أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية















المزيد.....

عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تاريخ الشعوب هناك عقود من عمرها تُعَدّ عقود الانعطافات والتحولات المصيرية. فبالنسبة للمنطقة العربية إن عقدي الخمسينات والستينات من القرن السابق على سبيل المثال كانا قد مثلا عهد الانقلابات العسكرية، كما حصل في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا. واليوم تشهد المنطقة العربية وعموم المنطقة ذات الأكثرية المسلمة مخاضات ولادة جديدة، من شأنها أن تجعل من عقدنا الحالي، أي العقد الثاني من الألفية الثالثة، عهدا للثورات الشعبية من أجل إسقاط النظم الديكتاتورية والمباشرة أخيرا بإجراء التحول الديمقراطي، ولعله بما يشبه عقد التسعينات بالنسبة لدول أورپا الشرقية، أو ما كانت تعرف بدول المعسكر الاشتراكي، حيث كان ذلك العقد عقد الثورات الشعبية التي أطاحت بتلك الأنظمة الديكتاتورية، لتنطلق عملية التحول الديمقراطي في ذلك الجزء من العالم بعد نظم شمولية دامت ما بين أربعين إلى سبعين سنة.
نعم فاليوم تشهد المنطقة العربية والمنطقة ذات الأكثرية المسلمة ثورات، ومخاضات ولادات ثورية، بدأت في تونس، حيث أشعل فتيلها البطل محمد البوعزيزي، عندما أحرق جسده من أجل أن يضيء زيت زيته المحترق درب الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية. ثم سرعان ما جاءت ثورة مصر العظيمة بأيامها الثمانية عشر، والتي ختمت بإسقاط الديكتاتور، وقبلهما بسنتين كانت إيران التي قمعت ثورتها الشعبية العظيمة، والتي انبعثت اليوم الروح فيها مجددا لتعيش حراكا ثوريا ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه، التي لا يعاني منها شعب إيران وحده، بل تنعكس بسيئاتها على عموم المنطقة، والعراق أول من يعاني منها، وكذلك لبنان وغيرهما. وتعاقبت الثورات أو لا أقل الحراكات الثورية الشعبية في اليمن، وليبيا، والبحرين، كما وهناك حراك في الجزائر، والأردن والمغرب، ناهيك عما يجري في العراق، والخامس والعشرون من الشهر الجاري أوشك قريبا، ونشهد منذ مدة مقدماته في عموم محافظات العراق، مع فارق أن الاحتجاجات الشعبية العراقية لا تهدف إسقاط نظام ديكتاتوري، بل تريد إصلاح نظام بوعاء ديمقراطي بمضامين لاديمقراطية، إذ إن ديمقراطيته ديمقراطية عرجاء، ومصابة بشتى العاهات، كالفساد وسرقة المال العام، وتأسيس إمارات الأسر والأحزاب الغارقة في الملياردات، وغياب الخدمات، وتردي الحالة المعاشية، والطائفية السياسية، والمحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية.
وعلى ذكر مصر، فإنني لأرى ذلك اليوم الذي ستكون مصر في موقع الريادة للعالم العربي مرة ثانية، فقد تبوأت مصر موقع الريادة فيما قد لم نعد نرى الكثير من مفرداته إيجابيا بالضرورة، ألا هو ريادتها للتيار العروبي، ولموجة الانقلابات العسكرية، وقيادة الصراع العربي الإسرائيلي، لكنها وتكفيرا عن الوجه السلبي لتلك الريادة، ستكون هذه المرة كما يبدو رائدة التحول الديمقراطي في المنطقة، وليس مستبعدا أن تقطع مصر أشواطا أسرع بكثير، وتنجز خطوات أنضج بكثير، مما حصل في العراق على طريق التحول الديمقراطي، ولعل في ذلك ثمة فائدة لنراجع أنفسنا في وهم أنا غدونا الواحة الديمقراطية وسط صحراء الديكتاتوريات أو اللاديمقراطيات.
أما لو انتصر أحرار إيران في الإطاحة بواحدة من أمقت الديكتاتوريات ألا هي ديكتاتورية ولاية الفقيه، فإن ذلك سيكون في صالح التحول الديمقراطي والاستقرار في عموم المنطقة، لاسيما في الدول العربية، وفي مقدمتها العراق.
ولكن للتحول الديمقراطي شروطه. وكثيرا من تلك الشروط قد التزمت بها ثورة (25 يناير - 11 فبراير) في مصر، ومن هذه الشروط الابتعاد عن ثقافة عبادة وتأليه الفرد، والتعويل على الجماهير، لاسيما على الشباب، فلم يكن هناك قائد بكاريزما تسحر الجماهير، علاوة على الحضور الواضح للمرأة المصرية، أو للشابات المصريات. كما كانت ظاهرة المصالحة بل والتضامن بين الجيش والجماهير، وكان هناك الابتعاد عن تسييس الدين، وعما يسمى بمشاريع أسلمة المجتمع تحت شعار (الإسلام هو الحل)، أو ما يشبه الانبعاث الجديد لما سمي في الثمانينات بالصحوة الإسلامية، فالفصل بين الدين والدولة هو من أهم ركائز النظام الديمقراطي. وقد كانت حتى الآن المخاوف مما يعقب إسقاط الديكتاتوريات تكمن في كون هذه الشعوب تقف بين نارين، نار ديكتاتورية قائمة، ونار هيمنة ممكنة لقوى الإسلام السياسي بامتطاء الموجة الديمقراطية إلى هدف أسلمة المجتمع غير المعلن هذه المرة، هذه القوى، أي قوى الإسلام السياسي، التي لا يتحلى معظم عناصرها بما يمكن تسميته بثقافة الحرية. ويتجلى غياب ثقافة الحرية لدى إسلاميي العراق على سبيل المثال، بشطحات ألسنة عند المسؤولين الإسلاميين، كتلك المقولة التي اشتهرت عن رئيس الوزراء بقوله: «هو يگدر واحد ياخذها حتى ننطيها بعد»، وقول آخر له بأن العملية السياسية تنهار برمتها إذا ما أعادت المحكمة الاتحادية النظر في قرارها بجواز ربط الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء، والتصريح الأخير لوزير التعليم العالي بوصفه للمخاوف من اعتماد الفصل بين الجنسين في الجامعات بكونها «إشاعات قذرة»، وهذه لغة حكام النظم الشمولية، فبدلا من تصحيح سوء الفهم، على فرض وجود سوء فهم، ذلك الذي من جراءه انبعثت المخاوف من هكذا إجراءات، لاسيما إن هذه المخاوف لم تأت من فراغ، بل كانت بسبب زيارة الوزير الدعوي الجديد لمراجع النجف فور تسلمه لمهمته الوزارية الجديدة، وسمع الجميع كيف دعا أحد المراجع بوضع حد للاختلاط المؤدي إلى الميوعة، فما كان من الوزير إلا أن يتعهد بالالتزام بتعليمات المراجع العظام. بل وكانت هناك إجراءات في بعض الجامعات تشير إلى المباشرة بتفعيل قرار الفصل. فنحن حتى مع حسن الظن بالوزير، بأنه لم يكن في ذهنه العمل بـ(تكليفه الشرعي) في طاعة المرجعية في فتوى، أو لنقل دعوة أو ترجيح أو نصيحة الفصل بين الجنسين، حتى لو كان أمرها إرشاديا وليس ولائيا، لا نتوقع من وزير أن يصف من يعبر عن مخاوفه بـ(القذارة)، فما هكذا يتعامل المسؤولون في نظام ينبغي له أن يكون ديمقراطيا مع أبناء شعبه بكيل الشتائم لكل من يخالفهم وينتقدهم، فهذه لغة مستبدي النظم الشمولية يا معالي الوزير. والمالكي هو صاحب مقولة أن من البديهيات أن يكون رئيس الوزراء في العراق شيعيا، والجعفري هو الذي يصف نفسه بالشيعي عندما تكلم مرة مبديا تفهمه لمخاوف الكرد، فعقب أن لكل مكون مخاوفه، ثم قال: «فـ(نحن) في محافظات الجنوب أيضا لنا مخاوفنا»، بمعنى «و(نحن) الشيعة أيضا لنا مخاوفنا»، بدلا من أن يقول أن أبناء محافظات الجنوب لهم مخاوفهم، ولا يقول «نحن»، لاسيما إنه رئيس ما يسمى بـ(تيار الإصلاح الوطني)، ولا ينبغي أن يطرح نفسه بوصفه شخصية قيادية شيعية.
فإن ما يهدد المشروع الديمقراطي في العراق وفي عموم المنطقة هو الطائفية، والإسلام السياسي، والفساد المالي والإداري – والعراق في طليعة البلدان المبتلاة بالفساد –، والميليشيات، وتسييس القوات المسلحة العسكرية منها والأمنية، وتحويل السياسة إلى أقصر طريق لتحول السياسي إلى صاحب ملياردات، بعصا سحرية استنسخها فرعون من موسى، ليسخرها لمآربه.
18/02/2011



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لشعبي تونس وجنوب السودان
- الجعفري، المالكي، عبد المهدي: رموزا للشيعسلاموية
- العلمانية .. بين السياسة والدين والفلسفة
- المالكي يتشرف بمباركة الولي الفقيه
- لماذا التهاني لإيران ثم للدعوة فللمالكي
- تعلم عدم الاستحياء أول درس في السياسة في زماننا
- ثالث المرشحين وكوميدراما السياسة العراقية
- توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005
- ثلاث وقفات مع المالكي في حواره الخاص
- محمد حسين فضل الله
- مع مقولة «المرأة ناقصة عقل وحظ ودين»
- مع تعليقات القراء المحترمين 2/2
- مع تعليقات القراء المحترمين
- مقولات فيها نظر
- العلمانية والدين
- فلسفتي في الحرية والمسؤولية
- فلسفتي في الوطنية والإنسانية
- ماذا يعني توحيد (دولة القانون) و(الوطني)؟
- وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 2/2
- وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 1/2


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية