهار الى الليل
- دفاتر الحرب ( مقاطع من هذيان جندي مسن من بقايا الحرب العراقي ...
- صحراء الربع الخالي
- الحوار الممكن .. بين الظلمة والنور
- مباديء الأقتصاد السياسي
- وطن الوجع .. ووجع الأمكنة
- ميكانزم الحب الأول
- ميكانزم الحب الأخير
- العراق وأشكاليات الفصل السابع :الابعاد الاقتصادية والسياسية ...
- الفساد في العراق : البنية والظاهرة ( محاولة للخروج من الحلقة ...
- جمهورية النفط في أرض ألصومال
- عراق مابعد الصناعة
- الريع النفطي في العراق : تحولات الدولة والسلطة وانماط الانتا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مختارات من الكتاب الأخضر , للرجل الأخضر , القادم من - جهنم -