أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جميل عبدالله - هل ساعدت الفضائيات على سقوط النظام المصري؟















المزيد.....

هل ساعدت الفضائيات على سقوط النظام المصري؟


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 01:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


تناولت في مقال سابق عن أحداث الثورة وماذا بعد الثورة ، في مقال تحت عنوان ( ماذا ألان يامصر!!) جانبا مهما من تداعيات وتطورات الثورة المصرية ،وقد اخترت هنا فضائية بي بي سي(BBC )كنموذج للتغطية المهنية المتوازنة، وانتقد بصورة غير مباشرة قناة الجزيرة دون أن يسمها ،حينما أشار إليها بإعلام البترول والغاز، فمعلوم عن قناة الجزيرة التي تبث برامجها من قطر فهي قطرية 100% ومعلوم أن دولة قطر واحدة من ثلاث دول (روسيا وإيران) في العالم إنتاجا للغاز الطبيعي المسال .وبصراحة أن فضائية بي بي سيBBC) )نجحت بدرجة ما في تغطيتها للحدث المصري ،دون أن يعني ذلك بحال من الأحوال فشلا للفضائيات الاخري، خاصة الجزيرة والعربية فالنجاح في تغطية أحداث كبيرة كالثورة المصرية لابد أن يكون نسبيا حتى بالمعايير المهنية الصرفة ، والمعلوم أن منطقة الشرق الأوسط ،تعتبر إحدى أكثر مناطق العالم سخونة، خاصة هذه الأيام وعلى الدوام ،مما جعلها محط أنظار معظم وسائل الإعلام العالمية، ليس العربية فحسب بل العالمية أيضا ، ك ألCNN و BBC وأهمية أحداث الشرق الأوسط ،تكمن في أن تداعياتها الكثيرة لا تقتصر على دول المنطقة ، بل على العالم أجمع. فمن حرب الخليج الثانية إلى حرب أفغانستان إلى انتفاضة الأقصى إلى حرب غزة ، إلى الحرب الاسرائلية على لبنان ،إلى أزمة الملف النووي الإيراني، إلى انفصال جنوب السودان ،إلى أحداث تونس ومصر، وليس انتهاء بالمظاهرات المستمرة في ليبيا واليمن والأردن والبحرين وحتى جيبوتي الصغيرة والصومال ، كلها أحداث أخذت الصبغة العالمية ،واهتمت وسائل الإعلام العالمية بنقل أحداثها بالصوت والصورة ،إلى كافة أرجاء العالم . ولذلك ليس من الغريب أن تقوم معظم وسائل الإعلام الدولية بفتح مكاتب صحفية خاصة بها في مواقع الأحداث، وبنشر مراسليها لتغطية تلك الأحداث.وفضائية بي بي سي كانت موفقة في تغطيتها للأحداث الأخيرة ،التي شهدتها مصر إلى حد ما ، ربما للإرث المهني الكبير لهيئة الإذاعة البريطانية، التي خرجت من رحمها فضائية بي بي سي ،التي عادت للبث مجددا في 11 /3 /2008 ،وحققت بانطلاقتها أول شبكة إعلامية متكاملة (راديو ـ تلفزيون ـ انترنت) موجهة للعالم العربي.
لكن لقناة بي بي سي ،العديد من نقاط الضعف ، ليست بقوة الإذاعة البريطانية العريقة مثلا قبل عشرين عاما ،رغم امتلاكها لميزتي الصورة والصوت ،وعلى سبيل المثال يكمن ضعف القناة في فن الإلقاء الإخباري، لدى بعض المذيعين ، ومن المفارقات أن معظم العاملين بها يحملون جنسية دولة عربية شقيقة ، حتى يخال إليك أنها فضائية تنطلق من عاصمة تلك الدولة ،وليس من لندن !!هذا إلى جانب قدر لا بأس به أيضا،كل اللغة ؟ لدى بعض المراسلين والمذيعين أيضا ، فضلا عن اختفاء جل عمالقة الإعلام من صندوق ثرواتها .
ويبدو الضعف العام واضحا، في أداء بعض مراسليها نعم نجحت بي بي سي بتحقيق قدر معقول من النجاح ،من خلال الاستقلالية ،واعتماد سياسة الحياد ،والموضوعية مقارنة بباقي الإذاعات والفضائيات الموجهة،ومن هنا يمكن فهم قوة الإعلام البريطاني، واعتباره سلطة رابعة، وليس سلطة تابعة !! من خلال مقولة الفيلسوف البريطاني إدمون بيرك " هناك ثلاث سلطات في البرلمان، إلا أن في شرفة المراسلين تجلس السلطة الرابعة ، وهي أهم من تلك مجتمعة ".
قناة بي بي سي التي أشيد أنا بها وبتغطيتها الأخيرة لاعتبارات مهنية وأخري متعلقة بمن قاموا بتلك التغطية من كوادرها ،فرطت في مذيعة واحدة محجبة لصالح فضائية الجزيرة كان يمكن من خلالها أن تثبت للعالم أنها مهنية فحسب ،إلا أننا لا نشاهد اليوم ألا وجوها لإعلاميين من جنسية تلك الدولة، التي أشرنا أليها في صدر مقالنا هذا ولكنتهم واضحة بشكل جلي ،وهو ما يضعف الفضائية ،ويهيل كثيرا من الغبار على مهنيتها واستقلاليتها ، وسمتها الذي اتسمت به كمولود شرعي للإذاعة الأشهر مع عدم تجاهلنا لرسالة ومميزات وخصائص كلا منهما (الإذاعة والفضائية) إلا بقدر قد نختلف ونتفق حوله .
ونتيجة لدرجة الاعتدال والمهنية تلك ،ربما لم تقم السلطات المصرية،خلال الأزمة بإغلاق مكاتبها في مصر ،ولم تضيق على مراسليها ،كما فعلت مع فضائية الجزيرة , كثيرون وصفوا تغطية الجزيرة بأنها منحازة ،ضد النظام الحاكم في مصر قبل الثورة ،وكانت تنقل رسائل الثائرين وأقوالهم بشكل سريع ومباشر، بل خصصت القناة الاخري(الجزيرة مباشر)لتغطية فعاليات المتظاهرين على مستوى الجمهورية مباشرة وتسجيلا.
قناة بي بي سي التي انطلقت عام 1994 وتوقفت لعامين لأسباب عديدة تلقفت قناة الجزيرة في بداية انطلاقتها في 8/2/1996 لتنافس قناة CNN الإخبارية الأمريكية التي تفردت بتغطية حرب الخليج الثانية التي اشتعلت في 2/8/1990 ونافستها فعلا في عدد المواقع الساخنة خاصة في حربي أفغانستان وغزة ، وكانت الجزيرة الناقل ألحصري لكل خطابات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،وغض النظر عن حيادية ومهنية الجزيرة خلال الثورة المصرية إلا أن السواد من الشعب المصري يقدر لها الدور الكبير الذي قامت به في تلك الأحداث مما يجعلنا بجزم أنها ساهمت وبفاعلية في الإسراع بإسقاط النظام رغم التضييق الذي مورس عليها!! وفى واقع اليوم لا نكاد نجد إعلاميا مهنيا ومحايدا فهناك تداخل مصالح لأصحاب الفضائيات بل هناك تباين في منطلقات وأيدلوجيات الإعلاميين أنفسهم ،تتداخل المشاعر مع الأفكار، مع المال ،مع السلطة، مع الشعب ،ومع أشياء أخر كثيرة ،لتصنع الحدث وتدفع به لاتجاهات قد نرضاها ،وقد نشجبها، لكن مهما يكن من أمر فإن سطوة الإعلام الفضائي ،عموما ومدرسة الجزيرة على وجه الخصوص ،سوف تغير الكثير من المعادلات القائمة في منطقتنا ،وليس المال وحده هو من صنع هذه المدرسة المتفردة، التي يمكن أن نختلف حول رسالتها ومهنيتها وحيادها ،ولكن خلف المال تقف الفكرة ،وقبلها الإيمان من قبل القائمين على أمرها بأهمية الرسالة التي تقوم بها في التغيير ، وبالتالي لن تكون تلك الفضائية محايدة حيادا تاما . ومثلها قناة الحرة الأمريكية،التي تخدم الأجندة الأمريكية في منطقتنا تماما كراديو سوا وقناة روسيا اليوم والفضائية التركية، وقناة فرانس 24، ولذلك سوف يستمر الاختلاف في وجهات النظر بشأن وسائل الإعلام المختلفة قوتها ومدى تأثيرها على الرأي العام واستقلاليتها وحياديتها،وبالتالي من الطبيعي أن نجد حيادا أو انحيازا ايجابيا أو سلبيا من قبل تلك الوسائل لقضايانا المختلفة،ويصبح من الصعب أن نتمسك بحرفية ما قرأناه من نظريات مثالية تتحدث عن المهنية والحياد في التغطية فلم يعد الخبر مقدسا اليوم ، بل أصبحت كل وسيلة إعلامية تنشره بالكيفية التي يروق لها فأصبح الخبر الواحد ملونا ،بألوان قوس قزح،وكان طبيعيا تبعا لذلك أن تصبح المئات ألوف والألوف ملايين،وعلى المشاهد أو المستمع أو القارئ أن يميز،بين الصادق والكاذب والدقيق وغيره والمهني وغيره المنحاز والمحايد،فالإعلام الفضائي سلاح في معارك كثيرة تخاص بإسمنا ومن أجلنا ،ولكن مهما يكن من أمر فلن يضار منه سوى الطغاة من الحكام وسوى الفاسدين، ألم يكن مجرد التفكير في الخروج إلى الشارع والحلم بالتغيير كابوسا يعشعش في أذهاننا معاشر العرب؟نحن نحرض الجزيرة وغيرها إلى مزيد تسليط الضوء، على واقع الشعوب العربية البائس وعدم الانحياز إلى الأنظمة العربية ،إلى أذلت خير امة أخرجت للناس ،ونهبت ثرواتها وأقعدتها عن الانطلاق لتلحق بركب الأمم ،ويكفى أن نشير هنا إلى أن الجزيرة وغيرها من الفضائيات التي أفردت للحدث المصري مساحات من البث المباشر أجبرت الفضائيات الرسمية في مصر بنصب كاميراتها من بعيد على ميدان التحرير بعد أن كانت تقدر الملايين ببضعة مئات من الشرازمولولا الإعلام الالكتروني والمرئي والمسموع والمقروء لما نجحت الثورة في تونس ومصر.

في النهاية : وبدون هذا الإعلام لن يحقق الشعب في اى مكان انتصارا ،الإعلام سلاح ثقيل وفعال في معركة التغيير ،وفى محاولاتنا للتغيير في منطقتنا العربية يصبح الحديث عن الحياد والاستقلالية ترفا غير مرغوب فيه، لكن حينما تصبح المنطقة واحة للديمقراطية والعدل الاجتماعي ،والرخاء الاقتصادي، حينها يمكن أن نتحدث عن مهنية واستقلالية الفضاء الإعلامي .أما ألان فلا صوت يعلو على صوت التغيير هنا وهناك وكل صوت ضد الطغاة والفاسدين أينما كانوا فنحن معه.

سلامتكم ,,



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الإسرائيلي يفكر ..ماذا بعد أحداث مصر
- يوميات مصرية في حركة ثورية ثار لها شعب مصر
- الماركسية يجب أن تكون جديدة,ثورية,إنسانية,ديمقراطية
- العقل .. هو الماركسية
- تشريح جثة التخلف والمتخلفين
- ماذا ألان يامصر !؟
- كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك
- المعرفة و الإبداع في زمن ضاع في الإبداع
- الايدولوجيا الفاشية
- ملحمة البطولة الإنسانية في المقاومة للشعب السوفيتي
- غزة والحلم
- الأحزاب والسلم الأهلي
- كلمة مؤتمر حق العودة للاجئين وقرارات الأمم المتحدة
- دراسة جديدة حول الفقر في قطاع غزة
- رحيل الى الوطن
- دعوني أتكلم - شهادة أمرآة من المناجم البوليفية -
- هناك حروب وسلام
- ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية
- فأسيلي تيوركن .. النموذج الثوري المقاتل
- ستالين الزعيم والقائد في زمن قله فيه القادة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جميل عبدالله - هل ساعدت الفضائيات على سقوط النظام المصري؟