أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - الثورة الديمقراطية العربية الكبرى














المزيد.....

الثورة الديمقراطية العربية الكبرى


عمر شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسونامي الديمقراطية يجتاح العالم العربي. وهاهم الزعماء العرب يحومون حول عروشهم، وما أن يرتفع إيقاع الأحداث حتى يفقد أحدهم مقعده. للآن خرج الرؤساء زين العابدين بن علي وحسني مبارك من السباق، فمن سيكون الثالث، الرابع...

من الصعب التوقع من التالي في لعبة تشبه "الكراسي الموسيقية". ويبدوا من المؤكد أن التحول مستمر، ربما بوتيرة أسرع أو أبطأ، حتى زوال كافة الأنظمة المستبدة. فما هي الأسباب والدوافع؟ ولماذا يحدث التحول بالتتابع، وأخالها المرة الأولى، أو الثانية بعد أوروبا الشرقية، في التاريخ البشري الذي نلحظ فيها هذا التفاعل المتسلسل. فما هي الأسباب والدوافع؟

1- التحول الديمقراطي، استحقاق لا يمكن التهرب منه، والديمقراطية مرحلة من تطور المجتمعات البشرية لا يمكن القفز عنها أو الالتفاف عليها مهما بلغت مناقب الزعيم. لقد حاولت الأنظمة الاشتراكية القفز عنها إلى مرحلة أعلى دون طائل. ويبدوا أنها إحدى الغرائز أو الحاجات الأساسية، البيولوجية الاجتماعية ، التي يتعين إشباعها عند بني البشر.

2- تأخير تطور المنطقة المتعمد. وكان نتيجة تضافر مجموعة من العوامل الرجعية المحلية، والاستعمارية الخارجية، الطامعة معا في تقاسم النفوذ والثروات النفطية. لقد أدى ذلك إلى تعميق فجوة المداخيل وازدياد أعداد الفقراء والمهمشين، وإلى تركز الثروات بأيدي الأوليجارشيات الحاكمة. وسياسيا، فقد أدى التسلط وحكم أجهزة المخابرات وتزوير الانتخابات إلى حالة من القطيعة بين الشعوب والحكام.

واستطاع الحكام العرب إقامة علاقات قوية بينية ضمنية أو معلنة، رغم ما يبدوا من تنافر، ضد شعوبهم، لتحنيط الأنظمة ومحاولة تخليدها. فالأنظمة الملكية سارت نحو بعث بنى اجتماعية بدائية عشائرية وقبلية، مماثلة لما ساد قبل الإسلام والمسيحية. وقامت الأنظمة الجمهورية بالسير نحو إنشاء الحكم العائلي وتوريثه، أي فعليا نحو الحكم الملكي الوراثي.

3- الإهانات المتوالية للمشاعر القومية والوحدوية العربية، المتمثلة بسلسلة لا تنتهي من الهزائم، التي يتحمل الحكام العرب مسؤوليتها منذ بداية القرن المنصرم. وقد بلغ تواطؤ الحكام العرب وخياناتهم لقضايا شعوبهم ما يعجز الوصف عنه. ومع ذلك فقد استطاعوا الحفاظ على عروشهم بالمزيد من التنازلات على حساب الأوطان.

4- استفحال التناقض بين الحكام والشعوب ومع الحداثة والتطور. وهذا ناجم عن اتساع الفجوة بين الشعوب والحكام لتفريطهم بالوطن واستباحتهم له من جهة، وانتشار التعليم ووسائل الاتصال العلمي والمعرفي والثقافي مع الحضارة العالمية، المتاح لجيل الشباب. فالشعوب تنظر إلى العالم المتقدم للبحث عن حلول لمآسيها، والحكام يحاولون إدارة عجلة التاريخ القهقرى لتخليد غطرستهم.

5- انتشار التسلط والقمع ومصادرة الحريات. فهي الوسيلة الوحيدة عند الحكام العرب لإقناع الشعوب للقبول بالأمر الواقع، وأقاموا بذلك ممالك وجمهوريات الظلم وشكلوا أخر حصون الاستبداد والطغيان في العالم، وكانوا الرجال الرجال في إكراه شعوبهم والنعاج النعاج أمام أعداء الأوطان. وقد اهتموا كثيرا ببناء أجهزة المخابرات والقمع، وأضعفوا الجيوش وحولوها إلى قوات لحماية النظام من "العدو الداخلي".

6- ضرب الأحزاب وتهميشها واحتوائها. وأدى ذلك إلى مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين من ناشطي الأحزاب وقوى المجتمع المدني على الصعيد العربي، و ساهم في إضعاف الأحزاب المثخنة بالجراح، وفقدانها لزمام المبادرة السياسة. ورغم فشل التجربة النهضوية في العقود السابقة، إلا أنها أدت إلى نوع من الصحوة الكامنة وانتشار الفكر الديمقراطي والتحرري والوحدوي.

7- ظهور قوى التغيير الصاعدة الجديدة المتمثلة بجيل الشباب. وهاهم الشباب ينخرطون في العمل السياسي ويكملون المسيرة، ويحققون المعجزات. فهم أكثر من نصف المجتمع، وهم الأكثر معاناة من القهر والبطالة والتسلط والعقلية الأبوية، وهم الأكثر انفتاحا على العالم، والأكثر جرأة وبأسا. لقد ساهم انتشار التعليم وازدياد عدد المدارس والجامعات، إضافة لوسائل الاتصال الحديثة، إلى إنضاج الوعي الذاتي المجتمعي لفئة الشباب كقوة للتغيير الديمقراطي. وجاءت الشرارة من تونس، وأشعلت الهشيم العربي من المحيط إلى الخليج، وكان يمكن أن تأتي من مكان آخر، فما الفرق.


لقد بدأت الأنظمة بالانهيار غير مأسوف عليها، ولا حتى من قبل أنصارها. فالديكتاتورية عندنا ليست لحزب أو طبقة أو مؤسسة كما كانت في التاريخ الغربي، بل أوليجارشية حاكمة نهبت الثروات وفرطت بالأوطان واحتقرت الشعوب.

ربما تنطفئ الجذوة أو تخبو دون انهيار كافة الأنظمة المعجل، الشيء الأكيد أن السقوط المعنوي قد أنجز وسيتبعه المادي. وكم نحن محظوظون، لأننا شاهدنا وسمعنا وعشنا وناضلنا في زمن كهذا، وفي صفوف الثورة الديمقراطية العربية الكبرى.



#عمر_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخراج ملح الطعام وتخصيب اليورانيوم، قصة تحرر الشعوب
- الانتخابات النيابية الأردنية: هل ستخرج البلاد من الأزمة؟
- دعاة الإقليمية وأنصار المحاصصة، وجهان لعملة واحدة
- هل تتعارض اتفاقية سيداو مع الإسلام؟
- من فشل لآخر!
- هل نواجه مؤامرة التوطين، بطعن الضحية؟
- بؤس السياسة
- تعطيل الإصلاح السياسي:- تحفيز للإقليمية
- هل هو حقا -كل الأردن- ؟
- القضية الفلسطينية: بين رفض قرار التقسيم والقبول بأقل من أوسل ...
- خطاب أوباما: دعوة للتصالح على قاعدة المصالح الأمريكية – الإس ...
- انتخابات نقابة الأطباء: من النقيب الشرعي؟
- ماذا يجري في نقابة الأطباء الأردنية؟
- المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!
- سر الأغنياء والفقراء
- هل حقا يريدون الإصلاح ؟
- الأوهام القومية, بين الركابي والبستاني
- معارضة في جيب الموالاة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - الثورة الديمقراطية العربية الكبرى