أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة














المزيد.....

المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في موسم الغضب الذي يجتاح المنطقة العربية من أقصاها إلى أقصاها، و هو غضب مكبوت يتراكم منذ عقود، يختلط فيه الطائفي مع السياسي مع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي في مرجل واحد، يفور و يغلي و يعيد إنتاج نفسه في تجليات عجيبة، بعضها يصل إلى أرقى موروث حضاري و بعضها يصل إلى أخطر المنحدرات خطورة، حيث الدماء تخلق ثارات لا يشفى غليلها إلا بمزيد من الدماء، و حيث الفوضى تثير شهية كل ما هو غير مشروع، و حيث الغضب يجتاح منطقة واسعة بكل خصوصياتها فيختلط الأمر من هو الظالم و المظلوم، و من هو المحق و من المخطأ، فإن اليقين يصبح الغائب الأكبر، و قد يحترق وقت طويل، و تحترق مقدرات و إمكانيات كثيرة، و تسقط علاقات و جدران و أنظمة و أنسجة كثيرة قبل أن يهتدي الغاضبون إلى طريق يوصلهم إلى برّ الأمان.
على نحو ما:
يستطيع الشعب الفلسطيني الغاضب أيضاً، أن يفرغ شحنات الغضب ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحكم أن الاحتلال هو سبب كل مصيبة، و هو وراء كل مأساة، و هو مصدر كل ألم و وجع و عذاب.
كما يستطيع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية و القدس و قطاع غزة، أن يرسل جزءاً من شحنة الغضب ضد أميركا التي لا تحتاج إلى عناء كبير لإثبات أنها رمز النفاق، و الازدواجية في المعايير، و الاستهانة بالحقوق، و الانحياز الخارق لمصالح إسرائيل و احتلالها البغيض و ممارساتها الشاذة.
و لكن هناك إشكالية كبيرة تواجه شحنات هذا الغضب الفلسطيني حين يصل الأمر إلى الوضع الداخلي نفسه، فالغضب العربي السائد في المنطقة يسير فوق عجلات معروفة، الديمقراطية، الانتخابات النزيهة، إنهاء الممارسات السلبية، و تحسين ظروف المعيشة...إلخ
و كل هذه المنطلقات للغضب العربي لها عوائق في الحالة الفلسطينية، فالانقسام قائم رغم انفضاحه بأنه خسارة فلسطينية فادحة، و الانتخابات ليس عليها إجماع وطني، فهناك من يريدها و هناك من يحرمها، و المصالحة الفلسطينية حاضرة بقوة في الشعارات و المناورات و لكنها منذ أربع سنوات تقف عاجزة و ذليلة أمام الأبواب المغلقة، بل إن تفريغ شحنات الغضب الداخلي ضد أميركا و ضد إسرائيل قد يكلف المزيد من الأعباء على صعيد الاقتصاد و المعيشة و سريان الحياة اليومية.
ما هو المخرج من ذلك كله؟
لا يمكن للفلسطينيين أن يسقطوا جدران هياكلهم، لأنهم إن فعلوا ذلك سيكونون مباشرة وجهاً لوجه مع جدران و حواجز الاحتلال، و يصبح الوضع تراجيدياً كمن يذبح نفسه بيده لصالح عدوه بينما هو يصرخ قي وجه هذا العدو!
ما هو المخرج؟
في موسم الغضب يجب أن نفعل شيئاً، لأن الرياح قوية، و العواصف هوجاء، و لا بد أن نتغير، أن نغادر الأمر الواقع العالقين فيه منذ أربع سنوات، لأنه حتى لو اتخذ قرار صائب و شجاع بتغيير نمط السلوك السياسي على صعيد المفاوضات، و على صعيد إدارة الصراع اليومي مع الاحتلال، فإن هذا التغيير في النمط السياسي يلتزم تغييراً موازياً في معطيات و عناصر الوضع القائم، كيف سنخلق فهماً جديداً في إدارة الصراع مع إسرائيل إذا كنا تحت سقف الانقسام؟ هذا غير ممكن، و كيف سننتقل إلى مرحلة جديدة بينما إطاراتنا المتآكلة هي إنتاج مرحلة الانقسام؟ هذا مستحيل، فنحن بحاجة إلى تجديد شرعية إطاراتنا القائمة، و حقنها بحيوية جديدة من خلال الانتخابات، و لكن الانتخابات بدون قطاع غزة تجعلنا كمن يتنفس برئة واحدة بدلاً من رئتين، فهل هذا ممكن؟
على صعيد المناورات الشكلية، فالكل يتحدث الآن عن المصالحة، و لكن هذه عادة سيئة تعودنا عليها منذ وثيقة الوفاق الوطني وصولاً إلى الورقة المصرية، في كل مرة نناور بعضنا، و نقول أن المصالحة حان وقتها، ثم لا نلبث أن ندفن المبادرة في قبرها، و لا يبقى سوى الانقسام، ثم يتحول الانقسام إلى باب مغلق في وجه المصالحة، و تتحول المصالحة إلى باب مغلق في وجه الانتخابات، و هكذا في دائرة مفرغة شيطانية، تحرق فيها الآمال و الأمنيات و المبادرات بدون رحمة أو شفقة.
في هذا المجال:
فإن حرية الإرادة السياسية ليست كلمة سهلة أو عابرة، إنها المحك، إنها اختبار الكفاءة، هل نحن نستحق هدفنا الذي نطالب به و هو الاستقلال أم لا؟
دعونا نتصارح بشكل شجاع عن حقائق هذا الانقسام، هل هو يتعلق بتقاسم السلطة و النفوذ؟ هل هو صراع بين برنامجيين متناقضين لا يلتقيان أبداً؟ هل هو صناعة إقليمية دولية و نحن فقط أداة التنفيذ التي لا حول لها و لا قوة؟ هل الاحتلال الإسرائيلي الذي يتحكم في حياتنا هو الذي يتحكم في هذا الانقسام؟
في موسم الغضب العربي، في المرجل الذي مازال يغلي، و قد يستمر طويلاً، حدثت مصارحات لا بأس بها، و قيلت أشياء لم تكن تقال، و كشفت الستار عما يحدث على خشبة المسرح،فلماذا في الحالة الفلسطينية العالقة ما بين الانقسام و التآكل لا تقال الحقيقة؟
خلال الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة، شرّعنا كل وسائل التدخل العربي و الإقليمي في حياتنا، في اختلافاتنا و انقساماتنا و مصالحاتنا، و أصبحنا ننتقل علانية من أجل حل مشاكلنا بين العواصم من القاهرة إلى دمشق، و من الدوحة إلى طهران، و من الخرطوم إلى صنعاء، و من مكة إلى دكار عاصمة السنغال، الآن، كل مشغول بنفسه، كل يبحث عن مصالحه داخل بيته، الكل يسعى لجهة تحميه من الطوفان، الآن جاء دورنا رغماً عنا، لا مهرب لنا إلا أنفسنا، إذا لم نتصالح فلن يصالحنا أحد، الآن، كل من يستنجد بمن يعتقد أنه حليفه لن يجد سوى صدى يرتد إليه خائبا، الآن في موسم الغضب، في طوفان العرب، كل يقول "اللهم أسألك نفسي"، و قد كنا نعد العدة للذهاب إلى قمة نشكو لها وضعنا، و قد نفاجأ بأننا لن نجد من نشكو إليه! ليس لنا إلا وطنا فلسطيني نأوي إليه، إلى إرادة فلسطينية، إلى انبثاق فلسطيني، المناورات المكررة على الطريقة القديمة لا تنفع، فهل نفتح الأبواب المغلقة أم نستمر ننتظر دون فعل ننتظر الوهم الاتي ؟



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المحلية نحو تجربة ناجحة
- مصر على مستوى أقدارها
- الحلم يتوهج والهدف يقترب
- زمنwiki leaks
- القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟
- نأسف...الخدمة غير متوفرة
- إلى الأمام -سرت-
- الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،
- أنت والنورس
- مزايدة رخيصة ؟
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة