أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسَلم الكساسبة - متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)














المزيد.....

متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 02:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نريد من هذا الإلحاح على الموضوع تثبيت فكرة مهمة والتوصل إلى ملخص مفاده أن الاستئثار بالسلطة واحتكارها وممارستها بعيدا عن أعين الرقباء بعد إقصاء الشركاء وتغييب الشهود ، ومنع التداول عليها وبغض النظر عن كيف مورست تلك السلطة أو كيف تـُوُصِّـل إليها - هو بحد ذاته استبداد وطغيان سواء اقترن بـ وأفضى إلى نتائجه المدمرة أو لم يفض إليها ، وهو في الغالب سيفضي إلى تلك النتائج حتى لو مورس في البداية بشكل حكيم فانه لا يلبث أن ينقلب بشكل تلقائي سواء بإرادة الممسك بالسلطة أو رغما عن تلك الإرادة .

وعلى كل حال فالاستئثار بالسلطة ليس بحاجة إلى شيء آخر معه ليكون فعل استبداد مهين لإنسانية الإنسان ومتجاوزا على حقه كفرد وكأمة .

ونحن لسنا بحاجة بعد ذلك لتقصي حالات ومظاهر أو تجليات ذلك الاستئثار في الواقع الاجتماعي والسياسي وسواء ظهرت تلك النتائج بشكل طاغ وسافر أو تقنعت ومورست بشكل ناعم ذكي أو حتى اختفت تماما في حقبة ما فلا معول على كل ذلك ، بمعنى أن القهر والتجبر وإهانة إنسانية الإنسان هو سمات كامنة في هكذا سلطة وموجودة فيها بالقوة.. ولا قيمة إذا ظلت كامنة مستترة ولم تتعد من القوة إلى الفعل .. تماما كما أن السم كامن في الأفعى بالقوة والطبع فإذا لم تلدغ ولم تتعد وجود السم بالقوة إلى ممارسته بالفعل لا نستطيع القول أنها لم تعد أفعى خطرة أو انه ليس بإمكانها أن تمارس اللدغ متى شاءت . .

ولا نمل من القول أن السلطة أشبه بمورد عام يملكه مجموعة من الناس على الشيوع وبالتساوي بحيث لا يجوز لأحدهم استغلاله دون الآخرين أو حتى الجلوس منهم بمقام من يضطلع بدور تقسيم استغلاله عليهم والحكم بينهم ما لم يفوضوه هم برضاهم تفويضا مقيدا بكيفية ومحددا بمدة وبحيث يتناوبوا جميعا على هذا الدور ولا يستأثر به احدهم دون البقية .. ولا معول على القول انه قد مارس ذلك الدور بحكمة وقسم بينهم بالعدل مثلا .. ما دام أن هذا الدور من الأساس ليس من حقه دون سواه فلن يشفع له أو يشرعن احتكاره له انه مارسه بحكمة وعدل.


وهكذا فلا نحتاج أن يتعدى الممسك بالسلطة خطيئة الاستئثار بها واحتكارها إلى أية ممارسة أخرى لكي نحكم أن ثمة حالة استبداد موجودة .


كما أن الاستبداد من حيث هو نهب واستئثار بأعظم واكبر موارد الأمة أهمية ومصدر الموارد كلها وهي السلطة فهو بذلك الفساد الأكبر وبغض النظر عن مفردات الفساد الأخرى ظهورا أو غيابا ..ولا نحتاج بعد نهب السلطة إلى تعقب خالات الفساد المادية الأخرى أو نكون مضطرين للامساك بحالة تلبس فعلية مادية لنحكم بان ثمة فساد موجود

إن الاستبداد هو الفساد الأكبر ومنبع كل فساد لأنه نهب واحتكار للسلطة التي هي مورد كل الموارد وهي المورد الأكبر.

ومن ينهب ويحتكر مورد الأمة الأكبر ويستأثر به فذلك يكفيه فسادا حتى لو لم يتعداه لسواه –بافتراض انه لم يتعد الاستئثار بالسلطة لسواها أصلا - لأن من لا يعف عن نهب السلطة فلن يعف عن موارد أخرى اقل أهمية وسيكون قادرا متمكنا من ذلك لغياب الرقباء والشركاء ولأن كل شيء تحت سيطرته ورهن إشارته.

عدا عن كل ذلك فثمة أمر مهم وهو انه لا يمكن للمستبد أن يحارب الفاسدين ما دام وجوده في السلطة بهذا الشكل وكمستبد هو بحد ذاته حالة فساد كبرى وفاقد الشيء لا يعطيه .. ثمة أمر آخر مهم هو أن الفساد بالنسبة لهكذا شكل من أشكال السلطة هو من مغذيات استمرارها وهو وقود حركتها وبقائها لذا فرعاية الفساد هي جزء من منهج الاستبداد .. فهو لا يمكن أن يبقى ما لم يفسد ويرعى الفساد بكافة أشكاله حتى وان تظاهر بمحاربة مفردات وحالات هنا وهناك لذر الرماد في العيون وكجزء من منهج الفساد ذاته ليس أكثر.

انه أشبه بماكينة وقودها الوحيد هو الفساد الذي إذا توقفت عن إنتاجه توقفت عن العمل أما كيف ولماذا فلهذا بحث آخر يتعلق بالميكانيزمات التي يحتاجها بقاء واستمرار سلطة الاستبداد واليات عملها .
نتوصل إلى أن :

• الاستئثار بالسلطة واحتكارها هو بحد ذاته استبداد بغض النظر عن نتائجه وتجلياته سواء وجدت أم لم توجد أي سواء اقترن بالطغيان والقهر أو لم يقترن .


• والاستبداد بحد ذاته فساد لأنه نهب واحتكار لأهم موارد الأمة وهو السلطة بغض النظر عن المفردات المادية الأخرى ظهرت أو لم تظهر .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسَلم الكساسبة - متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)