أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - لا للعنف سلمية...سلمية














المزيد.....

لا للعنف سلمية...سلمية


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثورة الياسمين في تونس و كنسها لعلي بن زيد العابسين إتضح أن شراراتها قد أوقدت نارا ستنتقل لتلتهم هشيم الأنظمة العربية ، الإستبدادية الخاضعة للإمبريالية سياسيا، وإقتصاديا ، وكل الأنظمة الغارقة في الفساد، وستعيد تشكيل العالم العربي. وما هي إلا أيام حتى إندلعت ثورة 24 يناير في القاهرة، لكنها كانت من الثورات ذات الطراز الجديد، ثورة سلمية، يطغى عليها الغناء و التصفيق ، و النكات الساخرة، والهتافات المؤكدة على طابعها :
سِلمِيَّة .... سِلمِيَّة. كانت تجربة الثورات لحد عقود قد بَيَّنَت أن رغبة الجماهير في التغيير السلمي تخمدها الأنظمة بالحديد والنار، فما كان على الثوار سوى إمتشاق السلاح للدفاع عن أنفسهم، ولتحقيق أهدافهم. وكانت الأنظمة في كثير من الحالات تستفز المتظاهرين ، وحتى تدس مخربين بين صفوفهم ، لإفتعال ذريعة تبرر بها إستخدام العنف. وكان الدرس الذي إستخلصه الثوار: أن الخصم هو الذي يحدد طابع المعركة. وقد طبقت الحكومة المصرية، الدولة "العلمانية " المرتبطة بالغرب، هذا النهج فأطلقت شرطتها العلنية لتفرق المتظاهرين،,اضطرت على سحب الشرطة بعدما فتحت أبواب السجون للمجرمين و البلطجية. ثم أرسلت "جنجويـد "ها، بخيولهم وبِعْرانِهم، لكن الثائرين قاوموهم دون أن ينجروا للعنف، وأثبتوا أن قانون الفعل ورد الفعل الفيزياوي لا ينطبق تماما على الصراع الإجتماعي، وهو صراع طبقي ، ما إنتهى ، ولن ينتهي حتى تتحقق العدالة الإجتماعية، وفوكوياما نفسه أدرك بعد حين قصير خطأ فرضيته عن "نهاية التاريخ" ، والتي ورفضها غربيون، غير ماركسيين، بل بينهم حتى معادين للشيوعية، كما رفضوا فكرة هننغتون عن صراع الحضارات ، وتحدثوا عن حوار الحضارات.

إن إنتصار الشعب التونسي وبعده إنتصار الشعب المصري تأكيد جديد على
أن الناس إن استيقظوا من غفلتهم، التي أوقعهم و يوقعهم فيها وعاظ السلاطين و مثقفو السلطة بالتضليل، وإن بِصَمتِهم فقط عن الظلم والعسف، إن استيقظ الناس، أَحَرَّكهم النُزُوع الى الحرية أو تفاقم الحاجة ، أو تنامي الوعي أنهم على حق وعازمون على إستعادة كرامتهم المسلوبة تتفجر آنذاك قوتهم برا كينا وسيلا يجرف الطغاة إن رفضوا ، أويتركهم يذوون في مزابل مع خَضراوات الدِمن.
ففعل النزوع الى الحرية، كأي فكرة، إن جرى إدراكه ، واستحوذ على عقول وقلوب الناس يتحول الى قوة مادية، الى تسونامي يجرف قوى الرجعية والاستبداد، الى سقر وبئس المصير. و النزوع الى الحرية إن نجح يعدي و يغري بالمزيد من الحرية.
والعالم العربي ، الذي عمل الغرب على تقسيمه وتجزئته باتفاقية سايكس –
بيكو، وبإقامة الدولة العنصرية إسرائيل - لترتفع البسمة على شفاه الذين يسخرون من " نظرية المؤامرة"، فهم على عقولهم يضحكون – أصبح بعد
تونس و مصر يغلي في كل بقاعه، من الجزائر الى ليبيا، الى اليمن والخليج، حيث يتحرك أهل البحرين مطالبين بملكية دستورية ، وشبيبتنا في العراق تستعد ليوم الغضب في الخامس و العشرين من الشهر، الجميع يريدون مواصلة العملية السلمية للتغيير، مؤملين ألّا يرتكب الحكام جرائم جديدة، فأنظار العالم مسفتوحة على ما يحدث في أقصى بقاع الأرض ، ومن الضروري ألسعي لتقديم مرتكبي جرائم العنف ضد المتظاهرين الى المحاكمة ، وألّا يفلت أحد منهم من العقاب ليكونوا عبرة للذين سيحل أوان الإطاحة بهم، ويقتضي هذا إلتقاط الصور لمن يستخدم العنف من الشرطة ورجال الأمن، فعليهم الألتزام بشرعة حقوق الإنسان، والعراق وقع على الكثير من الأتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان .

إن فلول البعث ، المتجمعة في "حزب العودة "، تستعد لتخريب هذه التظاهرات واستغلالها بالأندساس في صفوفها ، ومحاولة إستفزازها وجرها الى العنف، مما يتطلب المزيد من الحرص، وتشديد الرقابة.

إن مسيرة التغييرات السلمية ، ونتيجة لتزايد الإهتمام العالمي بلائحة حقوق الإنسان باتت هي الغالبة منذ اواخر السبعينات، فكانت الثورة في إيران ، وإجبار الشاه على الرحيل، والبحث عن مكان يأويه، كما حصل مع أبن علي زين الفاسدين،وكذلك كان التغيير في بلدان المعسكر الأشتراكي بانهيار جدار برلين،والتغيير في شيلي ، وفي إندونسيا، و في غواتيمالا، وكما سعى البعض الى تحقيق التغيير السلمي في العراق عبر إجراء إنتخابات بإشراف الأمم المتحدة، وبالإعتماد على صدور قرار مجلس الأمن رقم 688 ، والذي استفادت منه االجبهة الكردستانية لإقامة إدارة الإقليم بعد إعلان منقطة الملاذ الآمن وإضطرار الجيش العراقي على الإنسحاب من كردستان العراق ، وتوقيع الحكومة العراقية مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة وافقت فيها على دخول بوليس دولي الى إقليم كردستان.


وماذا نستطيع فعله نحن عراقيي المنافي لإسناد تظاهرات الغضب يوم 25
شباط.؟ الإتصال بأهالينا و معارفنا في الوطن وحضهم على المشاركة السلمية
في المظاهرات، والتأكيد على شعار سِلمِيَّة ....سِلْمِيِّة كما فعل شباب 24 يناير
في مصر، والدعوة الى التجمع صباح يوم الجمعة أمام السفارات و القنصليات العراقية ، وإرسال الرسائل الإليكترونية الى رؤساء الجمهورية و مجلس النواب ومجلس الوزراء.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش من فرية الدفاع عن الوطن إلى هيئة إعمار الوطن
- - مصرُ البهيّةُ ، أُمُّنا ، جاءتْ إلى الساحةْ - *
- حول الجيش و الدفاع عن الوطن
- هلهوله للبعث الفاشي !! المطلق أول الغيث ؟؟
- الشيوعيون وعلي الوردي
- غطرسة إسرائيل إلى متى ؟
- مجلس النواب وحملة تعديلات قانون الانتخابات
- في الذكرى السبعين لميلاد الفقيد سعود الناصري
- الشيخ جلال الدين وحملة تحريم الخمور
- في خمسينية أول تنظيم للجالية العراقيىة في ألمانيا
- هوية العراق بين الدستور والمالكي
- النائب حميد موسى رئيس مجلس النواب بدون محاصصة
- كامل شياع النزيه الباسم ، داحر المرارة واليأس
- نداء للدفاع عن مثقفي العراق
- في عيد الصحافة الشيوعية أداة للتنويروتعميق الوعي ولتعبئة الر ...
- يكفي ان الاتفاقية مع امريكا لترفض
- تصخاب الصولة وكتمان مفاوضات اتفاقية الاحتلال
- امنيات لعام 2008
- طوبى لمن سار في هدى أكتوبر المجيد !
- مام جلال والتحفظ لصالح العسكر


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - لا للعنف سلمية...سلمية