أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - مشتركات الثورات العربية














المزيد.....

مشتركات الثورات العربية


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر ما يلفت النظر بين الثورات العربية الحالية هو وجود جوانب مشتركة فيما بينها. فعلى ما يبدو أن السياق العربي السياسي والاجتماعي متشابه بدرجة أو بأخرى رغم بعض الاختلافات بين دوله المختلفة. فالوضعية السياسية القائمة على احتكار السلطة من قبل الحزب السياسي الواحد أو من قبل أقلية محدودة تبدو هي الأرضية الشاملة التي انطلقت منها الثورات الحالية والتي من المؤكد أنها سوف يعقبها العديد من الثورات في الكثير من الدول العربية الأخرى. كما أن هذه الوضعية السياسية المتدنية ارتبطت هي الأخرى بسياق متخلف اقتصاديا واجتماعيا وهو أمر أدى بلا شك لتكريس التفاوتات المادية بين شريحة ثرية تحتكر الثروة وأخرى عريضة تحتكر الكفاف. وهي مسائل وحدت من السياقات التي يعاني منها المواطن العربي في معظم الدول العربية.
ويلفت النظر أن أسلوب مواجهة السلطة للأحداث في مصر وتونس وغيرهما من الثورات الأخرى، التي سوف تحقق إن عاجلا أو آجلا ما تريد، جاء متشابها. فالسلطة لا تفكر سوى في المواجهة الأمنية فقط لا غير؛ لم نعثر على رئيس عربي يفكر في المظاهرات ويمنح القائمين عليها المشروعية المرتبطة بها. لم نعثر على رئيس عربي يعترف بالخطأ علنا، ويترك مكانه للآخرين. البداية دائما ما تكون أمنية، حيث لابد أن يسقط الضحايا، ولا بد أن تراق الدماء. فالرؤساء العرب تصيبهم حالة من الصدمة لما يروه من شعوبهم، فتاريخهم الطويل في الحكم يؤكد أنهم أصبحوا مؤلهين لا يتصورون إمكانية الثورة عليهم ومطاردتهم وملاحقتهم. لا يقف الأمر فقط عند المواجهة الأمنية لكنه يتعداه إلى مسألة توجيه الاتهامات للثوار بالخيانة والعمالة وتنفيذ أجندات محلية وإقليمية وأجنبية. ومما يساعد على ذلك تلك الهيمنة الإعلامية من جانب النظام بما في ذلك قافلة المستفيدين الذين يقاتلون حتى الرمق الأخير دفاعا عن النظام، وبشكل أكثر دقة، دفاعا عن أنفسهم ووجودهم المهدد بالكنس أمام جحافل الثوار وحركة التاريخ.
يلفت النظر أيضا تلك الاستماتة من جانب تلك النظم الديكتاتورية والقائمين عليها في البقاء في الحكم والمناورة يمينا ويسارا من أجل الاستمرار. ولا أعلم كيف يشعر أي حاكم عربي وهو يرى شعبه يرفضه تماما ويريد البقاء رغم أنفه وإرادته. لكنها تلك العقلية الديكتاتورية التي تجعل الحاكم لا يرى سوى نفسه وأبناءه والمستفيدين من حوله. أغلب الظن أن هذه النوعية من الحكام تحتاج بدرجة أو بأخرى للعلاج النفسي؛ فهم مصابون بأمراض العزلة عن شعوبهم التي تعمقها الأجهزة الأمنية المحيطة بهم، وبطانة السوء من المأفونين والراغبين في الحصول على أية مكاسب سياسية واجتماعية.
وبسبب من هذه الاستماتة فإن هؤلاء الحكام لا يهمهم أي شيئ يمكن أن يصيب شعوبهم، فما يهمهم الاستمرار والارتباط بالكرسي والتحكم في مصائر العباد. من هنا فإنهم لا يتخلون عن سلطاتهم إلا تحت ضغط الثوار وتكاتفهم، وبعد أن يكونوا قد أنهكوا شعوبهم بشكل كبير. ومن أبرز ما كشفت عنه الثورات العربية الحالية هو لجوء هؤلاء الحكام إلى إثار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وضربهم بعضهم ببعض. فبقاء الشعب لا يهم الحاكم، والخسائر الناجمة عن الثورات لا تهمه، المهم أن يبقى لأطول فترة ممكنة. فتارة يجند الحاكم كتيبة من المأجورين للتظاهر باسمه، وتارة ثانية يجند كتيبة أخرى من البلطجية للنيل من المتظاهرين الأبرياء الذين يواجهونه، وتارة ثالثة يستعين بطائفته الدينية ليواجه بها الطائفة الأخرى المختلفة عنه، وهكذا يلعب الحكام بأية ورقة مهما كانت دنائتها وحطتها، المهم الاستمرار في الحكم والبقاء فيه.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفاظ على مكاسب الثورة
- أعداء الثورة في مصر
- خرج المصريون
- هلع الظالمين!!
- حرب القراء عبر الإنترنت
- الفرق بين المجاملة والابتذال
- أبوية العلاقات السياسية العربية
- تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا
- فوبيا عبدالناصر في الإعلام العربي
- الشخصية الفهلوية المثقفة
- الإعلام العربي بين التنوير والتغريب
- الحرية على الإنترنت
- عناصر القوة الأميركية
- عناصر الضعف الأميركي
- مسألة التعويضات وتسعير الضحايا
- المتحدث الرسمي باسم الحكومة
- واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية
- صورة أميركا في العالم العربي
- محمود أمين العالم: مناضل من الزمن الجميل
- البلطجي والضحية والمتآمرون!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - مشتركات الثورات العربية