أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي محمد فخرو - مهمات المجتمع المدني الثقيلة














المزيد.....

مهمات المجتمع المدني الثقيلة


علي محمد فخرو

الحوار المتمدن-العدد: 215 - 2002 / 8 / 10 - 01:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

في المجتمعات غير الديمقراطية، حيث تغيب المؤسَّـسات الإعلامية المستقلَّة عن الدولة، وتهمّش أو تحتوي أحزاب المعارضة، وتقمع جماعات الفكر النقدي الملتزم المبدع، ... في مثل هذه المجتمعات تتحمَّل مؤسسات المجتمع المدني غير السياسية مسؤوليَّـات سياسيَّة مضاعفة تجاه المواطنين والأوطان.
وبالطبع فان هذه الصورة والحالة تنطبق علي المجتمعات العربية بصورة كبيرة. في اعتقادي أن هذه المؤسسات العربية تتحمَّل المسؤوليات التالية، مهما كانت أهدافها الأصليَّة ومسمَّياتها:
فأولاً: جرت العادة أن تراقب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعضها البعض لمنع تضارب السلطات ومقاومة الفساد فيها. كما أنها جميعها تحت رقابة قوي المعارضة ووسائل الإعلام. أما في الأرض العربية فان جميع تلك السلطات تنتمي إلي مصدر سلطة واحدة تتمثَّل في فرد أو عائلة أو طائفة أو جيش وبالتالي فالمراقبة الحقيقيَّة وتوازن القوي مفقودة. من هنا تأتي أهميَّة تواجد القوي غير السياسيَّة أو الإعلامية التقليـديَّة المعروفة لتسَّد هذا الفراغ الكبير. من هنا أيضاً تأتي أهميَّة أن تكون تلك القوي في شكل مؤسسات وجماعات مستقلَّة عن الدولة مالياً وتنظيميَّـاً لتستطيع ممارسة أدوار المراقبة النـَّزيهة وفضح المخالفات وإعلام المواطنين وتجييشهم للمقاومة.
ثانياًً: مثلما مطلوب من مؤسسات المجتمع المدني أن تراقب سلطات الدولة، كذلك مطلوب منها أن تراقب بعضها البعض. فليس بخاف علي أحد أن في المجتمع العربي جماعات وتنظيمات غير ديمقراطية في فكرها وممارساتها؟ بل إن بعضها لا يقلُّ في قمعيـَّـته وتوحُّشه عن بعض سلطات الدولة، وأنـَّه يحظي بمباركة ودعم بعض الدوائر الرسميَّة فيما يقوله ويفعله.
إذا كانت مؤسسات المجتمع المدني تريد أن تحُتَرم وتدعم من قبل المواطنين فانها لا تستطيع التخلِّي عن تطهير نفسها وعن مقاومة الفساد والبغي في شقيقاتها، في شكل مناقشات موضوعيَّة وعزل حقيقي لمن يعتدون علي حقوق العباد باسم ممارستهم لحقوقهم.
ثالثاًً: هناك مهمَّة جديدة وثقيلة أفرزتها سلبياَّت العولمة التي بدأت تفوح روائحها الكريهة شيئاً فشيئاً. لنأخذ هنا بعض الأمثلة: هناك أحاديث عن شركات أدوية عالميَّة تصنـِّع وتسوِّق وتجرَّب أدوية وعقاقير في مجتمعات العالم الثالث قبل أن تأخذ حقَّها من الدراسات المخبريَّة الكافية وقبل أن تسمح بتداولها سلطات البلدان التي تنتمي إليها تلك الشركات. هناك مناقشات حول القضاء علي نباتات زراعية عاشت في العالم الثالث ألوف السَّنين لتواجه الفناء اليوم بسبب إدخال نباتات مماثلة، ولكنَّها معدّلة من خلال وسائل التلاعب بهندسة الجينات، إلي تلك البلدان. هناك أسلحة تجرَّب في بلداننا وهناك نفايات ضارة سامَّة تدفن في تربتنا. وهناك الكثير الكثير من هذه الأمثلة.
إن الدلائل تشير علي أن هذه الممارسات تقوم بها في الأساس الشركات المتعدَّدة الجنسيات العملاقة بتواطؤ ومساعدة من قبل قوي جشعة أو فاسدة محليَّة. في ظلَّ غياب التوازنات والمراقبة التي تحدثنا عنها تنتقل المسؤولية الجسيمة هذه، مسؤوليَّة منع هذه الشركات التي تدعمها وزارات خارجيتها ووزارات دفاعها من إجراء تجاربها الإجرامية علي شعوبنا وفي أرضنا، لتقع علي عاتق مؤسسات المجتمع المدني في المراقبة والمقاومة.
إلي أن تنتقل مجتمعاتنا إلي الديمقراطية الحقيقية سيكون قدر كل مؤسسات المجتمع المدني العربية أن تنغمس في السياسة حتي الرأس.




#علي_محمد_فخرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي محمد فخرو - مهمات المجتمع المدني الثقيلة