أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - من فضلكم... دعوني اكذب














المزيد.....

من فضلكم... دعوني اكذب


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لو كنت المسئول الأول في الدولة فماذا سأكذب عليكم يا شعبي العزيز في يوم الخامس والعشرون من شباط ؟

في هذا اليوم ستنطلق التظاهرات التي تمت الدعوة لها عبر مواقع الانترنت منذ أكثر من شهر وبالتزامن مع رياح التغيير التي تسود العالم العربي هذا العام, تلك الرياح التي أسقطت نظامي بن علي ومبارك وتهدد بإسقاط أنظمة قمعية أخرى
عبر الفضائيات وعبر العديد من المواقع الاليكترونية المهتمة بالشأن العراقي وعبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت وأهمها الفيس بوك ,تتواصل الدعوات المطالبة بان يكون يوم الخامس والعشرين من شباط يوما للغضب العراقي تجاه المعاناة التي يعيشها العراقيون للسنة الثامنة على التوالي

وبغض النظر عما إذا كانت هذه التظاهرات ستطالب بإسقاط النظام الذي يتغلغل فيه الفساد والرشوة ونهب المال العام للدرجة التي أصبحنا فيها ثاني دولة أكثر فسادا في العالم بعد الصومال أم بتوفير الأمن والخدمات وفرص العمل والتي أصبحت من أحلام اليقظة , بغض النظر عن كل ذل , لو كنت المسئول الأول في حكومة العراق فبأي وجه سأطل عليكم من شاشة التلفاز؟
وماذا سأكذب عليكم ؟
لن اذهب بعيدا للبحث عن أكاذيب وسأكتفي بأقربها إلى الذهن وسأقول لكم إن الشعب يحب حكومتي ويريد بقائها إلى يوم الدين وان هذه التظاهرات يقوم بها البعثيون من أزلام النظام البائد
أكيد أنكم ستسخرون مني وربما تضحكون من سذاجتي وستقولون: وما علاقة البعثيين بمطالبنا؟ وهل كل من لا ترضون عنه تتهمونه بأنه بعثي؟
ولكن ماذا في الأمر؟ أنا لم آت بشيء جديد , أليست كتبكم المنهجية لغاية الثمانينيات من القرن المنصرم كانت تلقي بتبعة كل مصائبكم وكوارثكم على عاتق الاستعمار والرجعية العربية؟ فما المانع أن نتحجج نحن بالبعثيين؟
اعلم أنكم والعالم كله أيضا لايصدق هذه الكذبة وربما من اجل أن اجعلها اقرب إلى المعقول سأوعز إلى بعض أتباعنا المنتفعين من الملتحين الذين (يستحرمون) لبس ربطة العنق بن ينزلوا إلى الشوارع بمسيرة عارمة تهتف(بالروح بالدم نفديك ياهو الجان)
ليس فيها شيء ,فقد فعلها قبلي مبارك ومازال يفعلها العقيدان الأخضر في ليبيا والأسمر في اليمن(ومفيش حد أحسن من حد)

سأكذب عليكم وأقول لكم إن حكومة الشراكة الوطنية التي شكلتها بعد تسعة أشهر من العراك(بالاحذيه) مع( الأخوة الأعداء) هي حكومة تمثل كل العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم السياسية وحتى ماركات سجائرهم , وكيف لا وهي تضم الإسلاميين والعلمانيين والقوميين والليبراليين والوطنيين والماركسيين بل وحتى الانتحاريين؟
بالطبع إنكم لن تصدقوني لأنكم تعرفون إنها حكومة شراكة بالمناصب والمنافع والامتيازات, شراكة بالقصور والأموال والصفقات, شراكة بالتعيينات والسيارات المصفحة والرواتب العالية , شراكة لهم ولأولادهم وأقاربهم ومعارفهم وجيران جيران جيرانهم

سأقول لكم إن حكومتي قد حققت طفرات نوعية في مجال بناء البنى التحتية فماذا تريدون أكثر من هذا مني؟
وطبعا سوف لن تصدقوني لأنكم لم تشاهدوا لا طفرة ولا (كمزة) ولا هم يحزنون فمازالت طرقكم غير معبدة وشوارعكم تتحول إلى بحيرات مفتوحة عند أول هطول للمطر ومازالت أكثر أحيائكم محرومة من الماء الصالح للشرب وأما الكهرباء فتزوركم على استحياء وخجل ست ساعات باليوم
سأكذب عليكم وأقول لكم إن حكومتي قد حققت المصالحة الوطنية وأوقفت حمامات الدم
وستضحكون كثيرا وستقولون : ومتى كان شعبنا في نزاع مع بعضه البعض أو خلاف ليتصالح؟ وهل كان النزاع الذي أزهق آلاف الأرواح إلا بين الكتل السياسية المتنافسة ومليشياتها المتصارعة على والسلطة والنفوذ؟
هل كانت الحرب الطائفية إلا بين الطائفيين أنفسهم؟ ومتى كان العراقيون طائفيين ولماذا لم نعرف الطائفية قبل أن نعرفكم؟

سأكذب عليكم وأقول لكم أن حكومتي قد حققت الأمن والأمان في ربوع العراق فلماذا تتظاهرون ضدي؟
اعرف أنكم لن تصدقوني وستقولون إن الأمن النسبي الهش والقائم حاليا تحقق بفضل الصحوان التي حاربت التكفيريين والإرهابيين دفاعا عن مدنها وقراها بعد المجازر التي ارتكبها تنظيم القاعدة فيها
سأكذب عليكم وأقول لكم إن حكومتي قد رفعت المستوى ألمعاشي واهتمت بالشرائح الأكثر فقرا وحرمانا
وسوف لن تصدقوني وتتساءلون: هل بلغ من اهتمام حكومتك بشعبها أنها قد ألغت عمليا نظام البطاقة التموينية وقلصت موادها في الوقت الذي ضلت فيه تلك البطاقة وعلى مدى عشرين عاما سندا للفقير وأمانا له من الجوع؟
وهل من بلغ اهتمام حكومتك بالشرائح الفقيرة أنها توزع عليهم المبالغ التافهة التي تسمونها رواتب الرعاية الاجتماعية كل عشرة أشهر؟ ويقتاتون بقية وقتهم مما يجنيه أبنائهم الصغار من بيع ( العلاكات) والسجائر عند الإشارات المرورية
هل من اهتمام حكومتك بالفقراء أن نصف موظفي القطاع العام هم من العمال الوقتيين الذين(تضحكون عليهم) برواتب لا تكفيهم إلا للايام الثلاثة الأولى من كل شهر؟
إذن ماذا سأكذب عليكم؟
هل الجأ إلى أدوات التسويف والمماطلة ( سأفعل وسأقوم , سوف نعمل, إنشاء الله, الله كريم, تتدللون , قريبا جدا) وغيرها؟
طبعا سوف لن تصدقوني
وستقولون انك مازلت تكذب علينا من اليوم الذي عرفناك فيه
الم تقل لنا إن عام 2008 هو عام القضاء على الفساد؟
وانه في عام 2009 لن يبق هناك عاطل عن العمل؟
وانه في صيف عام2010 ستزودكم حكومتي بالكهرباء بمعدل 12 ساعة يوميا؟
الم تقل لنا أن حكومتك ستوزع رواتب لطلبة الجامعات؟
ستقولون لي صراحة : مللنا منك ومن أكاذيبك
لكن ماذا افعل؟
اعرف أن كل هذه أكاذيب لا تنطلي عليكم ولن تصدقوها
إذن
مازال هناك أمامي ثلاثة أيام
لاهيء لكم أكاذيب جديدة يا شعبي العزيز
انتظروني



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثنان واربعون ... يامفتري
- مصر.. مصر.. مصر
- مملكة الدماء
- ومتى سترحل انت ايضا؟؟؟
- لا تقلق سيدي العقيد ..... الدور لك
- شعلة بو عزيزي
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟
- راتشيل كوري
- شكرا- أيها القتله


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - من فضلكم... دعوني اكذب