أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية














المزيد.....

فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية


عدنان يوسف رجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنتفاضات ومن ثم ثورات الغضب تجتاح الآن منطقة الشعوب العربية وما حولها. هذا المسار الثوري يتبدى أفقه واردا في كل مداخله السياسية والإجتماعية وفي حضارية سنة الحياة في التغيير نحو الأفضل.

المحرك الأساسي لهذه الشعوب يتبدى في التفاوت الطبقي المضني، وما يجره من المحن والظلم والبطالة الضاربة أطنابها عاليا والتسلط المنفلت من أي حدود في أحيان كثيرة. عوامل جمة جعلت (سابقا) عشرات آلاف العوائل المصرية تعيش في المقابر ولا تملك أن تأكل حتى وجبة واحدة في اليوم، يقابلها بلايين الدولارات يملكها مبارك وعائلته ومريديه. ويدور مثل هذا التفاوت الطبقي المضني بنسب مختلفة في تونس بن علي (الهارب) و يمن علي صالح عبد الله وسوريا بشار الأسد وسعودية الملوك وليبيا القذافي وسودان البشير وبحرين حمد، وكذا الأمر في إيران ملالي ولاية الفقيه.
والمشترك الأساسي الشاخص كذلك إن شعوب هذه البلدان تهان فيها كرامة الفرد وتصادر حريته ورأيه وكأنه ما خلق إلا لخدمة هؤلاء الحكام الذين يفتقرون لأولويات الوعي والإحساس الإنساني. إنهم يخافون حد الرعب من صيحة مظلوم، ويشحذون سيوفهم أمام كل متظاهر ويصمون آذانهم عن كل صوت للمساواة ويقفدون وعيهم لكل من يطالب بتحديد سلطانهم وسلطاتهم.

فإننا إذا ما عاينا خارطة هذه المنطقة سنجد إن الحكام فيها يفتقرون لأي وعي في الحياة السوية سوى وعي التمسك بالسلطة. كيف يحكم القذافي و علي عبد الله وبشار الأسد وعمر البشير والملالي وغيرهم، أمن خبرة سياسية ومهارة مهنية ونضال شعبي سابق؟!! أم من تسلط بإنقلابات أو توريث أو عشائرية، وكلها أساليب مقيتة للحكم، وقبلهم حكم مبارك وبن علي وصدام حسين بنفس التركة السيئة الصيت.
هؤلاء الحكام، حقيقة، يفتقدون للوعي بأولويات السياسة وبمنهجية حكم الشعب (التي لابد أن تكون ديمقراطية). لذا فليس غريبا أن نرى هؤلاء الحكام البائسين يجابهون إنتفاضة الشعوب بحماقات متدنية. يعمد القذافي في ليبيا وعلي عبد الله في اليمن وبوتفليقة في الجزائر وعمر البشير في السودان إلى نشر أزلامهم ورجال إستخباراتهم، وأفراد اللجان الشعبية (كما في ليبيا) للقيام بمظاهرات البلطجية لمواجهة مظاهرات الشعب المنتفض، كما فعل المعزول حسني مبارك قبلهم وقد أصبحت هذه سمة الحكام المهزومون أمام شعوبهم وطريقة عقيمة لا تفضي بشيئ.

سذاجة الحكام هؤلاء تصور لهم إنهم سيوهمون العالم الواعي بـ ثمة تأييد شعبي لهم ؟!! إن الناس، كل الناس تدرك الحقيقة ولم يعد شيئا مخفيا في عالم الإنترنيت والفيس بوك وغيرها من مصادر المعرفة الحضارية العالمية الإنسانية. رجال الأمن والمباحث في هذه البلدان وهم بزي مدني لكنهم يحملون السلاح الأبيض والناري وينقضون على المنتفضين، وكأن الناس تتقاتل فيما بينها بين مؤيد ومعارض. لنترك الآن شأن هؤلاء الأوباش من رجال الأمن والمباحث وغيرهم.
ولنعود لنقول لهذه الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، أن نعم هناك قطاعات من الشعب تؤيدها.... هذا صحيح، لكن أولا من هؤلاء المؤيدون ... أليسوا هم قلة من القطط السمان التي أثرت وإزدهرت بسطوتها المالية وسلطتها في الدولة بواسطة الحكام البائسين وأصبحوا متمسكين بهذه السلطة لمصالح أنانية دنيا، وثانيا من هم المتضررون من هكذا سلطة جائرة، إنهم الأكثرية من الناس المسحوقين طبقيا والمصادرة إرادتهم وحرياتهم وكراماتهم. فما معنى تسيير مظاهرات ضد مظاهرات ؟!! المحك الأساسي هو في الإلتفات إلى مطالب المنتفضين والتمعن بحاجاتهم وتلبيتها لا مقابلتها ببلاهة وحماقة وبردع عنفي يصل للقتل بالمئات لبشر لا يريدون سوى أن يكونوا بشرا أسوياء في معيشتهم وإرادتهم وآراهم .

لا يعي هؤلاء الحكام إن للناس حقوقا وعليهم أدائها. إنها الحرية وحق العمل وإشباع العوائل والكرامة الإنسانية وحق المشاركة في الحكم. لكن فاقد الشيئ لا يعطيه، فمن فقد الوعي والمشاعر الإنسانية لا يمكنه أن يعطيها.
وتعلم هؤلاء الساسة الشحاذون من حسني مبارك وعمر سليمان في إتهام شعوبهم بتنفيذ أجندات أجنبية ... كل الشعوب تستلم الرشوات برأي الحكام؟ّ!! إن في هذا المنطق الأعوج إصرار على عدم الإصغاء للناس مطلقا أو حتى الإعتراف بوجود مظالم مهما عظمت المظاهرات المنتفضة للجماهير.

لماذا هذا الخوف والهلع من مظاهرات الناس المطالبة بحقوقها ؟!! إنه الخواء الداخلي الذي يهيمن على هؤلاء الحكام الدكتاتوريين فاقدي الشرعية في الحكم، هذا الرهط الذي لابد أن ينتهي إلى مزبلة التأريخ. إن رعبهم الداخلي لا يسمح لهم أن يتركوا الناس تتظاهر معبرة عن إرادتها وتعطي رأيها فيما هو دائر حولها وعليها ولها، فيتصدون لأبسط حقوق الناس بآلة الفتك الجائرة، وهي وسيلة الحكام الواحدة الوحيدة للتصدي.

الحكام المهووسون هؤلاء يتمسكون بالشرعنة، شرعنة الرئاسة؟!! هل قالت السماء إن عليكم التسلط في الحكم من مهدكم إلى لحدكم، إنه تسلط أجوف، مبارك ثلاثين سنة و بن علي حوالي أربع وعشرين سنة وعلي عبد الله حوالي ثلاثين سنة والقذافي (فيلسوف الكتاب الأخضر؟!!) إثنين وأربعين سنة وشبيه بهم عمر البشير والخليفة بشار الأسد والمستخلف بو تفليقة والخانع أحمدي نجاد وسيده خامنئي، وكلهم على طريق الملوك لا يخرج أحدهم من الحكم أما مخزيا أو ميتا.

يبدو إن شعوب منطقتنا الشرق أوسطية، خصوصا العربية منها قد قالت كلمتها ووعتها، والشعوب، لاشك، أنزه الواعين والفاعلين. ستعمد هذه الشعوب إلى تغيير الخارطة السياسية الإجتماعية من الدكتاتوريات المقيتة إلى الديمقراطيات برحاب الحرية والمساواة والتقدم لمستقبل أفضل. وستسير قوافل الشعوب هذه بعزم وإصرار ولا يضيرها هياج الحاكمين الخاوون.

ولنا هنا وقفة تحية وإجلال لمسيرة قوافل الشعبين الباسلين التونسي والمصري، اللذين شقا الطريق معبدا للسائرين.



#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير في مسيرة الشعب المصري
- الأوضاع العربية الحالية ومؤتمر القمة القادم في بغداد
- وسقط نظام بن علي الدكتاتوري الهش
- ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي
- قيمة الإنسان في شيلي وفي منطقتنا العربية والإسلامية


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف رجيب - فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية