أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين














المزيد.....

الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 15:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سقوط النظام التونسى بهذه السرعة، وضع الأنظمة العربية أمام أحتمالات كثيرة، البعض قال بأن ثورات الشعوب العربية المقهورة ستبدأ فى الأنتشار، والبعض الآخر قال بأن سقوط نظام تونس هو مجرد خطا أرتكبه الرئيس السابق بن على لعدم وقوف الجيش بجانبه.
تعددت الأحتمالات والتنظيرات الصحفية لكن جاءت الإجابة بسرعة، بدأت ثورة الشباب المصرية فى 25 يناير 2011 ، وحاول الحكام العرب داخل قصورهم الأختباء من فكرة كانوا يستهزأون بها وهى أمتداد الثورة فى باقى الدول العربية، إنه العناد العربى الذى يجعلهم يخافون من فكرة الثورة لكنهم يخرجون علانية للظهور بمظهر الأسود والنمور التى لن تسمح لأى مواطن بمحاولة التفكير فى فكرة عدائية للحكام العرب الدكتاتوريين، لذلك كانوا مستعدين لإفتراس شعوبهم بشتى الطرق الدموية.
بعد نجاح ثورة الشباب المصرى، رأينا شباب ليبيا والجزائر والبحرين واليمن وغيرهم، يبدأون مسيرة الثورة ضد الطغاة، لكن مشكلة هؤلاء الحكام الطغاة أنهم لا يفهمون أن الشعوب العربية قد أستوعبت فكرة الثورة الشعبية، ثورة الشعب بأكمله والتى سيعجز أى حاكم على الوقوف أمامها، مهما أستخدم من أساليب البطش والعدوان، لأنه فى النهاية سيقف مكتوفى الأيدى يشعر بفشل قوته الوحشية الدموية فى إيقاف مسيرة الشعوب التى تسعى إلى الحرية.
بدأت الثورات فى كل مكان من بلاد العرب المتخلفة بحكامها، لماذا إذن يحاول الحكام أن يفهموا متأخرين ؟ أم أنهم يفهمون لكنهم يحاولون التمسك بالعروش والثروات التى يسلبونها من شعوبهم الخانعة ؟

هل الملوك والأمراء يعتقدون بأن حياتهم فى عصرنا هذا ستدوم وسترضى شعوبهم على العيش فى ظل هذا أنظمتهم العبودية بين ملك ورعاياه السذج؟ الشعوب تتعامل مع وسائل التكنولوجيا بأحسن طريقة وتستفيد منها وتنفتح على بقية العالم ، وتستسعد للحظات الفاصلة فى حياتها كما حدث مع شباب مصر.
إن كرامة الإنسان فى بلاد العرب يملكها الحكام والملوك والأمراء، لأنهم يملكون البلاد وثرواتها النفطية والحيوانية والإنسانية، هكذا يفكرون أصحاب السمو والجلالة والعظمة، لأن الحكم فى أيديهم والسيف والبندقية فى أيديهم، ورجال الدين والدنيا فى أيديهم، فماذا ينقصهم لكى يتربعوا على العروش ويقولوا فى أنفسهم سنكون خالدين نحكم رعايانا بالحديد والنار ؟

هؤلاء الملوك والحكام سيفهمون متأخرين ، عندما تأتى شعوبهم الغاضبة أمام قصورهم وتطالبهم بالخروج، عندما يسمعون صرخات قوات العسكر والأمن والبلطجية يستغيثون بأسيادهم الملوك والحكام لينقذوهم من أيدى الشعوب الثائرة المطالبة بالحرية والديموقراطية وأحترام كرامة الإنسان التى سلبها الدكتاتوريين من الشعوب الآمنة.
إنه وقت الأستعداد يا ملوك وحكام الفساد والتخلف، لا تتجاهلوا علامات الإنذار الكثيرة إن الغضب قريب منكم لأن الشعب الفقير الذى يعانى القمع والأستبداد، يبتسم فى وجهوهكم من الغضب الذى يعتمل فى داخله، وينتظر اللحظة المناسبة لمجتمعه وسينطلق فى مسيرة الثورة التى ينتظرها كل إنسان محروم من الحرية ومحروم من إنسانيته.

لم يعرف الملوك والحكام يوماً أن هناك موضوع أسمه أحترام حقوق الإنسان والإصلاح الفورى، وإنما عرفوا ويطبقون القمع الدموى لكل جماعة شعبية تطالب بحقوقها وتحتج على الوضع الفاسد والمدمر لكل مجتمع إنسانى يريد أن يبنى ذاته ليعيش وسط شعوب العالم متمتعاً بما يملكون من حقوق ويفعلون ما عليهم من واجبات فى ظل إحترام متبادل بين الجميع.
إن التغيير قادم لا محالة وأصبح الإخفاق الذى يعانى منه كل نظام عربى، ما هو إلا تعبير عن عدم قدرته على مواكبة التقدم العصرى، بل أصبحوا رهائن عصور الجهل والتخلف البدوى، التغيير هو طبيعة الحياة الحياة على هذه الأرض، لأن الإنسان بطبيعته متجدد الأعمال والأفعال والأفكار والمواهب والأبداعات بما يتناسب والزمن الذى يعيش فيه.
إن الخاسرين فى النهاية هم الملوك والحكام فهل يفهمون ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن
- شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين