أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المقال الثاني في سلسلة حد الحرابة.














المزيد.....

الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المقال الثاني في سلسلة حد الحرابة.


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وردت كلمة فساد في أحد عشر موضعا في القرآن الكريم ,وكلها بمعنى الفساد الشامل العام (فساد في الأرض ,...في البر والبحر) ,كما وردت كلمة (مفسد) في إحدى وعشرين آية ,وكلها أيضا تعنى الفساد العام . فالفساد والإفساد هو إيقاع الضرر الفادح الشامل , والمسرفون هم المفسدون في الأرض والسرف هو الظلم . والله يأمرنا بعصيان المفسدين ,هكذا وبوضوح ,فيقول " ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون " الشعراء 151-152 . وحتى إن سلَّمنا برأي الفقيه أن حد الحرابة يؤخذ به قاطع الطريق الذي يسرق المال ويروع الناس , ألا يفعل ذلك غير اللصوص في الطريق ؟ ألا ينهب السلطان وبطانته ومجموعات المصالح الملتفة حوله , ألا يفعلون ذلك؟ ألا ينهبون ويروِّعون ؟ ألا يجوز من باب الإنصاف تطبيق العقوبة ذاتها على نفس الجريمة ؟ وحد الحرابة تعاوره التزييف التاريخي الذي اضطلع به مؤرخو السلطان فدأبوا على تصوير حركات رفض الواقع والخروج على السلطة على أنها انتفاضات حرامية ولصوص وهم من عُرفوا في التاريخ العربي بالشُطَّار والعيارين أو الذعار والدعار. وكان حرص السلطة والملأ دائما هو تصوير حركات المقاومة والرفض على أنها خروج على القانون والشرعية أو أن الخارجين هم أصحاب أجندات خاصة أو هم أتباع لدول أجنبية , وذلك بقصد تجريم فعاليات المقاومة وتبرير سحقها بلا رحمة من أجل إبقاء الأمور على ما هي عليه . وكان لهذه الحركات - التي سجلها المؤرخ على أنها قطْع الطريق- دلالات وبواعث سياسية واقتصادية , إذ رفضت الواقع رفضا تاما وأعلنت الخروج المسلح عليه , فلم يكن بوسع هؤلاء الثائرين غير اتباع وسائل غير شرعية لنيل ما يرون أنه حقهم الشرعي . ولقد سجل تراثنا الشعبي الكثير من هذه الحركات واعتبر زعماءها أبطالا وطنيين "خارج القانون" .ولن تجد في كل صفحات تاريخنا الإسلامي أو أدبنا العربي وصفا لجميع أشكال الخروج على السلطة أو الانتفاضات الشعبية أو ثورات جموع الناس إلا وصفا واحدا هو( قطع الطريق) . فانتفاضات الجياع هي" قطع طريق", والخروج الشعبي بدوافع سياسية أو اجتماعية هو " قطع طريق" . ولن تجد في معظم صفحات تاريخنا " الرسمي "وصفا لهؤلاء الثوار غير وصف "الشطار أو العيارين أو الدعار أو الزعار" , وكلها بمعاني اللص الخسيس الخبيث سئ الخلق الشرس . حتى في تاريخنا المعاصر , أُطلق وصف " انتفاضة حرامية "على الرفض الشعبي لارتفاع أسعار السلع الأساسية , فتحركت جموع الناس بشكل عفوي غير مخطط ليعلنوا رفضهم للظلم . غير أن الأدب الشعبي والمأثور المتوارث جيلا بعد جيل يذكر زعماء هؤلاء " اللصوص والشطار" بوصفهم زعماء وأبطالا شعبيين رفعوا راية العصيان في مواجهة قوى الظلم والقهر. وسواء أكانت حركات الخروج الجماعي على السلطان هي حركات لصوصية حقيقية لقطع الطريق وسلب الناس أم انتفاضات ذات دوافع سياسية أو اجتماعية , فكلها مثيرة لقلق السلطة إذ تفضح ضعف السلطان وتظهر إمكان الخروج عليه , -فهو كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب- كما تبين للناس طريق مناهضة الظلم وأن ذلك يسير متى اجتمع الناس له – وللجميع عبرة في ثورتي تونس ومصر. وذلك لم يكن ليثير قلق السلطان وحده , وإنما كان مصدر رعب للملأ ومجموعات المصالح والموسرين ممن يجسدون الفارق الطبقي الهائل: بين من يعمل وبين من ينهب , بين البسطاء الكادحين في الأرض وبين من يسلبهم عوائد كدِّهم. وهل كان السلطان – أي سلطان – يخشى حفنة من اللصوص"تقطع الطريق"على الناس وتسلبهم أموالهم ؟ لم يكن الأمر على هذا النحو , فمن كان "يقطع الطريق"ليس عصابة أو حفنة لصوص بل كانوا ألوفا من الناس . وحرص المؤرخ السلطاني – الرسمي – على تصوير هذه الحركات الشعبية على أنها انتفاضات حرامية ويتزعمها الدهماء والسفلة من الناس , في حين أن الواقع والحقيقة يذكران الكثيرين من زعماء هذه الانتفاضات بأنهم أصحاب أخلاق رفيعة , فهم لا يسلبون أموال الفقراء , ولا يفتشون النساء , وكانوا يشاركون في الجهاد ضد الغزاة الأجانب , ولا ينهبون غير أموال الموسرين (أبناء الناس بحسب مفردات التراث الشعبي ) , الأمر الذي يدل على رفض التفاوت الطبقي وليس مجرد لصوصية ونهب . "وكان شعارهم هو الثورة على السلطة وأصحاب المال , أي رفض الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة , لذا انحصر نشاطهم ضد حكم العسكر, والجند المرتزقة والتسلط الخارجي وتخاذُل السلاطين والخلفاء وعجْز ولاة الشرطة والأثرياء وكبار التجار والأمراء ومَن والوهم. (يُتبع)
بتصرف من كتاب :المسكوت عنه في الإسلام بين التقديس والتدليس-لنبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..
- آية السيف وأسرارها بين الفقيه والسلطان (الجزء الثاني والأخير ...
- آية السيف وأسرارها الخفية بين الفقيه والسلطان -مقال في عدة أ ...
- في ظل انعدام ثقافة المقاومة يفترع العمدة العروس قبل زوجها
- قالت العرب :جوِّع كلبك يتبعك ,لكن من يضمن ألا يأكل الكلبُ مج ...
- لهذه الأسباب لا يجوز قتل المسيحي – آية السيف والفكر المؤسس ل ...
- القابلية للاستنعاج
- من يرتق الفتق غير من يفتق الرتق –ومحنة فيلم الرسالة
- الدكتور البرادعي ومحاكم التفتيش - تعقيب على الفتوى بإهدار دم ...
- تسييس الدين وتديين السياسة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المقال الثاني في سلسلة حد الحرابة.