أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - علاقتي مع بثينة شعبان














المزيد.....

علاقتي مع بثينة شعبان


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 23:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


علاقتي ببثينة شعبان علاقة قديمة تعود إلى اكثر من ستة اعوام, يومها كانت السيدة شعبان وزيرة للمغتربين وانا كنت مجرد مغترب, ولا تزال تلك العلاقة على حالها لم تتغير, رغم التحول الكبير في حياة بثينة, فقد اصبحت مستشارة للرئيس وانا لا زلت على حالي مجرد مغترب في ديار الله الواسعة.
غرامي الشديد بكل ما دونه الشاعر نزار القباني, وولعي بالياسمين هذه الايام, لم يؤثر قيد انملة في موقفي القديم ¯ الجديد, وكرهي الشديد لصبغة الشعر الحمراء التي تستخدمها سعادة المستشارة, ورغم ان علاقتي مع سعادتها في اسوأ احوالها هذه الايام, لكنها لا تزال علاقة شبه يومية, ولحسن الحظ انها علاقة صباحية, حيث اتصفح كل صباح صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية, ابحث عما تكتبه بثينة في مقالاتها الطويلة المملة والرتيبة, عن الصمود والتصدي والتاريخ العربي العريق ووحدة الامة الخالدة, وكأن ميشال عفلق حي يرزق, لكني وللتاريخ اقول, بفضل علاقتي ببثينة شعبان, اكتشفت اخيراً انني مصاب بداء "الماسوشية", فكل مرة اقرأ لسعادتها, اصاب بالاقياء وأشعر بألم في المعدة وعسر في الهضم وضيق في التنفس والرغبة الشديدة في البكاء, وتنتابني فجأة رغبة جامحة بالعودة العاجلة الى البلد على اول "طيارة".
قبل ايام قليلة مضت, كان لنا لقاء انا وشعبان, كان لقاء باردا جافا لا حياة فيه, قرأت لها مقالا مفعما بالروح القومية, تعرضت فيه بثينة لثورة اهل مصر, وكعادتها ربطت ثورة شباب "الفيس بوك" بالنضال القومي والصهيونية العالمية والامبريالية ومزارع شبعا وحصار غزة والشهيد محمد الدرة.
أنها لا تعيش الواقع السيدة شعبان, ويبدو انها تنتمي الى جماعة "ثقافة الزجاجة المدورة", ففي سورية يوجد مليون محمد درة, واليوم لا احد يستمع الى الراديو الذي عفى عليه الزمن, وولى معه زمن التشويش و"البرازيت", واسقاط بثينة لمنطقها الثوروي على ثورة الحرية لشباب مصر, وربط تلك الثورة بالامبريالية والعنجهية الاسرائيلية, هو وبصريح العبارة كلام فارغ, فلم نشاهد ولم تشاهد بثينة كذلك, الجموع الثائرة في"ام الدنيا" تتجه نحو السفارة الاسرائيلية في وسط القاهرة, ولم نسمع ولا بثينة سمعت كذلك, شعاراً واحداً ينطلق من حناجر ثوار مصر يدعو الى اسقاط الامبريالية والصهيونية, فالذي حدث في تونس ومصر, والذي يحدث اليوم في ليبيا والجزائر واليمن, وسيحدث غداً بكل تأكيد في سورية, امر لا علاقة له بالمؤامرات الخارجية ولا بالسياسات الاستعمارية ولا بالنهضة القومية العربية, انها ثورات شعبية حقيقية صادقة, تطالب بالحرية والخبز والمساواة والعدالة الاجتماعية, ثورات حصرية ضد التوريث والديكتاتورية.
غريب امرها هذه المرأة, ربما هو عامل العمر والشيخوخة, وربما لان السيدة شعبان لا تملك جهاز كومبيوتر في ثنايا مكتبها الفخم العريق, فالغالبية العظمى من ابناء سورية وبسبب ضيق الحال, ليس لديهم القدرة ولا المقدرة على امتلاك جهاز الحاسوب, لكنها ليست من تلك الطبقة بالتأكيد, وأكيد معاشها محرز سعادة المستشارة, كيف لا وهي المقربة الى القصر, ويستشريها الرئيس في كل صغيرة وكبيرة، وارجو الا يفعل ذلك وهو يواجه ثورة الغضب السوري في القريب العاجل.
لم اعد اتحملها بثينة, لقد ضقت ذرعاً بها, فهي سيدة من الطراز القديم وتعيش في عصر"عنترة", ولا تعرف اننا نحن ابناء سورية نعيش في عصر "الفيس بوك" و"اليوتوب" و"الغوغل" و"التويتر" والبوعزيزي وخالد سعيد, وبكبسة واحدة يعرف الناس حقيقة الجولان ولواء اسكندرونة والسجناء القادمين من مدينة حمص, ويبدو انها لا تعلم ان الزمن قد تغيير, وبكبسة واحدة على "الكيبورد" يعرف الناس حقيقة احداث تونس ومصر واحداث حماة وسجن تدمر, واخبار"الداخلين" الى العاصمة دمشق من قلب قرداحة.
بعد اليوم لن يكون بيننا علاقة انا وبثينة, سأنهي علاقتي بها, اما معكم فلنا دائماً لقاء, وان شاء الله الشعب السوري حر وشبعان, والمستشارة شعبان مهاجرة وفي عالم النسيان.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري ما بينذل
- راجعين ياهوى راجعين
- ياريتك يابيك لو ما عملتها
- للحفاظ على ماء الوجه
- السويد لا تزال بخير
- السيد على حق هذه المرة
- محنة أردوغان
- العراق والمحاصصة القومية
- واحدة بواحدة والبادي اظلم
- ظاهرة هيثم المالح
- فخار يكسر بعضه
- النفاق والمكر الفارسي!
- اسيريسكا...سيريانسكا
- عشرة يورو فقط لا غير
- لحظة ضعف
- أردوغان.....مساعي حميدة
- الناطق الرسمي وتطبيق الدستور
- كردستان الديمقراطية
- أزمة ايران !
- الديمقراطية التوافقية في العراق ضرورة وطنية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - علاقتي مع بثينة شعبان