أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح














المزيد.....

مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتنازع الحركة الاحتجاجية في العراق اليوم، والمشاركة في نشاطاتها، لا سيما الاعتصام المزمع تنفيذه يوم غد الجمعة 25 شباط، اراء تروّج للاحباط، مقابل اتجاه نهوض جماهيري يرفع مطالب مشروعة، ويستند الى الحقوق والحريات المكفولة دستوريا.

الرأي الأول يشيع المخاوف من استعدادات أزلام النظام السابق لاستغلال الاعتصام في الترويج لقيم التعسف والاستبداد، وكأن ذاكرة العراقيين مثقوبة بلا تركة من حقبة الدكتاتورية، التي طبعت حياة العراقيين بالوان الحرب والجوع والحصار والمقابر الجماعية والسجون وتغييب المناضلين وتصفيتهم. لكن الخطورة تكمن في ترك الساحة لعبث أيتام النظام المقبور، غير المعنيين بقيم الحرية والكرامة والديمقراطية. وينسى عرابو هذا الرأي ان شعبنا، شأن بقية الشعوب الحية، حين ينهض اليوم بكل قواه للتمتع بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والخدمات، فهو انما يتطلع الى الامام نحو مستقبل أفضل.

اما اصحاب الرأي الآخر فيرون أن الشعب في العراق مسلح، والاوضاع فيه ليست مثلما في تونس ومصر، وهذا – حسب رأيهم - يشكل خطرا على سلامة الاحتجاجات وسلامة المواطنين. وهم يحذرون من خطر الولوج في هذا النشاط الجماهيري، لما له من أبعاد لا يمكن التنبؤ بنتائجها !

من المؤكد ان هذا الرأي، رغم مشروعية المخاوف التي ينطلق منها، لا ينظر بموضوعية الى سير الحركة الاحتجاجية، وهي تخط تجربتها الخاصة والفريدة بعيدا عن الاستنساخ. فالحركة الاجتماعية في صراعها لا يمكن استنساخها، وهي لا تتشابه في المطلق، ويرتكب كل من يحاول استنساخها خطأ جسيما. لكن هذا لا يعني في المقابل عدم وجود قضايا مشتركة، سواء في طبيعة الحركة ام أساليبها ام الأدوات التي تعمل على ديمومتها، سيما ونحن نعيش عصر تكنولوجيا الاتصالات.

من جهة أخرى يمكن تلمس ان اغلب الاحتجاجات انطلقت سلمية، مع استثناءات معروفة. لكن الاستثناء استثناء وليس قاعدة. ثم ان المواطنين لم يكونوا المبادرين الى استخدام السلاح، انما كان ذلك واحدا من خيارات بعض الحمايات الأمنية. ومع ذلك يتوجب توخي الحذر ازاء استخدام العنف والتجاوز على الأموال والممتلكات العامة والخاصة.

الرأي الاخر يذهب ايضا الى ان الحكومة هنا منتخبة، والمواطن يتحمل مسؤولية انتخابها ومنحها الثقة، وعليه بالتالي ان يتحمل تبعات اختياره، الذي يمكن له ان يغيره حينما يحين موعد الانتخابات القادمة!

المنطق هنا غريب حقا. فهو يحصر دور المواطن وخوضه الشأن العام في مشاركته بالانتخابات وحسب، دون ان ينتبه الى ان هذا الدور ينبغي ان يكون اكبر بكثير، خاصة بالنظر الى ضعف الحكومة وسكوتها ازاء حجم الفساد الكبير، وعدم اقدامها على اتخاذ اجراءات مقنعة وناجعة، دفاعا عن الاموال العامة الهائلة التي ينهبها الفاسدون باشكال شتى، بينها ابرام العقود الوهمية في ميادين الاعمار والبناء والخدمات. وبينها تقاسم الصفقات وترتيب المقاولات، والتهام لقمة خبز الفقراء، والتجاوز على ما تبقى من مفردات البطاقة التموينة. فضلا عن الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها المتنفذون. الامر الذي ولـّد فجوة اقتصادية -اجتماعية كبيرة بين اقلية غنية نهمة لا تشبع من السحت الحرام، واكثرية تعيش الفاقة والعوز والبؤس. لذلك فقد الجائعون والباحثون عن فرصة عمل شريفة صبرهم، ولم تعد تنفع معهم الوعود بتحسن الاوضاع! وصار التشكيك بصدقية الحكومة هو السائد، وقد عزز ذلك عدم اقدام الحكومة لغاية اليوم على أتخاذ اجراء يطمئن الناس. فيما المحاصصة يعاد انتاجها، وصراع المتنفذين يتركز على السلطة والامتيازات والنفوذ.

وكل ذلك يعطي المواطنين الحق في الاحتجاج والتظاهر والاعتصام تعبيرا عن الرأي، وكما ضمن لهم ذلك الدستور.

نعم، ليس من المسؤولية الاخلاقية في شيء ان يترك المواطنون يواجهون أوجاعهم، عقابا لهم على اختياراتهم (غير الصحيحة) حين انتخبوا قوائم لم تبرر الثقة.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة تصريحات
- درس وفهم مختلف
- ثلاثة تلميحات
- ثلاث لقطات
- رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة
- درس اخر يا حكام!
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-
- آخر خميس!
- كهرمانة والأربعين وزير!
- قضايا تستحق الكفاح
- حكومة الترضية!
- لا .. يا سيادة الوزير!
- ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح