أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - التنوع في وحدة الهم















المزيد.....

التنوع في وحدة الهم


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 22:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أهدي هذا المقال، على تواضعه، لملهمي الثورات عندنا ، شعبي تونس ومصر كما أهديه للشعب الليبي الذي سدت على نضالاته كل النوافذ وهو الآن تمارس في حقه كل المذابح المتوحشة أمام صمت الجميع بدعوى لغة الصم التي فرضها صنم الكتاب العجائبي: نبي القذارة الدموية معمر القذافي، أحييكم يا شعب ليبيا في استماتتكم، وهذا مني أضعف الإيمان.

لعل ما وضح أنه يوحد نضالات جنوب حوض البحر الابيض المتوسط هي وحدة الهم، والمفارقة العجيبة لهذا الحوض هو هذا التناقض العجيب بين شماله وجنوبه، شمال أتم صياغة ديموقراطية تتوافق عليها ديكتاتورية طبقة رأسمالية تتناوب بشكل دوري على زمام السياسة بحيث تستوي نفس الفئات من التحالف المسيطر على تكافؤ الفرص في التناوب بالشكل الذي تتباين عندها المنهجيات في صم الشعوب الأوربية الحالمة، فتارة تنعم بيمين كاسر وتارة بيسار متفهم يوزع الصدقات، او قل تارة يرتقي سقف السطو عند اليسار مبلغا يبدو فيه اليمين احلا من اليسار في إعطاء الصدقات، بشكل تتشدق فيه المجتمعات الأوربية بوطنية فاشية ادهش مافيها تأشيرة الدخول على من يأتيها من الجنوب، هؤلاء الأوربيون، الإنسانيون جدا، تهمهم كثيرا فينا متاحف الخرافة والأنفة القادمة من زمن البعير، جمل نيتشة المثقل بكل هموم الأساطير، هذا الإنسان لأوربي المتفوق الذي يهمه فينا ان تتخلص المرأة من الحجاب، اسطورة جميلة حملناها إلى الغرب ليصنع منا وحوشا وأبقارا تستحق الموت، خرافة رائعة تضع الإنسان العربي سجين ملهات الجسد والشرف وينسى هموما حقيقية في أرضه، وكم كان قد اثارنا الموضوع وجفلت منه فرائس علماء المضمضة وغسل الذبور وغرقنا في الفتاوي ولم ننتهي، خرافات أغدقت سنن الأوربيين ترفا في التشريع، إقصاء في إقصاء لمجرد خرافة إذ مالفرق بين المرأة والمرأة في الحجاب أو في فضه في أوربا، حتى حناطر الحجاب من الجنوب تعرف أن المرأة هي المرأة و لو لبست قشة قنفذ، ليس التحجب أو دونه هو من يحرر المرأة، بل هي القوانين حين تتأسس على كرامة الإنسان، والكرامة هذه هي باختصار بالغ، الحق في الحياة والحق في العيش الكريم، هي حق العمل والسكن وحق تكافؤ الفرص والمساوات في كل شيء وما دون هذا فهو هرطقة تشريعية، وهذا بالتحديد ليس متحققا في أوربا المتغطرسة، لكن لأوربا في الامر شؤون أخرى أهمها صناعة الملهاة بتسييد علماء يحترفون ترفا آخر في التشريع الأسطوري، ملهمي شعوب الجنوب من الضفة الأخرى بسحر الممنوعات في الأرض المبيحات في السماء. فهل صمد علماء الذبور ومثقفي الملهاة امام زلزال الجنوب؟ هل سمع الشعب المصري لفتاوى الخروج عن طاعة اولي الأمر التي صدرها إمام السعودية؟ وهل صدقت الإمارات أن طائرة ذهب تونس سيفلتها من غضب الشعب الإماراتي الشريف؟
كانت تونس ومصر غاية في الروعة، وأعطت الدرس البالغ في كل شيء، درسا في الوحدة الجماهيرية، تنوعا رائعا في الوحدة أيضا وهذا هو الأهم، تنوعا لم يختزل شعبين في خرافة، نضالات مستميتة أربكت كل الإختبارات، وأعادت الإعتبار للكرامة الإنسانية، رأى العالم بأكمله بأن ليس الإسلام هو المهيمن في ثقافة الشعوب الجنوبية بل هي كانت الحرية هي المهيمنة، والحرية في بساطتها تعني الكثير، وأهمها الإستطاعة الواجبة في استعادة الكرامة التي تعني عند الإنسان كل الحقوق، وسقطت شرعية النظام الضامن لحقارة الشعوب. لتونس ومصر سبق البدء وللشعوب في المحيط العربي أمانة الإلتحاق بالركب.
ما يوحد شعوب الجنوب إذن هو او هي وحدة الهم في التخلص من حقارتها، في الجنوب كل الأنظمة متشابهة، ملكية كانت أو رئاسية، بارونات النهب وتفويت الأوطان للشركات المتعددة الجنسية تحت خرافة التنمية، بارونات لم نتعلم منهم سوى فقاعة أرقام تنموية وعبقريات مفلسة متوارثة، لا يدري المواطن فيها سوى تشعبا للأزمات، وأغرب الأمور في بلداننا أنها تتسم بالعجب، كل دول جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، ولو بلد واحد منه أعلن صراحة أنه تعادى من الازمة المالية، وجدير أن من تنمو فوقه الأزمات لا يستشعرها، وأرقامنا المتدنية في الجهل والتخلف والبطالة واحترام الإنسانوالتنمية هي ارقام فائقة البلاغة ، والحقيقة الوحيدة التي تستطيبها كيانات التخلف ممن ينتشي دفء كرسي الحكم هي هذه الخرافة المجيدة :نحن أمم لها خصوصيتها الإقتصادية، وهو الشيء الوحيد الذي أشاطرهم فيها، إنها خصوصية فريدة من نوعها في العالم، هو ان اقتصادها هو اقتصاد بارونات المافيا، التي لا يربطها بالوطن إلا النهب، وهذا بالفعل ما وعته الجماهير في وطن الجنوب وهذا أيضا هو سر وحدتها في الهم. وفعلا للبارون خصوصية فريدة هي أن يموت في النهب، لذلك لن نستغرب أن يساند أحدهم الآخر من منطلق نفس الهوية، وللبارون عندنا أن يتشبث بقيم الدين حين يتصدق، وللصدقة عندنا حكمة أن تعطى للمقربين من البلطجة، هكذا يتموطن عندنا الرئيس والملك، لا أحد من الحكام تدارك الموقف وأعلن على سبيل التمثيل المسرحي الديموقراطي الأوربي وأعلن أنه ليس وحده البارون المافيوي ويتبادل الأدوار مع بارون آخر قد يشع بعد الصدقات كما في أوربا ليفهم الناس أن البارون إذا استعصى يمكن تبديله في انتخابات نزيهة، يا لسخرية القدر عندنا حين لا يتبادلون الأدوار ولو على مستوى كيانات البلطجة بالنزاهة ذاتها عند الأوربيين، ما أروع النزاهة عند الأوربيين، يقول لي صديقي أو رفيقي الفرنسي فريد ديكوس في مهاتفة له معي حول الزلزال العربي حين سألته عما يمنعهم هم الآخرون في تغيير ساركوزي فيجيب: « الفرنسيون ينتظرون اتنتخابات 2012 وهي قريبة ليحاسبوه، الفرنسيون ينتظرون معاقبته في ذلك اليوم، وأنهى رسالته بابتسامة خبث يحتقر فيها جمهور الفرنسيين». أطرح هذا وأعرف مسبقا أن البارون في الشمال ليس كالبارون في الجنوب الذي يعتقد انه هو الوطن وما يخرج من تجاوز من رعاياه هو خيانة للوطن، يختزلون الوطن في ثكناتهم، لذلك فكل حراك اجتماعي هو خيانة للوطن. أما البارون في الشمال فيرتبط بميثاق التبادل مع بارونات آخرين من نفس التحالف ليتبادلوا الأدوار في الملهات، ونحن الشعوب منبهرون لترف الإبداع في التشريعات التي تحاصر حجاب امراة، لكن حتما، ثورة تونس ومصر، أنهت لعبة الحجاب، وتخلخل التوازن لدى القوى الإمبريالية (للتذكير فقط، حملت إلينا قصاصة الأخبار أن فرنسا تريد إعادة تقييمها للإسلام) حيث باتت تنشد خيارات سلمية الضائع فيها دولة الدلال الإمبريالي التي انتشت أن تعيش في الماء العكر، واعرف مسبقا لعبة التحول السلس التي تريدها إسرائيل حين أعزت إلى حليفتها الولايات المتحدة أن تبطيء، في مصر عملية التحول السلمي، والمسألة ليست في الإبطاء او التسرع، المسألة هي اننا سئمنا لعبة الظروف الدولية، المسألة عند الشعوب هي أن تعيش في كرامة وأن لا تستغل طاقاتها وتهدر في خرافة السلام: الشعب يريد الحياة، الشعب يريد التغيير، هكذا الآن تنطق شعوبنا.
الآن بدأت تنقشع الحقائق، وظهرت عبقرية الإختلاس وفوضى الإرهاب التي كان يبدع فيها بارونات الأنظمة البلطجية (بالمناسبة أحيي الشعب المصري في إبداعه لهذا المسطلح العجيب كما أحيي شعب تونس على الدلالة الجديدة لمسطلح: فهمتكم والذي يعني عندي النهاية أو الخاتمة، فليتعلم إذن متحجري اللغة أن الدلالات في اللغة تتغير في زمن الثورات) التي كانت ترهب فينا سنة العيش والسلام، انقشعت حقيقة أن النظام العربي الرسمي هو من كان يصنع القنابل ويفجرها في الكنائس أيام أعياد الميلاد، ظهر أن بن علي هو من اغتال أبو إياد وآخرون.. وستنقشع حقائق أخرى لا زال الباقون من بارونات النظام العربي يحتفظون بها.لذلك لا نستغرب هذا التماهي في الموت في السلطة من طرف من التصقت مؤخراتهم بكراسي الحكم ولن نستغرب لماذا يخورون خوار أصدقائهم الرأسماليين ولماذا يحتقروهم هؤلاء في اللحظات الحرجة، كل النظام العالمي متورط في الجرائم الإنسانية، هكذا كان، وهكذا سيبقى إلى أن تثور الشعوب لكرامتها.
كل الشعوب.
عذري مازغ



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية
- يوميات مغارة الموت: جمع الفتوى
- ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
- يوميات مغارة الموت 1992
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش(2)
- هكذا تتأطر العلمانية عندنا
- حول دور الحزب الشيوعي، مدخل إلى الممارسة التطبيقية
- عندما قابلت عزرائيل
- الفنان سيدي عبد السلام ياسين
- قراءة في كلمة الرفيق رزكار عقراوي
- عبوزان الصغير
- إيه يا داحماد حين تأتينا بثورة بغلة (عن جبل سكساوة)


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - التنوع في وحدة الهم