أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عادل زكى - إعادة إنتاج السلطة














المزيد.....

إعادة إنتاج السلطة


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 00:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما الذى أراده، بالضبط، ثوار 25 يناير؟ وما الذى تريده حتى الآن، كُُل تلك الإتجاهات والفرق والأحزاب، والجماعات. . . . ؟ عدة إجابات من الممكن تقديمها، بل هى فعلاًً التى تُقدَم بمنتهى الوضوح، لكنها، فى معظمها، لا تنتمى سوى إلا إلى عِلم الأخلاق، والمثالية المرهفة الحالمة. فالثوار(أطباء، محامون، مهندسون، قضاة، معلمون، شيوخ، قساوسة، رجال، نساء، شباب، أطفال، إشتراكيون، تروتسكيون، ثوريون، ليبراليون، متأسلمون، جهاديون، عمال، حرفيون، رعاع المدن. . . .إلخ) كلهم فى ميدان التحرير، وجميع ميادين الثورة فى البلاد، لا يريدون سوى مجموعة من المطالب المشروعة جداًً، فهم يطالبون بإحترامهم كمواطنين شرفاء مِن قِبل مؤسسة الشرطة، وأعضاء النيابات، وهم يطالبون بتوفير فرص العمل، ورفع الحد الأدنى للأجور، وهم يطالبون بحياة كريمة، وهم يطالبون بالقضاء على الفساد والتزوير والتربح والإختلاس والرشوة والمحسوبية، وهم يطالبون بإعمال مبدأ سيادة القانون، مع بسط الرقابة القضائية الحقيقية على أعمال الإدارة، وهم يطالبون فى مرحلة أكثر تقدماًً بالقضاء على العلاقة المشبوهة ما بين رأس المال وبين السلطة، إلى آخر تلك المطالب التى يريد المتظاهرون من خلال تطبيقها إعادة تشكيل الخريطة السياسية، وإعادة توزيع الثروات، وفى المرحلة الأخيرة قرر متظاهروا 25 يناير رفع السقف، تبعاًً للغة السائدة، إلى حد مطالبة مصممة ومستميتة بتنحى رئيس الجمهورية، مع تحميله جميع مآسى الماضى، إختزالاًً للمسألة برمتها، وحينئذ ثمة تناول حماسى جداًً (سطحى جداًً) يتولى تقديم ملخصاًً فى هذا الشأن، هذا التناول إنما يرى الأزمة قد إنفرجت بتنحية الرئيس(إبتهاجاًً بكلمة خلعه)ولا يتبقى الأن أمامنا كمصريين شرفاء إلا تنظيف ميدان التحرير، وعدم مخالفة إشارة المرور، وعدم التحرش بالبنات، والكف عن إعطاء الإكراميات "الرشاوى" والإسراع لمساعدة الجار والمحتاج. . . . . إلخ، الثورة هنا نجحت (فى رأى جُُل ثوار 25 يناير) لأنها أسقطت نظام عميل (إمبريالى) فى رأى، و(أحد الطواغيت) فى رأى آخر. بيد أن هذا التناول جاء دون لمس المشكلة الأساسية التي قادت إلى تفجُّر الثورة ذاتها، وهى مشكلة (النمط الاقتصادى المهيمن) الذى تشكل خلال العقود السابقة، والذى أفضى إلى الإفقار الشامل وإزدياد الجماهير تحت خط الفقر من جهة، والبطالة والجوع والمرض من الجهة الأخرى. إن وضع اليد على المشكلة الرئيسية يجعلنا ندرك بوضوح أين نحن من الثورة كفكرة، وإلى أين نتجه بها، فإن الوعى لازم بأن النظام لم يسقط، فعلياًً، إذ الذى سقط مظاهر وجوده وبعض رموزه، فقط بعض الأسماء وبعض المؤسسات، مع بقاء وجوده الهيكلى على الصعيد الإجتماعى والسياسى، وهو يستمد وجوده الهيكلى هذا من نمط الإنتاج المهيمن والذى نمى النظام فى ركابه، إنه النظام الذى يزيد الأغنياء غناءًً ويزيد الفقراء فقراًً، فالنظام الإقتصادى الذى تحكم فى مُجمل أداء النظام عبر سنوات من قهر الشعب وسحله، لم يزل موجوداًً بوجود شركاته ومشروعاته وأسهمه وسنداته، ولم تزل مرتزقة النظام تتمتع بكامل وجودها الإجتماعى والسياسى!! إن التوقف عند خلع رئيس الدولة، ووزارته الفاسدة، إنما هو سقوط للثورة ليس النظام، فإن طريق الثورة لم يزل طويلاًً، فالثورة الحقيقية ليست ضد نظام حكم فاسد، وإنما هى ضد النظام الإقتصادى المهيمن والذى يتحكم فى هذا النظام الفاسد، إنه النظام المقدِِس لرأس المال، والساجد للسوق الواحد الأحد. وإن هذا التحديد للعدو إنما يُمثل لحظة تنبيه فى تاريخنا الثورى الواعى بأن الثورة الحقيقية لا تؤدى مطلقاًً إلى إعادة إنتاج السلطة، وإنما تقود نحو مشروع حضارى لمستقبل آمن لا ترسم محدداته وملامحه النُُخب الإنتهازية وبرلمانات الذهب والدم، وسلطة القمع. وإنما الجماهير الغفيرة التى كادت أن تزحف على بطنها من الجوع والفقر والمرض. وإن هذا التحديد كذلك إنما يحذرنا بإستمرار من هؤلاء الإنتهازيين الحالمين بركوب الثورة وتوجيها إلى حيث يريدون. إنه التحديد الذى يعلنها ثورة لا هوادة فيها ضد نظام إسترق أرواحنا على ظهر كوكب ينتحر بعد أن قاد المخبولون العميان.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى، إلى فخر الدين الرازى
- مَن الذى يبنى إسرائيل الكبرى؟
- تلخيص العمل المأجور والرأسمال
- من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف) ل محمد عادل زكى
- الديالكتيك، بين إبن خلدون وماو تسى تونج
- الصراع الإجتماعى فى السودان. منهج مقترح للفهم
- البتروليتاريا
- جدلية الصراع الإجتماعى فى فنزويلا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عادل زكى - إعادة إنتاج السلطة