الاستعداد والاستجابة للطوارئ

رعد غائب عبد الوهاب الرحماني

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 13:06
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

الإستعداد للطوارئ والإستجابة لها Emergency preparedness and response

الكثير لا يدرك قيمة الإستعداد للحوادث والتهيئة للإستجابة الفعالة لها إلا بعد أن تقع الحوادث ويتسبب عنها خسائر مادية و/أو بشرية ، أين تكمن المشكلة؟
الإجابة الصحيحة : ان الادارات تنظر بعين ضيقة لهذا الأمر ومن جانب واحد حيث ان الاستعدادات المطلوبة لمواجهة الحالات الطارئة تستلزم الصرف المادي غير المبرر من وجهة نظرهم وكأنها تريد أن تقول ان المشكلات لم تحدث بعد فلم هذه العجلة !!
اليوم ، وعلى وفق متطلبات المواصفة القياسية الدولية (ISO 14001;2004) لم يعد هذا الأمر كيفيا أو إختياريا بل أصبح إلزاميا ، دعونا نراجع النص الآتي المأخوذ عن المواصفة أعلاه:
(( تقوم المنظمة بوضع وتنفيذ وصيانة إجراءات لتحديد حالات الطوارئ والحوادث المحتملة التي يمكن أن يكون لها آثار على البيئة كما تحدد كيفية الإستجابة لها.
تقوم المنظمة بالإستجابة للحالات والحوادث الطارئة الفعلية وتمنع أو تخفف الآثار البيئة المرتبطة بها، وتقوم ايضا بالمراجعة الدورية ،أو كلما كان ذلك ضروريا، لإستعداداتها لحالات الطوارئ وإجراءات الإستجابة بعد وقوع الحوادث أو الحالات الطارئة. كما ينبغي أن تقوم المنظمة بالإختبار الدوري لإجراءاتها للتأكد من ملاءمتها.))
ان الامر لا يعدوا سببا للخسائر المادية والبشرية فحسب بل يتجاوزه في التأثير السلبي على البيئة علما بأن العوامل المهمة في تحديد المظاهر البيئية يندرج ضمنها الاستخدام الأمثل للموارد والطاقات إضافة للتغييرات غير المرغوب في محيط المنظمة التي تنشأ عن العمليات التي تمارسها المنظمة ، ومن هذا المنطلق فان الحوادث على إختلاف أنواعها وأحجامها وأسبابها تشكل واحدة من أهم التهديدات المحتملة النشوء جراء اي عمل فما بالك لو كانت الأعمال صناعية أو إنشائية أو نفطية التي تتسم بشكل عام باحتمالية عالية لوقوع الحوادث والحالات الطارئة.
وبالرغم من أن أغلب البلاد العربية ،ولغاية اليوم، لم تستخدم فيها لغة الإلزام في تطبيق المتطلبات القياسية لإدارة البيئة فان الإدارات العليا في الشركات العامة والخاصة مدعوة للإنتباه إلى الخطورة الكبيرة للحوادث والحالات الطارئة من خلال تطوير إجراءات الإستعداد والإستجابة للطوارئ بما يتلاءم مع إحتياجاتها المعينة، ويجب أن تأخذ الشركات بعين الإعتبار ما يأتي عند تطويرها لهذه الإجراءات:


أ‌) طبيعة وحجم المخاطر في مواقع العمل مثل السوائل القابلة للإشتعال وخزانات الضغط والحفظ للغازات والإجراءات التي يجب أن تتخذ في حالة السقوط أو الحوادث العرضية.
ب‌) ظروف الطوارئ الأكثر إحتمالا من حيث النوع والحجم.
ت‌) الطرائق الأكثر ملاءمة في الإستجابة للحوادث وظروف الطوارئ.
ث‌) خطط الإتصالات الداخلية والخارجية.
ج‌) الإجراءات التي يتطلب إتخاذها لتقليل الأضرار البيئية.
ح‌) إجراءات التخفيف والإستجابة التي يجب إتخاذها بشأن مختلف أنواع الحوادث وظروف الطوارئ.
خ‌) الحاجة إلى عملية تقييم الحوادث لإتخاذ وتنفيذ الإجراءات التصحيحية والوقائية.
د‌) الإختبار الدوري لإجراءات الإستجابة لظروف الطوارئ.
ذ‌) تدريب العاملين على الإستجابة لظروف الطوارئ.
ر‌) قائمة بالعاملين المهمين والجهات التي يمكن الإستعانة بها، بضمنها معلومات تفصيلية لأغراض الإتصال بـ (الدفاع المدني ، البلديات ، الشرطة ، المستشفيات).
ز‌) طرق الإخلاء ونقاط التجمع.
س‌) ظروف الطوارئ والحوادث المحتملة في المناطق المجاورة.
ش‌) إمكانية التعاون المشترك مع الشركات المجاورة.

وللتاكيد فقط ، سألت أحد المهندسين في إحدى الشركات / لديكم خزانات كثيرة لحفظ المنتجات وجميعها سريعة الاشتعال ، ترى هل لديكم إجراءات محددة وإستعدادات كافية للطوارئ ؟ أجابني بهدوء/ ان امكانيات الشركة بأكملها وكذلك الدفاع المدني القريبة منا سوف لن تكفي في حسم الأمر عند وقوع اي حريق أو إنفجار إلا بعد أن تكون النيران قد إلتهمت كل شيء !!!!


رعد الرحماني
مهندس استشاري / مستشار رئيسي في الجودة والبيئة
[email protected]
0096475076790

#رعد_غائب_عبد_الوهاب_الرحماني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات