أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام الموزاني - الاصلاح العلماني_الديماغوجيه العلمانيه















المزيد.....

الاصلاح العلماني_الديماغوجيه العلمانيه


هشام الموزاني

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 07:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن لانعرف على وجه الدقه متى بدء التفكير بطريقه واعيه(الوعي بحد ذاته مسئلة اعتباريه)في مسالة فصل الدين عن الدوله او حتى في افضل الاحوال تنظيم العلاقه بين الدين والدوله بل وحتى تنظيم العلاقه بين الدين والمجتمع وهي المساله الاهم التي لم تاخذ حقها في البحث والاستقصاء العلميين.فعليه سناخذ الامور كما هي اي كما هي الحاله الان وفي الوقت نفسه لن نقطع المسالة عن جذورها التاريخية.فليس هناك شيء في هذا الكون الغريب هو وليد لحظه مجتزأة من التاريخ او الحاضر ولن يكون لحظة مستقبليه منفرده بأاي شكل من الاشكال.وسنناقش في بحثنا البسيط هذا احد اهم اشكال العلمانيه في اول صورها الا وهي حركة المعتزله
المعتزله العلمانيون الاوائل
لعب المعتزله الدور الاهم في تطور الفكر العقلاني الاسلامي(في مرحلة تاريخية معينه)الى ان تحولوا بدورهم الى محاكم تفتيش اسلاميه .وهم البذرة الاولى باتجاه الفلسفة الاسلامية العلميه التي تمثلت في شخصيات من امثال ابن سينا والفارابي وابن رشد وغيرهم كثير.ظهر المعتزلة من من رحم الاسلام كنتيجة للغلو في تغييب العقل الانساني في الحياة الدينيه وردة فعل جباره ضد اشكال معينه من الحكم السياسي للدولة الاسلامية.فكان علم الكلام هو الوسيله التي استخدمها هؤلاء المتدينين لوضع حد للتسلط السياسي-الديني.مع الاخذ بنظر الاعتبار ان علم الكلام هو فلسفة لاهوتيه تؤمن بالحقيقة المطلقة.فكان ظهورهم وبروز حركتهم هو ضرورة تاريخية حتمتها الاوضاع السياسية والاجتماعية المترديه للمسلمين اجتماعيا وسياسياوسيطرة الافكار الجبرية التي كانت تروج لها الدولة الاموية لتعزيز سلطتها القعمية
لن نناقش في بحثنا هذا الظهور الاول للمعتزله في مسجد البصرة ومن حلقة الحسن البصري المثقلة بمثقفي عصره.وهل ان واصل بن عطاء((مؤسس مذهب الاعتزال حسب اتفاق اغلب المؤرخين))قد اثار حفيظته اعتبار المذنب كافرا او مؤمنا او حتى كما قال هو فاسقا.فماهذا الا شكل للمصادفة وخلاف لفظي له اسقاطات فقهيه.بل الاهم هو كيف تصرف المعتزله مع النصوص القرانيه الغير قابله للجدل والاحاديث النبويه المصدر الثاني للتشريع الاسلامي.وكيف اعطوا للعقل تلك المساحة في الفعل الانساني التي قل نظيرها في الفكر لاسلامي عموما.بل وربما الفكر الديني في تلك المرحلة وما سبقها.ان اول ما يمكن اعتباره ثورة فكريه حول سرمدية النصوص الدينية.هو ما عرف في وقته((الحسن والقبيح العقلي))في مقابل المدرسه الاصوليه((الحسن والقبيح الشرعي))التي صادرت (المدرسة الاصوليه)حتى حق الانسان النفسي في الاستحسان والتفكير الجمالي.ان هذه المسالة الجماليه صيغت على اروع ما يكون من اعطاء العقل الدور الاساسي في تسييرالحياة والمجتمع وانهاء التبعيه الفكريه((ولو بصورة نسبيه))للدين وللنصوص المقدسه.واشاروا باشارات واضحه الى ان الانسان هو المسؤول والكلي الاراده في افعاله. وان العقل هو المصدر الرئيسي للفكر فعليه ان الانسان مخير في افعاله والا حبط الثواب والعقاب((يفصل المعتزلة في هذه القضية علم الله بالاشياء وعن امره))بل وكما عرفوا فيما بعد باهل العدل والتوحيد.فقالو ان الله عادل فمن غير المقبول عقلا ان يامر الله الانسان بعمل ما ثم يعاقبه او يكافئه عليه.فلو امر الله العاص بعصيانه والمحسن باحسانه اذن بطل الثواب والعقاب.
((وفي رواية ذات دلالات مهمه يروى ان واصلا هذا علق على النص القراني ((تبت يدا ابي لهب وتب))ان هذا ليس في اللوح المحفوظ ولو سمعته من الاعمش لكذبته ولو سمعته من الرسول لردتته))
نحن هنا لسنا في معرض السرد التاريخي.ولكن هذه الروايات لها دلالاتها العقليه او العلمانيه في اول صورها ان مجرد اعمال العقل في هذا((اللوغوس))والابتعاد عن المنطق الثيوقراطي يمكن اعتباره على اقل تقدير نقله نوعيه ذات اثر مهم في التفكير الانساني اجمع وليس الاسلامي فحسب.لقد اصبح للانسان قيمه حقيقيه وفعاليه واقعيه خارج النص اللوغوسي الالهي.الغير قابل للجدل او الاعتراض.ومما لا يقبل الشك ان بداية التنظيم الديني-الاجتماعي ومن ثم الديني-السياسي بالخروج من من السيطرة المطلقه للدين((ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلئك هم الكافرون))واخواتها هي تماما كما بدء هؤلاءالموالي والخياطين والعلافيين من اعطاء العقل الاولويه.او حتى المشاركه الجادة في اتخاذ القرارات.وكانوا خلاف اهل الاثر والحديث في تجميد النصوص عند الفاظهاوجعل الامر كله يدور حول نصوص قرانيه ونبويه بحد ذاتها.ولقد استفاد الحكام بمختلف اشكالهم من هذه المدارس الاصوليه الغير قابلة للتجديد واحتكار((العلم الديني))على مجموعه اولشاريه من حراس بوابة الله الخالدين.او كما يسميهم عالم الاجتماع د.علي الوردي((وعاظ السلاطين))
كان هناك صراع مرير بين المدرسه المعتزليه العقلانيه العلميه((في مرحلتها التاريخيه المحدده))وبين تلك النخبه الاصوليه.على الرغم من ان المعتزله كانو يرون ان العقل بحد ذاته مقدم بالترتيب وليس بالتفضيل على النصوص الدينيه.وكما اسلفنا ان المعتزلة انفسهم كانوا من ابناء الاسلام وعلمائه.ولكنهم ثاروا على التغييب الفج للعقل الانساني واحاطته بلا متناهيه فقهيه وعقائديه لا يمللك فيها سوى الاذعان لاوامر الله التي هي بالحقيقه نظره احاديه دوغمائيه لعلماء الاصوليه الاسلاميه.ان المعتزله باعطائهم هذا الدور الريادي للعقل في الاختيار واتخاذ القرارات التي كانت من المسلمات الالهية هو خطوه جباره نحو تحرير هذا العبد الصالح المستكين المسلوب الاراده الى انسان له القدره على طرح الاسئلة والمحاججه مع اشد المسائل الفقهيه والشرعيه والعقائديه حراجه
لقد بدأت اول بوادر العلمانيه الاسلاميه في تحرير لعقل من جموده ولم يسبق المعتزلة عصرهم بل هم ابناء عصرهم ولم ينقطعوا عن اصولهم الاسلاميه.ولكنهم هاجموا وبكل قوه المنهج الفكري الجمودي وضمنا انماط الحكم التي استفادت وبكل وسيله من هذا الحجر الفكري الذي يرزح تحته ملاين العقول الذين اصبحوا وبالضروره((كالانعام بل هم أضل سبيل))
ويقول العلاف احد اشهر علماء المعتزلة((العقل هوالقوةعلى اكتساب العلم.وهو القوة التي يفرق بها الانسان بين نفسه وبين باقي لاشياء,يقع التمييز بين الاشياء بعضها من بعض بواسطة العقل,والعلم الحسي انما نسميه عقلا بمعنى انه معقول))
ان مجرد اعطاء العقل الانساني هذه المكانه هو تحول كبير وخطير في الفكر الاسلامي الذي كانت تسيطر عليه الاصوليه((ومازالت)).وفي العصر الحاضر لانجد الانادرا من علماء المسلمين الذين يملكون هذه العقليه المنفتحه((على الرغم من ان فكر المعتزله لايتناسب مع المرحلة الحاليه))بل نجد ان الكثير منهم يحرمون التعليم والمكتشفات العلمية الحديثة من التصوير والتلفزيون بل وحتى ركوب السيارات.ان الانغلاق الذهني الذي يعاني منه هؤلاء ماهو الا ارث طبيعي للمدرسة الاصوليه الجامده
الانقلاب على العقل
لم تكد التجربه المعتزلية العقلانيه تثبت اقدامها على الارض حتى تحولت هي نفسها الى محاكم تفتيش اسلاميه.فمع مجيء المامون الى السلطة بعد ابيه هارون الرشيد وذبح اخيه الامين.عرف هذا الرجل((المامون))بحبه للعلم والعلماء وتقريبه لهم.كان المعتزلة هم اصحاب القدح المعلى في امتيازات السلطة حتى وصل رجلهم ((ابي داود)) ليصبح وزير الدولة العباسية((المظفرة)).وكما اشرنا سابقا ان المعتزلة هم ابناء عصرهم.فعلى الرغم من طروحاتهم الفلسفية العلمية ظلت مورثاتهم متعلقة من المجتمع العربي كاحادية النظرة والتصلب بالرأي وتغييب الاراء المخالفه وظهرت هذه الصفات في مسألة من اشد المسائل في التاريخ الاسلامي اثارة للجدل وهي ((خلق القران))وجوهر هذه المسئله هو ان المعتزلة يرون ان الكلمة مخلوقه((اي ان كلمة الله هي محدثه))وذللك تفاديا للراي المسيحي الذي يقول بقدم الكلمة ومايجره من اسقاطات على وحدانية الله.هذا من جانب ومن جانب اخر.لكي يحافضوا على فكرة العدل الالهي,وقد قابلهم الاصوليون بتطرف شديد ورفض كامل للفكرة((خلق القران))او لهذه الجزئيه,استخدم المعتزلة حينها اشد الوسائل بطشا وتنكيلا بخصومهم السياسيين,لم يختلف المعتزلة عن اعدائهم بشيء يذكر,ويبدو ان السلطة تظهر الساديه الكامنة في الانسان من اي فكر كان((ولسنا في معرض الاطلاق او الاستثناء))ففي معرض رد الاصوليين على جزئية ((خلق القران))وهو رد ساذج تماما((ماذا لو مات القران؟)).كان بالامكان استخدام عبارة اقل هجومية او ضررا من الخلق بالقول ان القران محدث,على الرغم من ان هذه العبارة لن تغير من الواقع تماما((الاصولي والمعتزلي على حد سواء))ولكنها على اقل تقدير سوف تقلل من الاضرار.ولكن دوغمائيتهم((المعتزلة))تجلت باوضح ما يكون مع دعم السلطة,فقد قاد((ابي داود))حركة((تصحيحية))شملت البلاد الاسلامية الممتد من الصين حتى اوربا فقد اجبر العلماء المعتزليين خصومهم وعلى وجه الخصوص اهل الاثر والحديث على اتباع ارائهم وبمختلف الطرق الترغيبية والترهيبية التي وصلت حد التصفية الجسدية ومن الذين صمدوا بوجه هذه المحاكم التفتيشية عالم اهل الاثر والحديث((احمد ابن حنبل))وقد شهد له التاريخ على صموده المشرف امام المغريات والتهديد بالقتل والتعذيب وثباته على معتقداته الاصوليه((والتي تتمظهر الان بابشع الصور من الحركات التكفيرية والجهاديه))
في هذه الحال ندرك ان الطبيعة الانسانيه التسلطية الاقصائيه هي جزء من الكينونه الدوغمائيه لاي فكر مهما ادعى التحرر والتنوير بل سيكون محكمة تفتيش فكرية ومكارثية تستمد زخمها من قوة الصراع وشدته,من دون الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعيه الشائكه المحيطه بفلسفة الاختلاف, لم يستطع المعتزلة من ايستعاب الاختلاف الفكري مع خصومهم بادنى درجات التفهم الممكنه التي تتيحها مرحلتهم التاريخيه,بل استنفدوا كل مااعطتهم السلطة الغاشمه اصلا في سحق اعدائهم الفكريين عقلا وجسدا وبابشع الصور وبنفس الاسلوب الذي استخدمه اعدائهم معهم سابقا ولاحقا,ان الانسان سواء كان مفكرا او متبعا هو الانسان نفسه.بكل العقد والمركبات النفسيه لا تتغير الا من حيث الشدة مع الحفاظ على النوع.فعليه ان التطور الفكري المطلق هو اسطورة خيالية وطوبائيه حالمه غير حقيقية



#هشام_الموزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام الموزاني - الاصلاح العلماني_الديماغوجيه العلمانيه