أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - الثورةُ لا تُستَورَد














المزيد.....

الثورةُ لا تُستَورَد


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 09:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الثورة الشعبية بدأت شرارةً في تونس ثمّ توسعت لتكتمل لأسباب موضوعية وذاتية ثبُت نضوجها حتى أصبحت حركة عارمة شملت قطاعات واسعة من الشعب أدرك منها رئيس النظام أن لا سعة له في ردها فهرب . الثورة الشعبية لها ظروفها ، داخلية وإقليمية ودولية ، وللأحزاب السياسية والباحثين العلميين والمراقبين موازين يقيسون بها هذه الظروف ليعرفوا مدى نضوجها ، ومن هذا نعرف أن لا مجال لإستيراد الثورة من الخارج و لا إثارتها من الداخل ما لم يتحقق النضوج الكامل لظروف ولادتها . إن قيام الثورة ، كحركة إجتماعية ، خاضع ، بصورة أو بأخرى لقوانين كما العلوم الطبيعية ؛ فالماء لا يغلي قبل وصوله الدرجة ( 100 ) مئوية والمعادن لا تنصهر إلاّ عند بلوغها درجة حرارية معيّنة كذلك لا تقوم الثورة الشعبية قبل وصول ظروفها الدرجة الحرجة . وهنا لا بد أن نؤكد أن لجوء أية حركة عسكرية أوغيرها إلى تفجير حركة الجماهير لا تخلق إلاّ ( ثورة خديجة ) لا يمكنها الإستمرار والتطور ، ما لم تتوافق مع سياسات مدروسة لتطويرها بكسب عطف طبقات الشعب المختلفة .

ليست الثورة الشعبية في مصر إستيراداً من تونس ، و لا هي قامت إستيحاءً من الثورة الإيرانية ، كما ذهب إلى ذلك خامنئي ، بل أن فريق الشباب الذي خطط للثورة ونزل إلى ساحة التحرير في يوم ( 25 يناير ) وعددهم أقل من الثلاثين كانت لديهم القابلية الخارقة لمعرفة نضوج ظروف الثورة الشعبية في مصر والتي تأيّدت صحتها من بلوغ عدد المتظاهرين ما يزيد على المليون في يوم ( 28 يناير ) ، بالإضافة إلى صحة رفعهم الشعارات المعبرة عن حاجات أوسع قطاعات الشعب وإصرارهم على التمسك بهدفهم المركزي في إسقاط النظام وبالأسلوب السلمي . هذه الثورة الشعبية لا يمكن تقليدها في دولة أخرى و لا هي أصلاً قابلة للتصدير .

قامت مظاهرات في بعض الدول العربية ، وتمّ تصويرها من قبل بعض وسائل الإعلام بأنها ( ثورات الجماهير الغاضبة ) ، ولكن الواقع العملي يكشف أن هذه المظاهرات لا ترتقي إلى مستوى الثورة ، حتى وإن حققت بعض المكاسب الشكلية أو الرمزية ؛ ( كإقالة ملك الأردن الوزارة ، ووعد علي عبدالله صالح عدم ترشحه أو ولده للدورة القادمة في اليمن ، أو حتى تنازل المالكي عن نصف راتبه وإعلانه عدم تجديد ولايته للمرة الثالثة ) . إن هذه (المكاسب ) تعتبر بائسة بالقياس إلى أهداف الثورة الشعبية التي تقتلع جذور النظام السابق لتبني بديلاً عنه نظاماً يُحدث تغييراً ، في جميع مناحي حياة الجماهير ، إلى حياة أفضل وتنقلها إلى مرحلة تاريخية جديدة متطوّرة نسبيّاً على المرحلة السابقة .

بمقدور كل مراقب سياسي أن يعرف بسهولة عدم نضوج ظروف الثورة في عراق اليوم ، بل بالعكس فإن ظروف الثورة المضادة هي المتوفرة ولها أسبابها وديمومتها . ببساطة شديدة يمكن القول أن الدعوة لقيام مظاهرات ( مليونية ) في ساحة التحرير يوم 25 شباط ، وتسميتها بيوم الغضب العراقي إنما هي دعوة فجّة ليست لها أية أسس موضوعية يمكن أن تبشر بخير بل بالعكس فإن قيامها سيؤُلّب ناساً على ناس ، ويكرّس الإنشقاقات بين الطوائف والأقوام بالصورة التي لا يمكن إندمالها بسهولة . إن الدعوة إلى هذه المظاهرات قد صدرت عن جهات لا تُعرَفُ إرتباطاتها ولأغراض لا تمت بصلة بحاجات الشعب المدّعى بها . وكان المفروض على القوى الوطنية الشريفة من التيار الديمقراطي بضمنهم حزب الطبقة العاملة أن يعلنوا جهاراً أنهم لن يشاركوا فيها . على جميع القوى السياسية الشريفة أن تدرك أن رفع درجة النضال الجماهيري لتحقيق بعض المطالب إلى أسلوب التظاهر ليس صحيحاً في الظروف السياسية القائمة ، وأن الشعارات المطروحة للمظاهرات بتكرارها عبارة ( لا للديمقراطية ... ) يظهر أحد حالتين إما حسن النية وجهلٌ سياسي أو سوء نية يُقصد منه تعويد الجماهير على قولة ( لآ ) للديمقراطية . إن التطرّف اليساري من بعض الداعين إلى المظاهرات سيكون السبب في خلق الفرصة الذهبية لقوى الظلام المتسلّطة بإيجاد المبررات لبدء الهجوم عليها وتصفيتها . إن البيان الصادر من ما يسمى ب ( اللجنة القيادية ) للحزب الشيوعي العراقي إنما دعوة إلى العنف ، دعوة إلى نشاط منفلت في الهجوم على مراكز الشرطة ومقرات ومواقع الجيش والحصول على الأسلحة . إن هذا البيان الذي ظاهرُهُ ثوريٌّ إنما يخدم أعداء الثورة الحقيقية للشعب . أنا لا أشك أن هذا البيان مدسوس وغرضه توجيه السهام إلى صدر الحزب الشيوعي العراقي وتصفيته . وأرى أن المطلوب من قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، ليس تكذيب هذا البيان بل التصريح أن الحزب سوف لن يشارك في مظاهرات يوم 25 شباط حتى يكون بمنآى عن الإتهام إذا قام نفرٌ من أزلام ( اللجنة القيادية ) بأي عمل تخريبي حتى في أقصى ناحية من نواحي العراق . إن قوى الظلام تتحيّن الفرصة لحصول ما يبرر مباشرتها في أعمال تصفية الحزب الشيوعي العراقي ، و لا يُستبعد أن تكون هذه اللجنة القيادية المشبوهة صنيعة تلك القوى السوداء .

نهيب بكافة المثقفين والسياسيين أن يتداركوا ما ستؤول إليه الحالة في العراق في حالة حدوث صدام دامٍ في ساحة التحرير يوم 25 شباط ، ونهيب بقيادة الحزب الشيوعي العراقي أن يصدر بياناً واضحاً تُبلّغ به كافة القوى السياسية ومواقع السلطة بعدم مشاركة الحزب في تلك المظاهرات رغم تأييدها الكامل لكافة مطالب أوسع جماهير الشعب وتمسّكها بأسلوبها الخاص في النضال لتحقيقها في إطار العملية السياسية .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
- رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
- التحليلُ الجدَليّ
- حَذارِ من مفرّقي الصفوف
- طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية
- تذكير
- شجاب الغُراب لأمه ؟
- اللعنةُ ... المحاصصةُ
- تواطؤٌ ... توافقٌ لكنهُ هزيلٌ !!
- تمييزٌ عُنصُريٌّ .. أم ماذا ؟
- وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ
- البُعبُع . . . البعث !!
- الإستعمار .. شكلاً وجوهراً
- الخُلودُ للطيبين
- عِبَرٌ لَمِن إعتَبَرَ
- لِنكافِح الفرقة والإنعزالية
- لِعبُهُم .. ورَدُّنا
- العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟
- تصحيحُ المسار
- النظرية والواقع


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - الثورةُ لا تُستَورَد