أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - أي الثورات نختار؟















المزيد.....

أي الثورات نختار؟


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 14:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من المخاطر المحيطة بتحركات الشعوب الثائرة على الظلم والاستبداد في تحديها لرهان تحقيق إصلاحات أساسية في الحياة تشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر وغيرها، إلا أن الشعوب أثبتت قدرة كبيرة على تحدي جميع أنواع المخاطر، بما فيها إزهاق الأرواح. لقد كانت تونس ومصر ملهمة التحركات في المنطقة، بما فيها التحرك - القديم، الجديد - في إيران. فالمظاهرات التي تخرج في طهران والمدن الإيرانية الأخرى باتت تستلهم شعاراتها ضد الدكتاتورية والاستبداد وطلبا للحرية وتحسين الأوضاع المعيشية انطلاقا من انطفاء حكم زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك، حتى أفلام اليوتيوب الخاصة بالمعارضة الإيرانية باتت تستند إلى مشاهد ثورية للجماهير التونسية والمصرية.
لقد أرادت بعض الأنظمة أن تبني حائطا كبيرا بين ما حدث في تونس وفي مصر وبين ما يحدث من تمرد شعبي في مجتمعاتها. وقد قال أحد كبار المسؤولين العرب في تعليق على التحركات الشعبية التي تجري في بلاده إن "قوى أخرى تتحرك في المجتمع (...) هذه ليست مصر وليست تونس. لا نريد أن نفعل كما حدث في إيرلندا الشمالية، وهو التحول إلى حرب مليشيات أو طائفية"، حيث يشير التصريح إلى المدى الذي وصل إليه مستوى فزع الأنظمة العربية من هذا التحرك، والذي إن أشار إلى شيء فهو يشير إلى تشكُّل "الشرق الأوسط الجديد" الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2001.
وفي حين سعى النظام في طهران إلى تركيب صفة "الإسلامية" على التمرد الشعبي في تونس ومصر، أصبح جليا أن ذلك لم يكن سوى مسعى لنقل معركة الداخل ضد الشعب الإيراني الثائر على أجندته الدينية المستبدة، إلى معركة في الخارج ضد القوى الإقليمية والدولية المناوئة للنظام في طهران، وهو مسعى بنظر المسؤولين في إيران قد يساهم في جعل طهران لاعبا رئيسيا في معركة التغيير الخارجية، في مقابل الدور الأمريكي – الأوروبي الذي بات داعما واضحا ومساندا شفافا لتطلعات الشعوب في الثورة، والمحصلة من ذلك هو تقليل الضغوط التغييرية على الداخل الإيراني وإنجاح مهمة استمرار نظام ولاية الفقيه وإضعاف الدور الشعبي التغييري.
وإذا كان النظام في طهران يزعم بأنه داعم للثورات الشعبية وللتغييرات الجماهيرية العربية، بات جليا ممارسته للقمع ضد تحركات مواطنيه المطالبة بحقوقهم الإنسانية والحياتية. فهو يمارس "ازدواجية في المعايير" كان باستمرار يتهم الغرب بها، ازدواجية ينتمي إليها موقف الغالبية العظمى من أنصار نظام ولاية الفقيه، الذين يزعمون دعم الثورات الشعبية العربية، لكنهم إما يسكتون أو يعارضون أي تحرك شعبي إيراني ضد النظام الديني.
لقد بدا واضحا أن المعارضة الإيرانية (الخضراء) منقسمة حول مستقبل نظام ولاية الفقيه، وحتى أولئك الذين يبحثون عن تغييرات فرعية لا التغييرات الأساسية التي تمس أصل النظام، باتوا لا يعارضون الاستغناء عن نظام ولاية الفقيه بنظام آخر شريطة أن يقرر الشعب نوع النظام الجديد، فهم مع إعادة النظر في الدستور، ومع طرح استفتاء جديد بشأن استمرار مبدأ ولاية الفقيه، وإلا، لماذا هذه الحملة القمعية الشرسة من قبل عناصر النظام ضد قيادات المعارضة ورموزها، وبالذات ضد الذين قادوا الحكومات الإيرانية ومؤسسات النظام في الأوقات الحرجة من تاريخ الجمهورية الإسلامية، مثل هاشمي رفسنجاني ومير حسين موسوي ومحمد خاتمي ومهدي كروبي، واتهامهم بخيانة الثورة والانقلاب عليها. إن السبب وراء وراء ذلك يعود إلى أن هؤلاء الرموز قرروا الرضوخ إلى ما يريده الشعب لا إلى ما يريده الرأي الديني المطلق والمقدس. فما يتفق عليه كل أطياف المعارضة في إيران هو تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهن واللجوء إلى تعديلات دستورية شريطة أن تستند التغييرات إلى ما يقرره الاستفتاء الشعبي، ولا أعتقد بأن ٣٠ عاما من حكم نظام ولاية الفقيه كفيلة بأن يعيد الإيرانيون الكرّة الدستورية ويختاروا مجددا النظام نفسه.
إن أولئك الذين يدعمون استمرار نظام ولاية الفقيه في إيران على الرغم من الويلات والفظاعات المرتكبة، هم ممن لا يستطيعون إلا أن يعيشوا عبيدا للأصنام البشرية، لقد أصبحوا أسرى المطلق البشري، باتت عقولهم غير قادرة على تجاوز ما يردده هذا المطلق ولو جاء في الضد من الفطرة البشرية، أصبحوا غير قادرين على نقد النظام لأنه في ظنونهم ناطق باسم السماء، يصفون أنفسهم بالمؤمنين وبأنهم أوفياء للنظام السماوي ولو ارتكب الويلات، باتت عيونهم وعقولهم لا تميز الصواب من الخطأ إلا بما يقرره البشر المقدّس المنزّه من السماء، في حين أن كل من يخالفه سوف يوصم بأنه خالف الإمام والنبي والخالق.
إن هؤلاء، وبسبب معاييرهم المزدوجة المنتسبة إلى أيديولوجيتهم الدينية المقدسة، لا يشعرون بأي ذنب ولا يحسون بأي تأنيب للضمير ولا تقشعر أبدانهم لأي منظر غير إنساني، إلا إذا شعرت وقررت الأصنام المقدسة ذلك، فهم يتبعون الأصنام حتى في المشاعر والأحاسيس ناهيك عن المواقف المستندة إلى العقل. هم يقلبون الحقائق رأسا على عقب بكل سهولة ويسر، أو يوظفونها عن طريق الكذب والمراوغة في سبيل استمرار البشر المقدس على رأس السلطة مسلطا سيفه الديني على رقاب الناس بمبرر تنفيذ الشريعة الماضوية الساعية جورا إلى إسعادهم في الدنيا والآخرة، هم أعضاء بارزون في جمعية "الغاية تبرر الوسيلة"، أعينهم مفتوحة على مصاريعها تجاه فظاعات "العدو"، ومغلقة بإحكام أمام فظاعات النظام المقدس. فكل من يعارض حكومة القائد الإلهي هو مخرب للشريعة ومحارب للدين وعدو لله وخائن للوطن ولابد من محاكمته وتعزيره وفقا لأحكام فقهية تاريخية عفا عليها الزمن. هم يصدقون الفظاعات الواردة في تقارير منظمات حقوق الإنسان عن الدول الأخرى، مثل مصر وتونس والبحرين وغيرها، لكنهم يكذبون التقارير إذا ما فضحت فظاعات الدولة المقدسة وحكومة الولي الفقيه الجامع للشرائط، التي يكثر في معتقلاتها التعذيب المنظم والوحشي، والاعتقالات الطويلة دون أي تهم، والسجن الانفرادي لمدد طويلة جدا، ومحاكمات تفتقد أبسط شروط صحتها، وقتل للمتهمين تحت التعذيب وقبل انتهاء محاكماتهم، وتخريب المساجد على رؤوس أصحابها بمبرر الترويج للخرافة والشرك، ناهيك عن الانتهاكات المتوافرة في الحياة ضد أبسط قواعد العيش بصورة طبيعية غير قاهرة. إنها معادلة الاختيار بين ثورة كانت تلك الفظاعات من نتائجها، وبين الثورة على تلك الفظاعات التي تمارس باسم السماء..



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات الديموقراطية.. والإسلام السياسي
- حدود الليبرالية
- مسؤولية رجال الدين الشيعة
- العقلانية.. والمواجهة مع التراث الديني المقدس؟
- -ثورة الياسمين- التونسية درس للعرب
- جوهر.. والاستجواب.. والأزمة الشيعية
- حقوق الملتحين العسكريين
- الكويت.. وسؤال الديموقراطية مجددا
- تنوير.. والإسلاميون.. وأولية الإنسان
- الخطاب الخوارقي
- النظرة الدينية للأخلاق
- التزوير الديني
- لماذا يخشون من العلمانية؟
- هل أكرموها؟
- إشكالية الاستلهام من الماضي
- التعايش مع الطائفية
- المقدّسات.. وواقع الحرية العالمي
- مأساة- صافيناز كاظم
- سلطة رجال الدين
- آليات الخطاب الديني وفق أبوزيد


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - أي الثورات نختار؟