أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - أحزان عراقية تسير الى الفرح يوم 25 شباط














المزيد.....

أحزان عراقية تسير الى الفرح يوم 25 شباط


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استبشر العراقيون خيرا بالتغيير الذي حصل في بلدهم عام 2003 رغم مرارة الأحتلال ، ولكنهم رغم شعور الأستبشار والمرارة كلاهما ، فقد فغروا أفواههم أمام ثورة الأتصالات والمعلوماتية التي غزت العالم ، والتي صارت في متناول أياديهم .
لقد حرمهم النظام الصدامي البعثي حتى من الساتيلايت ( الدش ) ، وهو الذي لم يكن يخلوا منه بيت في كل العالم إلا البيت العراقي ؛ فبالأضافة الى عدم وجود الدش فأنه لم يكن يوجد أيضا ، لا الفاكس او التلفون المحمول أو الأنترنت ، بل كان حتى الأستماع الى غير محطات الأذاعات الممهورة بإسم الحكومة العراقية ، او رؤية التلفزيون غير السلطوي ، أمر يعاقب عليه النظام . والويل لمن يتجاوز عتبة النظام المنصوص بالطريقة الصدامية او البعثية !!

ومن بين زحام هذا الجديد الذي غزا العراق ، ارتفع دخل المواطن العراقي لعشرات الأضعاف بُعَيدَ السقوط ، بعد أن كان دخله الشهري لا يساوي طبقة بيض واحده . ولولا مفردات البطاقة التموينية رغم ردائتها ، لكان الموت جوعا ماركة عراقية بإمتياز .

بعد هذه القفزة الكبيرة في الدخل ، صار المواطن يتسابق حتى مع نفسه لأقتناء الجديد من الأجهزة والأدوات التي لم يكن يحلم حتى برؤيتها .
ومن المؤكد ان سرعة تكيف العراقي مع جديد الظواهر الحضارية ، تترك أنطباعا راسخا ، بأن الشعب العراقي واحد من الشعوب الحية في المنطقة. وتكمن حيوية هذا الشعب في طموحاته المشروعة بحياة حرة وسعيدة وحب مميز في مواكبته لكل جديد .

بعد الحراك السياسي في تونس ومصر وما يجري الآن في اليمن وليبيا والبحرين والجزائر وأيران من حراك سياسي ، بدأ صوت الشارع العراقي يرتفع ، بعد ان ترك كل هذا الحراك الذي هيجه شباب الفيسبوك ، والأنترنت والتويتر ، آثاره للبدأ بحراك سياسي عراقي ، لا من اجل تغيير النظام الحالي ، كما تنادي به جماهير تلك البلدان لأسقاط حكوماتهم ، ولكن من أجل أهداف مطلبية مشروعة ، تتعلق بوجوب : -

× وقف استشراء الفساد الأداري والمالي الذي ينخر بخزينة العراق المخرومة ، ويفتك بالملكية
× إقامة حكومة قادرة على تلبية مطالب الجماهير الحيوية وتحقيق وضع مستقر وآمن .
× إلغاء قانون الأنتخابات سيء الصيت . والأبتعاد عن التهميش .
× توفير فرص عمل للمواطن كي يخرج من لجة الفقر التي تهدر كرامته. × التوزيع العادل للثروة الوطنية . فإن أرتفاع نسبة الفقر في العراق ، لا يتناسب والموارد التي تدخل خزينة الدولة من النفط الذي يرتفع سعره يوميا .

ان هذه المطالب المحدودة تعتبر غيض من فيض المطالب التي ينادي بها المواطن العراقي ، حتى بات هذا المواطن على حد تعبير النائب عن كتلة التحالف الوطني جلال الدين الصغير في خطبة هذه الجمعة ، بات المواطن لا يثق بأي من الوعود التي يقطعها له المسؤلون في الدولة العراقية ، بل انه شخص وبشكل صحيح : بأنه من غير المعقول ان تستمر مهزلة تشكيل الحكومة العراقية قرابة السنة التي في خلالها لم يتطرق اي من اصحاب الكتل الفائزة بالأنتخابات الى ما يحتاجه المواطن بل الى المصالح الشخصية ، فقد انشغلت هذه الكتل بجني المغانم فقط لاغير .

وفعلا لم يغر أي من هؤلاء أن يتحدث عن معاناة الجماهير التي بدأ صبرها ينفذ ، وحلمها يموت على مذبح الحاجة ، بل إن أحلامهم بوطن سعيد ، تنتظر أن تذبح على وقع أصداء تصريحات المسؤولين التي تنادي تارة بمنع التظاهر وتارة بإتهام المتظاهرين بأنهم من بقايا البعثيين أو انهم من اتباع القاعدة وصولا الى إطلاق النارعليهم بالأعتدة الحية .
وبدل أن تحتوي الدولة بكل مؤسساتها مطالب المتظاهرين ، نجدها تدعوا للتصعيد فتوجه على صدورهم النار، وعلى وطنيتهم الشكوك !

إن التظاهر السلمي حق كفله الدستور ، بأعتباره وسيلة إعلان عن الضيم الذي يعاني منه المتظاهر ، او انه دعوة لإعلان المظالم ، أو انه ذو صبغة مطلبية . فلم الخوف من التظاهر أذن !؟

وبالمقابل فإنه مطلوب من المتظاهرين بدرجة أساسية أن لا تتحول تظاهراتهم الى فوضى يسود فيها التخريب او العنف ، فهذا هو ما تريده الأنظمة المستبدة ، فكلما كانت التظاهرات حاملة لأغصان الزيتون ، كلما حققت أهدافها .

ومن المفيد ان نذكر المسؤلين هنا أن أهداف التظاهر ليست من أجل تغيير النظام السياسي في العراق ، بل من أجل تصحيح مسار العملية السياسية التي تشارك بها الجميع منذ ما قبل السقوط .

إذن فلتكن الدعوات للقيام بالأعتصامات او التظاهرات السلمية مؤشرا على عدم رضا الجماهير من سيرورة العملية السياسية التي تهمش ابسط مطالبهم وهو توفير الأمان والكهرباء ومعاقبة سارقي قوت الشعب ، وما أكثرهم ، فهم يملئون خارطة العراق من الجنوب الى الشمال .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف القدح الفارغ في ثورة مصر
- بوابتان في مصر وتونس فتحهما زمن وجيز
- سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟
- هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟
- هوية العراقيين الذين هبوا ، لا تغير من أسباب هبتهم
- تأملات في تأملات الكاتب رضا الظاهر ( في - حرية النقد - وتدقي ...
- دوام الصحة للنصير الشيوعي المناضل الدكتور حكمت حكيم
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكف عن التصفيق لنفسه
- عمه زكيه شلون تموتين وإنتي من أهل العماره
- عمه زكيه شلون تموتين وأني من اهل العماره
- شهادة السيد محمود المشهداني بحق الحزب الشيوعي العراقي
- كّول والعباس راح أنتخب فلان
- جميل أن نسميها منافسة أنتخابية ولا نسميها معركة أنتخابية
- ظلامة ام على ابنها الشهيد الشيوعي
- حتى انت يا علاوي
- قائمة أتحاد الشعب فقيرة . مرشحوها كادحين ، ولكنهم أغنياء بال ...
- وجع على العراق
- مليوصه يا نوري المالكي
- وعي الأختيار عند الناخب ، وحده ينقذ العراق
- لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!


المزيد.....




- كم بلغت قيمة دخل بايدن وزوجته في 2023؟
- هل تستطيع الصين أن تلعب دورا في تجنب حرب شاملة بالشرق الأوسط ...
- -تفجير عبوات بلواء غولاني واستهداف جنود ومواقع-..-حزب الله- ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر بعض الحكومات وإسرائيل: إذا قام ...
- رئيس الحكومة العراقية يدعو من واشنطن إلى ضبط النفس في الشرق ...
- ?? مباشر: إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبو ...
- بحسب مذكرة مسرّبة.. نيويورك تايمز تقيّد صحفييها بشأن تغطية ا ...
- سلاح الجو الأردني يكثف طلعاته منذ قصف إيران لإسرائيل
- في ذكرى غرقها.. معلومات مثيرة عن -تيتانيك-
- بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - أحزان عراقية تسير الى الفرح يوم 25 شباط