أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - حملة العقيد القذافي ضد الجراذين والحشاشين















المزيد.....

حملة العقيد القذافي ضد الجراذين والحشاشين


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 15:54
المحور: كتابات ساخرة
    


حملة العقيد القذافي ضد
الجرذان والحشاشين والبو " لحية "

اكثر ما يضايقني في كل ما سمعته من اخبار خلال العشرة ايام الماضية وما يجعلني استشيط غضبا هو ان الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة قد ركزت برامجها وسلطت اضواءها على المظاهرات التي شهدتها شوارع بعض المدن الليبية وحيث تجاوز المتظاهرون الخطوط الحمراء وطالبوا بتنحي الرئيس اللييى معمر القذافي رغم ان الاخير لم يمض على جلوس مؤخرته على كرسي الحكم الا سنوات قليلة لا تتجاوز 42 عاما ناهيك عن اعمال الشغب والتخريب التي مارسها المتمردون على الشرعية الثورية قد جاءت في الوقت الذي يخوض فيه العقيد معارك شرسة على جبهات التصدي والصمود ضد الامبرياية والصهيونية . ومع ان قطاعا واسعا من الجماهير العربية والاجنبية قد اعربت عن تنديدها واستنكارها لما وصفته بالاعمال الوحشية والبربرية التي اقترفها العقيد القذافي ضد المتظاهرين فقد اكتشف بعد ان محصت جيدا في الاخبار التي بثتها وتناقلتها وسائل الاعلام المختلفة انها اخبار ملفقة ومهض هراء ولم تروج لها هذه المصادر الاعلامية المشبوهة الا لاستيائها من التقاليد الذيقراطية التى ارسى العقيد قواعدها في المجتمع الليبي وتمثلت كما يعرف القاصي والداني يتنازل العقيد عن صلاحياته وسلطاته وبتفوضها بالكامل للجان الثورية والتي لم يتخلى عنها الا ليكرس وقته من اجل التبشير للنظريات الاشتراكية والديقراطية التي تضمنها " كتابه الاخضر " وحيث يثبت العقيد انه ليس اقل فهما للصيرورة التاريخية والتراكمات الكمية التي تسفر عن تغيرات نوعية من فلاسفة ومفكرين امثال كارل ماركس ولينين وماوتسي تونغ وهيجل وافلاطون وارسطو وغيرهم من كبار الفلافة الذين عرفتهم البشرية بل انني لا اغالى ان قلت ان نظريات الكتاب وبعد قراءة موضوعية لها انها ارقي وارفع من ظريات كل هؤلاء الفلاسفة في تفسير التاريخ وفي تشخيص الصراع الدائر بين البشر من اجل تقاسم الثروات والموارد الطبيعية ولا احسب ان العقيد كان سيروج لنظرياته لولا ان الانظمة الاستبدادية والراسمالية قد تمادت في طغيانها واستغلالها للبشر ولا تريد ان تفهم كما جاء في الكتاب الاخضر ان الصراع على الموارد اشبه ما نراه من تزاحم وحتى تبادل للكمات والصفعات من جانب مجموعة من الافراد حين يعثرون على حبة من التفاح وحين يحاول كل واحد منهم ان يقضم منها باسنانة القطعة الاكبر بينما الحل الجذري والتوزيع العادل للتفاحة وكما يؤكد العقيد في كتابه الاخضر يكمن بان ياخذ كل واحد حصة متساوية وائلا ظل الراغبون بالتفاحة يتبادلون اللكمات !! ولا احسب ان احدا من الليبيين وهنا استثني منهم الاعداء التقليديين للعقيد مثل الجرذان والمهلوسين والحشاشين والبو لحية من اتباع الظواهري الذي يعيثون فسادا وخرابا فيما يمونه المناطق المحررة لا احسب ان احدا سيخالف العقيد قي نظريته للتوزيع العادل للتفاحة طالما ان الاخير يطبقها بحذافيرها فلا تمتد يده ولا يد اولاده وبناته التسعة وزوجاته الثلاث للثروة النفطية الا لتأخذ من عوائدها حصة متواضعة ولا تزيد عما يحتاجونه لرفع ارصدتهم في حساباتهم السرية في البنوك الخارجية ببضعة ملياريات من الدولارات والسبائك الذهبية والتي لا تزيد الا قليلا عن ثروة نظيره في ولعه بالديمقراطية وعزوفه عن حب المال حسني مبارك ولا ننسى المبالغ التافهة التي ينفقها العقيد من اجل طلاء شعره وشواربه وسكسوته بالصبغة السوداء ليبدو اكثر شبابا وليرفع من معنوياته وهو يخوض في هذه الساعات انبل معاركه ضد فصائل الجرذان والحشاشين والبولحية في اكثر من ساحة ليبية .
يعيب امين عام الامم المتحدة بان كي مون ومعة طائفة كبيرة من الساسة الزعماء والناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان على القيد القذافي انه قد ارتكب مجازر جماعية ضد المدنيين اليبيين الذين تظاهروا سلميا ضده وطالبوا بتنحيه وينسى هؤلاء ان العقيد حتى هذه اللحظة لم يشهر السلاح او يطلق رصاصة واحدة ضد شعبه الليبي الوفي وكل ما اقترفة لا يتعدى سوى انه اوعز للمدافعين عن شرف وعزة ووحدة الجماهيرية ان يطلقوا رصاص بنادقهم الرشاشة وقذائف دباباتهم وطائراتهم ومدافعهم باتجاه الجراذين والحشاشين والمهلوسين والبولحية ممن يتأمرون على الزعيم ويسعون لاسقاطة وهو في اوج عطائه للشعب الليبي وللامتين العربية والاسلامية . ولا احسب ان العقيد الكاره لكرسي الحكم والمولع حبا بشعبه كان سيطلق رصاصه ضد المتمردين والخارجين على طاعته لولا ان حفنة من الجراذين وربما بسبب افراطها في تعاطي حبوب الهلوسة قد تنكرت للانجازات الثورية التي حققها العقيقد وكان اخرها دعوته للجميلات الايطاليات الىاعتناق الاسلام قبل التحاقهن كمضيفات على متن الطائرات الليبية ولم يسمح لهن بمغادرة مكتب الطيران الليبي في روما الا بعد ان وزع عليهن المصاحف وبعد ان اقسمن امامه قائلين : لا اله الا الله ولا زعيم لهذا العالم الا القذافي حبيب الله . وايضا توجيهه الدعوة لملايين للفلسطينيين الموجودين في الشتات للعودة الى ديارهم المغتصبة في فلسطين وحيث استشرف العقيد بنظراته الافقية ان الحدود العربية المتاخمة لفلسطين انها حدود مفتوحة من الجانيين منذ ستة عقود ومن السهل اختراقها بعد ان رفع الاسرائيليون على بوابات العبور يافطات تقول: "اهلا وسهلا بالقادمين " واسرائيل ترحب بعودتكم الى دياركم". اعجب لكل هذا اضجيج الاعلامي ضد العقيد ولهذا اتساءل كلما تصاعدت الحملة ضده: لو تحركت الجراذين في اي بلد في العالم على النحو التخريبي الذي نراه في ليبيا فهل كنا نرى بان كيى مون او امين جامعة الدول العربية عمرو موسى يدين زعماء هذه الدول وهم يطلقون الرصاص الحي عليها ام انهم سيلتزمون الصمت باعتبار ان حركة وتململ الجراذين فيها شأن داخلي؟؟ مشكلة الذين يدينون و يشجبون ممارسات العقيد ضد المتظاهرين ثم يضخمونها الى مستوى اعتبارها جرائم حرب انهم لم يستوعبوا بعد المضامين الانسانية للكتاب الاخضر ولا المقاصد الثورية التي دفعت العقيد الى تفجير الطائرة البريطانية فوق سماء لوكيربي ولا اهداره للمليارات من عوائد النفط الليبي لانتاج القنبلة الذرية ولتكديس الاسلحة في مخازن الجيش الليبي ولخوض اشرف المعارك في ايرلندا الشمالية فهل كان بوسع العقيد ان يحقق كل هذه الانجازات الثورية وان يرتقى بليبيا الى مستوى جماهيرية عظمى لولا ان العقيد قد امن الجبهة الداخلية وجعلها هادئة بعد تصفية خصومه المحليين من الجراذين ؟ او لم تكن بعد الجراذين قد غادرت جحورها واخذت تنشر الخراب والدمار في ربوع ليبيا وهل كان بوسع العقيد ان يدعو رئيس الوزراء الايطالي وشريكه في راسمال العشرات من الشركات الايطالية برلسكوني الى التخلى عن عاداتة السيئة المتمثلة بالتحرش جنسيا بالفتيات الصغيرات وهو في الثمانين من عمره وبان يضمن طهره وعفافه بالزواج كما تزوج العقيد بثلاث نساء .من جهتى لا املك في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها ليبيا وفي ظل المؤامرات الامبريالية والصهيونية وايضا الجرذانية التي تحاك ضد العقيد لا املك الا ان اتعاطف معه خاصة وان الجراذين والبو لحية قد اختاروا وقتا غير مناسب للتمرد على العقيد فهل يمكن له بعد ان اعلن الجهاد على سويسرا الكافرة ان يلقنها درسا لن تنساه ردا على الاقل على الاهانة التي تعرض لها ابنه هانيبعل من جانب الشرطة السوسيرية وهل يستطيع القذافي ان يحقق نصرا مؤزرا على سويسرا وان يثأر لكرامة ابنه الذي لم يرتكيب اي مخالفة تستدعي جره الى مخافر الشرطة سوى انه ضرب خادمه وهو في حالة من السكر الشديد ؟؟ ثم هل يمكن للعقيد ان ينجز هذه المهة الثورية قبل ان يطهر جبهته الداخلية من الجراذين والحشاشين والبولحية . انحاز للعقيد الليبي لانه هبة للشعب الليبي مثلما ان نهر النيل هو هبة لمصر واكثر ما اخشاه ان ترتكب الجردان الليبية حماقة بالاجهاز عليه في وقت احوج ما يكون فيه الشعب الليبي الى مشاهدة هذا الاراجوز و حتى يموتوا من شدة الضحك وهو يخطب او يؤدي حركاته البهلوانية . على مدى الاثنين والاربعين سنة الماضية تعهد العقيد كأمين للقومية العربية بتحقيق الوحدة العربية من المحيط الهادر الى الخليج الثائر وحين تصدى لمشروعه الثوري اصحاب الجلالة والفخامة من الرؤساء العرب اطال الله في اعمارهم تخلى الزعيم عن مشروعه العروبي ثم اعتمر القلنسوة كما ارتدى الثوب الافريقي واعلن نفسه امينا عاما للوحدة الافريقية وحين استقال من كل هذه المناصب الثورية لفشله في تحقيقها لم يجد ما يفعله حفاظا على كاريزمته القيادية سوى ان يصبغ شعره ويرتدي اثوابا لا يرتديها الا البلياتشو حين يؤدي دوره على مسرح السيرك : فهل ثمة فرق بين العقيد القذافي الذي ادى كل هذه الادوار وبين الاراجوز ؟؟



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برعاية المشير الطنطاوي : القرضاوي يمثل دور الخميني
- هل ثارت الطبقة المسحوقة في مصر حتى يحل الطنطاوي وحزب الملتحو ...
- االمشير الطنطاوي حاكما عسكريا لمصر لنصف سنة
- انتبهوا جيدا : رحل مبارك بعد ان سلم السلطة لجنرالاته
- خادم الحرمين مارس ضغوطا على مبارك للبقاء في الحكم
- استعادة ثروة حسني مبارك قبل ترحيله
- حزب الاخوان الملتحين والادارة الاميركية يقودون ثورة مضادة لا ...
- الاخونجي - الشيخ قرضاوي - يركب موجة الانتفاضة المصرية !!
- حسني مبارك امام خيارين: اما الاستقالة او الاطاحة به
- تكثيف صلوات الاستسقاء في الاردن احتواء للكارثة المائية ..
- مسيرات لطم على الحسين ومسيرات تطيح بزين العابدين!!
- رغم احترامها لارادة الشعب التونسي السعودية تستضيف زين العابد ...
- مع عودة حزب النهضة الى تونس فهل تجتاحها - انفلونزا الاخوان ا ...
- حزب الملتحين في الاردن يقاطع مسيرات الغضب الشعبي ضد الغلاء و ...
- الحكومة الاردنية تستخدم القوة الناعمة لمحاربة الغلاء
- غليان شعبي في الاردن احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة
- لماذا لا يتنحى عمر البشير لصالح سيلفا كير حفاظا على وحدة الس ...
- من المسئول عن استباحة دماء - المشركين والكفارمن المسيحيين ال ...
- حكومة - رفع الاسعار - في الاردن
- حماس استكملت استعداداتها لتحقيق نصر الهي على العدو الصهيوني


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - حملة العقيد القذافي ضد الجراذين والحشاشين