أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن – 4 –














المزيد.....

عزف على الوتر الثامن – 4 –


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


عزف على الوتر الثامن – 4 –

1 - على سادة الشوق

مع تسلل أول ضوء صحوت.. مارست طقوسي, أخذت حمامي وحلقت ذقني, وأطلقت طائري بالإشارة وأعددت القهوة التي تحب, تطيبت.. وعلى أريكة الفرح انتظرت.. رجع عصفور.. رفرف حول رأسي هناك.. قال:
- لم أجدها هناك, لم تستقبل الإشارة!!
- هي في الطرق إذن.. هي لا تتأخر.
وانتظرت ولم تأتِ, وتلهى عصفوري مع عصفورته تلقمه وجبة الصباح من حنطة الفرح, لم أشأ أن افسد عليه بهجته ولا أقطع على وليفته نشوتها, وأخذت أراقبهما, وأمضغ لحمي.. وأشرب من ماء همي, فاعتذر العصفور من صاحبته وجاء:
- هي ستأتي مثل كل صباح.. لِمَ القلق؟
- طِر إليها يا صاحبي, واستطلع الأحوال هناك!!
رجع العصفور.. رقص أمامي, فأدركت ما في صدره من لؤم عصافير الصباح, وفرحت, قلت:
- بشر يا صاحبي اللؤم لا يليق بعصافير الصباح
رقص العصفور وطار, قبل وليفته وشوشها, نظرت لي وضحكت, فصرخت:
- حتى العصافير لئيمة هذا الصباح!؟
- وجدتها نائمة وفي حضنها رجل!!
- رجل.. ومن يكون؟؟
- هو أنتْ
قبل العصفور عصفورته وطار.. وأنا اتكأت على وسادة الشوق.. انتظر.


2 - اختبار أشواق العاشقات

يتحدث الناس في المدينة, عن امرأة تظهر في المدينة, في موسم المطر من كل عام,.. تمشي وقد علقت على صدرها رجلا له وجه قمر.. ويسير أمامها نورس يختال بريشه الأبيض, ويشير إلى رابية على البحر, فتهرع النساء الحوامل إلى هناك..
ويقال أن المرأة عندما تصل إلى الرابية, يهبط الرجل عن صدرها ويأخذها تحت إبطه, ويستطلعان المكان وأحوال الريح, أما الطائر فيصعد إلى السماء حتى يصل قرص الشمس, ويعود محمولا على قوس قزح, فتراه النساء سبعة طيور..
وعندما يصل الرابية يكون الرجل والمرأة قد جلسا يحتسيان الشاي ويهيمان على رائحة هي روح النعناع مغمسة بالخزامى, فيهتف النورس بالنساء المنتظرات:
- هيا للاختبار, والاختيار يا نساء موسم المطر!!
تخرج الحوامل أجنتهن من الأرحام ,وتحمل الواحدة جنينها على كفيها وتقف بين يدي المرأة والرجل, فإذا لامست كف المرأة الجنين يهتف الجنين فرحا:
- أنا المسني..
تقبله المرأة ضاحكة:
- أنت المسني وأنا اشهد
وإذا لامست كف الرجل الجنين, يهتف الجنين:
- أنا رضاب..
يقبلها الرجل ضاحكا:
- أنتِ الرضاب وأنا اشهد
أما من لا يلامسه كف المرأة أو كف الرجل, فيقبله النورس ويهمس في أذن أمه:
- سمه ما شئت هو ليس بذرة عشق
تنطق المرأة عن حزن دفين:
- سمه يا طائر الوعد لعل أبوه يتعلم العشق !!
- للبنت اسم سعاد وللولد النورس أو سعد ..
وبتوالي الفصول, انحصرت الأسماء في المدينة بين رضاب وسعاد للإناث والمنسي وسعد للذكور, وأن النساء غير المتزوجات ينتظرن فصل المطر, حتى تختبر الواحدة ما يسكنها من دبيب الرغبات, عندما تحدقن في وجه الرجل الذي يجلس على صدرها..


3 - سر الخزامى

قبل أن يجبل الله الطين بالماء, وخلق آدم وحواء, وصور بني البشر, خلط الله طينا أشقر وخلق امرأة وقال لها أنتِ الخزامى, وخلق رجلا وقال له أنتَ المنسي, وأطلقها فهبطا في مجرة الورد متقابلان وجها لوجه, حدق في وجهها وضحك, وحدقت في وجهه وضحكت, فتعرفا على الصوت ,وكان الوقت فجراً.قالت:
- أنا جائعة.
قبلها ثلاثا, فشبعت وغفت على صدره, وعند الظهر صحت وقالت:
- جعت يا أنت!
قبلها خمس مرات فشبعت وغفت على صدره, وعند منتصف الليل صحت وقالت:
- جعت!
قبلها سبع مرات فقالت:
- أنت المنسي؟
- وكيف عرفت يا رضاب
- هذا سر.
- الله أبلغني أن في رجلك سر, وعليكِ أن تعرفيه.. هل تدليني عليه؟!
- الثلاث وعد, والخمسة انتظار, والسبع خزامى, والمنسي على وعد بانتظار الخزامى.


4 - زيتونة رضاب

أول وقتي كان القرنفل.. في الصباح انطلقت إلى المشتل..اشتريت شتلات زيتون لأزرعها في الكرم.. شتلة مختلفة هشت لي.. ولاني اعرف لغة الزيتون همستُ لها:
- أنتِ هي.. قلبي لا يخطئكِ.
قالت النبتة بدلع الصبايا الراغبات:
- وأنت هو من انتظر.
وزرعتها في وجه الشمس, تستقبل الريح القادمة من البحر.. وحضنتها:
- أهلا بك في الكرم..
اليوم استضاف الكرم شجرة أطلقت عليها اسم رضاب, ونذرت زيتها وزيتونها لجوعي العشق..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف على الوتر الثامن – 3 –
- عز ف على الوتر الثامن – 2 -
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -
- هموم امرأة خضراء – 3 –
- هموم امرأة خضراء – 2 -
- هموم امرأة خضراء – 1-
- خداع الصور
- في تفسير لغة الريح
- مكابدات امرأة عاقلة
- صقر أبو عيده والدوران حول بؤرة الألم
- طقوس امرأة بريئة جدا – 6 –
- قطف اللهفة قبل مواسم الجفاف
- امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق
- الانتظار بقلب عاشقة وصبر قديسة..
- هل رأيتِ موت ظلي –15 - والأخيرة
- هل رأيتِ موت ظلي – 14 -


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - عزف على الوتر الثامن – 4 –