أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس














المزيد.....

يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس


فيروز أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


في بيت هشام أم هشام شافت أودة هشام مضوية دخلت الاودة شافت جوزها قاعد في الاودة بيبص على صور ولادو حسام وهشام ، لما سمع مراتو دخلة عليه قال :
الولاد وحشوني .
أم هشام : إنت كمان ما جالكش نوم ؟
أبو هشام : ما قدرتش أنام ، بالي عند ولادنا ، حسام بأيدي واجبو على الحدود في الجيش ويحمي مصر ، وهشام معتصم في الميدان كمان عشان مصر ، والاتنين بيحاربو في الجهة الصح .
أم هشام : ربنا يحميهم من كل شر .
أبو هشام : آمين ، تعرفي يا أم العيال انا حاسس انو انا ظلمت الولد ده مش بس الريس اللي ظلموا ،فرضت عليه حلمي ومسبتوش يعيش حياتو،تفتكري هو فخور بيه زي ما أنا فخور بيه اليوم .
أم هشام : الجيل ده طلع فوق كل التصورات .
أبو هشام : انا ما سمعتش منو لما كان بيمانع يدرس الهندسة فرضت الدراسة اللي انا عوز، وزدت هم فوق هموو قتلت حلمو ، دنا سعات بيتهيئلي انو هشام باعتصامو في ميدان التحرير واقف ضدي انا كمان مش بس ضد الريس وكل الحق معاه ، هو الصح واحنا الغلط ، كنت فاكرو زي حيتحمل الذل والظروف ويستسلم للقدر .
أم هشام : ما تقساش على نفسك ، صعب علينا نفهم ولادنا عشان احنا عشنا بزمن غير زمنهم ، إحنا اتعودنا نسمع كلام الكبار مهما يعملو فينا سكتنا وإستحملنا ، حتى جوازنا ما كنش بإختيارنا .
أبو هشام يبص لام هشام من تحت النظارة إيه يا ام الولاد ندامة إنك إتجوزتيني ؟
أم هشام : لا والله مش القصد ، طب أنا بحمد كل يوم إنو ربنا خلاك من نصيبي .
أبو هشام ضحك وقال : آه بحسب .
أم هشام : أنا كُل قصدي إني لما ببص على الشباب دول اللي بعمر الورد إزاي بيتحدوا سلطة بإيدين عريانة ومش خايفين بفتخر بشجاعتهم وفي نفس الوقت بتحسر على عمري اللي فات بدون ما أقدر أغير في اي حاجة حوالية .
أبو هشام : ده مُش صحيح دا انت الكل في الكل يا جميل .
أم هشام : إنت دايمن بتجاملني ربنا يخليك ليه .
أبو هشام : دي مش مجاملة ، وحابب تعرفي ان اللي ولادنا وصلو ليه احنا كمان شاركنا فيه ، زي ما أخطأنا في حقهم كمان إديلناهم حيز من الحرية وقدرنا نوصل لهم حبنا ليهم ، إنت عارفة اني عمري ما ابوية حضني ولا قالي كلمة حلوة أنا لحد ما اتجوزت كنت بتكسف آكل قُدامو ، الجو اللي ربينا فيه كان مبني على الخوف من اللي أكبر منك ، أبوك أمك وأخوك الكبير تتوقعي ايه من الانسان اللي يتربى في جو زي دة ، إنتي نفسك عمر ما والدتك قدرت تقعد وتتكلم معاك في امور خاصة بالبنات
طبعا لا ، عمرك قدرت تناقشيها وتخالفي رأيها طبعا لا ، يمكن في يومها مقدرناش نقف قُصادهم لكن على الاقل إتعلمنا منهم اللي يفيدنا وقدرنا قد ما نقدر نتفادى ان نتبع نفس اسلوبهم ، إستسلامنا لحكم البيت عودنا يكون الرضوخ روتين عادي عندنا ويتنقل استسلامنا وضعفنا لسلطة الحكم ، لكن لما احنا ربيناهم على الصراحة وسمحنالهم يقولو رايهم بدون خوف دا طور في شخصيتهم وخلاهم يقفو اليوم وبكل شجاعة في ميدان التحرير .
أم هشام : طيب الشباب اللي هناك بيطالبو بتحسين احوال المعيشة ومحاربة الفقر وكتير من المطالب يمكن صعبة عليه استوعبها وافهمها بس ايه دخل هشام في دول احنا مستوانا المادي كويس جدا وعمرك ما بخلت على اي واحد منهم ، ودخلتهم احسن جامعات طب ليه ؟ هو ناقصو ايه ؟
أبو هشام : الكرامة ، المسالة مُش فلوس وشغل ، كرامتنا بقالها سنين تتضرب بالجزمة وإحنا ساكتين ومستحملين ، دلوقتي حتى الفقير بيطالب بكرامتو اللي اتهانت قبل ما يطالب بالرغيف ، صيح أنا دخلت هشام احسن جامعة بس ماكنش بإختيارو أنا اللي فرضت عليه تخصصو وما آمنتش بقدرتو وطموحو .
أم هشام : أيوه بس انت ابوه اللي ربيتو وصرفت عليه وعمرك ما عاملتو وحش ، يجرى ايه لو يطاوعك ويدرس اللي انت عاوزو ، مهمو في الآخر إنت في السوق وأدرى بمصلحتو .
أبو هشام : مهي دي المشكلة ، في الاصل تربيتهم واجب علينا كأب وأم إحنا اللي جبناهم للدنيا واحنا اللي اخترنا دورنا ، بالضبط زي الحكومة اللي إحنا ندي ثقتنا بيهم ونخدم البلد ونحميها واجب الحكومة هي كمان تخلي بالها من ولادها وما تمنش عليهم ويديلهم فتافيت كصدقة ، عرفة لما يرجع البيت حخدو في حضني وحأقولو إني أنا بحبو قوي وفخور بيه .
الفجر أذن يلا بينا نصلي الفجر وندعي ربنا يفك الغمة دي علينا ويرجع ولادنا لينا بالسلامة قالت أم هشام .
بس يا خسارة مالحقش ياخذ ابنو في حضنو لان الموت سبقو ليه وأخذ هشام وهو في عمر الورد ، في فجر الاربعاء البلطجية هاجموا ميدان التحرير والناس اتفاجئوا بالهجوم اللي اتعرضو ليه الكل قام من مكانو والحجارة والرصاص بيجيلهم من كل ناحية هشام صرخ :
أحمد أنا حاسس بدوخة أنا ايه اللي حصل لي أحمد أنت كويس إيه الدم ده ؟ دم مين ده؟ أحمد حضن هشام اللي وقع على الارض جات الرصاصة فيه .
هشام : ده دمي أنا أحمد إمسك إيدي ومتسبنيش .
أحمد : مش حسيبك يا صاحبي اصابتك مش خطيرة دي فتحة صغيرة بلوقتي حندوديك المستشفى وحتتعالج ان شاء الله .
هشام : ايوة دي اصابة بسيطة أحمد أنا عطشان ممكن مية ؟ الدنيا ليه كدة عتمة ؟ يعني لا في نفق ابيض ولا اي حاجة دول بيبيعوولنا اونطة في الافلام الاجنبية .
أحمد : اللي بيشوفو النفق هم الاموات وانت حتعيش حتعيش ومش حتفارقنا ، يا جماعة حد يساعدني عندنا مصاب .
هشام : محروستي أمانة بإيدكو يا أحمد ئيوعى تفرطوا في حقها .
أحمد : ما توصنيش على حاجة إنت حتعيش يا هشام يا جماعة ساعدونا .
هشام : ما تزعلش يا أحمد إفرح لي .
دي كانت كلمات هشام الاخيرة وهو في حضن احمد ، هشام كان وردة من الورود الحداشر ( 11 ) اللي قطفها الموت من جنينة الميدان في فجر يوم الاربعاء الدامي ،مات هشام شهيد للثورة بس ما ماتش معاه الحلم والامل ببكرة أحسن لمصر ، مات بعد ما تحقق أمنيتو بأنو يعيش ويموت في مسرح الحياة ، هشام أخد دور البطولة في ثورة شباب 25 يناير وخلد نفسو في الدور ده .



#فيروز_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الرابع
- يوميات شباب25 يناير في ميدان التحرير الجزء الثالث
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير - الجزء الثاني
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس