أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد عطية - المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قيادة لمرحلة انتقالية .. أم لثورة مضادة ؟














المزيد.....

المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قيادة لمرحلة انتقالية .. أم لثورة مضادة ؟


عماد عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 13:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الثورة المضادة قرين الثورة المنتصرة، فللنظام القديم دائما أتباعه وأنصاره الذين ارتبطت مصالحهم به سواء كفئات اجتماعية أو أفراد أو كمصالح إقليمية وعالمية. في إيران عام 1951 نجحت الثورة المضادة في إعادة الشاه إلى عرشه بعد انتصار ثورة مصدق. ولكن الثورات المضادة قد تنجح في إعادة النظام القديم حتى لو أطاحت ببعض رؤوسه ورموزه، وأحيانا تنجح ثورات مضادة من نوع ثالث، فيتم الإطاحة بالنظام القديم فعلا، لكن يتأسس نظام جديد معادى لكل أهداف الثورة وطموحات الشعب الثائر، وهو ما حدث في إيران أيضا عام 1979، فبعد أن أطاحت الثورة المنتصرة بنظام الشاه والسافاك إلى الأبد، استولى على الحكم نظام الخميني والملالي والحرس الثوري، وتم إجهاض أهداف الشعب الإيراني في بناء دولة عصرية ديمقراطية تلبي طموحاته.
لقد انتصرت ثورة الشعب المصري التي أطلقها الشباب في 25 يناير 2011، وتمت الإطاحة بمبارك وعائلته، ولكن أقطاب النظام القديم والمصالح المحلية والإقليمية والعالمية التي عبر عنها النظام مازالت متمترسة في كل أركان الدولة، في حكومة أحمد شفيق وفي المجالس المحلية وفي بعض النقابات المهنية والاتحاد العام للعمال، والأهم في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سلمته الثورة حكم البلاد، ببساطة لأنه لم يكن لديها بديل آخر، وخلف كل هؤلاء رجال الأعمال بنفوذهم وإمكانياتهم وسطوتهم وبلطجيتهم ووزارة الداخلية التي تلملم بقاياها وتسعى لاستعادة قوتها.
المجلس الأعلى يحكم البلاد ليس فقط بطريقة مبارك، أي الانفراد بسلطة مطلقة تفوق حتى سلطة مبارك، ولكن أيضا وفق خطة مبارك لما يسمى بالانتقال السلمي أو السلس للسلطة، وهذه بالضبط خطة للثورة المضادة، تستهدف إعادة إنتاج النظام القديم بدون مبارك وبالإطاحة ببعض رموز الفساد ككباش فداء وانتخاب رئيس وبرلمان جديد بعد تعديلات دستورية تقدم أقل ما يمكن من تنازلات للثورة ولو مؤقتا. هذه الخطة مدعومة ليس فقط بالمصالح الرأسمالية المهيمنة في البلاد، ولكن أيضا مدعومة بالولايات المتحدة ومعسكرها وإسرائيل، وخلف كل هؤلاء كتيبة الإعلام في التلفزيون والإذاعة والفضائيات المسماة بالمستقلة والصحافة جميعها، ليس فقط صحافة الشاكرين المهللين أبدا المسماة بالقومية ولكن أيضا تلك التي يعتبرها البعض مستقلة أو معارضة. كمثال وحيد، ضمن أمثلة كثيرة، يمكن مراجعة كم المنشور والمرئي والمذاع حول ضرورة وقف الاحتجاجات الاجتماعية وضرورة العودة للعمل بعد تهديدات المجلس العسكري، وأيضا التجاهل التام للاعتقالات والتعذيب في السجن الحربي والعنف في تصفية اعتصام التحرير.
على الجانب الآخر يوجد الإخوان وأعوانهم في بعض التيارات القومية ومن خلفهم قوى إقليمية وقنوات فضائية مثل الجزيرة. أكبر خطأ يمكن الوقوع فيه هو تصديق ما يردده الإخوان حول عدم رغبتهم في السلطة (عاد الخوميني إلى إيران عام 1979 مدعيا رغبته في عدم مغادرة قم والتفرغ للعبادة !!). التجارب التاريخية من الخوميني حتى حماس تؤكد أن الإسلاميين لا يعلنون رغبتهم في السلطة إلا بعد السيطرة عليها فعلا. الإخوان الذين طالما حاولوا البحث عن الحماية في جبهات أوسع مع قوى المعارضة، تزداد كل يوم مؤشرات الميل للتعامل بشكل منفرد بعيدا عن الجميع، وشهدت الأيام الأخيرة محاولات متزايدة منهم لإحكام قبضتهم على النقابات المهنية التي يملكون فيها نفوذا كبيرا، في نقابات الأطباء والصيادلة والمهندسين ونوادي أعضاء هيئة التدريس وغيرها، مع مؤشرات أخرى بتوسيع جبهتهم بالتنسيق مع قوى إسلامية طالما ناصبوها العداء من حزب الوسط إلى الجماعات الإسلامية مرورا ببعض جماعات السلفيين، ويبدو أن هناك نوع من توزيع الأدوار، يقضي مثلا بافتعال معركة حول المادة الثانية من الدستور يتصدرها السلفيين نيابة عنهم.
أخطر السيناريوهات على الثورة على الإطلاق، هو سيناريو التحالف بين المجلس العسكري والإخوان بمباركة أمريكية. الإخوان يكادوا يكونون القوة الوحيدة التي تتحاور مع العسكريين، ويظن العسكريين، ربما بحسن نية لا يخلوا من الغباء المدعوم بنصائح أمريكية، أنهم قادرين على استخدام الإخوان مرحليا، وسيكون في ذلك مقتل الثورة والعسكريين معا. يواصل الإخوان إطلاق التصريحات المطمئنة لإسرائيل والولايات المتحدة، ويبدو وكأنهم يساعدون العسكر على تنفيذ مخطط الانتقال السلس للسلطة، منفردين بتأييد التعديلات الدستورية، بينما تجمع قوى الثورة على دستور جديد وإعلان دستوري مؤقت، فيكافئهم العسكر برئاسة طارق البشرى للجنة التعديلات الدستورية وعضوية أحد نوابهم في لجنة العشرة. يهدد العسكر العمال والموظفين بضرورة وقف الاحتجاجات الاجتماعية، فتنطلق بيانات الإخوان وكتابات قياداتهم مطالبة الجماهير بالهدوء فتصبح هذه القيادات من الوجوه دائمة الاستضافة في وسائل الإعلام الحكومية، وهكذا.
لا أريد أن أكون مبالغا في التنبيه للمخاطر، ولكن أكبر الأخطار على الإطلاق هو أن نحسن الظن سواء بالعسكر أو بالإخوان، وكل ما أطالب به هو اليقظة، فالشهور القليلة المقبلة قد تحدد مستقبل بلادنا لسنوات طويلة قادمة، وقوى المعارضة مشتتة مفتتة مغيبة كعادتها، وقوى الثورة التي مازالت قادرة على حشد الملايين في الميادين والشوارع هي كل ما نملك، رغم أنها مازالت بعيدة عن أن تكون منظمة. وإذا جاز لى أن أنهي هذه المداخلة بصيحة فلن تكون إلا :
انتظموا!!
انتظموا، في أحزاب سياسية تبني قواعدها من أسفل وفي أسرع وقت ممكن
انتظموا، أطيحوا بالقيادات النقابية القديمة وانتخبوا قيادات جديدة
انتظموا، وأسسوا نقاباتكم المستقلة فورا
انتظموا، في المنظمات الحقوقية التي يجب أن تتحول من مكاتب للشكاوي إلى منظمات جماهيرية عضويتها بعشرات الآلاف
انتظموا، بكل السبل والأشكال
ثم انتظموا في اتحاد يجمع كل قوى الثورة ضد العسكرة وضد الدولة الدينية المستبدة
انتظموا، من أجل "التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية"



#عماد_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الدور السياسي للمؤسسة العسكرية
- البحث عن بطريرك
- اليسار وأزمة المجتمع المصري
- حول مشكلات العمل النقابي المهني في مصر تجربة المهندسين الديم ...
- ملاحظات حول مستقبل الديمقراطية بين الليبراليين والحركة الاسل ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد عطية - المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قيادة لمرحلة انتقالية .. أم لثورة مضادة ؟