|
الشعب يريد إسقاط النظام
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 18:43
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هذا هو شعار الثوار في هذه المرحلة من تاريخ العرب والمسلمين ، هذا هو شعار الحالمين بالغد الجديد ، هذا هو شعار الناس الذين سحقهم الظلم والإضطهاد والفساد ، وهو من اكثر الشعارات قرباً من القلب لأنه يعبر بصدق عن روح الشعوب العربية والإسلامية تجاه الحكام والأنظمة المستبدة الفاسدة .
ومن البديهي ان يكون هذا الشعار هو شعار كل العرب وشعار كل المسلمين ، ذلك لأن حكام العرب وحكام المسلمين عتاة مجرمون قتله أستباحوا الدم الحرام والمال الحرام وفعلوا بشعوبهم ما لايفعله التتار حين أستباح بغداد ، يظهر هذا العنف وهذه الجريمة في ليبيا وضد شعبها المجاهد البطل من حاكمه الفاسد المتخلف الجاهل عدو الإنسان وعدو الكرامة ، إن شعب ليبيا العظيم يجاهد بعناد وبشجاعة قل نظيرها ضد حاكم مستبد فاسد ومجرم ، يجاهد ليصنع غده وتاريخه وينتزع حقه في الحياة .
ويظهر هذا الشعار هناك في البحرين من شعبها المظلوم البطل ، ذلك الشعب الذي حدد مطالبه السلمية والطبيعية ، في الحياة الحرة الكريمة وفي العيش المشترك المتساوي ، وفي تبديل نظام الملكية المطلقة إلى نظام الملكية الدستورية أسوة ببريطانيا والسويد والدنمارك ، هي مطالب شعبية وحقوقية وإنسانية مشروعة ولا يقصد منها العبث والتشويه كما يدعي صغار النفوس ، لكن هؤلاء المتخوفين يخشون هذه المطالب لأنها تعبر عن مطالب كل شعوب منطقة الخليج والجزيرة العربية ، فضرورة تبديل نظام الحكم وطبيعته ليس خاصية فقط في البحرين ، بل هو مطلب في عموم منطقة الخليج والجزيرة التي تتحكم بها مجموعة من مشايخ من العهد القديم لا تستجيب لمتطلبات العصر ولا تستطيع التماشي مع طبيعة المجتمع المدني المنشود .
ونرى هذا الشعار هو شعار شعب اليمن ذلك الشعب الصبور الغيور ، إنه شعار الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية وحق تقرير المصير ، كما نرآه هناك في العراق ذلك البلد الذي قتلته الطائفية الدينية والقومية الشوفينية والطائفية السياسية ، شعب العراق من أشد شعوب المنطقة تمسكاً بهذا الشعار لأنه قد خاب أمله وتبدد رجائه نتيجة لحكم هؤلاء المفسدين السراق قليلي الحياء والكرامة ، شعب العراق يبذل كل جهد ويقدم كل تضحية من أجل حريته وكرامته ، شعب العراق يجاهد من غير هواده التخلف والجاهلية الممسكة بالمال والنفوذ ، شعب العراق سيخرج يوم 25 من هذا الشهر ليقول بأعلى صوته - الشعب يريد إسقاط النظام - .
إذن فهذا الشعار من أجل الحياة لكي تكون أجمل ومن أجل الإنسان لكي يعيش بكرامة ومن أجل العدل والحرية والسلام ، شعار تنادي به كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج في ثورة شعبية غير مسبوقة في التاريخ ، وأنا أعلم إن جميع الحكام العرب سيستبدلون بقوة هذا الشعار وبإرادة الشعب وسيستبدلون لأن سنن التاريخ والضرورة والحتمية تفرض ذلك ، سيستبدلون لأن الزمان قد تغير والعقل العربي كذلك تغير والإرادة العربية قد تغيرت بفضل الواقع وبواسطة هذا الشعار الغير تقليدي ، أقول : ماهي إلاّ أيام وستكون كل الممالك وكل الحكام وكل مشايخ العرب في مزبلة التاريخ ، وسيشرق العصر الجديد بكل ما يحمل من أمل ورجاء ، فتضحيات ودماء العرب رجالاً ونساءا لن تذهب سدى ، وأنا واثق ان عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ، وإن هذا النفر من الحكام زائل لا محال - وتلك الإيام نداولها بين الناس - ، هذه هي سنن التاريخ و الحياة والطبيعة ، وعلى جميع الشعوب العربية والإسلامية أن تتأهب لتلك المرحلة القادمة ، ذلك لأن مسؤولية التجديد والتغيير هي مسؤولية ضخمة وكبيرة ، وتحتاج إلى كياسة ووعي وعدم إستباق ، هي حركة العقل حين يقود الحياة من أجل النهوض والتقدم .
وأعلموا إن كل شيءً عند العرب يحتاج إلى تبديل وتغيير ، من القوانين والدساتير ومن الحكام والوزراء ومن القضاة وأجهزة الأمن ، كل ذلك وغيره يحتاج للتبديل والتغيير ، بأناس صالحين غيورين وصادقين مخلصين ، أناس يخافون الله ويخافون الضمير ولديهم الشعور والمحبة والإخلاص والتفان ، ولقد أثبت الشعب العربي اليوم إنه كفوء وقادر ، ذلك لأنه أزال من نفسه الخوف والقلق ، وبدء يقتحم الحصون يحطمها يبحث عن الحرية ويعمل من أجلها ، يؤمن بالشراكة ويؤمن بالتساوي ويؤمن بالحياة ، من غير سادة وعبيد ، فالكل يجب ان يكونوا سواء أمام القانون في الحقوق والواجبات .
إذن فشعار الشعب ممتص من ذلك الكلام الجميل الذي بثه ذات يوم شاعر تونس عن الإرادة وعن تبديل القدر بالعمل وبالعزيمة وبالإصرار ، وأقول : إن الحكام العرب جميعاً يحتضرون يلفظون الأنفاس ، وهم على شفا حفرة من النار ، فلا تدعوهم يفلتوا من العقاب ، وأنتم أحق بالتغيير ، لأنكم أصحاب الحق وأهله ، فعلى بركة الله سيروا وأستعينوا بالصبر وثقوا بأنفسكم ، فهؤلاء الطغاة إلى زوال ، وليكن شعاركم الأبدي - الشعب يريد إسقاط النظام - ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أفاق العرب من سباتهم ؟
-
الثورة المصرية ... الحلم العربي
-
ثورة الشعب المصري
-
الحرية والثقافة
-
الثورة التونسية في مواجهة التحديات
-
لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
-
على أبواب عام جديد
-
أردوغان والوحدة
-
الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
-
العام الهجري الجديد
-
الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية
-
القرآن والمرأة
-
الليبرالية طريقنا للنجاة
-
حاجتنا لتشكيل نظام الأقاليم العراقية الثلاث
-
ماذا بعد تقرير ويلتكس
-
العراق بين خيارين
-
الليبرالية الديمقراطية من أجل الحياة
-
الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة
-
مأزق الديمقراطية في العراق 2
-
معالم في الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية
المزيد.....
-
الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا
...
-
بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال
...
-
الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت
...
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم
...
-
السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد
...
-
إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك
...
-
محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|