أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - ( بنوراما من -ثورة 25 يناير 2011م - حقائق ملموسة عن الثورة- الثورة وأنا كمواطن مصري- )















المزيد.....



( بنوراما من -ثورة 25 يناير 2011م - حقائق ملموسة عن الثورة- الثورة وأنا كمواطن مصري- )


محمد علي سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 22:00
المحور: الادب والفن
    




عندما نتحدث بضمير نستشعره تجاه المعادلة الأولي .. لهذا الحد ، لليقين الآدمي تجاه الصورة المنتشرة بتأمل في عيون المحتاجين البسطاء والضعفاء الذين يطوقون للعدالة والحصول علي ادني حق مشروع الا وهو التحرر من قيد السلطة ورموز الفساد الاستبدادي .. لأقصي درجات الإنسانية في حياة كريمة خالية من القمع . هي صورة الديمقراطية علي وجه العالم "سلاح ذو حدين" أو منفي في معتقل ابدي ، أو صورة لفوضى خلاقة... صورة الحرية التي لا تتجاوب معها الفاشية..فما هو بحث الشعوب عن مخرج من حصار السلطة وسرقاتها الفئوية وتواجدها القوي للقمع والفساد وانتشار المحسوبية وازلل الناس في أوطانهم حتى تحولوا لعبيد شحاذين علي منافذ العالم .

نعم : تحركت بنا المجريات سريعا وهناك من لا يفقه في الحقائق شيئاً ، ودائما يتسلط الضوء تجاه غوغائيين العالم من أعلامين أو غيرهم من ساسة ومحللين للخبر وواقع الحركة للبدء الذين ورثوا الصحافة والإعلام من أبائهم كتوريث شامل للسلطة والفن ومقدرات الشعوب ،الذين تم توظيفهم بلا ادني مستوي للخبرات.
ان هناك ظلما كبيرا وتحديا يواجه البشرية علي مر عصورها في التغير والسلم تجاه العدالة والعيش الأخوي في تقاسم عادل للثروات وتداول للسلطات ، لم يكن كل هذا ما دفع الاتجاه للقراءة الصحيحة عما يجري حتى الآن في مصر وغيرها ! حتى أجهزة الاستخبارات الداخلية والعالمية مع أجهزة القمع الموثقة لدي المنظومة الحاكمة في مصر ونظرائها ، حين تعلن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنها فشلت في التنبؤ بما حدث في تونس ومصر علي النحو . يا الله لهذا الوهم المصدر خصيصا لعقول يسكنها الظلام ، إنها قوة الشعوب وحدها التي تصنع، أيها الوهم العالق في مخيلة المرتزقة الذين أقاموا دول علي انقاد شعوب حرقوها وتلطخت أيديهم بالدماء وقدراتهم بالعار ، وطغوا في الأرض فساداً مرتزقة من الحروب والانقلابات واستغلال الحكم للسيطرة علي الشعوب وسرقة ثرواتهم وإشاعة الفوضى والفتن من أجل حسم نظام موالي لبسط السيطرة علي العقل والثروة والمحور اليقيني لعموم الجهل كميثاق للقدرة في السيطرة .

أولاً ، واسمحوا لي ـ سأتحدث عكس كل هذا ، بصفتي الخبير الأول والمتنبئ بكل ما جرا وما سوف يجري علي سطح العالم قبل ان يحدث ، ولدي حلول حقيقية لكل هذه القضايا.

مقدمه تعارف

منذ قبل ذلك .. وما قبل يوم 25 يناير بكثير ، ربما لأنني مواظب علي الموقع الاجتماعي المسمي بالفيس بوك ، أنا في المقام الأول ليعرف الجميع "شاعر"، اختص بمواد الشعر والأدب ولا علاقة لي بالسياسة وليس كما يقولون المثقف والسياسي وجهان لعملة واحدة .. ربما يربطهما شيء واحد ادني من الأقل بكثير ، فالخطاب الثقافي سيد الخطاب السياسي من جهلة الساسة المؤجرين سلافاً والباحثين عن مقعد جديد في وزارة أو جريدة أو محطة ساقطة تبيع الأنباء مقابل إعلان ممول من لصوص الشعب للصوص السلطة .
مع كل هذا ليس بالطبع ، أنني متابع جيد وقارئ جيد للأحداث جميعها وللمحيط السياسي المصري والعربي والعالمي حتى الكوني ، ولكنني غير مهتم بالشأن المصري للدرجة القصوى لأنني جزء من هذا الوطن تعلمت فيه وعانيت الويلات من قمع الناس للناس كبشر لهم ثقافتهم الرديئة ، ومن المنظومة المؤسسية الحاكمة التي تدير دولة كمصر لها بعدها الإقليمي والاستراتيجي المحوري في قلب العالم حيث وجود الله والنهايات فهي البداية ... يتمثل ذلك في نظام حاكم ، مجموعة من الساسة والدبلوماسيين ومصنفات الوزارات والهيئات والمحافظين والإداريون ونشاط مجلسي الشعب والشورى وقانون الشرطة في مصر المهتم جدا بقانون الطوارئ والتعذيب والقمع للمواطن البسيط ،وعلي العكس تمجيد المحسوبية لأصحاب النفوذ ، كل هذا يعيدني لنقطة الصفر ليس بالطبع ، ليس وحسب علي ما أظن بل بالتوكيد الخالص .

تجمع ثقافي سياسي هامشي ، أحدي حلقاته بعنوان " الشخصية المصرية "

قبل فترة وجيزة من نهايات عام 2010 م ، لي أصدقاء من المثقفين والسياسيين كن نجتمع كل يوم جمعة أو كل ليل خميس من الأسبوع المنصرم لنتحدث عن الثقافة والأخص الشعر وبعض الفنون ، ولكن الحديث لا يخلو دائما من الهم السياسي ، كنا نتبادل الحوار بعنف شديد وحماس لطرحنا قضايا مهمة كنا نختلف بحدة عليها لايمانتنا العميقة بقضايا مهمة ولتبني بعض منا مفهوم معين عن قضية ما ورأي معين عن أخري ولكلن ايمانته الخاصة بفكره في الحديث والحوار الذي يرقي اي حديث في تلفزة العالم وصحفه ومراكزه الإعلامية والبحثية .
نعم : طرح في احدي الحوارات فيما بيننا أن النقاش هذه الليلة عن " الشخصية المصرية" ، فاتفقنا جميعا ولأول مرة علي شيء واحد أن الشخصية المصرية ماتت ، لقد أنتها الجسد المصري تماما حاصروه وجوعوه وحرفوا قيمته حتى تحولت الشخصية المصرية لشخصية هشة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ،
نعم : اتفقنا على هذا وللمرة الأولي علي ان الإنسان المصري انتهت ثقافته ومحوريته وأصبح عبارة عن عبد مطيع للأوامر وأصبح اغلبه بنسبة 90% لصوص وفاسدين ومرتزقة ضعفاء البني ، حتى ضاع الشموخ المصري واهتزت الإرادة المصرية تماما ، شعرنا بالخوف وان المستقبل مظلم ويسير علي طريق الفساد الكامل حتى اكتملت المنظومة "فساد الشعب كله بمؤسساته وإدارته حتى مواطنيه العاديين، كنت اشعر أن مصر انتهت وربما قبل أن تبدأ انتهت بهذا الشكل المؤسف ، مصر الدولة المحورية الكبرى والمهمة في العقل العربي ككيان وبعد استراتيجي عالمي للأرض وللوجود وللعالم كمحور بنيوي تاريخي ، مصر الحضارة والبداية .
هذه الدولة التي انتشر فيها الفساد من رشوة إلي محسوبية الي نخبة حاكمة من رجال بوليسيين وعسكريين ورأسماليين من رجال الأعمال إلي البرجوازية المتفاقمة بعد التسلط علي الفقراء والمحتاجين وسرقة طموحهم وأحلامهم ، هذه المنظومة التي تعمل بلا رحمة ، حتى وصل الفساد القضاء المصري الذي يصفونه بالشموخ ولقد عانيت منه كشخص من واقع ملموس داخل المحاكم والنيابة الفرعية ، حتى طبقات الشعب الوظائفية فاسدة ، إلي طبقة تحت خط الفقر بلا أخلاق وبلا ثقافة ، شعرت بتدني بكل شيء ... كل شيء في هذا البلد فاسد بلا أي ظواهر للجمال والعدالة ،
نعم : في فتراتي الأخيرة قبل الثورة ، تعرضت للظلم من جهات ما ، ومن أناس عاديين شعرت ان المجتمع كله تماما فاسد ، ولا يعرف طريق غير الظلم ، من هنا بدت الصورة سوداء للمستقبل في بلد مثل هذا البلد ، حاولت ان أهاجر لأنني كرهت أنني مصري انتمي لهذا البلد الذي لا يوفر لي شيء سو القمع والذي لا سبيل فيه سو للجهل واعتلاء مناصب الفساد ، ولكني ليس لدي طموح أن أكون هكذا فاعتزلت مبكرا حتى طمست ، ولكني أيضا ليس لدي طموح مادي أو وظائفي أو إلي أي نوع من أنوع الأطماع الشخصية فقط اطمح أن أعيش في عزلة ففشلت أيضا وسجنت، وربما كنت اطمح أن أكون شاعر فوجدت نفسي في مأزق المثقفين ومدعي الثقافة ففشلت ، حتى عشت بلا مستقبل اشعر بالعزلة الكاملة والكئابة والفشل التام وسط هذه المنظومة الفاسدة .

نعم : لتكنولوجيا التحرر "خالد سعيد"

سأقول نعم : مع التكنولوجيا البسيطة ، ربما هناك تحرر ، أردت أن أقرأ العالم من بعيد من نافذة الله في ترقب ، شاهدت جريمة من بعض الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها أجهزة الأمن في مصر مع الشاب السكندري "خالد سعيد" الذي أطلقوا عليه فيما بعد شهيد البانجو ، هذه الجريمة كانت موفقة لان خالد كان يستعمل الانترنت فعرفها العامة من خلال الفيس بوك وهناك جرائم كثيرة لم تكتشف لأنها مغلقة الحيز التكنولوجي والإعلامي الهش ، لا اعرف ماذا حدث مع خالد بالضبط ولكني شعرت حينها بالخوف لأنني ربما مثل هذا الشاب أتعامل مع الانترنت وربما يكون مصيري مثله ، والشيء الذي لا يعرفه احد ان خالد كان صديق لي من خلال الفيس بوك ، وتبادلنا الحديث مرات ، نعم : تابعت قضيته كما تابعها الكثير ، وتضامنت معهم من خلال صفحة "كلنا خالد سعيد" الموجودة علي الفيس بوك حتى الآن .

دعوة موجهة من صفحة " كلنا خالد سعيد" للوقوف يوم حداد صامت علي روحه بالزى الأسود

في يوم ما ، قرأت رسالة مرسلة لي من الصفحة "كلنا خالد سعيد" كدعوة لجميع الأعضاء المنضمين للجروب "كلنا خالد سعيد" ، كانت الرسالة عبارة عن دعوة للتظاهر أو يوم حداد علي روحه ، قرأت الرسالة بتأني ، الرسالة تطلب من الكل الحضور الي التظاهر وان يرتدي الجميع ملابسهم بالون الأسود ، وإننا لن نتحدث مع بعضنا البعض ستكون تظاهرة صامتة ، كل فرد فيها بلباس اسود معزول عن الآخر وسنتواجد علي كورنيش الإسكندرية المطل علي البحر وجهنا للبحر وظهرنا للمدينة ، وبين كل واحد منا لا يقل عن المتر طولي ، نعم : قرأت الرسالة ، وبدأت أفكر في الدعوة واستجبت لها ، ايمانا مني بأن مصرينا واحد وربما سنكون جميعا مثل الشاب الذي أطلقت عليه الأجهزة الأمنية والقضاء المصري فيما بعد " شهيد البانجو "، نعم : استقليت حافلة الأجرة المتجهة إلي الإسكندرية في ميعاد التظاهرة ، كنت متواجدا لا احد يعرفني من الإسكندرية إطلاقا لقد أتيت من مدينة العريش لا مدينة الزقازيق مدينتي خصيصا لحضور التظاهرة لان خالد كان صديق لي عبر الفيس بوك ، ولابد ان اذهب لهنآك واستشعر هذه التظاهرة تضامنا مني معه وعلي أننا كلنا مصريين ومن الممكن أن يحدث هذا لأي فرد منا ، انتهت التظاهرة ونجحت مع اشتباك طفيف مع قوات الأمن واعتقال بعض المتظاهرين والاعتداء علي البعض بالضرب .
عودت من الإسكندرية مساء اليوم نفسه علي عجل ، لأنني بلا أقامة هناك ولا اعرف أحدا هناك وليس لدي نقود كافية للاستمرار وكل من كنت اعرفهم هناك قطعت علاقتي بهم منذ زمن مع القطيعة التي قمت بها بمحو كل صداقاتي لأعيش العزلة حتى بعيدا عن أهلي ومن يعرفوني ، عدت من الإسكندرية محملا بتساؤلات كثيرة ، وأفكار جمة ، لقد شاهدت المنظر عن كثب ومن بعيد وأنا مخالف لمظاهر التظاهرة بلا لباس اسود كنت أتفقد المنتشرين علي الكورنيش صفا واحدا في صمت ولقد عرفتهم واحد واحدا من ظهورهم ، من هنا أيقنت تماما بعد عودي ، انه من الممكن تغير هذا الوضع مع هذا الجيل ، لقد حققت مفاهيم استراتيجيه لي وبداخلي ، وقلت في داخلي : إذا كان هناك مجموعة تعدت الثلاثة آلاف شخص اتفقوا علي شيء واحد في وقت واحد وبلباس واحد إذا هناك هدف واحد لشيء واحد وهو التغيير بحثا عن الحرية ، والعدالة والتضامن الأخوي والشعور بالمواطنة لصالح هذا البلد .

انتحار شاب من أعلي "كوبري قصر النيل"

مرت الأيام ، قرأت أن شخص شنق نفسه فوق " كبري قصر النيل " وصورته ملأت الانترنت وصفحات الجرائد ، وفيما بعد قالوا :" انه كان يعاني من مرض نفسي حاد وانه عثر بحوزته علي رسالة فيما معناها انه كان يحب احدي الفتيات وعندما رفضت ان يرتبط بها شنق نفسه" ، تأملت صورة هذه الشخص المنشورة لساعات طويلة ربما ليالي كاملة كنت انظر لها! لا اعرف السبب بالطبع هل لأنني فكرت في الانتحار قبل ذلك ؟ ولكني كنت أفكر في الانتحار بطريقة أخري غير طريقة هذا الشاب ،أن أموت دون أن يحصل أحد ما علي جثة لي ، أو أن يراني احد أطلاقا ، لكن هذا الشخص اختار مكانا حيويا.. "كبري قصر النيل" زمن ووقت وتاريخ ..حبل مرتب جيداً علي هيئة مشنقة للشنق ، الشخص يرتدي ملابس جيدة ، الحبل مثبت جيدا في حديد درابزين الكوبري المعلق فوق النيل ، الشخص خطط ورسم لعملية انتحار فريدة وناجحة ، وهو معلق في سبات منتظم وجسده كالألف ، نعم تساءلت لبعض الحين ! هل أراد هذا الشاب أن يوجه رسالة لحبيبته من هنا فعلا .. ؟ أم أراد أن يوجه رسالة للأنظمة الحاكمة في هذا البلد !! لا اعرف بالطبع !!هل أراد أن يوجه رسالة للشعب المصري كله ؟ لا اعرف شخصية هذا الشخص بالطبع !! أصابني الرعب حيث قرأت قصص انتحار كثيرة في مصر في الآونة الأخيرة من حكم مبارك مشابهة لقصة هذا الشاب وان اختلف الشكل ولكن المضمون واحد، وكلها تلقي بإجابة واحدة أن هؤلاء الأشخاص "كلهم يعانون من أمراض نفسية" ، غريب هذا الأمر جدا غريب ! لان طريقة انتحارهم منظمة وقرأت فيها رسالات معينة ربما لي أنا شخصياً موجهة.

الإعداد لثورة 25 يناير والدعوة لها عبر الفيس بوك

قبل ثورة 25 يناير 2011 م جاءتني بعض الرسائل عبر البريد الالكتروني الخاص بي ومن الموقع الاجتماعي الفيس بوك بالأخص ، الرسائل تتضمن معني واحد "ان يوم 25 يناير يوم عيد الشرطة المصرية يوم تظاهرة للأسباب الآتية" .............................................. الخ المجموعة التي تدعوني عبارة عن مجموعة شبان مثلي فارق السن بيني وبينهم محدود يتراوح بين العشر أعوام أو ما يزيد أو ما يقل بنسب طفيفة ، وهم اغلبهم من مجموعة " كلنا خالد سعيد" الذين تبنوا قضيته بشرف ، انتابتني دهشة كبيرة ، قلت :ربما هو الوقت الفعلي والزمن الحقيقي لثورة تشبه الثورة الفرنسية أو البلشفية ، لانه ربما المناخ واحد مع اختلاف طفيف .
لقد ذهبت في عملية بحث عن الأشخاص الذين يدعون للتظاهرة وعملت كأنني رجل مخابرتي ، ومن ضمنهم "حركة 6 ابريل " التي أتابع تحركاتها واعتقال شخصيات شبابية منها ، دام البحث لأيام، ابحث في كل تصريح يخرج منهم واحلله ، وجدت جملا قوية تعتلي صفحاتهم مثل :" يوم 25 يناير فرصتنا الوحيدة ولا خيار عنه" وجدت إصرار من هؤلاء الشباب علي المضي، ورجعت بالشريط الذهني لإحداث الإسكندرية ، حين خرج أكثر من ثلاثة ألاف شخص كلهم من الشباب ما بين فتيات وشبان يرتدين زى واحد في وقت واحد لمهمة واحدة في صمت ، قلت : من الممكن .. وتأكد لي انه ممكن ممكن جدا أن يكون هذا اليوم المنوط به وتوقعت المواجهة لان الأمن المصري يتعامل مع التظاهرة بطريقة غبية قديمة تستفز الناس ، وتوقعت أن لا يقل عدد الشهداء عن الألف شهيدا في هذا اليوم .. وتفجر الوضع في كل إنحاء مصر ، سارعت .. اتصلت بكل من اعرفهم من المهتمين بالشأن ومن لم يكن لديهم فكرة عن التظاهرة ، قلت لهم : "ان يوم 25 يناير سيخرج عدد كبير من المتظاهرين الي ميدان التحرير في قلب العاصمة وبعض المحافظات الأخرى وانه سيكون يوم دموي صعب جدا ، سيكون يوما تاريخيا .. وحذرتهم المواجهة وتدهور الوضع " رد علي البعض بسخرية والبعض الآخر قال لي بالحرف "وهل تعتقد أن هذا الشعب الميت الضعيف المقموع من الممكن أن يخرج لتظاهرة تشبه الثورة !! أنت تحلم أو بتخرف روح نام ده مش هيحصل ابدا انسي يا عم "، لكني لم أبالي بما قالوا واصريت علي ذلك وكان لدي يقين كامل كأنني أشاهد هذا الشيء انه سيحدث وسيخرج أعداد كبيرة لا يتوقعها احد حتى المنظمين للتظاهرة.

بداية اليوم 25 يناير 2011

يوم 25 صباحا مبكرا استلقيت الحافلة المتجهة للقاهرة وصلت الساعة الحادية عشرة ظهرا حجزت غرفة في احدي الاوتيلات التي أواظب عليها ..حينها خرجت لعمق الميدان لم أجد شيئا ..فكرت فيما قاله بعض أصدقائي انه لن يحدث شيء لقد مات الجسد المصري ، تجولت في الميدان طولاً وعرضاً شمالاً وغرباً .. ليس هناك معالم لشيء سوف يحدث ، اتجهت إلي ميدان "طلعت حرب" حيث احدي المقاهي التي أتردد عليها في قلب العاصمة، حيث يتجمع فيها المثقفين " زهرة البستان" تناولت بعض المشروبات ، أزف الوقت واقبل آذن العصر ، قلت في نفسي ربما أصدقائي علي حق ولكني لدي ايمانات قوية انه سوف يحدث واشعر بذالك قادم وربما تأخر لبعض الشيء ، " أوه أنا مرهق سأذهب للأوتيل لأستريح " وصلت تقريبا في حدود الساعة الثلاثة عصرا ، أحاول الاسترخاء لبعض الوقت من عناء سفر طويل ، سمعت أصوات تهتف ضد النظام ، انتفضت واتجهت إلي النافذة ، إنه الحدث المنتظر ، خرجت وسط جموح كثيرة من الناس حتى حدث تصادم بين قوات الأمن والمتظاهرين وتبادل للعنف وقنابل الغاز ، استمر الوضع لساعات طويلة.. كنا نهتف بقلب واحد وروح واحدة " الشعب يريد إسقاط النظام "، تفجرت الأزمة واستمرت فتراتها وأنا ما بين التحرير وغرفتي القريبة من ميدان التحرير حيث كنت أشارك في صد هجمات مبيتة للمتظاهرين في الميدان .

يوم الجمال والبغال في ساحة التحرير

توالت الأيام وتفاقم الوضع ، حتى يوم الأربعاء يوم الجمال والبغال في ساحة التحرير ، هذا اليوم الذي انتشر فيه البلطجة وأولئك المتسلطين الذين يودون اعتلاء الثورة وكسب مكاسبها لصالحهم ، لقد اختفي عن المشهد أناس كثيرون كنت أشاهدهم قبل يوم الجمال والبغال، حتى بدا المنظر صراع بين الموالين لمبارك بكل أسلحتهم من جمال إلي بغال إلي آلات حادة وما إلي ذالك وبين جماعات التسلط والبحث عن دور وبين الثوار والبلطجية ومخبري النظام ، فكل واحد منهم لديه أجندة يود من خلالها حسم ارض المعركة لصالحه ، فتزايد الأمر حدة بالرشق بالحجارة وإطلاق الرصاص الحي ، حتى خرجت مصابا بلا أي شيء من أشيائي الشخصية حيث وقعت وسط مجموعة من البلطجيين ومخبري النظام الذين اشتبكت معهم بقوة حتى اتهموني اتهامات فظيعة واعتدوا علي بالضرب وقالوا أنت عميل ومأجور من قبل جهات أجنبية لذلك جئت إلي هنا للتخريب ، صوروني بكمراتهم الخاصة علي أنني مجرم وخائن للوطن لكسب الأمر لصالحهم مع سعيهم لنيل اعتراف مني والذي من شئنه تشويه صورة المتواجدين في الميدان، فهم أشخاص من النظام والبلطجية مدسوسين وسط الثوار وبين الإطراف الخارجية لمدخل التحرير وغير محددين لهويتهم ـ مع من أو ضد من ـ فهم مع الجميع وضد الجميع.. استفردوا بي حين ذهبت لشراء علبة سجائر ، لقد شاهدت الموت علي أيديهم، حاولت الاستنجاد ببعض الوسائط المقربة للنظام وللمرة الأولي افعلها من هاتفي الذي سرقوه ،حتى تركوني ... واحتميت في احدي عربات الجيش وحشد الجنود ، هرولت بجروحي بعد أن انقظنى الله من أيديهم بأعجوبة .. وعملت بعض الإسعافات الأولية وعدت مباشرة للراحة لأن حالتي كانت خطيرة ولا تدعو للاستمرار.

متابعة ما يحدث في ساحة التحرير من خلال وسائل الإعلام.

عشت مع الثورة من خلال أجهزت الإعلام ،حيث حاول النظام للحظاته الأخيرة السيطرة علي الوضع لكن كل محاولاته باءت بالفشل لغبائه بتصعيد الموقف ضد المتظاهرين ، حتى أواخر أيام النظام حيث كان يلجئ لنظرية الأرض المحروقة وما أشبه بذلك بالتهديد العلني للثوار خلال الخطابات التي أذيعت من قبل الرئيس وأعوانه ، لقد فشلت كل محاولتهم في صد المارد المصري الذي نام طويلا واستفاق بعد مراحل طويلة محملا بالغضب جراء القمع في عهد الفساد والمحسوبية ، أنها قصة الظلم ونهايته .
لم تكن الجريمة جريمة مبارك وأعوانه من ـ احمد عز إلي صفوت الشريف وغيرهم ـ ولكن الشعب المصري كان شريك في الظلم حتى استفحل هذا النظام إلي أقصي درجات الفساد التي بدت معالمه واضحة للجميع منذ حكومة "عاطف عبيد" التي خصصت كل شيء لصالح رجال العمال وفتحت طريقا واضحا لحصار الشعب وسرقة ثرواته ..مسارا للفساد العلني لأنه لا احد باستطاعته محاسبة احد في ظل هذا النظام وأجهزته الأمنية التي تعمل علي خدمة اللصوص وقمع إرادة الشرفاء والبسطاء من الشعب المصري . وتتزعم هذه الأجهزة جهاز امن الدولة الذي كانت بدايته في فترات الملكية والاحتلال الانجليزي لمصر ، وكان يسمي "بالقلم الجنائي" حتى تم تطويره بعد ذلك من خلال الأنظمة الجمهورية الجديدة حتى استفحل بعد ثورة يوليو 52 واستمر مع الأنظمة ما قبل مبارك حتى عهد مبارك وأطلق عليه مؤخرا " جهاز أمن الدولة ": ،هذا الجهاز والذي ولابد من أزالته، ولابد من النظر من جديد في أجهزة القمع الموالية من الأجهزة البوليسية إلي القضاء في وكلاء نيابة معينين بالوسائط إلي قضاه حتى أصبح في مصر ابن اللواء لواء وابن المستشار مستشار وغيرهم في الرياضة والفن والثقافة فلا يوجد فرصة لموهوبين جدد .

مصر والطبقية

كانت تعيش مصر فترات الانقسام الطبقي إلي القبح ، طبقة سيادية بيدها السلطة والمال ، وطبقة وظائفية محدودة الدخل ، وطبقة كبيرة تحت خط الفقر ، حتى أصبح كل شيء في هذا البلد يئول إلي الفساد والطغيان في شتي الأنحاء في التعلم والصحة وما إلي ذلك .. والذي تصفه الحكومة بالمجاني حتى افتتحت الدولة مدارس خاصة لأبناء الطبقة البرجوازية الحاكمة ومنتفع النظام والموالين، تتراوح تكلفة التعليم في هذه المعاهد والكليات الخاصة ما بين الخمسين ألف جنيه وأكثر للعام الواحد علي الأقل وهذا مبلغ في عرف البسطاء من المصرين كبير جدا فلا يستطيع احد من دخول تلك المعاهد والكليات الا من أتباع السلطة اللصوص الذين تفاقمت لديهم ثروات الشعب ، حيث ترك النظام فقراء هذا الشعب الذين ليس باستطاعتهم الحصول علي قوت اليوم الا بالإعمال الشاقة حتى الموت، علي أن يذهب أخر اليوم ببعض الأطعمة الملوثة والفاسدة لأبنائه لكفايتهم ليوم واحد وفقط ،حتى انتشرت الأمراض السرطانية وغيريها من الأمراض الخطيرة التي تحوز مصر علي الجانب الأكبر منها عالميا ، لدخول البلاد مبيدات سامة محرمة دوليا ودقيق خبز يستعمل للحيوانات ، ومن هذا الفقر والبؤس تحول اغلب الشعب المصري إلي عبيد علي منافذ العالم طلبا للحصول علي عمل ولو مهين للشخص فليتحمله من اجل العودة لأبنائه بما يسترهم من كسوة وتدبير مصروف معيشي للمنزل ،ولقد شاهدت هذا بعيني كيف يعامل المصري في بعض الدول وعلي الأخص الدول العربية التي لها مواقف عدائية من الشخصية المصرية ومواقفها السياسية بعد معاهدة "كامب ديفيد" التي قام بها الرئيس الراحل " أنور السادات مع إسرائيل"، فكانوا يستغلون المصرين البسطاء في فرض هيمنتهم عليهم ومعاملته معاملة سيئة لا تصلح لآدميين، كل هذا كان يحدث في ظل هذا النظام بقنصلياته الخارجية التي من شئنها الأول العمل علي حماية مصالح هذه الجالية من العمال ولكنها كانت مشغولة جدا بالصفقات التجارية وبيع ثروات البلد من خلال تلك القنصليات التي تعتبر مراكز تجارية لرجال الأعمال ، حتى ضاعت شخصية الإنسان المصري تماما وأصبح بلا قيمة . وعلي العكس تستقبل رعايا هذه الدول وتوفر لهم داخل مصر الأمن وحياة كريمة من عبيد الشعب والفساد الأخلاقي في ظل الحماية التامة من قبل الأمن حتى تشوهت صورة مصر تماما تحت شعار السياحة . مصر العظيمة صاحبة ثروات ضخمة وعقول مفكرة كم أبعدها النظام عن تولي أدارة البلاد للصالح العام ، فكلما ظهر عالم أو مبتكر يود العمل والتطوير لصالح هذه البلد وصفوه بالجنون ولفقوا له قضايا مخلة لإبعاده واضطراره للهجرة بعيدا عن قبضتهم . انه نظام تئالف مع الظلم ،فلقد انهار وانكشفت حقيقته للعالم كله ، وأنا علي يقين أنهم الآن اقل ما يكونون فشحاذ في شوارع مصر له احترامه وشخصيته .. ارقي وأنظف وأشهر واطهر من أي احد من هذا النظام الفاسد وأعوانه .. ويتمتع بحرية كاملة، فهم لن تنفعهم ثرواتهم التي اكتسبوها من عرق الشعب فلا يستطيع احد منهم المشي حرا في الشارع العام حتى خارج مصر هو وأسرته وأتباعه ، لان شعوب العالم تحتقر مثل هذه الشخصيات الدكتاتورية التي تستولي علي مقدرات الشعوب وثرواتها .

شخصية السيد الرئيس ولعبة الأعصاب والارتباك الداخلي والخارجي " الخطاب الأخير للرئيس "

لقد تابعت الإحداث عن كثب عبر وسائل الأعلام المختلفة ، التي وأن بات الأمر عليها بالتكهنات الجمة لما يحدث قالوا لقد فر الرئيس إلي دولة عربية ، ولكنني أيقن تماما شخصية الرئيس الذي عملت معه لفترة طويلة في الحرس الجمهور ، شخصية الرجل العسكري الدكتاتوري الذي من الممكن ان يضحي بشعب او حفنة من الجيش أو يموت منتحرا لخسارته معركة . ولقد كانت لي قراءة حقيقية وتنبؤ بكل ما جري فمنذ أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة البيان الأول فهمت ما سوف يجري وهو متفق عليه يشبه نظرية الانقلاب المتفق عليه ، وان المؤسسة العسكرية لن تضحي بهذا الرجل بأي حال من الأحوال لانه جزء منهم وهم جزء منه ، وقد كون أعضاء هذه المؤسسة ثروات طائلة في ظل مبارك توازي ثروة مبارك وشركائه المدنين الذين هم احد شركائه فهم كانوا حريصون علي وجوده للحظة الأخيرة لا لصالح مصر ولكن لصالح ائتلافهم الشخصي من اجل السيطرة وفرض النفوذ علي الشعب والسيطرة علي ثرواته ، فمجموعة المنتفعين من هذا النظام كبيرة سواء في الحزب الوطني الحاكم أو في أغلب الهيئات والإدارات الحكومية منها الصناعية والتجارية وما إلي ذلك فكانوا يحمون نظام مبارك بكل قوة لان وجوده يعني لهم الكثير ... يعني لهم الاستقرار والاستمرار في سرقة الشعب وتعذيبه ، وفجأة استيقظوا علي الحدث "سقوط النظام" ، فعمل بعضهم علي تحسين الوجه وقبول الثورة وتمجيدها في عملية نفاق للحفاظ علي ما اكتسبه في عهد مبارك ،وعمل البعض الآخر علي أخفاء ثرواته داخل أو خارج مصر حتى يفلتون من الرقابة والقضاء .
المسرح الآن علي مسرعيه مفتوحا بعد سقوط مبارك وليس النظام كما يقولون وهناك فرق ، وتحاول المؤسسة العسكرية السيطرة علي الوضع ، وبناء جسور ثقة جديدة بين الحكومة والشعب والوزارات وعلي رئسهم وزارة الداخلية /، ولكننا إذ نقف عند هذا الحد ، هل تعود المجريات إلي ما كانت عليه في عهد مبارك ؟ ولكن الأمر يتعلق بما سوف تجزيه الأيام المقبلة ، فمن الصعب تغير البلد تغيرا جذريا ..هي خطوات ومقدمة .

الأحزاب والجماعات/ والمتسلقين وسرقة الثورة / والحكم للعسكر /والمصلحة أمريكية صهيونية تجاه رئيس قادم للبلاد يعد في المطبخ الأمريكي .

بعد ظهور جنين الثورة والتأكد من خطواتها الثابتة ، قد حدد كل حزب من الأحزاب التي كان اغلبها موالي للنظام التي كانت جزء لا يتجزأ من الحزب الوطني الحاكم، حددت هذه الأحزاب ماذا تريد في هذه الفترة المقبلة وغيرت مواقفها حيث كانت تقف في بدية 25 موقف المتفرج ، حتى الذين اعتلوا منصة الثوار مؤخرا من الحناجر التي ظهرت ،وتريد تكوين حزب باسم حزب الثوار أو ما إلي ذلك . القضية مطروحة لتحديد الخيار أيها السادة ، وليس بالطبع اغتنام فرصة الثورة لصالح فئات من ضمنها حركة الإخوان المسلمين التي تود البحث عن حزبا شرعيا لها فلأمر ليس كما السابق بالنسبة لها ، هذه الجماعة التي تغلب عليها نظام مبارك في الفترة الأخيرة ، ونجح في أن يجعلها جزء من الحزب الحاكم ..موالية لمصالحه واغتنام فرص الثراء وتوفير لهم الأمن حيث كانت الجماعة تضحي بأتباعها الجدد في السجون أو المختلفين معها في معاملات مالية .. لصالح موقف معين للقيادة ، فكانت تعمل بثقل كثيف مع أجهزت امن الدولة للكشف عن الإسلاميين الجدد ، فكل هذا يدفعنا لتساؤلات تجاه دوائر مغلقة للأطماع ، لن أقول عنها في الوقت الراهن أطماع خارجية في مصر لضمها لصراعات إقليمية ، حيث مصر البعد الاستراتجي وميزان لقوي كبري في المنطقة والعالم ككل ، وإنما يمثلها وقت أضافي للبحث ، أتصور أن الدور الأمريكي والإسرائيلي لم يخسر شيء حتى الآن في ظل الثورة المصرية ، بل اكتسب منها الكثير في ظل التظاهرات التي ظهرت في خصميها "إيران والصين "، وانه لا مخاوف الآن مما يحدث في مصر لان الحكم في يد العسكر ، وموقف العسكر معروف تماما ، ويتمخض هذا كله علي عاتق الرئيس القادم لمصر ، وربما سيكون أمامه خيارات كثيرة ومشاكل جمة لضبط الوضع واختيار هذا الرئيس الاختيار الصعب ، ولابد ان تتوفر فيه شروط معينة لقائد دولة كبيرة مثل مصر وتمثيلها تمثيلا صحيحاً يبعث الشموخ في نفس كل مصريا بعيداً عما سيغيره الدستور الجديد وأحكام مجلسي الشعب والشورى في الحكم، فلن يكون بديلا عن قرار الرئيس القادم ، ومن هنا يتطلب البحث التكتيكي في ظل المجلس العسكري وبيت القضاء في مصر اللذان هما احد أركان النظام القديم لمبارك وأعوانه وان تغير الوضع للقليل من هيئات وحكومات في التبعية لا يكفي ، فلم يسقط نظام مبارك حتى الآن برغم ما حققته الثورة وهناك خدعة كبري تلعبها أطرف داخلية وخارجية حيال المجلس والنائب العام وممثلي المحاكم وجهات البحث المصرية والمخابراتية في أعقاب تخلي الرئيس عن السلطة فالمجلس في موقف يحسد عليه ضمن القضاء الحاسم في قضايا فساد عديدة بحاجة للحسم.. لتطهير الموقف وارض الوطن من زنود الطاغية . الم يكن هذا التخلي المتفق عليه! وهذا برهان وجود الرئيس في مدينة "شرم الشيخ" هو وأعوان له سابقين ، ومن هنا ماتزال الأيد الأمريكية موجودة بنظامها وحمايتها للصهيونية العالمية التوسعية في الشرق الأوسط من خلال الضمان المصري ، وما سوف تجلبه الأيام القادمة ، فكرة التواجد الجديد لرئيس جديد بمجلس وحكومة جديدة مكونة من مؤسسات وهيئات أكثر عدالة تجاه الطهر للتخلص من العار التاريخي ربما !. وهناك تخوف ، فلقد بدت المعالم للعبة مصالح كما ظهر في خطاب الرئيس الأخير وخطاب نائبه والضغط الأمريكي الذي خرج عن السيطرة في اللحظات الأخيرة لان الموقف لا يتحمل النصائح أو التدخلات الخارجية "فمن يده في النار غير المتفرج" ، لقد كان الهدف واحد هو حسم المصالح للجميع والحفاظ علي مكتسبات نظام ظل في الحكم 30 عاما مع ضمانات جوهرية لبقاء الأطراف جميعا في سلم وتجاوز كل الخلافات والأطماع ، فكانت واشنطن حريصة هي وحلفائها في المنطقة ــ السعودية وقطر وإسرائيل ــ علي ان لا يخرج النظام المصري حتى يتسنى نظام شبيه موالي تماما .



مصر وثورة في البداية بحجمها التاريخي

لقد بدأت الثورة في مصر بثقل مصر وتاريخها ،ولكنها علي ما اعتقد في البداية للبناء ، وهذا يتطلب مجهود من أبناء الشعب وثواره الأحرار لإدارة شؤون البلاد في الفترة المقبلة وعدم التخلي عن المبدأ الذي ذهبت إليه الثورة وهو التغير وإنهاء الفساد بشت طرقه، وهذا يحيلنا للدستور الجديد الذي هو مبني علي الخديعة ربما.. فثقة الشعب في القضاء المصري ربما وربما أيضا ، لأنني احد الذين يفهم اللعبة من تجارب سابقة، فرموز القضاء في مصر هم الذين كانوا يمررون القضايا القومية في عهد مبارك للاشيء ،ورموز المجلس العسكري هم مبارك بوجه جديد للتعدي علي أحلام وطموحات الثورة وثوارها الأحرار الذين ألهموا العالم معني الثورة والبطولة فلا نقبل ان تتحول مصر لسكنات عسكرية يقودها نظام قديم بعقلية قديمة تحمل أفكار عفا عنها الزمن مثل محافظي المحافظات الذين جاءوا من الجيش للارتضاء فشخصية محافظ كهذه شخصية قابلة للنهب وقابلة لتخلف المدينة وسكانها ونشر فيها قيم الفساد ،الا يحين لهم الاسترخاء في منازلهم وترك فرصة للشباب! .

مازال التحرير والعالم قصة الإلهام للتحرير من مصر
نعم حتى الآن تتدافع الأخبار من قلب "ميدان التحرير" الذي تتجه أنظار العالم أليه، لقد مرت مراحل عصيبة في تاريخ الثورة ، حتي سقط نظام مبارك وتولي الجيش مهام البلاد ، حيث تدفقت شعوب العالم تجاه حكامها من الطغاة الأشبه بمبارك ونظامه، واثقين الخطي من نجاح ثوراتهم لأنها نجحت في مصر.. اكبر سلطة قمع .. نظام حاكم استبدادي بقوة لا يوجد مثلها فهذه الفاشية كانت بمقدراتها اكبر طاغية في الأرض من نظرائها الموجودين حالياً ، فلقد انهار سريعا برغم هذا علي يد ثوار أحرار يؤمنون بالنصر ، وهم يسعون لتطبيق ما حدث في مصر علي أراضيهم بحكمة وسلام .

ثورة كل المصريين

إن ثورة 25 يناير ، ثورة الشباب مع تكاتف حركات النضال التي ظهرت مؤخرا مثل حركة "كفاية و6 ابريل التفافا في الجمعية الوطنية للتغير بقيادة السيد محمد البرادعي وان اختلف معه البعض ولكنه صاحب حق مشروع" ... وما الي ذلك من حركات ومجهود أفراد بعينها بعيدا عن الأحزاب صاحبة التاريخ المزيف ،وانطلقت دعوة التنظيم اليها عبر الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" من خلال بعض المواقع وعلي رأسها " كلنا خالد سعيد" إذا هي ثورة الشباب الذين لا ينتمون إلي أي حزب أو جماعة من الأحزاب الموالية للنظام وهذا لا يعول علي تاريخ ونضال بعض الأحزاب المعنية والحركات من تاريخ نضالها لصالح الوطن مثل حزب الغد ورئيسه إلي ذلك ، وهذا كله لا يدعونا إلي الذاتية بحقها المرئي ،إنما للمشاركة لصالح الوطن فهي ثورة كل الأحزاب والحركات بل هي ثورة كل المصريين حتى لا ندخل في مأزق التشويه إلي متاهات عدة وفتن ابعد "كلنا مصريين ونعمل من أجل الوطن" .

منشط إلهي

إذ نتقلد بعد آخر .. إقليميا للثورة والإلهام ، فمصر ليست تونس ولكنها هناك في ارض الله والمساحات الشاسعة ،لذلك لا خوف عليها ، لذلك يخلقها الله جديدة كل فترة لتغير أجندات وصلت بها القذارة حد الاشمئذاذ ،لذلك يجند لها الله الرفاق من كل بقاع العالم ، فهل يا تري ستكون المقدمة فوق الرؤؤس؟ وهل ياتري ستتغير الأبعاد لتعود لميثاقها الصحيح ؟ نحتاج موقف دائم وصريح "لا لتبرير الأخطاء لا للفساد" ،بل نحن بين الوقت وقطعة الروح السامية، فالمخلوقات موجودات ... والفضاء تقرير آخر لما يسبح وحده ، هي الإرادة التي تصنع وتتواجد .. ارض وبناء.. عمق صالح لكون بعيد .. فالأخلاق ربما وغير محرمة آدميا ... العدالة والتفوق.. قوة اليقين الروحي ومذهب النضال لأبطال يؤمنون بالمجد ، هذه "مصر" صفقة الخلود وبداية البداية ونهاية النهاية ولها كل الموجودات .
www.elnrd.com



#محمد_علي_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماماً كما لم يكن
- رحلة العدم
- الوجود
- مجهول أحمق
- وصولاً ضمنياً -حدث المفارقة -
- تصورات ما بعد الحقيقة
- حدث القيمة والمتغير
- صورة غير ضمنية للمتشابه في فلك الأرض -قصائد-
- الوقت لن يضيع لأنه ضاع تماماً
- لحظة في السعادة
- مساء بلون الوحدة
- قراءة في قصيدة - البقية تأتي / للشاعرة : نوال الغانم -
- فكرة واحدة لمضامين عديدة
- ميكانيكية عفوية للشحن
- السعي وراء السعي لكنها قضية مطروحة -الإطاحة بلجنة الشعر-
- وحدة العلاقة
- أصول مفاهيم تودعني
- مواجهات مع عقل الأفكار
- قراءة في قصيدة - رسالة السرّ والبلايا - للشاعر : سليم هاشم
- استيكة


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - ( بنوراما من -ثورة 25 يناير 2011م - حقائق ملموسة عن الثورة- الثورة وأنا كمواطن مصري- )