أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسب الله يحيى - البطاقة التموينية ..تستغيث !














المزيد.....

البطاقة التموينية ..تستغيث !


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


ماذا يريد العراقيون بعد هذا الكرم الهائل الذي تقدمه لنا وزارة التخطيط التي أثلجت القلوب بعد قرارها العتيد بالموافقة على توزيع نصف كيلو من العدس ونصف كيلو من الشاي على كل عائلة.. وليس على كل فرد ..ذلك أنها لاتريد للناس الاكثار من شرب الشاي خشية السهر ومن ثم الأرق ،كما لاتريد زيادة تناول العدس لئلا يكون تأثيره على المعدة ضاراً ..كذلك توجهت حكومتنا الى ترضية الناس باعفائهم من حملها وابرازها وثيقة رسمية مطلوبة ..بسبب شعور الحكومة أنها ثقيلة على جيوب المواطنين !
مثل هذه الاجراءات التعسفية التي يتم اعتمادها ..لابد ان تثير نقمة الشارع العراقي وتشكل عبأً ومحنة جديدة تضاف الى سلسلة المحن التي يمر بها العراقيون منذ سبع سنوات من دون ان يلتفت اليها أحد من المسؤولين المنعمين بالمال العام ولا عليهم من العراقيين إن باتوا جياعاً او مرضى وهم يعيشون في ظلام دامس كل لياليهم ؟
إن الغضب المتفاقم في نفوس العراقيين لم يعد يحتمل وتراكم الازمات والمشكلات من شأنها أن تنقل حالة الصمت العميقة الى صوت صائت لايمكن السيطرة عليه بالسلاح والقوة المنتشرة في جميع الشوارع ،فمثل هذه القوى لم تعد تقوى على الدفاع عن نفسها ،بل هي تخشى قوى العنف والارهاب التي باتت تملك القدرة بحيث تغير تخطيطاتها بين مدة واخرى ،في حين نجد القوة العسكرية والأمنية مازالت تعمل على وفق ثوابت معينة تجاوزتها القوى الارهابية ..واذا ارادت الحكومة ان تعالج المواقف الأمنية والمعيشية ،فأنها تعمل بشكل غريب وعجيب لا يرقى الى مستوى تفكير أي جاهل ..ذلك ان من الخطأ والاجحاف والظلم التوجه الى نبذ (البطاقة التموينية) والتعامل مع المستفيدين منها على وفق هذا الاهمال العمد والاساءة البالغة بهذه المواد الشحيحة وهذا الجفاء المر ..خاصة وان هذه (البطاقة) باتت الشيء الوحيد النافع الذي بات منقذا ً للعوائل العراقية الفقيرة .
لكن الحكومة وبدلا من زيادة مواد هذه البطاقة ..تعمد الى تقليصها يوماً بعد آخر باتجاه إلغائها ،والتعويض عنها بمبالغ نقدية يتحول فيها المواطن الى متسول يتلقى المساعدة من ولي أمرنا (حكومة التراضي) التي تراضت فيها الأطراف ..فيما بقي الشعب العراقي غير راضٍ عن حياة السقم التي يعيشها في ظل حكومة ترعى منافعها ومكاسبها من دون ان تلتفت الى الناس الذين يعانون من ثقل الأحوال المتردية التي يعيشونها بصبر عجيب وأمل منطفيء .
من هنا ..يجد العراقي نفسه في وضع لايحسد عليه ،ومؤثرات ثقيلة ليس بأمكانه إزاحتها عن حياته ..فيما جميع السياسيين يزعمون أنهم يعملون من أجل الشعب ،بينما كل واحد منهم يدرك جيداً أن تخليه عن جزء – ولو يسير – من راتبه الكوني المتميز ،يمكن ان يكون علاجاً نافعاً وحلاً فاعلاً في مواساة العراقيين ومعالجة شؤون حياتهم اليومية ..
ان ميزانية العراق تهدر على رواتب المسؤولين وفساد الكثيرين منهم ..لذلك تتفشى الفاقة ويسود العنف والفساد كل الارجاء ..وما من سبيل لمعالجة هذه المواقف الا بمعالجة الاسباب التي اودت في كل ماحصل .
ولا علاج لواقع التردي الا باحترام أنفاس وقوت وامن الناس ..وأي خروج او اهمال او تجاوز على هذا الواقع ،من شانه إلحاق الضر بالجميع دفعة واحدة ..فهل من مستجيب لمستجير ؟



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريتشارد الثالث : جدارية صلاح القصب الاخيرة
- اديب القليه جي ذاكرة 97 عاماً من المسرح العراقي
- مفاتيح جديدة امام وزارة الثقافة
- سامي شورش .. سامياً
- الأيفادات المفتوحة
- في بغداد .. وزارة الثقافة للأستيراد والتصدير تقيم : لأول مرة ...
- مؤتمر الطفولة الدولي.. طعنات لاطفالنا!
- في بغداد .. خمس مهرجانات دولية في اسبوعين
- وزارة الثقافة : إنشاء دار لم يسكنها أحد !
- إستقالة
- مهرجان دهوك الثقافي الثالث: ألق كوردي بأفق مفتوح مهرجان دهوك ...
- في الثقافة السياسية العراقية الراهنة: السفينة تغرق.. فمن هو ...
- (الحضارة): فضائية غير حضارية!
- دولة النفع الخاص !
- العواصم الثقافية.. من يعصمها من عاصفة الحقيقة؟
- بيت الحكمة : معان ام مبانٍ؟ هل تقوم الحكمة على التمتع ببناء ...
- دائرة المفتش الثقافي العام: من مهمة رصد الفساد .. الى التغاف ...
- في دائرة السينما والمسرح:
- مابعد الانتخابات : هل يطمئن العراقيون على مستقبلهم ؟
- إقصاء الشعب العراقي !


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسب الله يحيى - البطاقة التموينية ..تستغيث !