أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام الدين الياسري - بين زمنين















المزيد.....

بين زمنين


حسام الدين الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 01:34
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت ذات مره جالسا بمقهى شعبي في السعد ون .. كان جالسا بقربي شخص مصري الجنسيه كبير العمر تقريبا في الخامسة والخمسون خريفا ... كانت قد تساقط شعره واحده تلو الأخرى فهو في الخريف الخامس والخمسين وكانه في الستون او السبعون لم يكن على ملامحه الا الذهول وكأنما يتساءل ماذا افعل هنا ؟ا كنت فقي وقتها في خريف عمري الثالثة والعشرون يجمعنا معا موسم الخريف اللذي كان به الوقت حينها . كانت هيئته متوسط الطول وزنه كبير نسبيا وشعر راسه متساقط . اسمر البشرة كنت في وقتها انا أيضا أعاني من تساقط الشعر في راسي بحيث كنا متشابهين في الصلعه والطول الفرق فقط في أعمارنا
كنت في وقتها احمل مجموعه جرائد منها الثوره والجمهوريه ومجلة الف باء كنت من هواه الكلمات المتقاطعه ..لفت انتباه النادل موضوع الصفحه الاولى لجريدة الثورة كان كالتالي :- مكرمه السيد الرئيس القائد لموظفي الدوله بمنحهم هويه اصدقاء الرئيس . قال النادل الان الكل اصدقاء للريس .ابتسمت انا بدون تعليق التفتت الى الامام ووجدت الاخ المصري مبتسم ايضا . قلت وبصوت عالي في وقتها لو كان هكذا قرار منذ سنتين كنت قد استفدت منه لمعدلي في السادس الاعدادي لان والدي مدرسين تاريخ .فضحك اكثر استغربت منه الضحك قلت له لماذا الضحك قال لي بصراحه مطلقه ( انتو فرحانين بالصداقه ياعم وبلدك عم يتخرب ) . استغربت منه الكلام وبصراحه تلفتت يمينا ويسارا لاتاكد من عدم سماع احد لكلامه وخوفا منه في وقتها كان العرب لدينا اشبه بالمخبرين السريين .
قلت له يارجل تريد تسجننا اذا ماتخاف على روحك خلي بالك على الناس اللي جالسه يمك منهم اني فقير وخوش ولد . ضحك بصوت عالي .كنت قررت ان لااتكلم معه واذا حصل وتكلم معي مره اخرى ابيع الوطنيات براسه مثل مانكول بالعراقي .طبعا انتبه جيدا وقلل من كلامه وجاء وجلس بقربي سئلني انت من بغداد قلت له اجل سئلني انت طالب قلت له اجل ادرس في المعهد التكنلوجي بغداد اخي الكريم . صافحني وقد اخبرني باسمه انا اخوك ابو مشيل قلت له مسيحي قال لا من صعيد مصر ومسلم قلت انا حسام .
حينها سئلني سؤال صاعق جدا وهو ولائك لمن بلدك قائدك ام عشيرتك ودينك ؟
رددت عليه ولائك انت لمن لمصر لقائد مصر .
قال : لمصر
قلت : مصر العروبه ؟
قال : ههههههه لا
قلت كيف لا ؟؟؟
قال : لمصر الحره ؟
قلت كيف حره وهي حره الان
قال : انت قومي ؟
قلت له : افضل القوميه
قال : كن صريح اتؤمن بالامه العربيه ؟؟
قلت : بصراحه وكانني ساعدم لا
قال : ماركسي انت اذا ام لا ؟؟
قلت : جفينه شرك في امان الله مسئاذنا منه للمغادره ؟
قال : طيب انتظر شويه اسف لااريد احراجك
قلت : اترك عنك السؤال انت من بلد جمال عبد الناصر العظيم بلد القوميه العربية
قال : جمال عبد الناصر انتم تعرفونه كشعار ليس الا ونحن نعرف من هو ومن وراءه
قلت : كيف ذالك وانت تسئلني بدون ان تجاوب على اسئلتي اخي ابو مشيل ؟
قال : جمال جلب علينا ديون وويلات كثيره ليس بطلا كما تضنونه انتم العراقيين
قلت له : انت معادي للقوميه اليس كذالك ؟
قال نعم القوميه العربيه اشبه بالفاشيه والنازيه شعارات وحروب وازمات باسم الامه العربيه كما يفعل صاحبكم صدام
قلت له انت مصري وصدام يفضلكم بشكل جيد لماذا انت تكره صدام ؟
قال : منكم انتم العراقيين من يلعن صدام .
قلت له الحوار انتهى بيننا اشعر بانك رجل امن تريد ان تستدرجني عيب عليك فانا لاافهم فيما تقول واتركني اظن بما اريد
قال لي :- انتم مسلوبين الاراده ويسيطر عليكم الخوف وتعانون من ازدواجيه العقل والمنطق واقول لك لو بقى صدام لديكم سيدخلكم بمتهات ومغامرات لن تحسدون عليها سيتحطم اقتصادكم .. سيدمر الالفه بينكم و سترون كيف يعذب ويقتل ويسرق اموالكم انه يتاجر بكم انتم لاتهموه ؟؟
في وقتها لذت بالفرار واقسمت انني لن ارجع للمقهى هذا المليء بالامن والمجانين . بعدها بعشره ايام ذهبت للمقهى مع اصدقاء متخوفا من ان اراه وبنفس الوقت فضولا مني لمعرفه اخباره كونني كنت متيقنا بانه رجل امن سئلت النادل قلت له في شخص مصري كان يجلس معي قبل عشره ايام اعطيته اوصافه وتفاجئئت برده قال تم اعتقاله قبل ايام لسبه صدام ولاتسئل عنه دير بالك على روحك .
كانت هذه مملكه الخوف اللتي نعيش بها سابقا . والان بعد خمسة عشر دعيت للذهاب الى احد المقاهي في بغداد دار حوار عن الحكومه الحاليه وعن الانتخابات وكيف ان العراقيين عاطفيون لايحكمون بعقولهم وكانت الاراء من يريد ان يعتبر ان الدوله باطله وغير شرعيه وان فلان خائن وعميل وفلان انسان جيد واراء تدعو لمحاربه المفسدين قلت في وقته ايضا
ان الشعوب لاتحكم برجال دين بل تحكم بكفاءات وان الدين والدوله متناقضين فلا يمكننا بناء دوله مدنيه عصريه تحافظ على حريتنا ونحن قابعين بفكر ديني وطائفي .
وقلت ايضا ان الاحزاب الدينيه احزاب قوميه المنطق شموليه الفكر تريد الديمقراطيه من نظر الاسلام السياسي وهي ان الدين عند الله الاسلام وتدعو الى مجتمع اسلامي بوجود طوائف لايمكن تحقيق العداله لكون الدين اصلا بحاجه الى مراجعه فقهيه ونحن كشعب نحكم بعاطفيتنا بحيث اصبحنا مسلوبين الارداه ويسيطر علينا الخوف من كل من يخالفنا الفكر ( كما قال ابو مشيل )
ونحن اصلا كمسلمين نعاني من عقده ونظرية المؤامره ولسنا منتجين بل مستهلكين .. نسمح لمطلقين الشعارات بالسيطره علينا ونحن نريد ان ناخذ لا نعطي ....واذا اخطئنا لانتعلم وبدليل اننا وبكل مره ننتخب نفس العناصر ونفس الشخصيات الدينيه لاان المرجعيه نائمه وعندما تصرح يصبح التصريح قراءنا غير قابل للنقض وان العقليه العربيه اصلا تخلق دكتاتوريات منه الدينيه ومنها القوميه .
قلت ايضا لابد من ان نكون علميين ونتقبل الطرح الاخر باسلوب رياضي وعلمي مدروس ... وخلاصه القول ان افضل نظام ممكن يتحقق يستند على القانون وعلمانيه الدوله .
كل هذا وانا جالس بالمقهي وعندما انتهيت من كلامي تفاجئت بان الجميع اتحدو واتفقو على اتهامي بالكفر والالحاد وتم إخراجي من الملة والأفضل لي السكوت لاانني تجاوزت على رموز وطنيه
بعدها بيومين طرق باب بيتي صديق مقرب من الاحزاب الدينية اخبرني انني يجب ان أتعلم النفاق حتى استطيع العيش مع مجتمعنا المزدوج بمعاييره واخبرني ايضا بانني يجب ان لااتكلم عن العلمانيه وعن الديمقراطيه ودوله القانون لكونها اصلا موجده حاليا فنحن نعيش بديمقراطيه الدوله .
تخيلو ماشبه اليوم بالامس .... رحمك الله ابو مشيل لو كنت متوفيا والله يذكرك بالخير اينما كنت الان فقد اخبرتني باننا اصلا نعيش بخوف وازدواجيه .
اليوم نتكلم عن هذا ونتهمه وغدا ننتخبه ليصل للسلطه وبعدها يفرض علينا قيود فكريه ودينيه ثم ناتي مره اخرى نتكلم عن القائد الضروره وعن منجزاته وعن حب الله له وإذا تجرئنا على مخالفه الراي نكون كفره وخونه وعملاء
فعلينا دائما ان نحني ظهورنا ليركب علينا من يريد ان يقودنا واذا كان رجل دين او حزب ديني فهذه هي مشيئة الله والله يريد لنا الأفضل بوجود هكذا رجال فهو قد وحد المختلفين بالآراء على تكفيري وهو الشيء الجيد الوحيد ..توحدو على نبذ الحداثه ولغة العقل وسنتلتقي باي انتخابات قادمه لنعيد نفس الكره ننتخب سلطة الله على الارض
لنكون احباب الله في مماتنا ... والحياة غير مهمه لاان مولانا في السلطه



#حسام_الدين_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام الدين الياسري - بين زمنين