أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!















المزيد.....

ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يصاب الانسان احياناً بالعجب والحيرة حينما يرى ظواهر غير مألوفة في الطبيعة، فيَعدها من العجائب وان كان الناس لم تعُد تـُؤمن بها، فحينما كتب عالم الرياضيات والفيزياء الالماني البيرت اينشتاين النظرية النسبية سنة 1905 قلب قوانين علم الفيزياء رأساً على عقب بولادة البعد الرابع (الزمن) في جميع العلوم ، فأصاب العلماء الكلاسيكيون (1) بالدهشة والخيبة ، لانهم كانوا يعتقدون لحينها، انهم اكتشفوا كل شيء في الكون ولم يبقى إلا النـُزر القليلة .

اعتقد هناك القليل منا مَن لا تصابه الدهشة حينما يعيد مسلسل الاحداث التي هزت العالم العربي خلال شهر الماضي بهذه السرعة، بينما إنتظر ابائنا اربعة او خمسة عقود لم يروا اي تغير يحدث بالحاكم او بطانته.
لقد هب نسيم التغير مرة اخرى على شعوب المنطقة بعد حوالي مئة عام تقريباً(2) منذ مروره الدامي خلال الحرب العالمية الاولى.

على الرغم من ان كل العراقيين، كانوا يتوقعون كان يجب ان يحصل التغير قبل تسع سنوات من بعد سقوط نظام صدام حسين، بسبب تجربتهم الطويلة مع المعاناة والاضطهادات والحروب والجوع الحصار والهروب التي ذاقوها خلال ثلاثة عقود ونيف، الا ان اعدائهم واعداء الانسانية بثوا روح الطائفية و التفرقة والعنصرية القومية والدينية والمذهبية ، امراض المجتمعات القديمة في المجتمع العراقي من دون درايته، لهذا اعوج مفهوم الديمقراطية عندهم بعد ان ألبسوه ثوب الدين عوضا عن القومية العربية في نظام صدام حسين ، لهذا مَر المجتمع العراقي في اشد فصل من تاريخه من الظلام، حيث حدثت مجازر وقتل متعمد وانتقام المباشر بين الجميع ، الابادة الجماعية للمسيحيين (وهولي كوست) وبقية الاقليات الصغيرة كانت احداها، لم يرى العراقيون مثل هذه الظروف لا في زمن الحجاج إبن يوسف الثقفي ولا في زمن شاهبور الفارسي السفاح ولا في زمن هولاكو.

قالها الفيلسوف الاغريقي هيرقليدس قبل 25 قرنا ( لا تستطيع ان تضع رجلك في النهر مرتين) حينما كان يصف حالة او طبيعة الوجود في نظريته الفلسفية ( اللااستقرارية في الكون) اي لا يوجد شيء ثابت حتى برهة واحدة فكل شيء في صيرورة التغير . وعلى هذا المبدأ وضع الفيلسوف الالماني الكبير هيجل جدليته ( الديالكتيكية) ومنه اشتق الفيلسوف كارل ماركس نظريته الاقتصادية ( الاشتراكية). حيث ان الصراع بين الطبقات يؤدي في النهاية الى زوالها، بعد ان يعي العامل حقوقه ويستمر المطالبة بها و من ثم يقوم بواجبه في الاتمام.

ما تركني ان اذكرهذه ألاسماء الكبيرة في تاريخ مسيرة المعرفة الانسانية، هو ان التغير بالحق هو القانون الاول في الطبيعة والانسان وجميع مخلوقات في هذا الكون، فلا شيء له ثبوت ابدا، كل شيء معرض الى تغير وزوال حتى المعرفة نفسها في التغير يوميا .

لهذا نظن ان وقت حصول الولادة الجديدة في العراق قد تكون حانت ، لكن نتمنى ان تحصل في هذه المرة بصورة حقيقة وجوهرية وان لاينخدع الناس بأي نوع من المظاهر او العلل والمسببات وان لا تسرق منهم مثلما يحدث في مصر الأن بحيث أصبح القرضاوي متحدث بأسم ثورة الشباب. وان حصلت نتمنى أن تحصل بأقل الخسائر، فهي حلمنا واملنا الكبير والطويل منذ زمن بعيد ، لا سيما للعراقيين القدماء (3) التاريخ المشرف بين الامم والحضارات كما نوهنا في مناسبات اخرى. لعل سائل ما يسأل ماذا تعني بالولادة الجديدة(4)
الولادة الجديدة يعني:-
1- ولادة نظام سياسي جديد في العراق، يكون في درجة من النضج والمعرفة الموضوعية، يستطيع ان يُزيل من قاموسه ( دستوره) اي تميِِِِّز بين العراقيين وحتى ولو كان بقدر شعرة واحدة، وان يكون هناك مفهوم الوطن الواحد للجميع، وعلى الجميع نفس الواجبات كما هي في الدول المتقدمة بدون تميِّز بين اللون او الجنس او العمر او القومية او الدين او المذهب او الشكل....ألخ.

2- ولادة روح الانسان المتعالي كما يقول نيتشه، يستطيع ان يقبل الاخر مهما كانت درجة الاختلاف معه، ويعيش معه في السلم والهدوء، و يُحرم القتل مهما كان السبب حتى وان كان مشرعاً في بعض الاديان، هذا لا يعني قبول اخطائه او افكاره الخاطئة وانما قبوله كإنسان له حق في الوجود، ليس من حق شخص اخر يأخذه منه. ولكن اخطائه مرفوضة ومعرضة العلاج بحسب القانون العام الذي يشمل كل المواطنيين معا الذي هو الدستور.

3-ولادة شعور جديد بعيد من التعصب القومي الغريزي الذي ورثناه من طبيعتنا الحيوانية المتوارثة والتعصب الديني الذي كان موجود في جميع الديانات التي ظهرت في التاريخ حتى اليوم، التعصب القبلي الذي هو حلقة اخرى اصغر من حلقة الانا الكبيرة الموجودة في مفهوم القومية او الديانة الواحدة.

4-ولادة جديدة لا تحرق الماضي وتراثه وعاداته وقيمه وتجاربه التي اتت من التجارب والمحن والحروب ، ولكن جعلها دائما كعجينة مقدسة او معدن قابل للتطويع والتشكيل الجديد، كي يحصل التغير المطلوب بإنسيابية والهدوء مع التطور الذي يحصل عند بقية الامم والشعوب.

5-ولادة جديدة بحيث تضع الذات نفسها امام المراّة او على كرسي الاعتراف وتطلب من الموضوعية نقد اخطائها ونواقصها وجهلها وانانيتها على تقبلها بكل رحابة الصدر.

6-ولادة جديدة تكون فيها الروح الوطنية هي الشعور الاقوى تسير في عروقنا بحيث تجعل كل واحد منا يشعر ان حريص لجيرانه وابن العراق كله مثلما حريص على بيته.

7-ولادة جديدة يكون الدين موضوع شخصي لوحده، وتحترم بقية الاديان والمذاهب كلها بالتساوي وبدون تمَيز ، وعدم ترك رجالها (خطبائها او رؤسائها) يستخدمونها بطرق خاطئه فيصبح الدين مثل افيون لا يعرف الانسان ما يقوم به (5) ،الى درجة ان نقتل واحد الاخر باسم الله وكان الله عاجز عن انتصاره على اعدائه .

8-ولادة جديدة يرى كل من الجبل والسهول والوديان والاهوار والصحراء والانهر انفسهم جزءً مكملاً واحد من الاخر، ومنهم يشكل الوطن الواحد والشعب الواحد وعليهم يعتمد مستقبل الاجيال.

9-ولادة جديدة تحترم العلاقات الدولية لا سيما مع الدول المجاورة ،بحسب مواثيق دولية عادلة تتفق عليها كل البشرية بدون وصاية او تدخل او ارسال مرتزقة للعمل على افشاء الفساد بين ابنائه، فتكون في نفس الوقت مستعدة لايقاف تدخلهم ونصائحهم وان كان ذلك من المستحيل يحدث في العراق في هذه الايام ؟!

10-ولادة جديدة يتم فيها غربلة وتصفية للقوانين و الدستور المتناقض والناقص الذي خبن حق الكثيرين على الرغم من تضحياتهم الكثيرة في سبيل العراق وترك القيم والاصول القديمة في المجتمع. وحرق كل ما لا يليق او يعيق بالولادة الجديدة للعراق الجديد في هذا الوطن الذي تعمذ بدماء الشهداء مئات المرات.

فهل العراقيون مستعدون للولادة الجديدة ام يفضلون جولة جديدة من القتال من الحرب الاهلية والقومية والدينية والمذهبية والاقليمة التي مرت خلال تسع سنوات الماضية.
لننتظر لنرى ما يحصل من مقولة " ان غداً لنظاره قريب"
.............................
1-الفيزياء الكلاسيكية هي القوانين الفيزيائية القديمة المعمتدة على قوانين نيوتن وغاليلو وكوبنكريوس ولابلاس وديكارت وغيرهم.
2- التغير الذي طرأ على الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية بعد خسارة دول المحورالمركزي ( المانيا والدولة العثمانية والنمسا وبلغاريا ) وظهور الكيانات السياسية الحالية.
3- العراقيون الكلدان والبابليين والاكديين والاشوريين والسومريون وغيرهم .
4- نعني بالولادة الجديدة ، ولادة الانسان العراقي الجديد الذي يتسطيع يقبل اخيه الانسان الاخر مهما كانت طبيعته ويؤمن بالواقعية قبل كي شيء.
5- اي لا يُميِّز الانسان بين الشر والخير الذي يحصل بأسم الدين احيانا والامثلة كثيرة.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
- أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
- ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية
- التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
- مخيم الاصدقاء في ملبورن!
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...
- رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!
- تقرير عن مسيرة شهداء كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن
- من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
- القديس انسليم اول لاهوتي عقلاني
- الحوار المتمدن شعلة تقود العرب والامم الشرقية الى معرفة الحق ...
- الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
- ايهما افضل الاخلاق والضمير ام القانون والعدالة في حماية المج ...
- من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!